عـماد الفنان قناص أي كلام

السبت 21 يوليو 2007, 06:17 كتب :

وفي ربع النهائي تعادل ذهاباً مع اليوفينتوس وفي الكامبنو خسر 1-2، ومن هناك خرجنا بعظة لا يمكن نسيانها ، فقد أنفرد لويس إنريكي مهاجم البرسا بالحارس بوفون وسدد جوار العارضة بغرابة شديدة وقال معلق المباراة وقتها الكابتن حمادة إمام "لويس إنريكي عامل فيها حريف، يا راجل الجول واسع حطها...   في أي حتـه "، وبعدها بدقائق أنطلق نيدفيد لاعب يوفينتوس بالكرة وتوغل في منطقة الجزاء محرزاً هدف التقدم دون التفكير بكيفية تسديد الكرة، فالأهم بالنسبة لـه أن يحرز هدف التقدم بأي طريقة، وليس كإنريكي الذي تفنن في إهدار الكرة لأنه أراد وضعها بطريقة فنية بأن ترتطم في العارضة وتدخل المرمي، وقال حمادة إمام وقت إحراز هدف نيدفيد "أتعلم يا إنريكي، نيدفيد بيقولك أتعلم تتشاط الكورة في الجوال إزاي".

ولأن البرشلونيين لعبوا بحرفنة أمام المدرسة الإيطالية الواقعية، خسروا في ملعبهم وخرجوا من البطولة.

مهاجم الأهلي الأول "عماد متعب" يتمتع بجسد مرن ومهارة فردية مميزة وحس تهديفي فريد من نـوعه، ومنذ أن رحل أحمد بلال عن صفوف الفريق الأحمر وأصبح القناص الأول في الأهلي هو عماد متعب الذي أعتمد عليه جوزيه موسم 2004-2005و 2005-2006، لم يخذل عماد متعب جوزيه، وكان دائماً ينقذ الفريق في لحظات يعجز كل أفراده عن فعل أي شيء، بخطف الأهداف داخل منطقة الجزاء بانسيابية بحنكة تهديفية يصعب تعلمها، فأمام الرجاء البيضاوي في المغرب بدوري أبطال أفريقيا 2006 خطف هدف التعادل في الدقيقة الأخيرة من المباراة باستغلال خطاء الحارس وقلبي الدفاع، ونفس الهدف تكرر أمام الإتحاد في الدوري المحلي، فضلا ً عن أهدافه الغزيرة بنفس الطريقة بمباريات الدوري العام ودوري أبطال أفريقيا سواء برأسيات أو تسديدات ماكرة من داخل منطقة الجزاء، جعلته من أبرز الهدافين العرب وفي أفريقيا .

لا شك أن الحرفنة زيادة عن اللزوم ظهرت علي اللاعب في الآونة الأخيرة، وكانت مباراة الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر 2006-2007 أكبر دليل علي الفرق الشاسع بين رأسي الحربة في الغريمين، فعمرو زكي ركض وفعل المستحيل وتحدى فارق المسافة بينه وبين المدافعين وبقوة عضلية واحترافية أستغل خطاء أمير عبد الحميد وقلبي دفاع الأهلي بقفزة رائعة خاطفاً بها هدف التقدم وقبلها ببضع دقائق جاءت له كرة عرضية ارتمى دون تفكير مسدداً تسديدة مزدوجة ذهبت جانبية، في الوقت الذي أهدر فيه متعب أهدافاً بالجملة سواء من داخل منطقة الجزاء أو خارجها، بإسهابه في المراوغة وإصراره علي مراوغة المدافعين والحارس وإحراز الهدف - علي طريقة مارادونا أفضل لاعب في تاريخ اللعبة - لكن عمرو زكي كان مثل نيدفيد رد سريعاً علي متعب الفنان بإحراز هدف واقعي جداً "مخطوف خطف"، لكن متعب لا يخطف للأسف الشديد.

أن الإفراط بالمراوغات واستعراض المهارات يؤثر بالسلب علي المهاجم القناص، وعماد متعب لم يكن يكثر في بداية أمره مع الأهلي بالاستعراض كثيراً، كان يخلص الكرة في المرمي دون فذلكة، لكن الآن الأمر أختلف بانسجام فلافيو، فأصبح كثير الخروج عن منطقة العمليات وهذا مطلوب لكن ليس بالطريقة التي يقوم بها متعب، أدائه إيجابي جداً خارج المنطقة، بتخبيطه في الدفاع وإرهاقهم، ووقت الجد يهدر كل ما قام به طيلة المباراة، فأمام الزمالك أهدر كثيراً وعندما أحرز الهدف الأول كانت الكرة سهلة بإنفراده بعبد المنصف، وأمام أسيك والترجي صال وجال لكن دون أن يحرز أي هدف رغم المجهود الوافر الذي بذله.

راؤول جونزاليس كان من أفضل مهاجمي العالم داخل منطقة الجزاء، ويطلق عليه كبار المحللين قناص نموذجي، ليقظته داخل منطقة الجزاء واستغلاله لأي خطاء سواء من الحارس أو قلبي الدفاع بترصده الدائم لهم، ومع كثرة تغيير المدربين في مدريد ولتغير الخطة ولتعاقد كابيلو مع نستلروي تراجع راؤول للخلف مما أثر علي حسه التهديفي بالسلب، فأي كرة عرضية يتسلمها داخل منطقة الجزاء يحاول أن يناور ويحاور ومن ثم تضيع الكرة، فراؤول زمان كان ينتش الكرة ويسددها بمجرد وصولها لقدميه أو ربما يذهب للكرة ويفاجأ الجميع بتسديده في لحظة، هكذا كان عماد متعب والآن أصبح متعب مثل راؤول الإسباني، قناص يعمل نفسه فنان داخل منطقة الجزاء.

ذهبت مع صديق عزيز من دولة الكويت الشقيقة لمباراة الأهلي والترجي التونسي التي ظفر فيها الأهلي بالنقاط الثلاث بثلاثية مقابل لاشيء، قدم محمد بركات مباراة ممتازة جداً ممرراً أكثر من عرضية نموذجية لعماد متعب لكن دون استغلال من الأخير، وقال صديقي "عماد متعب مهاري جداً ولاعب رائع، لكنه لا يصلح لأن يحترف في أوروبا، فأنت تلعب أمام فريق تعبان الآن ومهاجمك الأول يهدر الفرص تباعاً، فماذا سيحدث لك حينما تقابل فريق كبير لا تأتي لك الفرص إلا نادراً ؟، يجب أن يتميز مهاجمك بالواقعية في الأداء وتخليص الفرصة التي تأتي في المرمي".

نعم .. عماد متعب نجم كبير وهداف، لكني راجعت شريط المباريات التي لعبها، أهدر فرص بالجملة أمام إتحاد جدة وسيدني في كأس العالم للأندية، فعلا ً أمام الأندية الكبيرة تندر الفرصة، وإذا جاءت فرصة أو ثلاثة يجب تحويلها لأهداف.

أخر كلام :

رأس الحربة يجب أن يسدد علي الطائر داخل منطقة الجزاء ، لا يرحم أحد، يستغل كل الفرص المتاحة للتسجيل، الابتعاد عن الجماليات داخل منطقة الجزاء، خارج المنطقة المراوغة واستعراض المهارات أمر طبيعي، رأس الحربة الذي يستعرض داخل المنطقة يكفيه أن يشارك في الدوري المصري فقط أما في البطولات الكبيرة فعليـه أن يجلس تاركاً لغيره الفرصة، وكنت أتساءل عن أسباب عودة بلال، فلا داعي للتساؤل الآن طالما متعب عامل فيها فنان.

تعليقات