لكل مواطن مغني ... و لكل فريق معلق !!

الأربعاء 21 فبراير 2007, 22:11 كتب :

لهذا يجب أن تتوافر بالمعلق عدة أشياء منها الثقافة العالية و الروح الرياضية و الصوت الجيد و عدم الإنحياز أو التحيز لمنتخب دولة أو لنادي و الأداء الغير مفتعل بالأضافة لأهم شئ ألا و هي خفة الظل - خفة الدم - لكي ينجح المعلق في مهمـته يجب...   أن تتوفر به هذه الشروط .

و كما أنه للمعلق شروط ينجح بها و يدخل بسببها قلوب متابعي كرة القدم أو أي لعبة أخري ، يجب أن تتوفر شروط و عوامل أخري للقناة الرياضية المتخصصة بنقل الأحداث الحصرية علي شاشتها ، هذه الشروط تشبه لحد كبير شروط نجاح المعلق ، كالنقل الحصري من أرض الملعب ، و التغطية المتميزة للحدث عن طريق أنتداب محللين مختصين بشؤون اللعبة المراد التحدث عنها ، فضلا ً عن وجود معلقين من كل الأجناس حتي ترضي القناة كل الأزواق !

شبكة راديو و تليفزيون العرب ART تعد من أفضل الشبكات الناقلة للأحداث الرياضية العربية و العالمية ، و هي أبرز الأسماء المطروحة علي الساحة الإعلامية المرئية منذ أكثر من 12 عام ، لكنها لا تتعلم من أخطائها للاسف الشديد ! ، نقلت الدوري الإنجليزي سنوات طويلة ، و كل عام ينتظر مشتركيها الجديد ، لكن لا جديد حتي ضربت شبكة Show time راديو و تليفزيون العرب بإنتزاع حقوق إذاعة البطولة الإنجليزية بشكل حصري أنطلاقاً من موسم 2007-2008 ، فلم تضيف الشبكة أي شئ جديد سوي بضع مباريات كل موسم ! .

ففي موسم 2001-2002 كانت القناة تنقل مباريات الثلاث الأوائل بالدوري الإنجليزي ، ثم بدأت بتزويد عدد المباريات من عام لأخر ، حتي وصلت ليومنا هذا لنقل كل المباريات ، نصفها تذاع بشكل مباشر و النصف الأخر بشكل مسجل ! .

و رغم عيوب قنوات الجزيرة الرياضية في نقل كل مباريات الدوري الإسباني و الدوري الإيطالي إلا أنهم يتميزوا بالتغطية الحصرية من داخل أرض الملعب مما يضع المشاهد في الصورة و يزيدهم حماسة و أنباهراً بما يقوم به مراسلوا القناة بالأراضي الإسبانية ، هذا رغم أن قنوات الجزيرة حديثة العهد و لم تربح الكثير من الأموال جراء أشتراكات المشاهدين ، فيكفي أنهم قاموا ببث الليغا الاسبانية بشكل حصري بداية ً من عام 2002-2003 و 2003-2004 و 2004-2005 بشكل مجاني دون أي أجر مادي يتحصلوا عليه نظير مشاهدة المواطن العربي لمباريات الدوري الإسباني ، أما راديو و تليفزيون العرب فهم من أخترعوا التشفير و الحقوق الحصرية منذ زمن بعيد ، و علي هذا يتوجب عليهم تقديم خدمة جيدة لمتابعي الشبكة الرياضية ، لكن هذا لم يحدث و لم تقدم القناة أي اضافة علي صعيد نقل بطولة الدوري الإنجليزي بتعليق من أرض الملعب كما تفعل الجزيرة الرياضية أو ببعث مراسلين و محللين لتحليل اللقاءات من الإستادات ، هذا لم يحدث إلا نادراً مرة أو ثلاث ! و أتذكر أن ART لا تذهب للأراضي الإنجليزية إلا في حالة وجود مباراة كبيرة بين تشيلسي و الأرسنال و مانشيستر يونايتد ، غير هذا لا تذهب و كأن الدوري الإنجليزي فقط للمان و تشيلسي و الأرسنال ، في حين تذهب الجزيرة لكل المباريات سواء بفياريال او إشبيلية أو راسينج سانتدير أو مايوركا أو أي مكان داخل إسبانيا ! .

الأن نربط بين ما يحدث من قبيل الـ ART بحق البطولة الأشهر - الدوري الإنجليزي - و بين باقي البطولات خاصة ً العربية و الأفريقية ، فالأمر ينطبق علي البطولة الأفريقية الأشهر - دوري أبطال أفريقيا - لا وجود لمعلقين داخل أروقة الملاعب أو مراسلين من أراضي الملعب و يدعون أن التغطية حصرية علي شبكة راديو و تليفزيون العرب ، عندما يتسأل المتابع عن الأسباب يدعي مسؤولوا الشبكة أن لكل قناة أسلوبها و نظامها علي أساس أن المشاهد العربي لا يتابع القنوات الفضائية الأوروبية التي تمتلك أحدث التقنيات ، فكل القنوات الرياضية تتحدث لغة واحدة هي التغطية الحصرية من قلب الحدث ، لكن الـ ART لها أسلوب أخر من كوكب أخر ! .

و ينطبق الأمر ذاته علي التعليق داخل شبكة راديو و تليفزيون العرب ، فعندما نتابع أسلوب تعليقات معلقي قنوات الجزيرة الرياضية نلاحظ عدم التحيز و الإنحياز ، لأن المسؤول عن القناة الأستاذ أيمن جادة يوصي المعلق بعدم الإنحياز و تعتبر من شروط القناة الأولي ، فالمعلق المصري علي محمد علي حينما كانت الجزيرة تبث بطولة كأس أمم أفريقيا بمصر 2006 ، كان يحضر بإستاد القاهرة ليعلق و رغم أنه مصري لا يتحيز كثيراً لمنتخب مصر و ظهر هذا جلياً بقوله " اللاعب المصري محمد أبو تريكة " أو " لاعبي المنتخب المصري استغلوا النقص العددي " ، هل هذا يعني أنه ليس مصري ؟ بكل تأكيد لا ، لكنه يعمل الأن .. يعمل علي إيصال المعلومة ، فإذا قال : أحنا مسيطرين علي الملعب من اليمين لليسار ، سيخرج المتابع العربي الغير مصري عن تركيزه في المباراة ليعلق علي مصرية علي محمد علي التي ظهرت ! .

لقد أخطأ مسئولوا ART ببث الإنحياز و التحيز لمعلقي القناة ، بداية ً من حمادة إمام و عصام الشوالي وصولا ً لـخالد الغول ، فإذا كان كل معلق يعلق علي مباراة أجنبية و يتحيز لفريقه المفضل مثلا ً هنا لا يثير أي ردود فعل عربية و لا تؤدي مثلا ً لإشعال الفتن داخل المواطنين العرب ، لكن إذا تحيز فلان الفلاني للأهلي و هو يلعب أمام فريق أردني أو سعودي أو تونسي ، ستثار المشاكل و سيخرج المشاهد عن إطار الروح الرياضية و ما حدث من جماليات و فنون كروية خلال أحداث المباراة ليصبح المعلق مثار جدل ، فيؤدي لقلة شعبية هذا و ذاك في بلادان مختلفة ، ليصبح معلقي ART منبوذون في مختلف أنحاء الوطن العربي !

أتحدث بهذه المشكلة عندما سمعت أن عدنان حمد الحمادي مدير قناة ART الرياضية ، قد سمح للمعلق المصري أن يتحيز لفريقه المصري حتي و إن كان المنافس تونسي أو مغربي ، الأمر نفسه يخص التوانسة و المغاربة و الأردنيين و السعوديين من عاملين بطاقم التعليق بشبكة راديو و تليفزيون العرب ! .

و الجدير بالذكر أن مشجعي النادي الأهلي المصري بجمهورية مصر العربية ، يطالبون بإنضمام معلق رياضي أهلاوي .. عفواً سأسحب كلمة رياضي لأجعلها معلق أهلاوي ضمن طاقم شبكة راديو و تليفزيون العرب ، فحمادة إمام الجميع يعلم هويته ، و حازم الكاديكي إن كان أهلاوي فجنسيته ليبية الأمر ذاته يخص عصام الشوالي الذي يراهن جميع الأهلاوية بمصر علي أنه أهلاوي لكنه ليس مصري الجنسية ، فالمطالب الأن أصبحت تتوجه نحو لكل فريق معلق .. و لكل مواطن مغني .. و لا عزاء للسيدات !!! .

فبالله عليكم أين هي ماهية التعليق الرئيسية و هي " عدم وجود ذرة إنحياز بشخصية المعلق " .

تعليقات