سـعـــد الصـغــــير و شـوبــير الصـغــــير

الثلاثاء 29 مايو 2007, 16:46 كتب :

انتشرت في الفترة الأخيرة كمية كبيرة من الأغاني للمغني الأشهر على الساحة حاليا المغني سعد الصغير ، هو مغني وليس مطرب ، هو مؤدي وليس مطرب ، ولكي ينجح ويشتهر سعد الصغير اعتمد على أدوات الإسفاف والابتذال .

راقصة شبه عارية لا تستحي ولا تعرف عن الحياء...   والخجل أكثر من اسمه ، وطبال على واحده ونص ، ورقصني يا جدع ، وكلمات معظمها من العربخانة ، " بحبك يا حمار " و " هركب الحنطور " ، وأصبح سعد الصغير المغني الأشهر على الساحة حاليا ، لأنه يخاطب ويداعب " الغرائز " وهي الصفة الحيوانية في الإنسان .

زمان كان المطرب يعتمد أولا على صوته الذي يطرب المستمع فعلا ، فكان يختار الكلمات والأشعار بعناية فائقة ، ثم يختار لها ملحنا قديرا ولحنا جميلا ، ليس هذا فحسب ، ولكنه كان يبذل الجهد الكبير في عمل البروفات العديدة ليقدم كل ذلك العمل المكتمل الأركان للجمهور في أحسن وأجمل وأرقى صورة ، لأنه يحترم نفسه و يحترم جمهوره .

كان المطرب يقدم أغنية واحدة أو اثنتين كل عام ، ولذلك فإن هذه الأغاني مازالت ثابتة في مكانها ، ثابتة على القمة ، ومازال هؤلاء المطربين على قمة الهرم ، ومازال المستمع يسعى لطلب هذه الأغاني عندما يريد أن يستمتع بحياته ووقته ، ومازالت تلك الأغاني على قمة المبيعات سنويا .

* الشـهـــرة والانـتـشــــار

الكرة مع دريم ، و الرياضة اليوم ، تقديم الكابتن أحمد شوبير ، لا شك أنها البرامج الأشهر على الساحة الإعلامية الرياضية ، ولكنه ليس الأفضل ، وليس الأقيم .

شوبير هو سعد الصغير الذي يقود فريق العمل ، يستضيف نقاد يرقصون على كل الحبال ، فتارة يهاجمون الزمالك ، وربما في نفس اليوم ، يمتدح الزمالك في موقع أخر أو صحيفة أخرى ، حسب توجهات الموقع أو الصحيفة ، ويعتمد شوبير على مجموعة من المراسلين هم الكومبارس أو راقصي البرنامج خلف شوبير وضيفه الناقد ، كنوع من التشويق أو التغيير لكسر ملل المشاهد ، والمراسل محمد عباس هو الأقوى والأميز بين راقصي المراسلين ، فهو يعتمد على قوته الجسمانية ، يقترب من الفريسة سواء كان لاعبا أو مدربا أو إداريا ، ويمسك بالميكروفون في يده اليمنى ويقترب ، ثم ينقض على الهدف بيده اليسرى بحركة التفافية من أسفل إلى أعلى ، وكأنها كلبشات الشرطة وهي تقبض على المتهم ، ولا يترك فريسته ولا يسمح له بالحركة دون الحصول على بضع كلمات لا تخرج عن كلمات محدودة ، مثل : إن شاء الله ، أو ربنا يسهل ، أو ما شابه ، بمعنى أنه لا يحصل على شيء مفيد للمشاهد ، ولا يحصل على تصريح فيه جديد ، ولكنه كما يقولون ، هذا هو دور الكومبارس الذي يتحرك خلف صاحب الأغنية أو صاحب البرنامج كنوع من التغيير لكسر الملل .

فالمعروف أن عملية الحصول على تصريح أو حوار ترجع إلى عوامل يجب احترمها ، فلا يمكن مثلا : أن يصر على الحصول على حوار مع لاعب قبل المباراة ، وهو يعلم تماما أن اللاعب غير مسموح له بذلك ، كما أن اللاعب في حالة تركيز قبل المباراة .

برامج موجهة ، غير حيادية ، تعتمد على الإثارة والتشويق لتحقيق الشهرة بعيدا عن الموضوعية ، وبعيدا عن السمو ، وبعيدا عن الروح الرياضية ، وبعيدا عن الإصلاح ، برامج هدفها الانتشار بأي شكل وبأي طريقة ، فالغاية تبرر الوسيلة ، والغاية ليست نبيلة ، والوسيلة أقل ما توصف به أنها رخيصة .

هاجم الزملكاوية شوبير كثيرا لأنه كان يسعى لنشر أخبار المشاكل في الزمالك ، وقت أن كان الزمالك يمر بمرحلة عدم استقرار ، نتيجة المشاكل الإدارية التي أدت إلى الانفلات ، لم نكن نرى أو نسمع سوى لاعبي الزمالك وإداريي الزمالك ، صحيح أنها مشاكل موجودة وأحيانا غير موجودة ، كان مبرر شوبير عندما يهاجمه الزملكاوية ، أن الخبر موجود في جميع الجرائد ، وهذا صحيح ولكنه ليس مبررا صالحا لبرنامج رياضي هدفه الإصلاح ونشر التوعية والثقافة الرياضية .

برنامج شوبير الصغير يعتمد على الأهواء الشخصية لشوبير ، فلو أراد مهاجمة جوزيه مثلا ، فإنه يستضيف ناقد يكون قد هاجم جوزيه في نفس اليوم في صحيفته التي يعمل بها ، وكأن ذلك هو عربون التقرب من شوبير ليكون ضيف البرنامج الشهير ، أو يستضيف ناقد تأثر سلبيا من قرارات جوزيه بعدم التعامل مع الصحفيين ومنع لاعبيه من التعامل مع الإعلام بصفة عامة ، ولهذا نجد معظم الصحفيين إن لم يكن جميعهم ينتقدون جوزيه لأنهم لا يستفيدون منه بحوارات أو تصريحات وهو نجم النجوم الذي ينتظر الجميع أخباره .

وكلنا نعرف ما حدث بين جوزيه و شوبير عندما قام جوزيه بطرد شوبير من عرفة العلاج في النادي الأهلي ، وبالتأكيد لم ولن ينسى شوبير هذا الموقف ، وسيظل يتحين الفرصة تلو الأخرى للنيل من جوزيه ، الغريب أن شوبير لا يدري أنه كلما هاجم جوزيه ، ازداد حب جماهير الأهلي لجوزيه ، وخسر شوبير مما تبقى رصيده لدى جماهير الأهلي .

الكابتن شوبير يستضيف نقاده الملاكي في برنامجه الملاكي ، ورغم مرور أسبوعين تقريبا على قرار الأهلي بإراحة لاعبيه إلا أنه يصر يوميا على سؤال كل من يستضيفهم عن قرار الأهلي بإراحة لاعبيه ، ثم يصل لهدفه قائلا : لماذا لم يـُرح كل لاعبي الأهلي ؟ ولماذا لم يجهز البدلاء أثناء الدوري في المباريات السهلة ؟ .

يحاول شوبير الصغير بشتى الطرق أن يبحث عن ثغرة لإدانة جوزيه ، على الرغم أنه هو واتحاد الكرة والمدير الفني للمنتخب هم سبب بلاء الكرة المصرية ، وسبب إرهاق لاعبي الأهلي ، فلم نسمع شوبير مثلا يتهم حسن شحاتة بأنه لم يجهز البدلاء ، ولا يريد أن يجهز البدلاء حتى في المباريات السهلة جدا ، لم يحدث ولن يحدث .

شوبير لا أحد ينكر لباقته وذكاءه ، وهما عاملان أساسيان لنجاح أي محاور أو مذيع أو مقدم برامج ، ولكن ما يذهلني هي تلك السذاجة التي يبديها شوبير عندما يبدأ الناقد الضيف في وصلة الرقص "النقد" على حد قولهم ، نجد المذيع اللامع الساطع وكأنه يجلس القرفصاء مستمعا بإعجاب لوصلة الردح والذم في جوزيه أو الأهلي أو أي مخالف لشوبير دون أن ينطق ببنت شفة ، سوى أن يقول : " أنا ماليش دعوة هوه اللي بيقول و أنا اللى بتهاجم في الآخر " في مشهد يذكرني بالطفولة البريئة .

لا أدري لماذا أتذكر مرتضى منصور كلما رأيت شوبير ، وأحيانا كثيرة أحس أنهما توم أو توأم ، الله يمسيه بالخير مرتضى أيام العز " ربنا يفك سجنه " كان أوقات كتير تلاقي دمه خفيف وكوميدي ، ومن المشاهد الكوميدية لشوبير والتي لا تمحى من الذاكرة رغم أن العبد لله يشك أن الزهايمر قد بدأ يسطو على ذاكرتي ، إلا أن هذا المشهد لا يمكن أن أنساه عندما أعلن المغني أحمد شوبير أن موعد مباراة القمة سيكون في تمام الساعة الثامنة والنصف ليلا ، ولكنه يقول : " أنا بقول الخبر ده بصفتي إعلامي ولا علاقة له بصفتي كنائب لرئيس اتحاد كرة القدم " ، الغريب والعجيب والمستغرب أنه كرر هذا المشهد ثلاث مرات وفي كل مرة يؤكد أن الخبر هذا بصفته إعلاميا ، وسوف يتأكد من ذلك من أحد أعضاء لجنة المسابقات ، على اعتبار أنه إعلامي غلبان و ما يعرفش .

* مشهد يومي ... أخبار الصحافة الرياضية

مشهد يتكرر يوميا ، يستضيف فيه الكابتن شوبير أحد متسلقي الصحافة ، ليقرأ لنا عناوين الأخبار التي يتم الاتفاق على اختيارها مسبقا ، ويتم وضع السيناريو والحوار وعمل البروفة ، ثم يعرض المشهد بشكل تراجيدي أحيانا وكوميدي غالبا ، وساذج دائما .

الكابتن شوبير استضاف 4 أو 5 لاعبين من الزمالك في برنامجه بعد فوز الزمالك على الأهلي ، وأقام الاحتفالات وكأن الزمالك قد فاز بإحدى البطولات التي شارك فيها ، وهي من وجهة نظري المتواضعة تقليل من شأن الزمالك الذي أراه كبيرا أو أكبر من القالب الذي يقدمه فيه شوبير .

تعليقات