أمام المحلة خسر الأهلي نقطتان لكنـه لا يزال في أمان !

الجمعة 30 مارس 2007, 22:11 كتب :

و رغم هذه فإن الكرات الطولية كادت أن ترسم البسمة علي شفاه الأهلاوية عندما تسلم متعب كرة طولية من عماد النحاس من الخلف للأمام فأخطئ أبو خنجر مدافع غزل المحلة في التعامل معها لينفرد متعب تماماً بناصر فاروق لكن متعب سددها بجوار القائم ، هذا عن بداية الشوط الأول...   الذي كان متكافئ لحد ٍ ما ، بسيطرة أهلاوية بأول 15 دقيقة ثم سيطر المحلة علي الكرة 15 دقيقة آخري وبأخر الشوط الأول تبادل الفريقين الهجمات بشكل عشوائي جداً خاصة ً من جانب الأهلي ، وكانت أخطر فرص المحلة بالدقيقة 28 تقريباً بعدما أبعد الحضري تسديدة صاروخية من منتصف الملعب ثم تبعتها ضربة ركنية نـُفذت بإتقان نحو علي بسيوني الذي قفز فوق كل مدافعي الأهلي علي طريقة " باتريك كولوفيرت " نجم هولندا ليسدد كرة رأسية تذهب بوجه مدافع الأهلي شديد قناوي ثم للقائم لتمر بسلام الحملة المحلاوية علي الحصون الأهلاوية حتى إشعار أخر .!

هذا الإشعار الآخر جاء بالشوط الثاني بتألق الجناح الأيمن للمحلة محمد عطية والذي استطاع التوغل أكثر من مرة بين حصون الأهلي المتكونة من أحمد السيد وشادي محمد وعماد النحاس ، وكاد أن يحرز هدف التقدم للمحلة ببداية الشوط الثاني من هجمة مرتدة نموذجية قادها أحمد حسن الذي مرر الكرة ببراعة لعطية الذي ذهب مباشرة ً نحو الحضري ليسدد قذيفة مدوية صرخ جمهور المحلة قائلا ً " جووول " لكن عصام الحضري أبى أن يكمل المحلاوية الجُملة بتصديه للكرة ببراعة ، بالإضافة لاختراق نفس اللاعب لحصون الأهلي برشاقة حينما تسلم عرضية نموذجية من الجناح الأيسر للمحلة رقم " 13 " الذي رفع الكرة بإحكام نحو القادم من الخلف للأمام دون رقابة محمد عطية لكن رأسية عطية لم تكن كرأسية " علي بسيوني " فقد ذهبت فوق العارضة وما أسهلها هذه الفرصة وقد وضح أن عدة اختراقات تأتي من منتصف الملعب المحلاوي نحو منطقة الجزاء الأهلاوية دون أي رقابة من لاعبي الوسط شوقي وحسام عاشور أو حتى أنيس بوجلبان الذي كان مكلف بمهام هجومية أكثر من شوقي وعاشور لهذا كانت الخطورة متواصلة خاصة ً من الهجمات المرتدة ! لكن محاولاته لم ترقى للمستوي الذي يؤهله لأن يحرز هدف السبق .

الأمر ذاته يخص الأهلي الذي اختفى عن خطوطه الترابط و الانسجام ، وأصبحت مهمة الوصول للمرمي في منتهي الصعوبة بالنسبة للمهاجمين لاستمرار الهوة التمركزية بمنتصف الملعب بتوالي غياب محمد أبو تريكة عن الفريق ، فلم يصمد كثيراً فلافيو أمام مدافعي المحلة ، فمهماً كان فلافيو مهاجم وليس اختصاصي بمهمة صناعة الأهداف بالتمريرات العميقة والمراوغات التي تزيل أي تكتل دفاعي ، لهذا ظهر وسط ملعب الأهلي بعيداً عن مستواه خاصة ً محمد شوقي الذي بدا واضحاً أنه لا يلعب مع الأهلي جيداً ويلعب مع منتخب مصر بامتياز ، مع إصرار حسام عاشور وأنيس بوجلبان علي التسديد من خارج المنطقة وإن كان أنيس بوجلبان أنشط لاعبي الوسط بالشوط الأول باختراقاته المتواصلة وتسديداته المتكررة ، بالإضافة لهذا التفكك الواضح لعب الأهلي علي الكرة الطويلة من الخلف للأمام في إثبات مؤكد لأن الحلول الفردية اختفت من وسط ملعب الأهلي بسبب لعبه بطريقة 5-3-2 بالشوط الأول ، فلم يتقدم إسلام الشاطر وشديد قناوي إلا مرة أو أثنين طيلة الشوط الأول ، مع تحفظ وسط ملعب الأهلي بقيادة ثلاثي وسط دفاعي يتقدمهم شوقي و بوجلبان وحسام عاشور لتظهر الهوة جلياً في تحركات فلافيو الغير مجدية وعدم توفيق عماد متعب داخل الصندوق لإنهاء الكرة بشكل صحيح بالمرمي !

للتعدد التساؤلات ؟

لماذا تخلى الأهلي عن وائل رياض شيتوس ؟ لماذا لم يضم لصفوف صانع ألعاب بفترة الانتقالات الشتوية يحل محل أبو تريكة في حالة غيابه للإصابة ، نعم أبو تريكة من المستحيل أن يعوضه أي لاعب بالوقت الراهن ، لكن ما المانع للاستعانة بلاعب خبير بهذا المركز ومصر مليئة بلاعبين رائعين بمثل هذا المكان كلاعب حرس الحدود أحمد عيد عبد الملك أو اللاعب الجزائري الحاج بوجاش الذي يشبه لحد كبير الأسطورة الإيطالية روبيرتو باجيو و بوجاش لا تزال أنظار الأندية الفرنسية بعيدة عنه حتى الآن و إذا طلبه الأهلي بأي مبلغ سيرحب بكل تأكيد !!

الأهلي يعاني بمنطقة الوسط بشدة ، ففي مباراة المصري كان نجم الفريق إسلام الشاطر الذي استطاع أن ينطلق من الوسط كثيراً ليساهم بصناعة هدفي المباراة ، وكان نفس اللاعب نجم الفريق أمام هايلاندرز بدوري أبطال أفريقيا بمباراة العودة بالقاهرة 2-0 للأهلي ، لكن هذه المرة لم يستطع إسلام الشاطر فعل أي شيء عندما اصطدم بقوة وسرعة لاعبي غزل المحلة فقد أحبطوا كل محاولات إسلام الشاطر للتقدم للإمام لمساندة خط الهجوم ، لتختفي الفاعلية عن أطراف الملعب ، حتى جاءت الدقائق الأخيرة لتحمل تفوق أهلاوي كبير بنزول أسامة حسني وأحمد بلال وأحمد صديق الذي لعب لأول مرة بالجهة اليسرى بعد خروج المرهق أحمد شديد قناوي والذي كبح جماحه محمد عطية الجناح الأيمن لغزل المحلة بامتياز لهذا فـًقد الأهلي نصف قوته المتمثلة في طرفي الملعب قناوي والشاطر ، ليجبر الأهلي علي اللعب بخطة 5-3-2 بالشوط الأول وبالشوط الثاني تعدلت الأمور بعض الشيء باللعب 3-4-3 وأتضح المجازفة التي ظهرت علي جوزيه بأخر 15 دقيقة بالمباراة ولولا أن أحمد حسن مهاجم الغزل كان في غيبوبة لاستغل اندفاع الأهلاوية نحو الأمام بإحرازه هدف الفوز من مرتدة ، لكن دفاع الأهلي كان متربصاً لكل محاولاته ، وكما كان دفاع الأهلي متفوقاً ونشطاً ، أيضاً دفاع الغزل ظهرت عليه الجدية طيلة أحداث المباراة خاصة ً من محمود فتح الله الذي أعتبره نجم المباراة الأول ، فقد أزاح أكثر من كرة خطيرة من أمام مرماه ، فلم يستسلم لعماد متعب أو أسامة حسني أو بلال أو حتى فلافيو وظل مثابراً مصراً علي أن يخرج المحلة بنقطة أو أكثر إذا لاحت الفرصة وبالفعل نجح في مهمته سواء دفاعياً أو هجومياً من خلال تكملته أكثر من مرة للأمام وأحداثه بعض الثغرات بوسط الملعب بقدومه من الخلف للأمام دون رقابة فلا عماد متعب ولا فلافيو يتراجعون للخلف لهذا كان دائماً فتح الله دون رقابة مرر أكثر من تمريرة جيدة وسدد تسديدة رائعة بيد الحضري يستحق الإشادة والتقدير علي هذا المجهود .

خسر الأهلي بملحمته بالمحلة نقطتان وأستحق المحلة النقطة بكل جدارة واستحقاق علي الأداء الراقي الذي قدمه لاعبوه وعدم رهبتهم وخوفهم بمبادلة الأهلي الهجمات وتضيق الخناق علي مهاجميه بكل أرجاء الميدان ، فالضغط المحلاوي بوسط الملعب كان كبيراً جداً فكلما تسلم أي أهلاوي الكرة يقترب له لاعب محلاوي أوتوماتيكياً دون أي إرشادات من المدرب إبراهيم يوسف وهذه النقطة تحسب للمحلة فهذا الفريق صاحب لياقة بدنية عالية جداً مما أدى لتقوقع بعض نجوم الأهلي بوسط الملعب ورهبتهم من التدخل بقوة مع لاعبي المحلة وظهر جلياً من خلال استبعاد محمد بركات الجاهز بدنياً لخوض المباراة لهذا جوزيه أمر باستبعاده من تلافياً للقوة البدنية التي يتمتع بها المحلاوية ، فلم يؤثر كثيراً تعادل الأهلي سلباً علي مسيرته بالاحتفاظ بلقب الدوري المصري للموسم الثالث علي التوالي فمنافسيه لم يستغلوا سقوطه بفخ التعادل فقد سقط الإسماعيلي قبلها ب24 ساعة أمام طنطا 1-2 ، ويتضح أن منافسي الإسماعيلي هم من استغل سقوطه فقد فاز الزمالك وفاز إنبي وأصبح مركز الإسماعيلي مهدد مع انفراد الأهلي بمفرده بالصدارة برصيد 64 نقطة مبتعداً عن أقرب منافس له - الإسماعيلي - برصيد 15 نقطة .. ولا تعليق !

تعليقات