تعظيم سلام للأهلي وجماهيره .. و هارد لك يا كابتن شحاتة

الثلاثاء 22 مايو 2007, 17:42 كتب :

جماهير كان عنوانها الوفاء ، الوفاء للاعبي الأهلي الذين طالما أسعدوهم بكل البطولات التي شارك فيها الأهلي ، كان رد الجميل في مدرجات امتلأت بأعداد تفوق أعداد جماهير الزمالك ، رغم أن الأهلي يلعب بالبدلاء ، والهزيمة أمر متوقع حسب ما تفرضه النظريات ، وكان من المنطقي إحجام الجماهير...   عن الحضور حتى لا تتعرض لموقف حرج ، إلا أن جماهير الأهلي لم تحضر المباراة من أجل الاحتفال بالفوز بالمباراة ، ولكنها جاءت لتقف بجانب لاعبيها الذين طالما أسعدوهم ولتقول جماهير الأهلي لإدارة الأهلي ، تعظيم سلام يا أهلي البطولات والمبادئ .

لتقول جماهير الأهلي لإدارة الأهلي ، نعم عاتبناكم بالأمس ، ولكنها كانت لقطة أو خطوة في مسيرة النجاح ، وهانحن معكم يا إدارة الأهلي في قراركم التاريخي ، القرار الذي لا يقدر عليه سوى إدارة محترفة ، محترمة ، تعمل في صمت ولا تلتفت للضوضاء .

هاهي جماهير الأهلي أثبتت للجميع أنها تقف مع إدارة الأهلي في قراره التاريخي ، وأقول وأكرر أنه قرارا تاريخيا بكل المقاييس .

فإدارة الأهلي لا تترك نفسها ولا لاعبيها لعبث العابثين من مسئولي اتحاد الكرة ولجنة المسابقات التي فشلت في تنظيم مسابقة الدوري ، وتلاحمت المواسم مع بعضها ، حتى سقط لاعبوا الأهلي قبل ذلك بعد بطولة كأس الأمم الإفريقية لأنهم لم يتركوا للاعبي الأهلي فرصة لالتقاط الأنفاس بعد كل ما بذلوه من جهد أمام أفضل لاعبي قارة إفريقيا الذين يلعبون بأقوى الدوريات الأوربية ، وتألق لاعبوا الأهلي وكانوا رجالا كعهدهم دائما ، وأسعدوا مصر كلها وتحملوا ما تحملوه من ضغط عصبي ونفسي وجماهيري وفني وبدني .

وكانت مكافأة اتحاد الكرة العبقري أن استأنف الدوري بعد البطولة بستة أيام فقط ، لم تكن تكفي لاحتفالات مصر بالبطولة .

سقط لاعبوا الأهلي واحدا تلو الأخر بسبب هذا التخبط الإداري لمسئولي اتحاد الكرة الهواة ، وهنا أضع جملة اعتراضية لتوضيح سبب استئناف الدوري بعد البطولة بستة أيام فقط ، السبب أن اتحاد الكرة كان يتوقع خسارة البطولة وكان يريد أن يلهي الجماهير بمباريات الدوري ومباراة الأهلي والزمالك التي أعقبت البطولة .

وتلاحم الموسم الماضي مع الموسم الحالي ، ولاعبو الأهلي يلعبون في بطولة الدوري وبطولة الكأس وبطولة أفريقيا لأبطال الدوري وبطولة كأس العالم ثم السوبر المصري والسوبر الإفريقي ، بالإضافة إلى مباريات المنتخب المصري الودية الرمضانية ، والرسمية . ثم يعودون مرة أخرى لكل هذه البطولات دون راحة سلبية ، وكأن لاعبوا الأهلي ليسوا من جنس البشر ، وكأن لاعبوا الأهلي يعاقبون على ما يقدمونه من رفع اسم مصر في أفريقيا واليابان والعالم .

كان لابد من حل لإنقاذ سفينة الأهلي قبل أن تغرق بأيدي العابثين من خارج السفينة ، وهنا تكون مسئولية القبطان الذي يقود السفينة ، فكان القرار الذي لم يخطر على بال البشر .

راحة ثمانية لاعبين هم أعمدة الفريق الأول ، ليس هذا فحسب ، ولكن أيضا راحة للمدير الفني للأهلي ليلتقط هؤلاء أنفاسهم ويستعيدوا عافيتهم ، حتى يستطيعوا أن يكملوا المسيرة ويحصدوا المزيد والمزيد من البطولات ، لأن الأهلي نادي بطولات وليس نادي مباريات .

القرار كان صدمة للهواة ، لأنهم لا يدركون قيمة هذا القرار الاحترافي العلمي الإنساني ، كما أنه كان صدمة لمن كانوا ينتظرون سقوط لاعبي الأهلي بسبب الإجهاد .

الأهلي فاز ببطولة الدوري رسميا ، لم يتبقى سوى ثلاث مباريات لن تؤثر على الفوز بالبطولة ، وهناك بطولات يسعى الأهلي للفوز بها ، هناك بطولة كأس مصر ، هناك بطولة أبطال أفريقيا ، هناك السوبر المصري والسوبر الإفريقي وهناك بطولة كأس العالم في اليابان وهي الهدف وهي الغاية ، لأن الأهلي تخطى مرحلة البطولات الخاصة كما يطلقون عليها ، الأهلي بدأ رحلة العالمية ، ولن يتراجع عنها بإذن الله تعالى ، وعليه فإن مباراة الزمالك رغم أهميتها الجماهيرية فقط وكذلك مباراة الإسماعيلي ، إلا أنهما لا يزيدا عن كونهما مجرد مباراتين لا أكثر ، و لا يجب و لا يجوز و لا يصح أن تضحي إدارة الأهلي بالبطولات من أجل مباراة .

الصدمة والرعب ، كانت عنوان القرار التاريخي لإدارة الأهلي ، الصدمة لهواة أصحاب الخبرة الضعيفة وأصحاب القلوب المهتزة الذين يسعون للتخلي عن القيم والمبادئ ويصالحون لاعبين معاقبين من أجل مباراة مثل مباراة الأهلي أو الإسماعيلي ، هؤلاء لم يصدقوا ما سمعوه ، ولم يستطيعوا أن يستوعبوا هذا القرار ، لأنه قرار الشجعان ، قرار الفرسان .

هناك من شعروا أن إدارة الأهلي أفسدت مخططاتهم ، وهناك من أحسوا أن إدارة الأهلي كشفت حجمهم الضئيل المتضائل بسبب هذا القرار الاحترافي .

إدارة الأهلي فعلتها من قبل بقرار احترافي ردا على تعسف لجنة المسابقات ، عندما رفضت تأجيل مباراة الأهلي مع المصري لمدة 24 ساعة لأنه لا يوجد طائرات من زيمبابوي لجنوب أفريقيا ، وبالتالي سيصل الأهلي قبل مباراة المصري بأقل من 24 ساعة ، فكان قرار إدارة الأهلي باستئجار طائرة خاصة كلفت خزينة الأهلي 85000 جنيه ، حتى تريح لاعبي الأهلي ، وبعدها بساعات قليلة عادت لجنة المسابقات لتؤجل 4 مباريات للأهلي والزمالك و الإسماعيلي و إنبي . " طيب ما كان من الأول ، لازم تحرجوا نفسكم ! " .

هذا هو الفرق بين العقلية الاحترافية في إدارة الأهلي والعقلية الهاوية والهوائية في اتحاد الكرة ولجنة مسابقاته .

نأتي إلى مدرب منتخبنا الكابتن حسن شحاتة ، الذي يعلم حقيقة إرهاق لاعبي الأهلي ويعلم أن مستوى لاعبي الأهلي في هبوط متواصل ، ورغم ذلك لم يرحمهم ، لم يرتجف له جفن وهو يراهم على وشك السقوط للمرة الثانية لم ينظر إليهم على أنهم أبناءه ويجب أن يحافظ عليهم أو حتى ينظر إليهم على أنهم لاعبين ليسوا دون المستوى بناء على مستواهم الحالي ، وبدلا من أن يتخذ قرارا يعبر عن شجاعته ، وليثبت أنه مدير فني محترف ، وليثبت أنه حريص على مستقبل أبنائه من لاعبي المنتخب ، وأنه يؤيد هذا القرار ، بل إنه لن يستعين بلاعبي الأهلي لأنهم حقا مرهقين ، وأنهم حقا يحتاجون الراحة ، خاصة و أن المباريات المقبل عليها المنتخب مباريات ضعيفة ، خاصة وأنه يملك البدائل الكثيرة من لاعبي مصر كلها ومعهم المحترفين ، كما أنه قادر على تخطي تلك المرحلة حتى يحافظ على قوام المنتخب ، للمرحلة الأصعب القادمة .. أما الآن .. كيف ستواجه أبناءك من لاعبي الأهلي بعد أن حرمتهم من راحة انتظروها منذ ثلاث سنوات !؟ ، كيف تستطيع أن تستلهم كل طاقاتهم بعد شعورهم بالحرمان بسبب قرارك التعسفي !!!؟ كيف تستطيع أن تستنفر كل مهاراتهم التي لم تحترمها !؟ ، كان يجب أن يشعر لاعبيك أنك بالنسبة لهم الأب الحنون ، أن يحترمك لاعبيك لأنك حريص على مستقبلهم ، وأنهم ليسوا مجرد أداة تستخدمها في أغراض شخصية لا وجود لها إلا في خيال صحافتنا العجوز الشمطاء ، وأنهم لن يكونوا أبدا ضحايا الخلافات الرسمية بين المسئولين .

عندها .. تضمن أن يكون لديك فرسان يقاتلون بشرف ، تضمن أن يكون لديك أبناء يحرصون على اسمك و تاريخك ، تضمن أن يكون لديك لاعبين جاهزين فنيا وبدنيا وذهنيا ونفسيا ، يرفعون اسم مصر التي تستحق منا جميعا أن نترفع عن الصغائر ، للأسف تعاملت مع الموقف من منطلق شخصي ، تعاملت معه بنظرة سطحية ورؤية غير صافية ، نظرت إلى الشكل فقط ، ولم تنظر لمضمون القرار ، لم تنظر لمصلحة اللاعبين ، لم تنظر لمستقبل اللاعبين ، لم تنظر للحالة النفسية التي يعيشها اللاعبون ، اعتبرت القرار مسألة كرامة ، رغم أن كرامتك وتاريخك و اسمك ومعهم كرامة مصر وسمعتها وتاريخها أصبحوا على المحك بعد أن حرمت جنودك من الراحة حتى يكونوا ذخرا لك ولمصر في المرحلة القادمة وهي الأصعب والأهم .

هارد لك يا كابتن شحاتة ، وشكرا لإدارة الأهلي على قرارها التاريخي الإنساني العملي والعلمي والاحترافي ، وشكرا لجماهير الأهلي الرائعة التي أعطت القدوة والمثل في التشجيع المثالي ، إنها جماهير تعشق الأبطال ، تعشق البطولات ، و تعشق الأهلي .

تعليقات