الكرة اليوم (4): سلطنة بورنجا الكروية العظمى

الثلاثاء 18 سبتمبر 2007, 14:20 كتب :

و منا الكثير من يحب هذا النوع من "الفانتازيا" السينمائية و كثيرا منا يحب الكتب والروايات التي تحمل نفس الطابع من الفانتازيا .. وجالت فكرة بخاطري خاصة ونحن في شهر رمضان المبارك ( كل عام وأنتم جميعا بخير ) ، لماذا لا نجرب كتابة فانتازيا كروية نسلى صيامنا بها...   ولا نغضب أحدا منا و في الوقت ذاته ننقد نقد لاذع لكل ما يدور حولنا من غرائب كروية و رياضية تجعلنا نضحك كثيرا – وشر البلية ما يضحك – فدعونا نطرق بخيالنا العنان ولنرى ما سيقابلنا في ( سلطنة بورنجا الكروية ).

• سلطنة بورنجا الكروية هي المؤسس الرئيسي للعبة كرة القدم في قارتها منذ زمن بعيد زاد عن الخمسين عام حققت من خلالها انتصارات وحدثت لها انكسارات وهذا طبيعي لأي مؤسسة في الكون ،ولكنك أحيانا تتوقف لترى هل إنجازاتك تتلاءم مع تاريخك أم أنك خسرت كثيرا وتأخرت أكثر عن التطور الذي شمل كل من حولك في نفس المجال ؟!
– ما علينا – دعونا نعود من حيث بدأنا ،

وجدت برديات تتحدث عن إقامة دوري ( الكوسا ) الكروي منذ بداية السلطنة الكروية وكانت بدايات أحيانا تبشر بالخير وفى أحيان أخرى كانت النهايات دوما درامية .. شهد هذا الدوري سيطرة شبه كاملة من قطب أوحد وكبير أطلق عليه اسم ( الحمر ) فيما كانت هناك فرق أخرى حاولت كثيرا أن تناطح الزعيم ونجحت في مرات قليلة جدا و فشلت في أكثرها .. هذه الفرق كانت دائما ما تبحث عن شماعات كثيرة لفشلها المتكرر فتارة تدعى أن التحكيم سيئ أو أن الحظ هو السبب وأحيانا كانت تتهم ( الحمر ) بأن بطولاتهم وهمية و و و و والكثير من هذه المبررات الواهية ...

هذه الفرق منها من اندثر تاريخه و منها من يندثر فعلا ، نذكر منها فريق ( البيض ) و فريق ( البرتقال ) وهما أشهر الفرق خسارة من الكبير الذى أذاقهم الكثير من المر ولكنهم عادة لا يعترفون بذلك وهذه سمتهم ..

ترأس "بورنجا" أكثر من شخص ، كان أشهرهم اثنين تتابعا على الرئاسة لمدة طويلة جدا ، أحدهما نجح فى الانتخابات والثانى يأتى بالتعيين ثم تعود الكرة مرة أخرى بالعكس و هكذا وكأنه لا يوجد سواهما ليقودا المسيرة ، و ياليتها تسير للأمام بل عندما تقرأ التاريخ البورنجى ، تجد بضعة بطولات والعديد والعديد من الهزائم المخزية التى كانت كفيلة بالاطاحة بهذا أو ذاك للأبد و لكن ياللعجب تجدهما أمامك.

*(أبو المعارك ) وهو الطيب المسكين الهادئ المسالم والذى لا يتذكر أى شخص ما حققه أو ما أنجزه حيث كان دوما سيئ الحظ وسنوات ادارته كانت عادة عجاف باستثناء مرات تعد على أصابع اليد الواحدة.

*( أبو الازدهار ) وهو سعيد الحظ دائما بالحصول على بطولة من رحم المعاناة الكبيرة ونعلم جميعا أنها تأتى مصادفة بلا اعداد جيد أو ترتيب وبلا أى تنظيم مسبق ، هى فقط هبة ربانية من رب العباد رحمة بالفقراء مشجعى هذه الفرق .. ونجح كعادتة فى تلميع كبير لمجلس ادارته من حيث بيع المباريات فضائيا – بسعر لطيف جدا – و محاولة منع انطلاق قناة ( الحمر ) الرياضية الخاصة بناديهم ومحاولة الزج بهم للاشتراك فى بطولة ( الهنود ) الغير رسمية وحدث ولا حرج عما يحدث فى الساحة الكروية من مشكلات كبيرة لا يقوى على مواجهتها أحد وتكاد تعصف بكل شيئ سنتحدث عنها لاحقا.

ومعه نائبه الشهير الذى أثار الجدل الرهيب فى كل تصرفاته وأفعاله وأقواله ... فهو الوحيد الذى نجح فى توحيد ( الحمر ) و( البيض ) لأول مرة فى التاريخ على شئ واحد ... كراهيته .. وربما الآن يحاول اصلاح الكثير مما سبق وبدأ فى مغازلة الجمهور الأقوى والأكبر من أجل الصفح عنه واستعادة الرونق واللمعان الذى خسر منهما الكثير فى الفترة السابقة ... والمثير فى الأمر تحول القصة الى تهديدات بالقتل وقيامه بالرد على طريقة ( عنتر يواجه الأعداء ) وكأن المناخ الكروى ينقصه مثل هذه المسرحيات السخيفة ..
وبالطبع هناك شكر وثناء كبير للسيد ( أبو الازدهار ) الذي وضع قوانين كروية بور نجية حديثة بعد زيارة التصالح بين النائب والنادي الكبير ، ووضعها على طريقة ( النادي اللي يزعل أوى ، أشركة في بطولة وأصالحه ... ولو زعل أوى أوى أخليه يكسبها بقى ) ..

أما عن باقى الادارة ، فلا نعلم عنها الكثير باستثناء بعض اللقطات المرحة التى تضحكنا بين الحين والآخر مثل الاعتراض على قرار ما بطريقة ( تخفف من ملابسك ، تصل الى ما تريد ) .. أو الساحلى المحترم الباحث عن نظام حقيقى يبدو أنه الوحيد الذى يعتقد انه ممكن الحدوث و لكنه لن يعلم الحقيقة الا بعد الخروج المبكر ... وهو قريب .

أما تحكيميا ، فيمتاز أبناء السيد ( أبو الغندرة ) بأنهم يفهمون جيدا ما هو المطلوب منهم عمله ويؤدونه بكفاءة واقتدار يحسدون عليها ولا يهمهم ما يحدث أثناء المباراة أو بعدها .. فأهم شئ ارضاء رئيس العمل ولتذهب كل الجماهير والأندية وحتى قوانين الكرة الى الجحيم .... أشعر أحيانا بأن استمتاعهم بسماع السباب هو الغاية الكبرى وأن مشاهدتهم للاعبى الفرق وهم يقعون باصابات كبيرة هى أفضل وسيلة للتسلية .. ولا داعى لاستخدام الكروت الملونة الا فى الضرورة القصوى أو حالات الطوارئ لأنهم تعلموا جيدا من السيد الكبير أن استخدام الكروت مع حالات العنف الغير مشروع هو غير مستحب ويمكن بدلا منه أن يطبطب على اللاعب ويقرص اذنه فقط من أجل عدم تكرار ذلك لأنه عيب !!! ... أما من يصاب مرة واثنين وثلاثة و يستغرق علاجه أكثر من سنة فهو المخطئ لأنه استغل مهارته فى مراوغة واحراج اللاعب الذى أصابه .... وهو ده فعلا قانون بورنجا التحكيمى .. واللى مش عاجبه يعتزل !! .

منتخب السيد ( أبو الازدهار ) يقوده العالمى المبدع ( أبو الحسنات ) وهو من فاز ببطولة قارته بقدرة الله أولا وبتوفيقه لحارس مرمى عظيم ، وكان هناك تفاؤل يعم الناس فى بادئ الأمر بعد عدة انتصارات ودية سرعان ما استيقظوا منها على سقطة خارجية رسمية أطاحت بهم وبدأ بعدها ظهور الوجه الحقيقى للمدرب والذى لم نشاهد فريقه يلعب مباراة واحدة جيدة منذ أكثر من عام ، بل كان سيقود الفريق الى تحقيق حدث فريد من نوعه وهو عدم الوصول الى النهائيات القارية لأول مرة فى التاريخ أمام بعض الفرق العظيمة جدا والتى ربما لم تصل أبدا الى النهائيات طوال تاريخها الكروى ... عموما من الآن – بدون تشاؤم – اذا كان الحال هكذا أثناء التصفيات ، فماذا سيفعل فى النهائيات ؟ بواقعية أقول ( سلامات سلامات وسلم لى على المنتخبات ) ... وبالطبع تحدثنا عن السيناريو المتوقع وأحب أن أضيف بعد ان ضحكت حتى دمعت عينى عندما قرأت تصريحا لكبير كبار المدربين ( جوهر الأول ) عن أنه لم يعتزل التدريب وأنه يحن الى الملعب ...... هل هذه مقدمه لشئ ما ؟!

• أما الأندية ولاعبيها .. فحكايتها حكاية ...
يروى التاريخ البورنجى عن نادى ( الحمر ) الذى حقق نجاحات تناطح السحاب وشرف الجميع وصال وجال فى جميع الأنحاء ، و كان دائما مثل الشجرة المثمرة التى يقذفها المغتاظين والحاقدين بكل ما يمسكون فى أيديهم وكأنهم يحاربون فيه فشلهم ..وهو مسكين يلعب هنا وهناك و ينتصر هنا وهناك ، يتعب أحيانا وينتفض سريعا ، يمد المنتخب بلاعبين عظام يقودونه الى البطولات ويسجل التاريخ بالفعل أن هذا البطل الأسطورى عندما يستفيق يحقق المستحيل ويصل بمنتخب بلاده الى منصات التتويج .

أما فرق أخرى مثل ( البيض ) و ( البرتقال ) فهما الكومبارس اللذيذ ، الذى يحتاج الوسط الكروى لوجودهما من أجل اضافة البسمة والسعادة ... و أجزم أنهما لو اهتما فقط بنفسيهما لحققا الكثير وجعلا كرة بلدهما فى الصفوف الأولى بدلا من مبارزة طواحين الهواء و التى لا تفيد.

أحدهما لا يريد شئ من الحياة الا أن يفوز على القطب الأوحد و يعتبره هدف حياته سواء قاده ذلك الى بطولة أولا ، يريد ضم لاعبين ليس من أجل تحسين مستواه ولكن ليقال أن خطفهم من غريمه ... أما الآخر فهو يكره الفارس من أجل الكراهية فقط ولا شئ آخر ..

ترى أحيانا معركة من أجل لاعب – أحيانا يشارك فيها ( الحمر ) أيضا ولا يعفى من الخطأ – وبعدها لا تعرف عنه شيئا ، و فى عصر ( الاختراف – نسبة للتخريف الكروى ) ترى لاعب من السهل أن يتركه ناديه لأى نادى آخر فى الكون وعندما يأتى للـ ( الحمر ) تقوم الدنيا وكأنها خيانة عظمى ، وترى ( البيض ) يفاوضون أحد اللاعبين ويقبلون قدمه من أجل فقط ألا يلعب للنادى الآخر ... وفى قصة شهيرة جدا ترويها الوثائق البورنجية القديمة عن لاعب فى نادى ( البرتقال ) تركوه يذهب للخارج وبعدها استعاروه وحاولوا التحايل على الجميع من أجل بقاؤه .. وفاوضه ( البيض ) خلال فترة التعاقد اخلالا بكل شئ ، و عندما دخل ( الحمر ) فى المفاوضات بعد عرضه من ناديه الأصلى للبيع ، حدث ما حدث و صوروا بل وخدعوا أنفسهم أن القصة انتهت و كل شئ أصبح على ما يرام .. ولكن فجأة انقلب السحر على الساحر وسيتوجه اللاعب الى ( الحمر ) عاجلا أو آجلا .. وذكرت بعض البرديات أيضا عن محاولة استسلام من رئيس نادى ( البرتقال ) و محاولة التأثير على ادارة الفارس الأحمر و لكن هيهات ، بائت بالفشل كل المحاولات خاصة مع رغبة جماهيرية كبيرة جدا بضم هذا اللاعب.. و العديد من القصص والروايات المشابهة والتى كان مصيرها نفس المصير و النهاية السعيدة دائما للبطل الأحمر فى النهاية ..

• أما الأساطير البورنجية تحدثت عن مشجعين بدرجة أوفياء جدا طالما وقفوا بجوار أنديتهم و منتخبهم حتى وصلوا الى محطات ناجحة كثيرة ... و ظهرت فيهم رابطة حمراء محترمة وقوية أمتعت الناس كثيرا وغيرت مفهوم التشجيع فى كل الأنحاء وكانوا ( الأصل والباقى التقليد ) ... ولكن للأسف هناك من يحاربهم الآن بلا أى سبب ويحاول تشويه صورتهم لا من اجل شئ الا محاولة هدمهم ، ولكنهم أقوى من كل شئ وسينجحون فى استعادة السيطرة والتألق الذى اعتادوا عليه . وان كان هناك من حزن على ما حدث لهم فى أعقاب مباراة لفريقهم فى الدورى وما شهدته من تجاوزات فى حقهم يجعلنا يجب أن نتكاتف مع هؤلاء الشباب المحترم الذين يجملون الصورة .. فلماذا لا يريد البعض أن تظل الصورة حلوة ؟ ..... استمروا للأمام ، فالحق ينتصر فى النهاية .

انتهت القصة ، و عدنا للواقع الذى قد لا يختلف عن الروايات ولكن يمكن تعديله فنحن نعيشه وأمامنا مستقبل يمكن ان يكون أفضل .. فقط لو رغبنا فى ذلك .. أقول لو .

ركلات ترجيح

 لقاء القمة 100 : أيا كانت النتيجة ، فالرياضة فائز ومهزوم ، أنت تفوز اليوم وتخسر غدا .. ولكن اياك وخسارة خلق أو شرف.
 كرول : قمت بابعاد لاعبين عن الفريق فيما سمى ( وقفة ) تربوية.. واعادتهم قبل لقاء القمة هو أيضا ( وقفة ) حداد على الأخلاق.
 جوزية : اذا أعدت خط وسط الأهلى فقط الى حالته الطبيعية ... سيحصد الأهلى نفس بطولات العامين الماضيين .
 بشير التابعي : خسارة أنك لم تشارك في لقاء القمة.. ولو أنها مافرقتش . ( رسالة قصيرة من جماهير الأهلى ) .

فى الحقيقة ، كنت قد قررت عدم كتابة أى تعليق على أحداث القمة المئوية ... ولكن لم أستطع ..
لذلك سأجعلها مختلفة بعض الشئ ، وبما أننا فى رمضان ، فدعونا نجرب حل الأسئلة والفوازير الرمضانية الكروية :

• هل اشترك ( علاء عبد الغنى ) فى لقاء ناديه أمام الأهلى فى القمة المئوية ؟؟
• حدد جيدا موقع ( أحمد مجدى ) و ( محمد أبو العلا ) و ( أسامة حسن ) - من الاعراب – اسف أقصد فى الملعب فى هذه المباراة ؟
• مسابقة أين اللاعب ؟ .. والسؤال هو ( أين ذهب – عمرو زكى و عبد الحليم على – طوال المباراة ) ؟ .. واذا وجدتهما أخبرهما أن يعودا لأن غبيتهما طالت.
• اختر ما بين الأقواس : أبو تريكة وبركات ( عدوا الزمالك رقم 1 – فنانان بدرجة ساحران – الزمالك يسأل متى سيعتزلان ) .
• علل : سر غضب شيكابالا رغم أن جماهير الأهلى كانت تناديه ( شى شى شيكابالا ) ... هى تفرق من جمهور الزمالك عنها من جمهور الأهلى ؟؟؟ .... ما قولنا كده ماعجبش .
• هل يمكن توقيع عقوبة على ( شي شيكابالا ) بعد تلفظة بالسباب الواضح للكاميرا ورفع الحذاء فى وجه جماهير الأهلى ؟
• اخر سؤال : ماذا تريد من ( جوزية ) أكثر مما فعله فى هذه المباراة ؟


لكل من يحب كرة القدم فى مصر أيا كان انتماؤه .... الأهلى يا أسطورة ، تريكة يعلم كورة

تعليقات