الكواكب والنجوم والمجرات .. الكون كله يحتفل بمئوية الأهلي

الاثنين 23 أبريل 2007, 07:10 كتب :

إنها احتفالية الأهلي بالمئوية ، سأشاهد برشلونة ، نجوم العالم جاءوا إلى مصر ، إلى القاهرة ، إلى الجزيرة ، إلى النادي الأهلي ، نادي القرن الإفريقي ، قاهر نادي القرن الأوربي ريال مدريد ، وغدا بإذن الله سيقهر برشلونة .

لا أصدق أني سأشاهد برشلونة .. بنجومه...   الكبار ، من المؤكد أنهم سيبذلون الجهد حتى لا تتكرر مأساة هزيمة غريمهم ريال مدريد

*********

ما كل هذا المطر !؟ لقد انتهى فصل الشتاء ، الطريق موحلة ، الظلام يلف أرجاء الطريق ، رُبَّاه ، لقد تعطلت السيارة ، لا أرى شيئا ، ماذا أفعل ؟ ، سوف أتأخر عن الموعد ، سوف تفتح منافذ البيع مبكرا ، لابد أن الزحام سيكون شديدا ، المطر ينهمر ، ما هذا ؟ ، السماء تضيء .. ليس برقاً ، ولا رعداً .. إنها شـُهُبْ ...

لا .. إنها تشبه الألعاب النارية .. هل بدأت الاحتفالات بقدوم برشلونة مبكرا !؟ لا .. ليست ألعاب نارية .. إنها السماء .. إنها الكواكب .. إنها النجوم .. إنها المجرات .. إنها الكون يحتفل بمئوية الأهلي قطرات المطر تضيء .. كأنها حبات اللؤلؤ تنشر أشعتها وأضوائها .. نعم .. قرأت ذلك الخبر .. الذي قال أن الشهب سوف تتساقط هذه الأيام .. من اليوم السادس عشر من إبريل .. وتزداد يوما بعد يوم .. حتى تصل إلى ذروتها في الثاني والعشرين من إبريل .. أسبوع كامل .. والكواكب تحتفل بمئوية الأهلي .. سوف يرى العالم كله تلك الأضواء الجميلة .. ربي .. ما كان هذا شهاباً .. لا أصدق .. أصحيح ما رأيت ؟

إنه مختار التيتش .. نعم هو .. أراه يضحك ، أراه سعيداً .. ابتسامته تضيء حبات المطر .. نعم من حقك أن تكون سعيدا أيها الزعيم المخلص .. فهذا هو الأهلي .. نادي الحب .. نادي المبادئ والقيم .. نادي الأخلاق .. نادي الوطنية والوطنيين .. بلغ سلامي يا تيتش لسعد زغلول .. بلغ سلامي لكل من ساهم ولو بكلمة طيبة .. من أجل تأسيس هذا النادي الكبير .. وهؤلاء هم عشاق الأهلي .. سائرون .. مازالوا على الدرب سائرون ..

بلغ سلامي إلى ... آه .. لقد اختفى .. لكن المطر مازال ينهمر .. والظلام مازال حالك السواد .. سأتأخر عن الموعد .. سوف تفتح منافذ بيع التذاكر مبكرا .. وسوف يـ .. شهابٌ أخر أراه بوضوح .. إنه المايسترو .. إنه هو .. صالح سليم .. نعم هو ، لم يتغير .. وجهه الجميل ، يبدو عليه العظمة .. مازالت الهيبة تطل من قسمات وجهه .. أرأيت يا مايسترو .. إنهم يحتفلون بمئوية الأهلي .. وغدا سنحتفل بمائة بطولة .. إنه تلميذك النجيب حسن حمدي .. ونائبه دمث الخلق .. ساحر الكرة .. وساحر القلوب .. محمود الخطيب .. مازالوا على الدرب سائرون .. ولم لا ؟

إنهم أبناء الأهلي .. تربوا بين جدرانه .. وشربوا من قيمه ومبادئه .. لن ننساك يا صالح .. والله .. كنت سأرسل لك السلام مع أستاذك ومعلمك مختار التيتش .. ولكنه اختفى .. أرجو أن تبلغ سلامي إلى .. آه مرة أخرى .. وداعا يا مايسترو ..

عاد الظلام الحالك مرة أخرى .. ومازالت قطرات المطر تنهمر .. والظلام مازال حالك السواد .. سأتأخر عن الموعد ، سوف تفتح منافذ بيع التذاكر مبكرا ، والسيارة مازالت متعطلة ، لن أحصل على تذكرة .. لا .. لن أفقد الأمل .. إنه برشلونة .. مباراة ربما لن تتكرر .. سأنتظر .. ولم لا ؟ إن لاعبوا الأهلي يلعبون منذ ثلاث سنوات .. لم يأخذوا راحة سلبية كغيرهم من لاعبي العالم .. ورغم ذلك .. يقاتلون .. يتألقون .. يبدعون .. يحصدون البطولات .. ولكنهم أحباءُ قلبي .. لا يفرحون .. ليس لديهم الوقت ليفرحوا .. ولكنهم يتركون لنا الفرحة .. يتركون لنا السعادة .. يتركون لنا الفخر بهم .. يسقطون من الإرهاق .. ولكنهم أبدا لا يستسلمون .. تصيبهم ضربات العجزة من أنصاف اللاعبين .. يضربونهم بلا رحمة .. بلا شفقة .. جرائم ترتكب على المستطيل الأخضر .. تحت سمع وبصر حكام الغندور .. ولكنهم .. لا يسمعون .. لا يسمعون صرخات الموهوبين .. لا يسمعون آهاتهم .. لا يرونهم وهم يتألمون .. يصرخون .. يستغيثون .. ولكن ما هؤلاء بحكام .. إنهم .... إنهم يسرقون أحلامنا ، يقتلون أمالنا .. مات العدل .

*********

والله إني أشفق عليهم .. يبذلون كل الجهد .. من أجل نادينا الحبيب .. النادي الأهلي .. من أجلنا نحن جماهير الأهلي .. ربي لك الحمد .. شهاب آخر تضيء الظلام الحالك .. لا .. أنه البطل ثابت .. نعم هو .. أراه بعيني .. ما أروعك يا بطل .. لقد كنت مثالا لهؤلاء الأبطال مثالا للتضحية .. مازلت أتذكرك وأنت تجلس بين أخوتك وأبنائك .. أتذكرك وأنت تلتحف بين ثنايا بطانية .. يعتصرك الألم .. يكاد يقتلك .. وأنت تقاوم .. تئن بداخلك .. وأنت تضحك .. حتى لا يراك أبناؤك الأبطال .. مازلت أذكر أبو تريكة وهو يقبل رأسك .. بعد أن أحرز هدفا غاليا في مرمى العملاق المصري الثاني .. في مرمى القطب الثاني .. في مرمى الزمالك .. أرأيت يا بطل أبناؤك في اليابان ؟ لقد رفعوا اسم مصر كلها هناك .. سحروا العالم بجمال أخلاقهم .. وبروعة أدائهم صعدوا على منصة التتويج العالمية .. أخذوا البرونزية .. اطمئن يا غالي .. لم ينس أبناؤك ما فعلته من أجلهم .. لم ينسوا ما قدمته من مثال في التضحية .. من أجل مصر .. من أجل الأهلي .. من أجلنا نحن جماهير الأهلي .. كلنا يا ثابت .. لم ولن ننساك يا بطل .

بالله عليك .. بلغ سلامي إلى ..... آه ... لقد اختفى هو أيضا .. عاد الظلام مرة أخرى .. ومازالت حبات المطر تنهمر .. تزداد .. أسمع أصوات طرقها لسقف السيارة .. سبحانك ربي .. حبات المطر تعزف .. إنها أصوات الموسيقى .. يبدو أن هناك حبات مطر كبيرة ، وحبات مطر متوسطة وأخرى صغيرة .. تسقط على سقف السيارة .. تحدث نغمات جميلة .. ما أعذبك يا حبات المطر ..ما أجملك .. حتى أنت تحتفلين بمئوية الأهلي .. أتأمل حبات المطر في الظلام .. إنها تشبه أوتار العود .. شفاف لونها .. رغم الظلام الحالك .. رُبـَّــاهُ ..

ما أعظمك .. رُبـَّــاهُ .. لك الحمد .. شهاب يسقط .. لطفك يا ربي .. رحماك يا أرحم الرحمين .. لا .. ليس شهاب .. إنه نور يضئ الظلام الموحش .. إنه حبيبي .. إنه الغالي .. عبد الوهاب .. نعم .. إنه هو .. عريس الليلة .. وجهه كالملاك الطاهر.. ابتسامته الجميلة تضيء قلبي .. بكيناك كثيرا يا محمد .. أتدري يا ولدي .. كم كان فراقك مؤلما ... زلزل قلوبنا .. كسر قلوب لاعبي الأهلي .. فاضت دموعهم .. لكنهم أبدا لم يتوقفوا .. رغم الألم .. رغم الحزن .. رغم فراقك يا غالي .. هزموا الحزن .. حطموا الألم .. حولوا الآلام لعزيمة وإرادة .. حولوا الأحزان لانتصارات .. بطولات .. أفراح .. .. لم يخسروا بطولة .. كانت روحك معهم دائما .... أتذكر كلمات تريكة وهو يصف لنا كيف كانت صورتك أمامه وهو يحرز أغلى أهداف الأهلي .. هدف أميرة البطولات ،، وكانت الكاس شبكتك ، والبطولة عروستك ، أميرة البطولات الإفريقية .. فاكرينك يا محمد .. دايما معانا ..

شايف يا محمد .. الكواكب .. النجوم .. والمجرات .. الكون كله يحتفل بالمئوية .. 100 سنة تاريخ يا أهلي .. 100 بطولة مجد يا أهلي .. و دايما فاكرينك يا محمد .. انت و التيتش والمايسترو والبطل ثابت .. كل روح جميلة سطرت سطور في تاريخ الأهلي .. في قلوبنا ياغاليين .. دايما عايشين .. مع كل بطولة .. أرواحكم دايما حوالينا .. أرواحكم سطور مضيئة في تاريخ الأهلي .. أرواحكم عزيمة وإرادة .. دايما في زيادة .. تنمي روح البطولة .. روح الفانلة الحمراء .. لا .. انتطر يا غالي .. انتظر يا محمد .. كنت عايز أقولك : بحبك .

حبات المطر مازالت تعزف .. أوتار المطر مازالت تغرد .. الفرحة بداخلي تكاد تقفز .. رغم الظلام القاتم .. لا .. أبدا لن تكون نغمة حزينة .. سوف أحصل على التذاكر؟ سوف أحتفل بالمئوية ، وإن لم أحصل على التذاكر .. نعم يا نفسي .. لن يلمس اليأس أطرافك .. لن أسمح له بالاقتراب .. لن أفقد الأمل .. حب الأهلي عزيمة وإرادة .. روح الفانلة الحمراء .. يا الله .. رُبــَّاه ما هذا ؟ هل عادت الكهرباء !؟ النور يعم المكان ..شهابان مرة واحدة .. إنهما يزدادان سطوعا ..

يقتربان .. لطفك يارب .. رحمتك يارب .. يكاد الضوء يذهب ببصري .. إنه يتغير .. يتقلب .. يقترب .. يشتد .. ينطفئ .. إنه سيارة تقف .. سأعود .. سأحتفل ..

تعليقات