خلاصة الكلام (4): الانسحاب تصرف غير مبرر له تفسير واحد .. تحية لأبطال الأهلي .. نظرة على "هوجة" حسني

الثلاثاء 10 يوليو 2007, 00:00 كتب : عبدالرحمن مجدي

و قبل أن نحكم على قرار انسحاب الزمالك من السوبر المصري، و الذي من المقرر له أن يقام يوم 9 أغسطس، فعلينا أن نستمع للمبررات التي وضعها مسئولو الزمالك، و التي تلخصت في جملة غاية في البساطة، و هي أن المباراة "الاستعراضية" تتعارض مع إعداد الفريق الموسم الجديد.

بدايةً يجب علينا...   أن نشير أن موعد سفر الزمالك لفرنسا هو الخامس عشر من يوليو الحالي، و من المقرر أن يبقى الفريق هناك لمدة ثلاثة أسابيع و ذلك حسب ما علمنا من مواقع الزمالك على شبكة الإنترنت، أي أن الفريق سيعود يوم 5 أغسطس إذا حسبنا الـ21 يوماً بالتمام و الكمال، ليصبح أمام الفريق أيام 6 و 7 و 8 أغسطس للاستعداد للمباراة.

و قد تكون الحجة أن ثلاثة أيام غير كافيين لإعداد الفريق لمباراة الأهلي في السوبر –بالرغم من أن الفريق في إعداد منذ 21 يوماً أصلاً- إلا أنني قد أجد نفسي متعاطفاً مع الزمالك، و ما المانع أن يعود الفريق يوماً مبكراً و يعود للقاهرة يوم 4 أغسطس، أما إذا كانت رغبة هنري ميشيل ملحة على الـ21 يوماً، فلا مانع أي يتم تقديم موعد السفر بيوم واحد، و أعتقد أن أربعة أيام كافية للغاية للإعداد، و كانت فترة إعداد الأهلي لمباراة أسيك عندما سافر لكوت ديفوار قبل المباراة بأربعة أيام، لاسيماً أن الزمالك سيواجه باريس سان جيرمان و عدة فرق أخرى و هي بالفعل إعداد جيد.

الأمر يتلخص في أني أتعجب بشدة من تصرف الزمالك، فحتى إذا كان التفسير الواحد المقصود هو الجبن و الخوف من هزيمة جديدة فهو غير مبرر، فالزمالك في تلك المباراة سيخوضها بنجومه الجدد بشير التابعي و كريم ذكري و خالد سعد و أي صفقة أخرى يتم إبرامها خلال الأيام الحالية، أي أن الفريق سيتحسن كثيراً خاصة أن كلها صفقات جيدة جداً في رأيي الشخصي، لذلك فلا أعلم ما سبب الخوف، و لماذا لا يعتبرها الزمالك فرصة لمصالحة جماهيره ؟

منذ متى و مباراة السوبر مباراة استعراضية ؟ و إذا كانت مباراة استعراضية فلماذا تقام كل عام و تحتسب بطولة رسمية، و لماذا يملأ جمهوري الأهلي و الزمالك الاستاد عندما يلتقيا في السوبر بالرغم من أنها مباراة استعراضية ؟ و لماذا كان الفوز بكأس السوبر إنجازاً و بطولة حقيقية عندما حققه الزمالك على حساب المقاولون و المحلة على ما أذكر ؟

المهم، و المثير للضحك، أن الدوري ينطلق يوم 13 أغسطس، أي بعد أربعة أيام بالتمام و الكمال من مباراة السوبر، لذا فهي لا تأتي في منتصف أجازة مثلاً، بل أن كل الفرق تستعد لبداية الموسم الجديد و قبل انطلاق الدوري بأربعة أيام من الطبيعي أن تكون قد أعددت فريقك للمنافسات، و عندما يكون فريقك طرفاً في السوبر فلابد من أن تعده له أيضاً و ليس أن تنسحب لأن البطولة "مش على هواك"، أو لأنك خائف من هزيمة تعكر صفو بداية الزمالك للموسم الجديد.

خلاصة الكلام في هذا الأمر، أن مبرر تعارض معسكر الإعداد مع المباراة هو مبرر غير مقبول، بل و لابد أن يكون غير مقبول أيضاً لدى جمهور الزمالك لأنه بالفعل لا يوجد أدنى تعارض، و في رأيي الشخصي لابد أن يتم توضيح الأمر و توضيح أسباب اعتذار الزمالك عن المباراة.

***
مباراتي الزمالك و أسيك أثبتا، أو بمعنى أدق زادا من براهين أن الأهلي فريق جبار و خارق –ما شاء الله-، فاللعب في مباراة الزمالك بهذا الشكل و بهذه الروح حتى هذا الوقت و القتال هكذا حتى الدقيقة الأخيرة هو أمر بالفعل تعجز فرق كثير و أصحاب أسماء كبيرة عن فعله، و أعتقد أن بعد كرة مثل كرة أسامة حسني التي أضاعها في مباراة الزمالك و لو كان الإحباط تملك لاعبو الأهلي لما لامهم أحد، إلا أن الفريق يرغب بالفعل في الفوز بالبطولة، و لا يتخيلها ذاهبة لفريق آخر، لذا كان القتال و الاستبسال حتى جاء التعادل قبل النهاية بثواني، و حتى عندما أحرز الزمالك هدفاً من هجمة واحدة بمجهود فردي في الوقت الإضافي لم يستسلم الأهلي بالرغم من الجمهور نفسه استسلم و رمى طوبة المباراة – أو معظمهم على الأقل لأني لم أكن كذلك- و مع ذلك تعادل الأهلي و فاز فوز أقل ما يقال أنه مستحق و بجدارة!

أما مباراة أسيك فهي ملخص وجيز لسياسة الفوز في أي مكان .. فريق لم يخسر على أرضه أمام أي فريق مصري من قبل، فريق لم يخسر على أرضه على المستوى الدولي منذ أعوام، فريق من أقوى فرق البطولة، ذهب الأهلي هناك و لعب السهل الممتنع و أحرز هدفه من فرصة لاحت له، و شن بعض الهجمات الأخرى و دافع جيداً و لم يتهدد مرماه.

و قد يلوم البعض الأسلوب الذي يعتبر دفاعياً الذي لعب به الأهلي، و قد يدعي البعض أن الأهلي سانده الحظ في المباراة إلا أنه ادعاء باطل، لأن مساندة الحظ عندما يكون الخصم قد أضاع فرصة و إثنين و ثلاثة، أو أن تكون العارضة منعت عنك أهدافاً، أما أن تدافع جيداً تحت ضغط و تحمي مرماك من التهديد و تحافظ على هدف أحرزته في ظروف صعبة للغاية فهو أمر محترم و يستحق رفع القبعة، و يكفي أن الأهلي عاد بالنقاط الثلاث من أسيك في سابقة لم تم تحدث منذ زمن طويل.

***
تعاقد الأهلي "رسمياً" حتى الآن مع رضا الويشي من السكة الحديد و المعتز بالله إينو من الزمالك و رامي عادل من المقاولون العرب، و أعتقد أن هناك صفقة خفية هي أهم من الصفقات الثلاث السابقة و هي عودة جلبرتو، و أتمنى من قلبي أن يعود جلبرتو لسابق مستواه و وقتها لن يحتاج الأهلي لضم لاعب آخر في الجبهة اليسرى رغم أن الأهلي يسعى لذلك، إلا عودة جلبرتو و ظهوره بهذا المستوى أعتقد أنها أهم من نقاط المباراة الثلاث، و الأهم من ذلك أن يستمر جلبرتو على هذا المستوى لتعود الجبهة اليسرى الأهلاوية لتصبح هي الأقوى في مصر من جديد.

***
لست متحمساً للحديث عن صفقة حسني عبدربه في وقت يتحدث فيه الجميع عنه، لكن بكل صدق ما يحدث للاعب من مضايقات من قبل جمهور الإسماعيلي أمر غاية في القذارة و انعدام الأخلاق، و كان من الأولى لتلك الجماهير أن تنفذ تلك الأفعال المشينة مع المسئولون عن ضياع حسني من الإسماعيلي و ليس اللاعب نفسه.

الكرة ظلت في ملعب الإسماعيلي موسماً كاملاً، لو كان الإسماعيلي دفع مبلغ الـ500 ألف يورو في أي وقت على مدار العام لكان الأمر انتهى، و لا أعلم ما الظرف الطارئ الذي جعل الكومي ينتظر الموسم كاملاً ثم يدفع المقابل المادي بعد موعده بيومين كما يقال، و ربما يكون الكومي هو الأولى بأن تضايقه الجماهير إن رغبت، أما حسني عبدربه فهو لاعب تباطأ ناديه في "تخليصه" من ستراسبورج الفرنسي حتى تحول الأمر لحالة نفسية سيئة للاعب لشعوره بعدم الاستقرار، و في رأيي الشخصي أنه من المفترض أن يتلقى حسني اعتذاراً من مسئولي الإسماعيلي حتى في حالة اتمام انتقاله للأهلي لأنهم هم من تباطئوا في إنهاء الأمور و ليس هو.

خلاصة الكلام، ما يقال عن أن الأهلي حرض اللاعب ضد ناديه، و أن الأهلي خطط لإفساد الصفقة هو كلام شخص جاهل بكرة القدم، و شخص جاهل بمعاني الاحتراف، بل و أن انتشار هذا الكلام بين النقاد الرياضيين الذين هم من المفترض أنهم خبراء كرة هو أمر خطير للغاية، لأن الإسماعيلي لو كان احترم اتفاقه مع النادي الفرنسي و دفع المقابل المادي في الموعد المحدد لما كان في سلطة الأهلي أن يتدخل من الأساس، أما أن يتدخل الأهلي في الوقت الراهن فهو أمر مشروع لكل الأندية في العالم بداية من الأهلي و حتى أندية الدرجة الثالثة.

تعليقات