في ركب العالمية .. احتفلت بالمئوية .. يا حلم عمر الوطنية

الأحد 29 أبريل 2007, 18:54 كتب :

فيما يري خبراء التاريخ وعشاقه انه يسجل قصة حياة .. ، وكأنهم يعيشون قصة حب عاشوا أحداثها فأحبوا تسجيل لحظاتها.. ، أو أن التاريخ يسجل بين ثنايا سطوره ماضي يجسد أصالة الأشياء وجوهرها ويتأهب ليستكشف مستقبلها بناءً علي هيكل ما سجله من أحداث وتأريخ الماضي .

والحقيقة أن التاريخ...   يبقي شاهدا علي أصل وقوة وصلابة الأمم .. ، ولو اجتمع من عشقوا تزييف الحقائق عبر الأزمان والعصور .. ما استطاعوا أن يزيفوا سطراً سجله التاريخ عبر صفحاته .. !

ومن هنا يبقي تاريخ النادي "الأهلي" عبر مائة عام معبرا عن جذور هذا النادي المصري الوطني العملاق .. حاملا بين ثنايا سطوره ماضي مشرق – يفخر به كل عشاقه – شاهدا علي حاضر مبهج هو ثمرة كل من ساهم في زرعه من بذرة عمل دءوب .. وانتماء أصيل .. و مبادئ كانت هي القلب النابض لهذه المنظومة الرياضية الوطنية .. مغلفة بمشاعر الحب والتضحية التي سجلتها أفئدة كل من انتمي لهذا الصرح العملاق .. كتبوا فيه تاريخا عظيما – بحروف حمراء عملاقة - أثر في وجدان شعب بأكمله .. تجسيداً لأواصر المعاني النبيلة ..والروح الجميلة .. والأسس السليمة .. لتأسيس صرح كان نواة لالتفاف شعب عرف كل معاني الوطنية ومشاعرها داخل جدرانه .. وعُرفت أسمي معاني التنافس الرياضي علي يد أبنائه .. وسُطرت فيه الأسطر الأولي لتاريخ يتفاخر بما سطره وشاهده .. فالتاريخ شعر بالفخر والسعادة بما سجله عبر أسطره المضيئة .. وبما سجله من ملحمة حقيقية نشأت و ترعرعت من قلب هذا الصرح العملاق .

********

زعامة ميدانية .. و إبحار في ركب العالمية

لما كان هذا العام هو عيد ميلاد الأهلي المئوي .. الذي يطفئ فيه مائة شمعة علي ميلاد بذور الأصالة والمباديء والانتصارات .. ووضع حجر الأساس لنادي انطلق مبحرا عبر الأزمان .. معلنا أن الرياضة له هي العنوان ..كان لا بد أن يبدأ قرنا جديدا بفكر جديد يعلن فيه أنه سيقارع الكبار ويبحر في أفق العالمية .. بعد أن نُصّب زعيما علي قارته مع نهاية المئوية . وأراد أن يخلع رداءه الإقليمي الذي ظل ومازال يزهو به أينما حل علي أرض القارة السمراء .

من هنا كانت فكرة استقدام نادي يتزعم قمة التصنيف العالمي .. ويحتوي علي أبرز المهارات الموجودة علي كوكب الأرض في عالم الساحرة المستديرة .. غير عابئ بنتيجة المباراة .. ولكنه مهتم أن يبدأ مرحلة جديدة وقرن جديد يكوّن فيه نواة الفرقة العالمية .. يقيّم فيها معايير التفوق علي أرض الواقع .. دون رتوش أو مساحيق خادعة لمستوي في طور النمو العالمي .. ، مدركا بوضوح أن التجربة خير برهان .. وأن الاحتكاك العالمي هو بداية الرهان .. لعولمة أداء الفرسان .. !

********

مائــدة الأحقــاد

بعد أن أطلق الحكم المصري "عصام عبد الفتاح" صفارته معلنا انتهاء مباراة (الأهلي x برشلونة) بهزيمة الأهلي بأربعة أهداف .. تذكرت مقولة شهيرة للدكتور "يوسف إدريس" في بداية السبعينيات عندما كانت رياح الحرية قد بدأت تملأ أشرعة الوطن التي أصابها السكون والجمود لسنوات طويلة .. " الحرية .. هي مثل المياه التي تجري لأول مرة في مواسير جافة أصابها الصدأ وانسدت تماما .. ولأن المياه تجري بقوة فإنها تطرد المتعلقات من أتربة و حصي وحجارة كانت عالقة بالداخل تسد مجري المياه .. دعوها تخرج وبعدها يبدأ تدفق المياه الصافية التي هي أساس الحياة "

وبعد مرور أكثر من ربع قرن من الزمان يؤسفني أن أقول للدكتور "إدريس" – الذي لم تعرف مصر من هو أعمق منه في فهم النفس البشرية – إن الزمن قد طال وإن المياه الصافية قد تأخر وصولها .. ، وأن الأنابيب ما زالت تُلقي بالحجارة والأتربة .. وكل مسببات الإعاقة والتكدير حتى أصبحت الأمور تبدو كما لو كانت سحابة هائلة من الكراهية تسبح فوق رؤوس الجميع .. ، وأصبحنا جميعا نعيش في ظلالها .. !

غريب أمر هؤلاء الفاشلين الذين ساقهم التشفي لمعانقة اللحظة .. ، وما هي بلحظة فشل كتلك اللحظات التي يعيشونها كل أوقاتهم .. ولكنها لحظة فخر ونادينا يقارع أعتى الأندية ويحزن مشجعوه ولاعبوه لأنهم خسروا الجولة ..بعد أن سطروا أسماءهم بأحرف من نور في صفحات التاريخ .. في وقت ظل هؤلاء الفاشلين يسطرون فشلهم علي أسطر سوداء وصفحات أكثر سوادا .

إنهم يتشفون .. دعهم يتشفون .. ، فمهما أُوتيت – عزيزي القارئ – من لطف ، ونُبل ، ودماثة ، وبشاشة ، وخُلق ، ومودة حقيقية ، ودواخل بيضاء .. ، لن تستطيع أن تّسكِت من يتشفون .. ، فهناك بشر مشغولون دائما بالآخر .. ، إذا أتعبهم ناجح سلخوه بألسنة حداد فلا يرضيهم إلا الفشل .. ، وإذا أغاظهم متألق وضعوه علي مشرحة مشارطهم المسمومة .. ، وإذا أزعجهم فريقاً تعلم الرد عليهم بأدائه الجميل طاشت كلماتهم وتجمعوا علي مائدة الوقت المقيتة ليمارسوا حقدهم الأسود ، وليلوكوا بزيد أفواههم السمي تلك الأزهار الجميلة التي تشرئب في شموخ صوب عين الشمس .. ، دائما يأكلهم العجز .. ، عيونهم تبحث عن مواطن الجمال لتشوهها ، وعن النخل الباسق لتقزمه .. ، إنهم يحاولون تعكير كل جميل بدمامتهم .. ، وكل نجاح بأحقادهم .. ، تراهم علي مائدة الوقت يخبزون حقدهم .. ، ولو تركتهم عاما وعدت إليهم لوجدتهم في الأمكنة نفسها .. ، ربما يلوكون الكلام نفسه ، ويتقيئون الدمامة نفسها .. !

و"الأهلي" بإدارته وجماهيره ولاعبيه .. يغضبه أن يكون مادة الفارغين .. لكون منظومته تعودت أن تكون كالسنابل الممتلئة .. ، ربما لإيمانهم بمقولة " إن الخبيث يجرع بنفسه أكبر كمية من سمه " .. ، أو ربما لأنهم مشغولون بصناعة الدُر بمحارات اللؤلؤ .. ، وليس لديهم وقت لإعطاء أُذنهم لثرثرة الخاويين الفاشلين !.

امضوا في دربكم يا أبطال الأهلي .. ، ضعوا فرح الصباحات الجميلة .. ، وبهجة المساءات الحالمة .. ، ولا تأبهوا بزارعي الشوك .. فكل إناء بما فيه ينضح .. ، وكل يقدم ما يليق به .. ، وأنتم تقدمون لنا الأزهار الجميلة .. تقدمون لنا البهجة الحالمة .. وتحرثون الفرحة الطاغية النابتة من أعماق أرضكم الذكية .. وتمسحون علامات الكآبة المنسوجة علي بساط الوطن .. سيروا ونحن وراءكم .. فأنتم من تزيدون مساحة الفرح علي بساط موُحش حزين .. !

********

ذات الرداء الأحمر

كانت ليلة حزينة .. تلك الليلة التي أبعدوني فيها عمن أحب .. وهم لا يعرفون كيف يكون الحب .. بل لا يعرفون معني الحب الحقيقي الذي تتجسد أبجديته في قلوب العاشقين .. كيف سأعبر عما يجيش في داخلي وأنا أعبر بلغة لا يفهمونها .. لغة الحب ومعانيه الصادقة .. كيف سأعبر بأبجدية الحب .. ودموعي تترقرق علي صفحات حب حمراء .. جعلوها بقسوتهم سوداء .

ظنوا أن الرداء الأحمر هو كل شيء .. ظنوا انه كافيا ليعبر عن حب غير متواجد .. ظنوا انه سيخفي أبجدية موسيقية تهذب النفوس .. وتطرب القلوب .. ظنوا أن مجرد ارتداءه يخفي ملامحهم ويخفي زيف انتماءهم وحبهم .. ولكني كنت شاهدة علي زيف هؤلاء .. كنت شاهدة علي كل من حمل تذكرة لمباراة المئوية .. وهو لا يدري أهمية هذه التذكرة وما تحمل من معاني وأحاسيس كُتبت بلغة الحب الأهلاوية الحمراء .. هو وقت شعرت أن حامليها لا يعرفوا إلا لغة المال والرقص علي أنغام ال couples .. لقد شاهدت بعيني آلاف الشباب والفتيات جالسين وما هم بجالسين .. كانت أجسادهم تتمايل في وضع احتضان .. ما كان ليحدث هنا إلا بسبب تذاكر جاءت إليهم فجأة لأنهم لم يسمعوا عن مئوية الأهلي .. وربما لم يسمعوا عن برشلونة.. ، فكان ذهابهم من باب التغيير .. فاستبدلوا سهرة ال night club بسهرة في قلب الإستاد الذي لم تطأ أرجلهم عليه من قبل .. استبدلوا جماهير الأهلي الحقيقيين .. بجماهير ارتدت الرداء الأحمر .. وأمسكوا في أيديهم أعلام أسبانية .. وقلوبهم كانت مهووسة بالعالم الأوربي وأرجلهم علي أرض المحروسة !.

لا أدري بأي شعور .. وبأي أحاسيس أكتب إليكم أحبائي .. فكل معاني العشق .. وكل حقيقة للحب الراسخ بداخلي تؤكد حبكم يا جماهير الرداء الأحمر والقلوب الحمراء .. ، أكتب رسالتي إليكم لأعبر عن افتقادكم في ذلك اليوم الحزين .. ، بل إنني شاهدت عيون اللاعبين مشخصة حائرة .. تبحث عنكم .. تبحث عن هتافاتكم المتواصلة .. تبحث عن تشجيعكم المتواصل .. تبحث عن الحب الحقيقي يا "رابطة محبي الأهلي"وجماهيره الأوفياء النبلاء .. ولكنها وجدت جماهير ذات الرداء الأحمر والصمت المطبق .. والقلوب الصامتة !.

دقات قلبي تتزايد رغما عني .. فسوف أقول لكم كلمة واحدة .. نعم كلمة واحدة .. كلمة وقف العالم في حيرة من أمرها .. كلمة عجز أمامها اللسان وتوقفت أمامها العيون .. كلمة أقولها لكم وعلي ورقة بيضاء أخطها .. وبكل نقطة دم حمراء تسري بداخلي أكوّنها لكم .. وأتركها لتعانق قلوبكم .. وتتوغل بداخلكم .. كلمة حملت معاني الوفاء والامتنان لكم .. كلمة لكم يا جماهير الأهلي ورابطته الوفية .. كلمة يا من تحبون بصدق وتبذلوا كل ما في وسعكم من أجل الأهلي حبيبكم .. ويا من تدخرون من وقتكم ومالكم لتروا وتشجعوا حبيبكم .. أترك لكم كلمتي ورسالتي ..

" لا تتركوا أجمل صرح أحببناه معا .. يا أحب وأرق وأعز جماهير .. فالفرق بينكم ومن ارتدوا الرداء الأحمر جليّ وكبير "

توقيع : مدرجات إستاد القاهرة الدولي (!)

********

تكريم ما أحلاه .. لنادي عشقناه

دائما ما يبحث المتفوقين ، و المجيدين ، في جميع المجالات عن "التكريم" .. ، ويظلوا ينتظرونه ، ويشتاقون إليه كتأكيد لعبقريتهم ، ونتاج لجهودهم .. ، ودليل علي نجاحهم .. ، خصوصاً ، عندما يستحقونه ..!

وما أجمل من تكريم يأتي من بيت يسوده الحب .. وتنبعث فيه السعادة والمودة من كل قلب .. ويلتف فيه الأبناء ويجتمعون علي قلب رجل واحد .. قلبا تنبعث منه موسيقي الحب .. وتكن فيه النفوس بجميل وعرفان للنادي الأب !.

والتكريم يا سادة كان من النادي الأهلي .. وفي ذات الوقت للنادي الأهلي .. تكريم اجتمع فيه أبناء النادي في سعادة .. ليكرموا ناديهم .. ويكرمهم ناديهم .. وفي مثل تلك اللحظات التاريخية .. تتوه لغة الكلام أمام تلك المشاعر الفياضة النبيلة .. و تتقزم لغة الأنانية .. أمام لغة الحب الجماعية .. ولو رأينا ماء العيون الذي فاض من أجيال الأهلي في لحظة التكريم التاريخية .. لوقفنا أمامها وتأكدنا أن لغة الحروف تتضاءل أمام لغة الأحاسيس .

ما أجمله من تكريم استحقه هؤلاء الأحباب الذين سطروا بكل نقطة عرق وكل نقطة دم حمراء .. أسماءهم في سجلات التاريخ الأهلاوي المجيد .. سيبقي التاريخ شاهدا لهم متباهيا بهم .. وسيبقي الحب عنوان لأسمائهم ..
بعد أن لبوا دعوة النادي يوم الفرح .. تاركين "العميد" يلقي وصلة من الردح .. يريد دعوة خاصة فردية .. بعد أن نسي أن منظومة الأهلي جماعية .. وهذا سر البطولة الـ 100 في سنة المئوية .. ويبقي الأهلي مية مية (!)

********

كل مائة عام .. وأنت حلم العمر

بعد مائة عام من الحب .. لا تقل وداعا يا " أهلي " .. فكلي أمل في لقاء متجدد قريب .. ونبع حبي لن يفيض .. إلا لك وحدك يا حبي الوحيد .. يوما يكون لنا لقاء .. فأنت رمز الحب والبقاء .. وراية النصر بيدك والتضحية والفداء .. يا شمس عمري أشرقي .. فالأهلي يحتفل بميلاده المئوي .. وهو أغلي حبيب .. اليوم عيد والوطن سعيد .. مائة عام سعيدة يا أغلي الأحباب .. مائة عام جديدة يا من سحرت الألباب .. مائة عام وأنت تعزف لحن الخلود .. داخل وخارج البلاد والحدود .. تقف وتقول هنا نادي القرن موجود .

مائة عام أيها الحبيب .. تأتينا دائما بالسعادة .. حتى أصبحت لنا أجمل عادة .. مائة عام تتجلي انتصاراتك .. ولا تغرب شمس بطولاتك .. مائة عام وأنت حبيب تنادينا .. تسعدنا وتحقق لنا أمانينا .. مائة عام وأنت رمز الوطنية .. تحتفل بالمئوية .. و أنت تحصد البطولة رقم 100 .

مائة عام وسيظل هتافي يعلو باسمك .. وقلبي يعلن لك عن حبك ..
مائة عام وأنت تاجر سعادتنا .. ومخفف آلامنا ومبعث فخرنا .
مائة عام وأنت تستحق جمهورك الأصيل .. الذي عبّر عن حبه الجميل ..
وأنشأت رابطة لحبك .. وأدمنت تشجيعك .. وأنت أدمنت تشجيعها وحبها .. وتمنيت أن تكون دائما بجوارك وأنت بجوارها .. قطعت طريق الكفاح .. وعليت براية النجاح .. وكنت وجماهيرك متجاورين .. متحابين .. منتصرين .. للمبادئ معلمين .. ولبذور الحب زارعين .. ولثماره قاطفين .

أحبك وسنحبك .. وسنظل بإسمك ننادي .. سنرفع أعلامك وتعلو معك الأيادي .. فإسمك يا أهلي مبعث فخر بلادي .. يا من توارث حبك أجدادي .. كل 100 عام وأنت أهلي النصر .. تحقق حلم العمر .. يا خير من أنجبت مصر .

********

كلمات ذات معني

" الحب كالورد لا وجود لألوانه إذا لم يكن هناك أنف تشمه .. ولا وجود لنعومة أوراقه إذا لم تكن هناك أصابع تلمسه " .. (!)

********

3/4 كلمـة

" من الممكن تفهم المثل القائل بأن القرعة تتباهي بشعر أختها .. ولكن العجيب تفهّم أن تتباهي هذه القرعة بشعر لا يمت لها بأي نوع من أنواع القرابة ".. (!)

تعليقات