محاضرة في الفنون التدريبية ... لفرقة الأستاذ الكروية

السبت 30 يونيو 2007, 00:29 كتب :

فالهدف الذي يبتغيه الفريق ومدربه لم يتحقق إلا نصفه .. ، والطريق إلي كأس مصر لا يزال في منتصفه .. ، وكانت الظروف المحيطة بالمباراة تحيط بها ظلال التصريحات .. في مقابل كثير من المهارات .. ، علي أن يلعب الفريق بأقل مجهود .. ليحقق الهدف الأغلي المنشود !.

وكعادة من يتفنن في إلقاء الدروس .. ، أن يكون حواره بشكل منظم مدروس .. ، وقبل أن يدلف الساحر "الأستاذ" جوزيه إلي أرض "إستاد القاهرة" ليلقي بدرسه علي الهواء .. ، وعبر شاشات تنقل كل ما يُدار ويُدرس إلي العالم بأثره .. ، كان عليه فقط أن يلقي بنظرة أخيرة علي شاشة ذلك الكمبيوتر المحمول المسجل عليه تلك التصريحات النارية الممتزجة بالكثير من الغرور التي ظل يلقيها السيد "يحيي الكومي" رئيس النادي الإسماعيلي علي أسماعنا وأبصارنا مع مطلع كل صباح جديد مبتهجا بذلك وسعيد .. ، ولم يكن "جوزيه" بحاجة إلي تطبيق ما يعرف في علم النفس باسم "الحافز" والتأهيل النفسي .. ، وبذكائه لاحظ ذلك اللمعان والشرر في عيون "لاعبي" الأهلي وشعر باستثارتهم وهم يستمعون لتصريحات "الكومي" الرنانة فأدرك أن كل ما عليه هو إلقاء التعليمات التكتيكية .. ، مع شرح موجز للخطة العبقرية .. ، ومن ثم النزول إلي أرض الملعب معلنا أن "الأستاذ" سيبدأ محاضرته ودرسه المنتظر .. ! مذيّلا توقيعه علي شاشة الإستاد بعنوان :

" كيف تكون أستاذا في إدارة المباريات ... لا في التصريحات "

الحرب خدعة ... وكرة القدم أيضا ، يري خبراء الحروب أنه كلما كنت مباغتا لخصمك .. حريصا علي خداعه .. ومباغتته من حيث لا يتوقع ولا يدري .. كلما كانت نسبة نجاحك وتحقيق انتصاراتك كبيرة للغاية .. ، بل أنها تقترب من نسبة النجاح الكاملة !.

والحقيقة أن الخدعة التي نصبها "جوزيه" لــ "نوفو" تدّرس لكل العاكفين علي دراسة الخطط الكروية والأساليب الخداعية في كره القدم ، .. وإذا أراد مدربا مغمورا أن يتعلم احدي الخدع الإستراتيجية الهامة في مباراة بعنوان (كيف تباغت منافسك) ما عليك إلا أن تعطي له "c.d" لتسجيل مباراة نصف النهائي ليري بعينيه الخدعة التي فعلها الأستاذ "جوزيه" والتي أذهلت كل من يتابع ويكتب ويدلي بتصريحات يهاجم فيها "جوزيه" قبل أن يتناول فطوره كل صباح .. في وقت كانت خدعة "جوزيه" وقراءته دائما للمباريات الكبري تكشف بوضوح أننا أمام عبقرية حقيقية :

" عبقرية ساحر يجيد الخداع ... ويدير المباريات بكل إبداع"

كيف أدار "الأستاذ" مباراة الدراويش .. ؟ وهل يمكن لمدرب أن يشاهد مباراة لم تُلعب بعد ؟

في الحقيقة .. ، قبل أي مباراة هامة يقول المدربون أنهم يعيشون تفاصيل المباراة ويحاولون تخيل سيناريو المباراة .. ويحلمون بأحداثها .. ، بل ويشاهدونها في أحلامهم قبل أن تبدأ !.

وأكاد أزعم أن الساحر "الأستاذ" جوزيه قرأ المباراة وشاهدها بتفاصيلها قبل أن تبدأ ! ، والبداية كانت وهو قادم من البرتغال علي سلم الطائرة المتوجهة إلي القاهرة .. ، حين رأي بعينيه استقبالا حافلا من "كنز" رائع – هو جمهور الأهلي – وتصريحات ساخرة يشوبها الغرور من رئيس "الإسماعيلي" أجزم فيها بفوز ساحق لفريقه علي الزعيم الأهلاوي .. ، وهنا كانت عبقرية "جوزيه" في قراءة المباراة علي ثلاثة مراحل .. أبي فيها إلا أن يلقّب بالأستـاذ !.

(1) .. مرحلة الصدمة .. !

وفي هذه المرحلة الأولي .. أدرك جوزيه بعبقريته أنه عليه مباغتة "نوفو" المدير الفني للإسماعيلي في الخطة بشقيها "الرقمي" و "التشكيلي" .. فكانت مفاجئته لكل من يتابع الكرة ويفهمها في خطة رقمية "4-4-2" كانت تّعد كابوسا للاعبين المصريين .. ، ثم كانت مفاجئته الثانية بنزوله بالمربع الذهبي المرعب كاملاً في تشكيل أراد به "جوزيه" أن يلقي بالصدمة في نفوس "نوفو" ولاعبيه .. ، وبالفعل كان له ما أراد .. ، وأسفرت هذه "الصدمة" عن ارتباك حقيقي في صفوف الدراويش ومدربهم .. ، وهدف من ركلة جزاء لا يحتسب مثلها للأهلي حكام "الغندور" .! .. ، وبدا "نوفو" مرتبكا مندهشا وهو يري "بركات" يحلّق في اليسار خالقا لمساحات شاسعة تاركا "الشحات" يركض خلف "تريكة" دون جدوى .. ، وهنا سيطرت الصدمة علي لاعبي ومدرب الإسماعيلي .. ، وأصابهم الشلل وهم يرون لاعبي الأهلي يبدلون مراكزهم الهجومية كقطع شطرنجية دبت فيها روح الحياة !.

(2) .. مرحـلة الرعب .. !

كانت هذه المرحلة هي نتاج حقيقي وطبيعي لمرحلة الصدمة .. ، وكان طبيعيا أن نري الرعب يدب في أوصال لاعبي الدراويش .. ، وتتوتر أعصابهم في مشهد رأيناه جليا في تصرف "سيد معوض" ومهاجمته لزميله "عبد الله السعيد" .. ، وكيف ارتعدت فرائص مايسترو الدراويش "حمص" ولم يمرر بقدميه كرة واحدة سليمة .. ، فيما اختفي "عبد ربه" في ظروف غامضة .. ، أو "مرعبة" إن شئنا الدقة .. ، وبينما كان لاعبي الإسماعيلي غارقين في الرعب .. ، كان لاعبي الأهلي يتغزلون في الكرة .. ويتقاذفوها بين أرجلهم في يسر وحب ومتعة .. ، وبادلتهم الكرة هذا الإحساس .. ، وأرادت أن تمتع كل الناس .. ، فما كان منها إلا أن تنطلق من قدم "الشاطر" إسلام طائرة حالمة علي قدم فارسها وحبيبها "تريكة" الذي أعطي لها قبلة حانية وهي في الهواء .. ، فما كان منها إلا أن تلبي النداء .. وتعبر بين قدمي "فتحي" إلي الشباك تاركة لفريقه الرعب .. ، ومغردة مع ساحر الأهلي بكل حب .. !

(3) .. مرحلة سحب القوات لقادم المواجهات .. !

لو أن مدربا آخر هو من كان يقود هذه المباراة بدلا من الساحر "الأستاذ" جوزيه .. ، لكانت رؤيته قاصرة علي هذه المباراة فقط .. ولكان كل ما يشغل باله الخروج منها منتشيا ومنتصرا بأكبر عدد ممكن تحقيقه من الأهداف لينسب لنفسه انتصارا كبيرا سهل تحقيقه علي منافس كبير خارت قواه .. وفي الملعب ظهر بوضوح أنه تاه !.

ولكن لأنه جوزيه "أستاذا" كبيرا .. ، ولأنه محترفاً بحق ما كان ليشغل باله نصرا أسطوريا يقدر علي تحقيقه علي منافس يطلب الرحمة ورقبته تحت مقصلة سكين حاد في يديه .. ، وهو كان صاحب قرار إراحة اللاعبين "الشجاع" قبل مباراتي "الزمالك" و "الإسماعيلي" في نهاية الدوري .. ، ذلك القرار الذي هوجم عليه كثيرا من نقاد الصحف والشاشات .. وسخر منه جمهور يعشق خداع الذات .. ، فما كان منه إلا أن يسحب قواته متمثلا في سحب مثلث الرعب الأهلاوي "المُتعِب" ، و "تريكة" و "فلافيو" باعثا برسالة إلي متابعي الكرة المصرية مفادها ..

" أن هناك أستاذا برتغالياً يخطط للبطولات ... وتخطي مرحلة الزهو بالمباريات "

**********

شاطر اسمه إسلام .. (!)

من "المزايا" الخاصة التي يمتلكها "إسلام" أنه يجيد مهام مركزه إجادة كاملة .. ، فهو يعرف متى يتقدم ، وكيف .. ، ويعرف متى يدافع .. ، ومتى يهاجم .. ، ويستغل خبرته الكبيرة في إتقان الكرات العرضية .. ، بالإضافة إلي قدرته الكبيرة علي التغطية السليمة خلف المدافعين .. ، وفي مباراة نصف النهائي كان "إسلام" شاطرا في تنفيذ كل المهام الموكلة له بنجاح كبير بشقيها الدفاعي والهجومي .. ، فكنا نشاهده يراوغ ويمرر بينياته القاتلة التي أسفرت إحداها عن هدف رائع للساحر "تريكة" .. ، ثم يعود ويغلق الطريق أمام "سيد معوض" الذي فقد أعصابه أمام متاريس "الشاطر" الدفاعية .. أ وظهر لكل ذي عينين أن "الشاطر" امتلك شارع باسمه كتب عليه بحروف الإجادة ..

" هنا الشاطر إسلام ... جاهز لكل المهام "

اسمه الرائع شادي .. (!)

لم تكن المطربة الحالمة "فيروز" تدرك وهي تشدو رائعتها "شادي" .. أنه يوما ما سيأتي لاعبا أحب الكرة وأخلص من أجلها .. ، وعشق قميص نادي مدجج بالألقاب .. ، وله كنز نادر من الأحباب .. ، يلعب برجولة وحماس .. رغم أن بدايته كانت هجوم من كل الناس .. ، أُعجب به كل المدربون .. ، وفي التشكيل كانوا له دائما يختارون .. ، مؤثر بشكل كبير .. ، رغم أنه لم يكن يظهر أداءه للجماهير .. ، اسمه الرائع شادي .. يعزف اللحن الهادي .

ويا ليت فيروز شاهدت إبداعه وإخلاصه .. وتفانيه وإحساسه .. ، لتتغزل في حماسه وتغني له أجمل أغنية .. ولكنها كانت ستغير الكلمات .. وربما النغمات .. ، لتغني له لحن الإبداع .. ، الذي يعزف علي أوتاره الإبداع .. ويسبب للجماهير الفرحة والإمتاع .. ، لتغني له بصوتها الحالم .. أجمل أغنية حب .. لفتي أحبه الأهلوية من القلب ..

"وينك رايح يا شادي .. لعبك والله مو عادي"

**********

في الشبـكـة :

" جاء بشير التابعي إلي النادي الأهلي عارضا خدماته علي مهندس الصفقات عدلي القيعي .. متوسما وطالبا منه أن يخدم الأهلي .. فما كان من القيعي إلا أن طلب منه إثبات حسن نيته والتوقيع للنادي الأبيض .. فارتداء بشير القميص الأبيض يخدم الأهلي .... يخدمه كثيرا " .. (!)

" أحد أنواع المكسرات .. في تجربته لكتابة التحليلات .. ، قال لا فض فوه .. أن الأهلي فاز علي الهلال بفضل أسامة حسني و فلافيو وربما صديق .. الذين أصلحوا ما أفسدته تغييرات جوزيه .. الغريب أن الثلاثة المذكورين كانوا علي مقاعد البدلاء " .. (!)

" أحد الخبثاء صرح لي بأن أكثر ما أسعده في فوز الأهلي علي الدراويش .. هو استطاعته الجلوس أمام شاشة التلفاز وقراءة الصحف وقدرته أن "يحيا" في شقته دون صداع تصريحاته .. ، وإزعاج ورؤية حواراته " .. (!)

" كان "أشرف" له أن "يشكر" الأهلي الذي يعلق علي مبارياته .. وذاعت شهرته من لقاءاته .. بدلا من محاولة تزييف لتاريخ كبير بداعي مكاسب غير شرعية بسبب صفارة مصرية .. وأسأله هل شاهدت الفرق مع السويسرية" .. ؟!
" لمحت صديقي الزملكاوي مهموما .. حزينا .. مكتئبا .. فسألته عم ما إذا كان حزنه بسبب خسارة الدراويش .. فنفي ذلك نفيا قاطعا .. وقال لي بل لفوز الزمالك علي البترول ومنه لله اللي كان السبب .. (!)

" ظهر مرتبكا .. شارد الذهن .. مسروق الأنفاس .. لا يعرف الإحساس .. متقطع الصوت .. يسمعنا صوت السكوت .. ذهب عنه المشاهد بعيدا .. والكل بدونه سعيدا .. ووضح جليا أن .. البيـت مش بيـته" .. (!)

3/4 كلـمة :-

" لم تكن مجرد مباراة .. ولكنها محاضرة في كيفية انتشال أناس غرقوا في هالة من الوهم اللذيذ القاتل .. لتهب لهم الحقيقة في قالب إكسير الحياة" .. (!)

تعليقات