فــرصــة العـُمر .. !

السبت 26 مايو 2007, 23:12 كتب :

و جاء إحتلال الزمالك للمركز الثاني بعد صراع طويل مع الإسماعيلي بدأ مع بداية الدوري في 3 أغسطس 2006 حتي يوم أمس 25 مايو 2007 ، ويتلخص صراع الزمالك مع الإسماعيلي علي لقب الوصيف في فارق النقطة اليتيمة بينهما ، الزمالك لديه 68 نقطة والإسماعيلي 67 ، ليتأهل الزمالك...   لدوري أبطال أفريقيا الموسم القادم ويستمر بقاء الإسماعيلي في بطولة كأس الإتحاد الأفريقي المسماه بكأس الكونفيدرالية، ويستمر الأهلي في الحفاظ علي لقبه للموسم الثالث علي التوالي دون منــافس .

الصدمـة لا تكمن فقط في عدم منافسة أي فريق محلي للأهلي فيما يخص جمع النقاط من هنا وهناك طيلت أسابيع الموسم بل في خسارة منافسو الأهلي علي الزعامة الشعبية ، فالغريم الآزلي للأهلي – الزمالك – لم يفز هو والإسماعيلي علي الأهلي منذ موسم 2003-2004 ، وكان السؤال المعتاد للصحف المصرية متي ينتهي الاحتكار الأهلاوي للبطولة المحلية ومتي تنتهي السطوة الجماهيريـة الحمراء علي المدرجات والشوارع المصرية ؟ .

سنحت الفرصة لكل الأندية عاشقة الشهرة الإعلامية في إسبانيا لأن يفوزوا علي ريال مدريد عملاق إسبانيا الفائز بالليغا 29 مرة والكأس 17 مرة تقريباً فضلا ً عن رقمه القياسي في عدد الكؤوس الأوروبية التي حملها نجومه والمقدرة بتسع بطولات دوري أبطال أوروبا وبطولتين لكأس الإتحاد الأوروبي ، و بضع كؤوس قارية ومحلية أخرى .. عملاق إسبانيا سقط في بعض المشاكل ونضع تحت كلمة مشاكل مئة خط ليستفيد كل من هب ودب من سقوط العملاق وهذا أمر طبيعي فإذا سقط العجل تكثر سكاكينه ، وكانت نتائجه فعلا ً مخيبة للأمال أمام كل أندية الليغا فبرشلونة فاز بسهولة 3-0 في البرنابيو 2005-2006 وريكارتيفو هذا الموسم حقق نفس النتيجة في البرنابيو ويذكر أنه عائداً بعد غياب طويل من دوري الدرجة الثانية وغيرها من السقطات أمام ليفانتي وسلتا فيغو وراسينج سانتدير ومن قبلهم أوساسونا 3-0 موسم 2003-2004 ، لم تؤثر النتائج السلبية علي شعبية الفريق الملكي بل ظل ثابتاً شامخاً كصرح السنتياجو برنابيو الفخم بوسط العاصمة مدريد .

أقتنصت الفرصة الأندية الإسبانية بكل طوائفها و انتمائتها سقوط العملاق المدريدي الذي سقط لأسباب قاتلة ، كإنعدام الاستقرار الإداري لضعف القدرة الفنية لبعض اللاعبين وتحكم رئيس النادي في تشكيلة الفريق وكثرة تغيير المدربين فمنذ عام ( 2003 حتي 2007 ) درب ريال مدريد 6 مدربين .

الأهلي المصري لا يعاني من كثرة تغير المدربين و لا من مشاكل إدارية كالتي عصفت بريال مدريد ودكة البدلاء عامرة وزاخرة بالنجوم الأكفاء عكس ريال مدريد الإسباني الذي يعاني من نقص في كل مركز قبل مجئ المدرب الإيطالي فابيو كابيللو هذا الموسم لتدريبه .

استغلت بعض الأندية المصرية بالآونة الأخيرة تراجع مستوى الأهلي ، فكان لها الثلاث نقاط وربما الأداء علي حساب الأهلي الذي تراجع مستواه كثيراً بالأونة الأخيرة ، فضغط المباريات الرهيب أفقد بعض النجوم لياقتهم وتركيزهم ليفوز الإسماعيلي في قلب القاهرة علي الأهلي 3-0 بالدور الأول من الدوري المصري هذا الموسم ، و هللت الصحافة المصرية : أخيراً سقط الأهلي وعادت حلاوة الدوري المفقودة منذ شهر أغسطس 2006 !.

اذا كان المتحدث أهبل فالمتلقي عاقل ، أسباب خسارة الأهلي في هذا المباراة كان لها عدة أسباب أهمها علي الأطلاق عودة الأهلي مرهقاً من بطولة كأس العالم للأندية في اليابان والتي لعب فيها ثلاث مباريات متتالية في أقل من 10 أيام ، قارع فيها أعتى أندية العالم ، وأتستمت مبارياته بالقوة والسرعة مع مستويات معتادة علي ضغط المباريات ومدربة علي رمال شواطي الكوبا كبانا في البرازيل - أنتر ناسيونال - أو مدربة بدنياً كفريق أوكلاند سيتي أو تكتيكياً ومهارياً ككلوب أمريكا المكسيكي ، أنهى الأهلي مبارياته يوم 17-12-2006 وعاد للقاهرة يوم 18-12 ، ليفاجأ بقرار من الإتحاد المصري بأن مباراة حرس الحود في منافسات الدوري المصري لن تؤجل وبالفعل عبر الأهلي الحدود بجميع نجومـه بنتيجة 2-0 يوم 22-12-2006 أي بعد يومين فقط من عودته من اليابان والتي أستغرق المجئ منها حوالي 10 ساعات طيران !.

حاول الأهلي تأجيل مباراته مع إنبي و وقفت الدنيا ولم تجلس بالنسبة للأهلاوية والمدرب مانويل جوزيه الذي أكد لأن الأهلي سيدفع الثمن فيما بعد بسبب ضغط المباريات وعدم مساعدة المسئولين له لتأجيل مباراة إنبي والتي لعبها الأهلي في 26-12-2006 أي بعد 4 أيام فقط من مباراته مع حرس الحدود في الاسكندرية وحقق نصراً هاماً 2-1 و قطع شوطاً كبير نحو الأحتفاظ بلقبه ، مع هذا لم تعلن الجماهير عن سعادتها المُطلقة فلا تزال هناك مباراة الديربي القاهري أمام الزمالك يوم 30-12-2006 أي بعد أربعة أيام من مباراة إنبي ، وحقق الأهلي مرة أخرى الفوز بقيادة أمادو فلافيو صاحب هدفي اللقاء المنتهي 2-1 !.

ما هي إلا أيام قليلة وشدت القافلة الحمراء رحالها نحو عاصمة الشيخ البدوي - طنطا - يوم 3- يناير - 2007 ، تحقق الفوز للأهلاوية لكن بصعوبة بالغة ، فأتضح أن الأرهاق بدأ يتملك من الشياطين الحمر ، فقد لعب كل مبارياته منذ العودة من اليابان خارج أستاد القاهرة وحقق في جميعها أنتصارات حتي عاد أخيراً لإستاد القاهرة الدولي لإستضافة الإسماعيلي يوم 7- يناير -2007 ، لكن هذه المرة خسر بثلاثية مقابل لا شئ وظهر ملياً الأرهاق علي جميع نجوم الأهلي في هذه المباراة وخرجوا عن تركيزهم بكل معني الكلمة من حارس المرمي - عصام الحضري - الي عماد متعب وأبو تريكة وقد تعرض الأخير في هذه المباراة للأغماء وكاد يفقد حياته ليخرج علي أثرها من الملعب والدموع تملئ عيناه حسرة ً علي خسارة الأهلي بهذه النتيجة المؤلمة أمام أحد منافسيه المباشرين آنذاك الإسماعيلي .

واصل الإتحاد المصري لكرة القدم أرهاق الأهلي رغم ما تعرض له أبو تريكة وما حدث لأبو تريكة أحد العلامة الكبرى لهبوط مستوي الفريق ككل لكن الإتحاد المصري والصحافة المصرية لم تعر لهذا الشئ أي أهتمام !.

ولأن الصحافة المصرية لا تفقه شئ في أي شئ ، قامت بإنتقاد مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي المصري بعد تتويجه بالقب الثالث علي التوالي في مباراة طلائــع الجيش التي فاز فيها الأهلي 2-0 ، وكان سبب النقد الغير بناء والمبني علي باطل ، أن جوزيه أبعد 9 عناصر من نجوم الأهلي دفعة واحدة ، والقائمة ضمت ( السد العالي عصام الحضري ، عماد النحاس مسمار الدفاع ، شادي محمد قائد القافلة ، محمد بركات الذئبقي ، محمد أبو تريكة تيرمومتر وسط الميدان ، محمد شوقي السد المنيع بوسط الملعب ، عماد متعب جلاد الحراس ، أمادو فلافيو المطرقة الأنجولية ، طارق السعيد ريفالدو الكرة المصرية ) .

كانت كالفرصة التي لم تسنح للزمالك والإسماعيلي في السنوات الماضية ، ففي موسم 2004-2005 فاز الأهلي علي الزمالك ذهاباً وإياباً 4-2 و 3-0 بقيادة محمد أبو تريكة وعماد متعب ، وخسر الإسماعيلى أيضاً في القاهرة 1-0 بقدم محمد شوقي وفي مدينة الإسماعيلية لقنه الأهلي درساً لن ولم ينساه بالفوز بسداسية ( 6 -0 ) وسط جماهيره المتحمسة ، لكن نجوم الأهلي بركات ومتعب وبلال وأبو تريكة شعروا أنه لابد من تذكير الإسماعيلى من هو الأهلي الحقيقي أهلي صالح سليم ووليد صلاح الدين .

وبموسم 2005-2006 تعادل الأهلي سلباً مع الزمالك وفي العودة سحقه بهدفين للا شئ ، وأنتصر علي الإسماعيلي في أخر مباراة في الموسم بالإسماعيلية مرة أخرى 4-0 بعد أن فاز عليه ذهاباً في القاهرة 2-0 بهدفي نجوم الدفاع " وائل جمعة وعماد النحاس " .

فرصة غياب النجوم عن أخر ثلاث مباريات في موسم 2006-2007 كانت كفرصة العُمر التي لا تتكرر إلا " كل فين وفين " ، غاب الصف الأول ولعب الأهلي أمام الزمالك بالصف الثاني بالمرحلة 29 وقد حقق الصف الثاني فوز مقنع علي الأوليمبي قبل مواجهة الزمالك 3-0 وقرأ مدرب الزمالك هنري ميشيل تكتيكات مساعد جوزيه - حسام البدري - ليفوز الزمالك بهدفين دون مقابل وشهدت المباراة تألق النجم الصاعد شيكابالا لينضم لمنتخب مصر الأول ، معها أنتشرت أهازيج الزمالكاوية في كل حد وصوب وكأن مصر صعدت كأس العالم ، فكما هو معروف مصر تصعد لكأس العالم كل 40 سنة مرة واحدة وكذلك الزمالك لا يفوز علي الأهلي إلا كل فين وفين .. واذا فاز علي الأهلي مرة تتبدل الأراء وتتغير الصفحات حتي لو الأهلي يلعب بالصف الثاني عديم الإنسجام وهذا أمر طبيعي لأن جوزيه لا يلعب في كل مباراة ب 11 لاعب جديد لأن القائمة تضم 25 لاعب فقط وتبديلاته أثناء الموسم تكون إما اضطرارية بسبب إصابة أو إيقاف لأحد النجوم الأساسيين .

الأدهى أن حسام البدري قاد الأهلي بدلاً من جوزيه الذي منحته الإدارة أجازة قصيرة سافر خلالها للبرتغال للأستجمام أستعداداً لكأس مصر ، خسر الأهلي في أخر مباراة له بالدوري الذي توج به بطلاً من الإسماعيلي في الإسماعيلية بهدف دون رد أحرزه نجم الأهلي سابقاً محمد فضل بنفس الطريقة التي خسر بها من الزمالك .

أخر كلام :

الأهلي ليس ريال مدريد ، لم تعصف بفريقه أي مشاكل تسببت في خسارتيه المتتاليتين أمام الزمالك والإسماعيلي ، إنما ضغط المباريات فقط هو السبب فالأندية الكبيرة التي تلعب في عدة بطولات عندما تضمن الفوز بالبطولة لا ترهق نجومها كثيراً في مباريات تحصيل حاصل لا فائدة منها سوى أرقام في ورق ليس له أهمية مادية ، لقد أقتنص الزمالك والإسماعيلي فرصة العمر التي منحها الأهلي لهم كالملييونير الذي يعطف علي الفقراء والمساكين يوم العيد !.

تعليقات