خلاصة الكلام (5): هل كنا بحاجة فعلية لفتح الله لدرجة أن نغضب على ضياعه ؟ أم أننا مش عايزين حد يشمت ف

الثلاثاء 17 يوليو 2007, 19:15 كتب : عبدالرحمن مجدي

في البداية أحب أن أوضح نقطة هامة، و هي أن النادي الأهلي لم يطلب يوماً التعاقد مع فتح الله هكذا من فراغ، لكن النقطة أن النادي الأهلي رأى أنه بحاجة لمدافع، فكلف أحد وكلاء اللاعبين كثيري التعامل مع النادي الأهلي بهذه المهمة، و وقتها جاء ترشيح محمود فتح الله.

و الجديد...   أن يعلم الجميع أنه في البداية رفض الجهاز الفني فكرة التعاقد مع فتح الله باعتباره لاعب مستواه أقل من مستوى لاعبي الأهلي بشكل عام، و ظل الرفض موقف الأهلي من صفقة فتح الله، إلى أن اقتنع الجميع بأنه بالفعل حالياً هو أفضل اختيار، خاصة أن المدافعين الجيدين موقفهم لا يسمح لهم بالانضمام للأهلي، و بالتالي كانت الموافقة على التعاقد مع فتح الله .. نعم الموافقة و ليس طلب التعاقد مع فتح الله، باعتبار أنه أفضل خيار في خط الدفاع.

و منذ اليوم الذي تعاقد فيه الأهلي مع رامي عادل، أو أعاده بشكل رسمي، و الأمور اختلفت كثيراً .. فرامي في البداية كان رافضاً فكرة العودة و النادي الأهلي كان عازم النية على عدم إعادة رامي غصباً عنه، و عدم استغلال التعاقد بينه و بين الأهلي و كانت النية تتجه لبيعه بمقابل مادي مناسب، إلا أنه بعد التفاوض وافق رامي على العودة و أبدى حماساً شديداً لخوض التجربة من جديد بشكل آخر بعد موسم ممتاز قضاه مع المقاولون العرب العام الماضي، و من هنا هدأت فكرة التعاقد مع فتح الله بشكل كبير.

و يجب أن يلاحظ الجميع أن شراء اللاعبين هو عرض و طلب، و عندما تقرر شراء أي شيء، فإنك تضع حد أقصى للمبلغ الذي تنوي دفعه مقابل شراء تلك السلعة، فإذا كنت بحاجة شديدة لشيء ما تنوي أن تدفع مبلغ كبير، أما إذا كنت تريد شرائها لأنها جيدة و قد تفيد في يوم من الأيام فإنك لن تنوي أن تدفع مبلغاً كبيراً لتحصل عليها.

و الأمر هناك يتشابه مع المثل السابق كثيراً، فبعيداً عن فتح الله دعونا نلقي نظرة سريعة على خط الدفاع الموسم المقبل، و هو خط الدفاع الذي يضم عماد النحاس، وائل جمعة، شادي محمد، أحمد السيد و رامي عادل .. أي أن لدينا خمسة مدافعين رائعين سيلعب منهم ثلاثة فقط، و في حالة إصابة أي منهم سيلعب الرابع، أي أن هناك أحد المدافعين الخمسة لن ينال الفرصة بشكل جيد الموسم المقبل و لا نعلم من هو حتى الآن، و لا أعلم من أين أتت نغمة انخفاض مستوى وائل جمعة، و ما المشكلة أن ينخفض مستوى لاعب ثم يعود للارتفاع، و هو أمر حدث مع أبوتريكة حينما انخفض مستواه لدرجة جعلت الجهاز الفني يبقيه على دكة البدلاء في إحدى المباريات رغم أنه كان جاهزاً و عاد بعدها أبوتريكة بكل قوة، و أعتقد أن الأمر نفسه يحدث مع وائل جمعة الذي تسبب انخفاض مستواه في ضياع كأس مصر منه، و لم يلعب قبل النهائي ولا النهائي، النهائي الحلم الذي يتحدث عنه الجميع لم يلعب فيه وائل جمعة بسبب انخفاض مستواه .. لذلك لا أعتقد أن وائل جمعة سيكررها ثانية!

و ما أقصده هنا أن الأهلي لديه خمسة مدافعين كلهم بلا استثناء أفضل من محمود فتح الله، و فتح الله كان سيحتل المدافع رقم 6 في الفريق، ستة مدافعين يلعب منهم ثلاثة فقط، ما المعني ؟ و بالرغم من أنها كانت فكرة واردة لكن الأهلي منذ البداية لم يكن متمسكاً بالصفقة لهذا الحد، فحتى بشير التابعي حينما عرض نفسه على الأهلي وافق الأهلي على التعاقد معه و قام بشير بالتوقيع على العقود فعلاً، و لم يرفض الأهلي وقتها التعاقد مع بشير لأنه سيتعاقد مع فتح الله مثلاً!

بكل بساطة الأهلي رأى أن الاستفادة التي سيحصل عليها من محمود فتح الله لا تساوي الملايين الثلاثة، و دعونا نرى كيف سعى الأهلي لإنهاء صفقة أسامة محمد رغم عناد مسئولو بتروجيت، بينما لم يهتم بالأسلوب نفسه بفتح الله و عرض على المحلة مبلغ الإثنين مليون و نصف بطريقة take it or leave it، في الوقت الذي انسحب فيه الزمالك من الصفقة ثم عاد لها ثم انسحاب منها ثم عاد لها و كأنهم لا يعلمون ماذا يريدون بالضبط، و لا أعلم طالما أنهم يرون أن فريقهم بحاجة لفتح الله، فلماذا نلعب دور الأبطال في البداية و ننسحب من الصفقة ثم نعود لها مرة أخرى .. فلم أكن لألوم الزمالك لو سعى للتعاقد مع البداية و أتمه بشكل عادي، أما التصريحات المتناقضة فهو أسلوب غير احترافي بالمرة، و هي ليست المرة الأولى التي يتبع فيها الزمالك أسلوب غير احترافي، و لعل الجميع يعرف حينما أكد خالد الغندور للجميع أنه أنهى صفقة بشير في حين أنه كان في مكتب الكابتن عدلي القيعي و أرسل فاكساً يفيد برغبته في اللعب للأهلي، و وقتها كان شيئاً لم يتم.

بكل صراحة، أوافق النادي الأهلي الرأي .. صفقة فتح الله لا تساوي أكثر من مليونين و نصف، بل لا تساوي أكثر من مليونين .. و ذلك ليس لأنه لاعب سيء، بل هو لاعب متميز و متميز جداً، لكن كل من في الأهلي أفضل منه، هي حقيقة و ليس رأي، لكن في صفقة مثل صفقة حسني عبدربه مثلاً، الأهلي مستعد أن يدفع 700 ألف يورو، أي أكثر من خمسة ملايين جنيه، لأنه لاعب سيفيد الفريق بشكل مبهر و سيصنع فارق كبير، و لن يكون لاعب بديل أو لاعب مميز أضيف للفريق "و خلاص".

المثير أيضاً أن نرى الكذب يمطر علينا من كل جانب، فكان مسئولو غزل المحلة قد أكدوا أن فتح الله تلقى عرضاً أوروبياً مبلغ 700 ألف يورو و أنهم لذلك طلبوا مبلغ الخمسة ملايين جنيه من النادي الأهلي، و لا أعلم لماذا ضحوا بالعرض الأوروبي و باعوه للزملك في النهاية بثلاثة ملايين جنيه.

بكل صراحة لست حزيناً على ضياع صفقة فتح الله لأنني لا أعتبره ضياعاً، بل أعتبره لاعب لم يكن ليفرق مع الأهلي كثيراً و انتقل لفريق آخر و لا أرى مشكلة في ذلك، لأن دفاع الأهلي لا يزال في رأيي الشخصي هو أفضل دفاع في مصر، و الأكثر تفاهماً و تناسقاً، و بانضمام رامي عادل و وجود محمد سمير الناشئ لا أعتقد أن وجود فتح الله كان الإضافة الخارقة التي ننتظرها بفارق الصبر و نحزن و نبكي على ضياعها، و قد أكون حزنت على ضياع صفقتي عمرو زكي و شيكابالا، أما فتح الله فالأهلي عرض القيمة التي تناسبه و تم رفضها و انتهى الأمر.

خلاصة الكلام: لجمهور الأهلي .. فكروا هل يحتاج دفاعنا لفتح الله أم أننا "مش عايزين حد يشمت فينا"! و لنضع الخيار الثاني جانباً، و العبرة بالنتائج و النهاية!

تعليقات