نموذج صغير لأن الأهلي قبضة واحدة .. أسامة ليس شيخاً !!

السبت 04 أغسطس 2007, 08:50 كتب :

تدار بعقلية بعيدة كل البعد عن المُجاملات والإكراميات والوسائط، وما إلي ذلك من أمور تدمر أي مؤسسة تعمل في أي مجا، سواء كان رياضي أو اقتصادي أو حتى اجتماعي وبالطبع إعـلامي.

هكذا يسير الأهلي منذ القدم علي كافة المستويات، يعطي لكل ذي حقاً حقه المشروع، سواء داخل أروقة...   مجلس الإدارة أو بفريق كرة القدم، مما أوصله لأن يصبح ناد ٍ كبير سمعته مثل الجنيه الذهب، لا بالبطولات والإنجازات والنجاحات والتوسعات فقط بل بالقرارات المحكمة المدروسة التي تؤدي للانتصارات دائماً، فالنادي الكبير لا يقف علي أسم واحد بعينه، فلا الخطيب هو الممول الأول ولا حسن حمدي هو صاحب القرار بمفرده، كل الأهلاوية قبضة واحدة وهذا سر نجاح البيت الأحمر، ففي فريق كرة القدم لا يقف الفريق علي أسم واحد، رحل بيبو فظهر أبو تريكة ورحل علاء إبراهيم وحسام حسن فظهر بلال ومتعب ورحـل إيفيلينو وبينيو لتتلألأ الجوهرة القادمة من عاصمة النادي الأهلي في مصر " محافظة الشرقية " النجم أسامة حسني والذي يؤكد لنا أن النادي الأحمر بالفعل لا يقف علي أسم واحد.

عاني مؤخراً عماد متعب قائد الهجوم الأحمر من عقم تهديفي لم يعهده " لا متعب ولا الجماهير ولا حتى جوزيـه "، فكانت قرارات جوزيه صائبة فيما يخص المهاجم الأول للأهلي، حينما قرر الاستفادة من العائد مؤخراً من الإصابة أسامة حسني في أخر 15 أو 10 دقائق من كل مباراة ومنذ مباراة الهلال السوداني في القاهرة لم يخيب أسامة حسني ظنون جوزيه بإحراز هدف تأكيد الفوز في الدقيقة الأخيرة من المباراة بضربة رأسية مـتقنة، فضلا ً عن أداؤه أمام الزمالك في نهائي كأس مصر والذي أهدر فيه عماد متعب كماً رهيباً من الأهداف كانت كفيلة بفوز الأهلي بالمباراة دون اللجوء لوقت إضافي حُسمت فيه الأمور بفضل هدفي أسامة حسني برأسيتين قاتلتين ، دفعت الزمالك للانسحاب من مباراة كأس مصر قبل بداية الموسم الكروي الجديد خوفاً من لسعة أهلاوية حمراء جديدة، فما حدث له كثيراً جداً من الأهلي ونجومه بداية ً من فلافيو وصولا ً لأسامة حسني، ليؤكد نجوم الأهلي أن خسارتهم بالمباراة قبل الأخيرة بالدوري المصري من الزمالك 2-0 ما هي إلا حدثاً عابراً لن يتذكره سوى المفلسين.

إذن أسامة حسني في مباراتين لعب كاحتياطي لعماد متعب وفي المرتين أحرز هدف في الهلال السوداني وهدفين في مرمي الزمالك، ليحسم الأمور التي لم يستطع عماد متعب حسمـها بطرق مختصرة وسهلة دون تعقيد ورتابة في التنفيذ.

جاءت المباراة الثالثة أمام الترجي التونسي في دوري أبطال أفريقيا لتشهد عقماً تهديفياً جديداً لعماد متعب، إذ فشل في هز شباك الترجي رغم تمريرات بركات وأبو تريكة الساحرة لـه، إلا أنه فشل سواء في خطف الفرص التي سنحت له داخل المنطقة أو خارجـها.

أستخدم جوزيه عقلية المدرب المسيطر علي الأوضاع دون خوف من أحد بإخراج متعب مرة ثالثة ليدفع علي حسابه أسامة حسني وأحرز أبن الشرقية الهدف الثالث بتسديدة أرضية ممتازة، البعض قال عن أسامـة حسني الشيخ، لكنهم تناسوا أن كل لاعبي الأهلي متدينين وعارفين ربنا كويس، وعماد متعب مثله مثل زملاؤه، لكن الفرق الوحيد بينه وبين أبو تريكة وأسامة حسني وغيرهم في عدم أحترم قرارات جوزيه الصائبة دائماً، فمثلا ً أسامة جالس باستمرار علي الدكـة دون أن يعترض علي ذلك، والأدهى أنه يحرز الأهداف عكس متعب الذي لا يحرز، فإذا ما طالب بحقه بالعب أساسي بدلا ً من متعب أو فلافيو لن يرد طلبه " بمنطقية "، لكنه يعلم جيداً أن دوره يتجلى في دور اللاعب الاحتياطي وليس الأساسي وهو متأكد أن جوزيه أكثر الناس علماً بأمور الفريق، وهذا نابع من احترامه للمدرب وتقديراً لأفكاره مهما كـانت.

أفاد حسام البدري موقع الأهلي نيوز بأنه سيتم إيقاف عماد متعب أثر تصرفه الغريب في حق جوزيه أثناء مباراة الترجي إذا أظهرت الإعادة التليفزيونية تورط متعب وبالفعل ثبت أنه قذف جوزيه، ليتم تغريمه وإيقافه، ليستبعد عن مباراة الأهلي وبنفيكا الودية الدولية بمناسبة الاحتفال بمئوية نادي القرن في أفريقيا.

أفـــهم يــا مــتعب .. وصفق لجوزيه

لم يشرك جوزيه الجوهرة الشرقاوية " أسامة حسني " رغم إيقاف متعب وكأن جوزيه يريد إيصال معلومة مهمة لمتعب تتلخص في أن أسامـة حسني لاعب احتياطي يتم استخدامه في الوقت الصحيح من جهة جوزيه سواء كنت يا متعب جاهز أم غائب أم متألق، ونزوله بدلا ًَ منك علي الدوام لأسباب تكتيكية وفنية واضحة ، ونلاحظ معاً أن جوزيه استخدم أسلوب ذكي للغاية في التعامل مع اللاعبان، فإذا كان أشرك أسامة من بداية المباراة لفقد متعب ثقته في نفسه ليترجم أسباب خروجه علي الدوام أمام الهلال السوداني والزمالك والترجي علي أن جوزيه يريد تطفيشه، لكن حدث العكس، جوزيه لا يزال يريد متعب، وما يفعله الآن استفزاز واضح للاعب الذي بدأ يفتقد حاسته التهديفية العالية في الآونة الأخيرة !!. "برافو جوزيه".

من جديد أسامة حسني يحرز هدف الفوز للأهلي بمرمي بنفيكا، ويستمر البعض في أطلاق كلمات غير محسوبة علي النجم الشرقاوي "أسامة حسني" بأنه شيخ وأن بركة دعاء الوالدين "شغالة معه زى السكينة في الحلاوة"، لكن هذا كلام غير منطقي بالمرة، فإذا كان الحظ جاء مرة أو مرتان لن يأتي ثالثة ورابعة وخامسة، دليل علي أنـه لاعب مجتهد ويقتنع برأي مدربــه، ويحاول الاجتهاد قلما وطئت قدماه أرض الميدان هذا هو النجم الحقيقي .

أســامة متنـوع .. ومتـعب مشـتت !!

"

أسلوب أسامة حسني يذكرني بكل صراحة بهداف الأوروجواي ونادي فياريال الأسبق وأتلتيكو مدريد الحالي "ديـجو فورلان" حتى بملامح الوجه يشبه كثيراً لكن فورلان شعره أطول كثيراً.

أسامة يمتاز بالدقة في التسديد البعيد ومتميز للغاية في ألعاب الهواء مع أنه قصير القامة وهذا لا يمنعه من الارتقاء فوق منافسيه بالركض من الخلف للأمام لمقابلة الكرة في نقطة محددة هو يحددها بنفسه، وهذا ما يعجز عنه متعب الذي ينتظر دائماً الكرة تأتي له علي رأسه دون أن يتحرك أو يبذل أي مجهود.

أسباب تميز الأوروبيين في الضربات الثابتة هو أن منفذ الضربة الحرة أو الركنية يمرر الكرة في ارتفاع قاتل صعب جداً ممزوجة ببعض السرعة إضافة للحرفنة بأن تلف وتدور مثل"الواو" أو "ألموزه" ولا ينتظرها زملاؤه واقفين علي قدميهم داخل منطقة الـ "السيكس ياردة" بل من خلال انتظار الكرة خارج منطقة الجزاء ووقت تنفيذ الكرة يركض الجميع ليرتقوا في النقطة التي ستذهب لها الكرة ومن هنا تظهر قوة تسديدة الرأس، فقوة الضربة الرأسية "الهيدز" لا تأتي إلا من خلال الاندفاع من الخلف للأمام لتثقل بالقوة والاندفاع فمهما ذهبت في أي زاوية تدخل هدف، كما فعل محمد ديارا نجم ريال مدريد في المباراة الختامية بالليغا الاسبانية حينما عرضت الكرة وكان ديارا قادماً من الخلف فسدد الكرة دون أن يراه لاعبو مايوركا وذهبت في يد حارس المرمي "مويا" لكن من شدة قوتها مرت من بين يد الحارس وارتطمت بالمدافع "باسيناس" لتستقر في الشباك وتعلن ريال مدريد بطلا ً لليغا .

"

"

أسامـة حسني أنتظر عرضية "أحمد صديق" في المباراة الافتتاحية لكأس دوري أبطال أفريقيا 2007 أمام الهلال السوداني دون أن ينتظر الكرة داخل المنطقة لأنه قصير القامة ولأن المدافع ريتشارد طوله يتخطى الـ 190 سم متر فإذا أنتظر داخل المنقطة ستقص الكرة لا محالة ، فقرر تأخير نفسه بأسلوب أوروبي تكتيكي ممتاز بانتظار الكرة خارج منطقة الجزاء حتى أرسلها أحمد صديق ليركض أسامة بسرعته القياسية والتي تخطى بها مراقبيه ليلتقي مع الكرة في النقطة المحسوبة بعينيه الثاقبين لتذهب تسديدته الرأسية محكمة مرتطمة في الأرض مغردة في المرمي تهلل لذكاء اللاعب الفطري، بنفس الأسلوب تقريباً حدث في مباراة نهائي كأس أفريقيا للأندية أمام النجم الساحلي موسم 2005 حينما رفع الكرة المرحوم "محمد عبد الوهاب" من اليسار وكان أسامة راكضاً بنفس الطريقة لكن رفعة عبد الوهاب كانت علي الطائر وسريعة عكس عرضية أحمد صديق، ليسدد حسني صاروخية في المرمي، رحمك الله يا محمد.

دقة أسامة حسني وذكائه في التقاط الكرات العرضية جعله لاعب متنوع الصفات ومتعدد المواهب، فهو مهاجم يجيد اللعب تحت رأس الحربة الصريح بالمناورة والتسديد من خارج منطقة الجزاء مع تحركه المتواصل خارج المنطقة يميناً ويساراً .. وهذا المهاجم دائماً مطلوب في أكبر الأندية، أما المهاجم المشتت الذي لا يدري ما الذي يريده لا مكان له غالباً، فرود فان نستلروي مهاجم ريال مدريد يعرف إمكانياته جيداً ولا يخرج خارج المنطقة كثيراً ويؤدي دوره كرأس حربة علي أكمال وجه بخطف الكرات الحائرة داخل مربع العمليات دون فذلكة، واستبعاد زميله في المنتخب الهولندي هاسلبانك من تشيلسي فور تعاقد مورينهو مع البلوز ما هو إلا تأكيداً لهذا المفهوم، لأن هاسلبانك مشتت يجهل دوره، يريد أن يخرج خارج المنطقة ويداعب الكرة ويسدد وهو ليس بمهاري، وبنفس الوقت يريد خطف الأهداف داخل المربع الذهبي، عماد متعب في مصر من هذه النوعية .. إذا ما تحدد دور عماد متعب " كمهاجم صريح فقط " سيتألق ويبدع، لكن للأسف اللاعب يشغل نفسه بمهام أخري غير مهمته الأساسية، بأن يخرج خارج المنطقة بالمراوغة والتحرك يميناً ويساراً، وهذا يؤدي لتشتيت فكره وإخراجه عن تركيزه داخل الملعب، تحديد الأدوار شيء مهم جداً، لكن اللاعب الجوكر غالباً لا يحدد دوره، فبركات يجيد اللعب في أي مكان، لكن أنت يا متعب لست ببركات ولا بأسامة حسني.

متعب ..أعرف نفسك.

تعليقات