الأهلي يقهر الشواكيش ، رغم الــتحكيم الشيـش بيـش !

الأحد 25 فبراير 2007, 19:55 كتب :

لكن مع الأهلي لا وجود للمستحيل ، و أثار التحكيم انذاك لغط كبير ، فقد تغاضي الحكم عن أحتساب ضربتي جزاء صحيحتين للأهلي ، واحدة بلمسة يد واضحة وضوح الشمس ، و رغم هذا ثابر لاعبو الأهلي حتي النهاية كما فعلوا مع الصفاقسي بنهائي أفريقيا لكن هذه المرة...   اللدغة جاءت من عماد متعب ..

حضرت الأثارة نفسها بملعب الكلية الحربية أمام الترسانة بالأسبوع (( 22)) ، و جاءت هذه المباراة بظروف خاصة للغاية ، فالأهلي عائد من رحلة شاقة من أديس أبابا ، و يحتفل بكأس السوبر ، فخزله جمهوره و غاب عن مباراة الترسانة في بادرة لم تحدث من قبل ، ففي الوقت الذي يحتفل فيها الأهلي بمئويته و بطولته رقم 99 و بيوم الجمعة و بتوقيت رائع و أجواء أروع غاب الجمهور فتعثر الأهلي قليلا ً حتي استطاع أن يخطف الثلاث نقاط من الشواكيش ، خاصة ً أن الترسانة أحد الأندية التي أفسدت الرقم القياسي الذي كاد الحضري أن يحققه بأطول فترة زمنية لم تهز فيها شباكه بالدوري ، فقد تعادل الترسانة بالنصف الأول 1-1 مع الأهلي و حاول جاهداً بهذه الملحمة أن يؤكد جدارته بالتواجد بمنتصف الترتيب المحلي ، مع أستغلال غيابات كل من محمد أبو تريكة المصاب و عماد متعب الموقوف و الجمهور الغير متلهف لرؤية نجومه خاصة ً العائد من تركيا أحمد بلال . !

ركز الأهلي بالشوط الأول علي التمرير القطري و اللعب بعمق دفاعات الترسانة عن طريق الأختراق عبر تمريرات حسن مصطفي و محمد شوقي و أنيس بوجلبان ، فلعب الأهلي بطريقة 3-5-2 ، بتواجد ثلاثي الدفاع الشهير جمعة و شادي و النحاس ، و كان وسط الملعب الأحمر دفاعي بحت ، متكوناً من حسن مصطفي و محمد شوقي كـخط وسط دفاعيين و أمامهم صانع ألعاب ( أنيس بوجلبان ) و الأخير المهمة المنوطة له ليست من أختصاصاته ، و لعب علي الأطراف باليمين أحمد عادل و باليسار طارق السعيد و بالهجوم فلافيو و أحمد بلال ، و ظهر علي جناحي الأهلي الأهتمام بغلق المساحات علي ظهيري جنب الترسانة بالشوط الأول ، فسنحت الفرصة للاعبي الوسط الدفاعي بالأختراق أكثر من مرة ، عن طريق تسديدتين من حسن مصطفي و أخري من محمد شوقي ، ولا أري أي داعي من تكلفتهم بشئ أكبر من طاقتهم ، فهذين اللاعبين لا يجيدا التسديد علي المرمي بشكل صحيح ، فمعدل أحرازهم الأهداف بنسبة 3% مع العلم أنهم يسددون بنسبة 70% بكل مباراة و هذا معدل مخيب للأمال !

كان فلافيو أميز لاعبي الأهلي المخترقون من العمق ، فمرر و تحرك كثيراً و معه أحمد بلال و أنيس بوجلبان ، فكثرت التمريرات ليرتبك الشواكيش أمام الـمد الأحمر فترتد كرة من مدافع الترسانة لتذهب لفلافيو الذي لم يتواني عن تسديد الكرة بمرمي (( أحمد سعد )) ، ليعلن عن تقدم الأهلي ببداية الشوط الأول ، مما أدي لهبوط معنويات الترسانة فتشتت الأفكار قليلا ً لكن الشواكيش حافظ علي ترابط خطوطه ، فغابت الخطورة علي مرماه ، و كان لمهاجمي الترسانة دور دفاعي بارز بمنتصف الملعب بالضغط علي مدافعي الأهلي فكانت حركتهم بنطاق محدد ، و لم تكن سيطرة الأهلي علي الوسط مطلقة بل كانت متبادلة قليلا ً ، و هذا لعدم أعتماده علي الأطراف بالشوط الأول ، و لم تمرر إلا عرضيتين فقط واحدة من أحمد عادل لأحمد بلال الذي سددها برأسية فوق العارضة و عرضية أخري من أنيس بوجلبان من الجهة اليمني تذهب بيد حارس الترسانة المهزوز قليلا ً ، لتسقط منه ذاهبة تتهادي لبلال المنطلق ليسددها بقوة خارج الملعب !

التوازن بالشوط الأول كان رائعاً من الأهلي ، و يتضح أن حسام البدري أراد أن يثبت نفس التشكيلة و أسلوب اللعب بالشوط الثاني ، لكن فاروق جعفر لم يمهله الكثير ليفعل ما يحلو له بالشوط الثاني ، فلم يسلم الراية البيضاء ، بل وقف نداً صلباً ببداية الشوط الثاني ، بأختراق من الظهير الأيمن للترسانة الذي وزع كرة عرضية نموزجية ، و هنا نقف أحتراماً لحسام حسن الذي شكل ثنائياً ناجحاً مع المهاجم الجزائري بو علام ، فبخبرة كبيرة تمركز داخل المنطقة علي القائم القريب و ترك بو علام علي القائم البعيد مما وزع الرقابة عليهما ، عكس مهاجمي الأهلي فلافيو و أحمد بلال و محمد شوقي و أنيس بوجلبان ، عندما كانت تأتي أي كرة عرضية نلاحظ التمركز السئ للغاية من لاعبي الأهلي داخل حدود الترسانة ، تمركز حسام علي القائم القريب منح بو علام الهارب قليلا ً من رقابة وائل جمعة ليحرز هدف التعادل بمطلع الشوط الثاني ليربك حسابات حسام البدري و مانويل جوزيه ، فبدا واضحاً علي لاعبي الوسط الدفاعي حسن مصطفي و شوقي عدم التركيز ، لهذا بدأ الأهلي تنويع طريقة اللعب سواء بالأختراق أو باللعب علي الأجناب ، حتي تحصل أحمد عادل علي ضربة حرة مباشرة من الجهة اليمني ليتصدي ليوزعها طارق السعيد بحرفية شديدة الحساسية لأمادو فلافيو الذي سددها برأسية ناجحة جداً ، شعر الأهلي بالأمان قليلا ً لكنه أراد تعزيز النتيجة بهدف ثالث يؤمن به الثلاث نقاط بتغير المرهقين ( حسن مصطفي و شوقي ) و نزول أحمد حسن استكوزا لتنشيط الناحية الهجومية ، و نزول حسام عاشور لضبط إيقاع المباراة و تهدئة اللعب ..

لـــكن !! ....

النظر الشيش بيش لعب دور في أفساد خطط الأهلي !

كاد الأهلي يحرز هدفه الثالث عن طريق أحمد بلال الذي حّول كرة عرضية من طارق السعيد من ركنية ، ليخرج الكرة مدافع الترسانة من داخل المرمي برأسه !! وسط ذهول الجموع الأهلاوية القليلة ، و بعدها بقليل تزداد نسبة الشيش بيش لدي الحكم سمير محمد علي - مع كامل الأحترام له - أحتسب ضربة جزاء وهمية و خيالية لحسام حسن في الوقت الذي كاد الأهلي ينهي المباراة ، جاء حسام حسن ليحرز هدف التعادل من ضربة جزاء بعد عرقلة وهمية أصطنعها حسام حسن كعادته و صدق عليها الشيش بيش ، ليتعادل الترسانة 2-2 ، لتشتعل المباراة و معها يكثف الأهلي جهوده من الأطراف و الوسط ، ليبدع أنيس بوجلبان بالطرف الأيسر مع طارق السعيد ، ليتعاونا علي جلب ضربة جزاء صحيحة مئة في المئة ، فقد تمت عرقلة طارق السعيد و لم يلعب المدافع إلا علي قدمه ، أما أحمد عادل مدافع الأهلي الشاب كان يركض خلف حسام بأقل من 40 سم متر ، لكن طارق السعيد كاد أن يتعرض لإصابة بهذه الكرة ، لينفذ المدافع النحاس ضربة الجزاء بإحكام ليؤكد جدارة الأهلي بالفوز بالثلاث نقاط ، في أمتع و أجمل مباراة بالمرحلة رغم أن لاعبو الأهلي تعرضوا لأخطأ تحكيمية بالاضافة لعودتهم من رحلة شاقة بأديس أبابا مع غياب الجمهور ، كل هذه عوامل كاد أن تؤثر علي نتيجة الأهلي لكنه ابي أن يتعادل مرة أخري مع الترسانة ، و أصر علي مواصلة تصدر الدوري المصري لتزداد فرصه بالفوز يوم وراء يوم ، رغم هفوات الحكام الشيش بيش ! .

تعليقات