|| توووب علينا يااارب .... إعلام علي ما تفرج (( 14 )) || درس في كتابة الخبر الصحفي

الجمعة 02 فبراير 2007, 05:11 كتب : محمد مصطفي

و حقيقة فما جاء في الإيميلين حقيقة لا يمكن إنكارها ، و لكن لكل منها أسبابها ، و إذا عرف السبب بطل العجب ، فعندما بدأت الكتابة في سلسلة توووب علينا يااارب كان هدفها الرئيسي هو تصحيح مفاهيم و أخبار أراها خطأ فيما يلقي للقارىء أو المشاهد للمنظومة الإعلامية...   ، فالكثير مما يكتب أو نشاهده يحمل الكثير و الكثير من التضليل الإعلامي ، لهذا كان لابد أن يكون الرد مستنداً علي إثباتات من الواقع ، كان يجب أن يكون الرد يحمل أسانيد تدعمه ، كان يجب أن يتضمن الرد أدلة تفند بالمستندات و الأرقام الفعلية الحقيقية .

فلا يكفي أن أرد قائلاً أن هذا لم يحدث و أن الحقيقة هي كذا و كذا ، فالحقيقة هذه الأيام أصبحت تحتاج إلي البرهان مقابل الأكاذيب التي انتشرت في بعض وسائل الإعلام كالنار في الهشيم ، و أصبحت الأكاذيب هي الأقرب للتصديق لكثرة ترديدها ، و علي رأي المثل " الزن علي الودان أمر من السحر " ، فأصبح الحق يحتاج لمن يحميه ، و قديماً قالوا : الحق لابد من أن تحميه القوة ، فإن لم تكن قوياً في طلب الحق فلن تأخذ حقك ، لأن الباطل الآن أصبح له مطالبوه الذين يطلبونه بكل قوة و بجاحة .

فما يكتب من أخبار هذه الأيام لا غرض من وراءه إلا الفرقعة الإعلامية ، هذه الفرقعة التي لا تجد من يصحح ما بها و تدخل ذهن المتلقي و تؤثر علي تفكيره ، و كمثال بسيط نقرأ معاً هذه الأخبار :

كتب أيمن باهي في صحيفة المساء أمس الخميس 2 فبراير :

وصلت البطاقة الدولية الخاصة بلاعب الأهلي أحمد بلال الذي انتقل حديثاً من صفوف كونيا سبور التركي بصفقة بلغت 2.6 مليون جنيه يحصل منها النادي التركي علي 7.2 مليون وبلال علي 5.3 مليون وفي نفس الوقت قام الأهلي بإرسال البطاقة الدولية الخاصة بمحمد عبدالله الذي انتقل لكونيا سبور.

لا أعلم كيف كتبت الأرقام بهذا الشكل و أحس أن بها خطأ مطبعي عكس الارقام فوضع ما قبل العلامة العشرية بعدها و علي هذا فصحة الأرقام بالخبر تكون علي النحو التالي :

وصلت البطاقة الدولية الخاصة بلاعب الأهلي أحمد بلال الذي انتقل حديثاً من صفوف كونيا سبور التركي بصفقة بلغت 6.2 مليون جنيه يحصل منها النادي التركي علي 2.7 مليون وبلال علي 3.5 مليون وفي نفس الوقت قام الأهلي بإرسال البطاقة الدولية الخاصة بمحمد عبدالله الذي انتقل لكونيا سبور.

أما عن الأرقام نفسها و مدي صحتها فنتركها إلي أن نقرأ ما نشر أيضاً في صحف أخري حول نفس الموضوع ، ففي صحيفة صوت الأمة الرياضي الصادرة هذا الأسبوع :

"

و كتب محمد القوصي في جريدة الأهرام المسائي يوم 30 يناير 2007 تحت عنوان " ‏15‏ مليون جنيه قيمة صفقات الشتاء بالأهلي " :

أغلق الأهلي ملف بورصة الانتقالات الشتوية لهذا الموسم ببيع رامي ربيع لاعب الفريق الأول لكرة القدم للمقاولون العرب نظير‏400‏ ألف جنيه ليكون من أسرع اللاعبين الذين دخلوا الأهلي ورحلوا بعد نصف موسم فقط حيث تم شراؤه من الدخان في مطلع الموسم الحالي في صفقة إجمالية هو وطارق سعد بمليون جنيه ولم ينجح رامي ربيع في ترك أي بصمة مما دفع الجهاز الفني للفريق للتفريط فيه بعد الفرص المتواضعة التي نالها في النصف الأول من الدوري

ببيع رامي ربيع يكون الأهلي قد وضع حدا لصفقاته بيعا وشراء حيث سبقه ببيع نادر السيد لإنبي مقابل نصف مليون جنيه بعد جلوسه علي الدكة منذ حضوره ثم بيع محمد عبدالله لكونيا سبور التركي مقابل‏225‏ ألف دولار في حين قام بشراء أربعة لاعبين التونسي بوجليبان مقابل‏50‏ ألف دولار للصفاقسي غير ما سيحصل عليه اللاعب‏400‏ ألف دولار في عامين ونصف العام وعبدالحميد حسن مقابل‏500‏ ألف جنيه لبترول أسيوط غير ما سيحصل عليه اللاعب الذي لن يقل عن‏500‏ ألف جنيه في الموسم وأحمد عادل مقابل‏1,5‏ مليون جنيه للأوليمبي غير ما سيتقاضاه اللاعب‏800‏ ألف جنيه في الموسم وأخيرا أحمد بلال الذي عاد من كونيا سبورت مقابل‏450‏ ألف دولار غير ما سيحصل عليه اللاعب وهو لن يقل عن مليون جنيه في الموسم الواحد أي‏3,5‏ مليون في الفترة التي وقع للعب خلالها‏.‏

وبحسبة بسيطة سنجد أن وصفقة بلال من خلال ما سيحصل عليه اللاعب وكونيا سبورت التركي ستكلف الأهلي‏6,2‏ مليون جنيه علي اعتبار أن كونيا سينال‏2,7‏ مليون جنيه واللاعب‏3,5‏ مليون ، صفقة أحمد عادل‏3,9‏ مليون وميدو‏2,5‏ مليون وبوجلبان‏2,7‏ أي أن المجموع سيفوق الـ‏15‏ مليون جنيه مقابل عائد بيع مليونين و‏250‏ ألف جنيه‏.‏

ثلاثة أخبار تتحدث عن تكاليف صفاقات النادي الأهلي ، الأول قال إن صفقة أحمد بلال تكلفت 6.2 مليون جنيه يدفع منها الأهلي لكونيا سبورت 2.7 مليون جنيه ، و الثاني قال أنها كلفت خزينة الأهلي 275 الف دولار أي ما يعادل 2 مليون جنيه ، و أن الأهلي باع أحمد بلال بمبلغ 450 ألف دولار لم يتقاضي منها إلا 150 ألف دولار ، و الثالث قال إن صفقة أحمد بلال كلفت الأهلي 450 ألف دولار .

تجاهل الجميع أن للأهلي 300 ألف دولار عند نادي كونيا سبورت تم عمل مقاصة عليها ، فبلال تم بيعه لكونيا سبورت فعلا بمبلغ 450 ألف دولار ، و تم شراءه بنفس سعر بيعه و هو 450 ألف دولار ، قبض الأهلي عند البيع 150 ألف دولار ، و دفع حين استعاده 150 ألف دولار ، إذن قيمة الصفقة تساوي صفر ، فالأهلي بهذا الشكل لم يخسر دولاراً واحداً في صفقة أحمد بلال .

أيضاً في الخبر الثالث تحدث محمد القوصي قائلاً :

وبحسبة بسيطة سنجد أن وصفقة بلال من خلال ما سيحصل عليه اللاعب وكونيا سبورت التركي ستكلف الأهلي‏6,2‏ مليون جنيه علي اعتبار أن كونيا سينال‏2,7‏ مليون جنيه واللاعب‏3,5‏ مليون ، صفقة أحمد عادل‏3,9‏ مليون وميدو‏2,5‏ مليون وبوجلبان‏2,7‏ أي أن المجموع سيفوق الـ‏15‏ مليون جنيه مقابل عائد بيع مليونين و‏250‏ ألف جنيه‏.‏

و ملاحظتي الأولي أن محمد القوصي كتب في العنوان " ‏15‏ مليون جنيه قيمة صفقات الشتاء بالأهلي " رغم أنها طبقاً لحساباته هو تكلفت 13 مليون جنيه .

الملاحظة الثانية أن الصفقات لم تتكلف 15 مليون جنيه و ليس 13 مليون جنيه ، بل تكلفت إجمالياً أقل من 8 مليون جنيه ، و لو حسبنا ما سيدفعه الأهلي الآن سنجد أنه يبلغ أربعة مليون و ثمانمائة و ثلاثون ألف جنيه مقابل ثلاثة مليون و أربعمائة و خمسون ألف جنيه دخلت خزينته من عائد بيع لاعبين في نفس الفترة ، إذن تكلفت الخزينة مبلغ مليون و ثلاثمائة و ثمانون ألف جنيه فقط .

و حتي يتم تبسيط الأمر فدعونا نقرأ بالأرقام قيمة الصفقات و حسابها في عامين و نصف هي مدة العقود مع ملاحظة أن الأرقام التي بالجداول هي التي ذكرها محمد القوصي في خبره لأنني لا أملك الأرقام الحقيقية و لا أدري صحة ما جاء بالخبر من عدمه من ناحية ، و من ناحية أخري أوضح كيف تلاعب محمد القوصي بما لديه من أرقام بطريقة مضللة بطريقة لا عائد من ورائها إلا الإثارة ، تماماً كما استمرت الصحف عامين متصلين تتحدث عن أن صفقة أكوتي منساه تكلفت 11 مليون جنيه ، و عندما تبحث عن مصدر هذا الرقم تجد أن أول من قاله هو الأستاذ مرتضي منصور ، و لأن الإثارة هي الهدف عند بعض الصحفيين فلم يبحثوا عن الحقيقة من مصدرها و استمروا في الأكاذيب .

الجدول الأول يوضح قيمة عقود الشراء متضمنة ما سيدفع لنادي اللاعب و ما سيناله طوال مدة عقده :

"

الجدول الثاني يوضح تسلسل المدفوعات طوال العامين و نصف :

"

الجدول الثالث يوضح عائد بيع خمسة لاعبين من فريق النادي الأهلي :

"

و من الجداول نجد أن :

1- الفارق بين إجمالي تكاليف شراء أربعة لاعبين و بيع خمسة لاعبين = 11350000-3450000 = 7900000 جنيه .

( سبعة مليون و تسعمائة ألف جنيه )

2- المدفوع فور توقيع العقود = ما تم دفعه للنادي الأصلي + قيمة نصف عام = 3200000+1630000 = 4830000 جنيه .

( أربعة مليون و ثمانمائة و ثلاثون ألف جنيه )

3- المدفوع فعلياً من خزينة النادي = المدفوع فور توقيع العقود - عائد بيع خمسة لاعبين = 4830000-3450000 = 1380000 جنيه .

( مليون و ثلاثمائة و ثمانون ألف جنيه )

الآن يتضح لنا أن هناك فارق كبير بين ما كتبه ثلاثة صحفيين ، و بين ما كتبته من الأرقام التي كتبوها بأنفسهم ، و لكن الفارق الأهم هو أنني كتبت دون غرض إلا تفنيد ما كتب من أجل الحقيقة ، و هم أرادوا التضليل لا أكثر و لا أقل ، أرادوا الإثارة و تهييج الرأي العام و السعي الحثيث لبيع الصحف لقارىء يتلهف علي معرفة أخبار ناديه ، و آخر يقرأ كي يتحدث عن سفه إدارة الأهلي في الشراء مقابل حرص و ذكاء إدارة ناديه في عمليات البيع و الشراء .

أعتقد أن المثال السابق كافي تماماً لنعرف كيف يكتب الخبر الصحفي ، كافي لنعرف كيف أصبحت كتابة الأخبار في الصحف الرياضية أشبه بكتابتها في صحف الحوادث بما تحمل من مانشيتات لا تحض إلا علي التعصب و إثارة نعرات الجماهير ، كان من الممكن أن يكتب القوصي أن الصفاقت تكلفت 8 مليون جنيه ، و كان بإمكانه أن يكتب أنها تكلفت 5 مليون جنيه ، و كان بإمكانه أن يقول أن خزينة الأهلي لم تتحمل إلا 1.5 مليون جنيه علي اعتبار أن ما سيدفع فيما بعد هو عقود سنوية ، لكنه اختار أكبر رقم وصلت إليه قريحته .

المثال السابق درس في فن كتابة الخبر الصحفي لصاحبه محمد القوصي و أصحابه ، درس نعلم منه جميعاً أن هذه المدرسة في الأخبار و فبركتها و عنونتها بمانشيتات مثيرة هي السائدة حالياً و ما أسهل التخرج من هذه المدرسة الصحفية ، و أعتقد بعد أن تحدثت عنها أن أي قارىء يستطيع أن يكون صحفياً مثل محمد القوصي بالاهرام المسائي .

* و بمناسبة الأهرام المسائي لفت نظري أن مانشيتاتها أول أمس الأربعاء 31 يناير كانت كما يلي :

1- فلافيو يضع جوزيه في مأزق حرح .

2- أزمات الزمالك تحت الرماد بعد الفوز الأفريقي .

3- محاكمة العابدي و بن ذكري غدا .

4- تخبط في قلعة الدراويش .

5- رونالدو يوقع عقا مع ميلان لمدة 18 شهر .

6- ................................ .

7- ................................ .

الخ

الغريب أن منتخب مصر الأوليمبي كان يلعب في نفس اليوم مباراة نهائي دورة الصداقة بقطر و هى الدورة التي يستعد بها للقاء كوت ديفوار في تصفيات أوليمبياد بكين ، لكن لن تجد أي خبر عن المباراة في أربعة صفحات خصصتها الصحيفة للرياضة .... كفاية عليهم أخبار من عينة أخبار محمد القوصي .

* أنتقل إلي الملاحظة الثانية و التي تخص إهتمامي بالكابتن شوبير ، فلا خلاف أن أحمد شوبير إبن من أبناء الأهلي الذين ساهموا بقدر كبير في مسيرة بطولاته ، و لا خلاف علي أن نجاح أبناء الأهلي في كل مكان يعد بمثابة فخر للنادي و محبيه و مشجعيه في كل مكان ، و دعونا نتفق أن برنامجي الكرة مع دريم الأسبوعي و برنامج الرياضة اليوم اليومي مع الأستوديو التحليلي يجذبان الشريحة الأكبر من جمهور الكرة المتابع للبرامج الرياضية بالفضائيات ، أضف لذلك أن الكابتن أحمد شوبير نائب رئيس إتحاد كرة القدم ، و بقدر أهمية و فاعلية و تأثير البرامج التي يقدمها الكابتن أحمد شوبير كان اهتمامي به و بما يقول .

القصة لا يوجد به تعقب أو إهتمام مقصود أو اي شىء من هذا القبيل فهذه السلسلة من المقالات و منذ البداية لم تضع شخصاً بعينه تحت عدستها و في بؤرة إهتمامها ، فلا أنتقد الشخص بعينه بل أنتقد ما يفعل ، و لو تابعنا سلسلة المقالات من بدايتها فسنجد أن الإهتمام بالكابتن أحمد شوبير زاد و سيزيد كلما زاد التأثير سلباً ، فكلما زاد التواجد إعلاميا زاد حجم ما يقدم من قضايا ، و بالتالي يزيد التأثير سلباً و إيجاباً ، و من البداية فإنني وجهت المقالات لتفنيد السلبيات و ما يكتب و يقال في وسائل الإعلام المختلفة من أخبار و أفكار أجد أن بها خطأ مقصود أو غير مقصود بقصد تصحيحها ، حتي لا تختلط المفاهيم و يلتبس الحق بالباطل ، قد أخطىء و قد أصيب في تصحيح ما اراه خطأ ، و لابد أن نتفق جميعاً علي الحكمة الشهيرة " رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب ومن جاء بأفضل من هذا أو ذاك قبلناه " ، و الحكم بين الجميع هو القارىء نفسه .

و علي هذا الأساس أسير في هذه السلسلة من المقالات لا أريد من ورائها جزاء و لا شكورا ، و لا يوجهني فيها إلا إنتمائي للنادي الأهلي ، لا يمكن أن أنسي أو أتناسي تاريخ و مكانة نجم كبير كالكابتن أحمد شوبير ، و لكني في الوقت نفسه لا يمكن أن أتجاهل ما اراه غير حقيقي فيما يقدم من مادة إعلامية ، و في الوقت نفسه لم أتجاوز يوماً ما في حقه علي المستوي الشخصي و لم أنجرف وراء اتهامات بوسائل الإعلام طالته أثناء تنظيم بطولة كأس الأمم ، و لم أردد ما يردده البعض عنه في كثير من وسائل الإعلام ، فلم يكن هذا يوماً ما هدفاً لي على المستويين الشخصي أو العام مع أي شخص أياً كان ، فهذه المسائل دائماً ما أقول لمن يتحدث عنها ، إن كنت تملك دليلاً فمكان ما تقول هو مكتب النائب العام ، و أعيد القول و بكل صراحة و وضوح بأنني لا يمكن أن أتجاهل ما أراه تضليلاً للقارىء أو المشاهد الأهلاوي في وسائل الإعلام المختلفة ، قالقارىء أو المشاهد الأهلاوي هو ما يهمني بالمقام الأول .

و كمثال بسيط دعونا نسترجع معاً حلقة برنامج الرياضة اليوم التي إستضاف فيها الكابتن أحمد شوبير الكابتن سمير زاهر و الذي استفاض في الحديث عن إنجازات إتحاد كرة القدم ، و قال إن إتحاد الكرة إستطاع زيادة موارد إتحاد الكرة بعوائد بيع مسابقة الدوري العام ، و منها إستطاع أن يعطي للأندية الصغيرة ما بين 30 و 40 ألف جنيه تدعيماً لها و هو حق أصيل لها و واجب علي إتحاد كرة القدم ، كما تحدث الكابتن سمير زاهر عن قرارات الإتحاد و أنها تأتي جميعاً وفق رغبة الجمعية العمومية للإتحاد .

و هذا كلام جميل جداً ، فمن يكره أن يقوم الإتحاد بدعم الأندية الصغيرة ؟ ، و لكن ... هل دعم الأندية الصغيرة مالياً واجب علي الإتحاد ؟ ، علي حد علمي فهذا واجب المجلس الأعلي للرياضة ، و بفرض أن دعم الأندية الصغيرة واجب علي إتحاد الكرة فهل من المنطقي أن أترك عنصر من أهم عناصر اللعبة دون إعطاءه حقه القانوني الذي يؤدي لإنجاح دور هذا العنصر و بالتالي نجاح المسابقة التي كانت سبباً في أن يزيد الإتحاد موارده ؟ .

لنقرأ معاً ما كتب في مجلة الأهرام الرياضي عدد الأربعاء 17 يناير الماضي :

"

كما نقرأ معاً ما جاء بمجلة الأهرام الرياضي أيضاً في عدد أول أمس الأربعاء 31 يناير :

"

أسبوعان كاملان علي نشر الأهرام الرياضي لتحقيق صحفي مطول حول التحكيم و أزماته و لم نسمع أي رد فعل من إتحاد كرة القدم ، و عندما أقرأ هذه الأخبار ، و أربطها بحوار الكابتن سمير زاهر ببرنامج الرياضة اليوم ، كما أربطه بإقالة أحمد مجاهد من لجنة شئون اللاعبين و مهاجمته يومياً بوسائل الإعلام ، رغم أنه كان طرفاً فاعلاً في نجاح مجموعة مجلس إدارة كرة القدم الحالي أجد أن الأمر لم يكن أبداً تدعيماً للأندية الصغيرة بقدر ما كان تحويلاً لاتجاهات الجمعية العمومية ، فبدلاً من أن يكون الولاء لأحمد مجاهد يكون الولاء للمجموعة الحالية ، و أن الإنتخابات كانت المحرك الأول لهذا التدعيم المالي .

فمن باب أولي أن يتوجه عائد بيع مسابقة الدوري العام لتدعيم المسابقة و البحث عن سبل نجاحها أولاً ، أما أن نترك عنصر من أهم عناصر اللعبة بلا دعم ، و نتجاهل حقوق الحكام المالية و عندما يطالبون بها يتم تهديدهم بالاستبعاد من المباريات أو الترشيح للتحكيم في المباريات الخارجية ، فهذا أمر يوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الغرض الرئيسي من دعم الأندية الصغيرة هو الإنتخابات و لا شىء يعلوا فوق صوت معركة الإنتخابات ، ولابد أن يتم القضاء تماماً علي أحمد مجاهد الذي لا أتعاطف معه شخصياً علي اي مستوي من المستويات و سبق أن كتبت مستنكراً إختياره رئيساً للجنة شئون اللاعبين ، فلم تكن له سابقة خبرات في الملاعب من أي نوع ، و يوماً وراء يوم نكتشف أن خبراته كلها تنحصر في الإنتخابات و لعبتها الغير نزيهة علي الإطلاق ، و الأغرب أن الإعلام شن حملة واسعة علي إختيار الكابتن صلاح حسني مديراً للمنتخب الأوليمبي لأنه عضو مجلس إدارة بنادي هليوبوليس و هو ما ترفضه اللوائح في الوقت الذي سكت فيه الجميع عن إختيار أحمد مجاهد و محمود الشامي لرئاسة لجنتي شئون اللاعبين و شئون المناطق رغم أنهما يرأسا ناديا الحامول و بلدية المحلة ، و لكنها الإنتخابات التي اعترف الكابتن سمير زاهر صراحة في نفس حلقة الرياضة اليوم أن اختيارهما كان لأنهما ساعدا مجموعة الإتحاد في الإنتخابات .

مسألة تدعيم الأندية لم تقف فقط عند هذا بل لها أبعاد أخري تهمني أكثر و أكثر كأهلاوي ، و هي أن من يتحكم في الجمعية العمومية لإتحاد الكرة وقراراتها هي الأندية الصغيرة التي تأخذ الدعم الذي جاء أساساً من عائد بيع مباريات الدوري التي يشارك بها النادي الأهلي و الزمالك و غيرهما من أندية الدوري العام ، فالأهلي و الزمالك و غيرهما من أندية الدوري العام هي التي أدخلت هذا الدعم للإتحاد ، و لولا وجود الأهلي و الزمالك و شعبيتهما الجارفة في مصر و الوطن العربي ما استطاع إتحاد كرة القدم أن يدخل مليماً واحداً لخزينة الإتحاد ، و الدليل أمامنا كشاهد عيان لا يمكن أن ننكره ، فالقنوات الفضائية التي اشترت حق إذاعة مباريات الدوري العام تذيع مباريات الأهلي و الزمالك علي الهواء مباشرة بينما تذيع مباريات الإسماعيلي إن تعارضت مع اي مباراة للأهلي و الزمالك مسجلة ، و نادراً ما تذيع مباريات لباقي فرق الدوري العام ، فالعائد الإعلاني و نسبة المشاهدة تكون في ذروتها أثناء إذاعة مباريات الأهلي و الزمالك علي العكس من باقي الأندية .

إذن الاهلي و الزمالك سببان رئيسيان في زيادة موارد إتحاد الكرة ، و تاتي أندية صغيرة لم تؤثر يوماً ما و لن تؤثر بأي شكل في مسيرة الكرة المصرية لتتلقي دعماً من هذه الموارد و تتحكم في نفس الوقت في قرارات إتحاد الكرة التي يكون اغلبها خاص بمسابقة الدوري العام و فرقه !!! ، هل هذا منطق يستوعبه عقل ؟ ، كيف تتحكم أندية لا وزن لها في منظومة الكرة المصرية في قرارات إتحاد كرة القدم ؟ ، ما هي خبرات مسئوليها التي تجعل لهم الحق في إصدار قرارات تخص الأندية التي تصرف عليها ؟ ، ما هذا الهرم المقلوب ؟ ، تساؤلات كثيرة لن تجد لها أي إجابة سوي أن إتحاد الكرة بتوزيعه أموال لتدعيم هذه الأندية لا يرجو سوي تأييد قراراته صحيحة أو باطلة بغض النظر عن رأي الأندية التي لها التأثير الفعلي علي مقدرات الكرة المصرية .

قد يقول قائل إن الأندية سواء أمام الإتحاد ، و هذا كلام حق يراد به باطل ، فما يحدث في مصر من إتحاد كرة القدم لا يحدث في بلدان العالم المتقدم كروياً ، بل لا يحدث في دول أفريقيا كغانا و نيجيريا و كوت ديفوار ، فهناك إتحادات فرعية خاصة لأندية المحترفين ، و لجنة مسابقات خاصة من أندية المحترفين ، و لا يختلط الحابل بالنابل إطلاقاً ، كيف تتحكم أندية تحكمها الهواية الخالصة في مقدرات أندية محترفة هي التي تصرف عليها و هي التي تأتي لمصر بالبطولات ، و هي التي أعطت لمصر الريادة افريقياً ، كيف نعطي لأندية لا خبرات لمسئوليها من أي نوع حق تحديد عدد أندية مسابقة الدوري بدرجاته ، أو عدد اللاعبين ، هل شاهدنا هذا التخبط في مسابقة الدوري الإنجليزي علي سبيل المثال ؟ ، كم عدد أندية الدوري الإنجليزي حالياً و كم مرة تغير هذا العدد ؟ ، قد يكون ما يحدث من الجمعيات العمومية الموجهة مقبولاً في ظل الهواية قبل التسعينات من القرن الماضي ، و لكن إدخال الإحتراف كان لابد معه أن يتغير كل شىء ، أما العمل كنصف هواه و نصف محترفين فهذا أمر المستفيد الوحيد فيه هم محترفو الإنتخابات ، و لو يريد الإتحاد مصلحة اللعبة لسعي لتعديل اللوائح بما يتماشي مع تطبيق نظام الإحتراف كالدول المتقدمة كرويا ، و لكنه لن يفعل ، لأن أوراق اللعبة وقتها ستخرج من يده و لن يستطيع التحكم في أموال مسابقات المحترفين بما يخدم لعبة الإنتخابات كما يحدث الآن .

فهل كان من المعقول أن أترك قضية كهذه دون أن اتناولها ؟ ، اعتقد أن تجاهل مثل تلك القضية يعد ظلماً بيناً للقارىء و المشاهد ، فرؤيتي الخاصة أن الكابتن شوبير يعالج قضايا الإتحاد إعلامياً بطريقة تضلل المشاهد ، و الحكم في النهاية للقارىء ليحكم إن كنت أخطأت أم اصبت .

و لنتابع معاً ما كتب في الأهرام الرياضي أيضاً عدد الأربعاء 17 يناير الماضي لنري حجم ما يجري من مشاكل في عنصر التحكيم و لا يجب أن ننسي أن جمال الغندور كان طرفاً فاعلاً ايضاً في مجموعة الإتحاد الحالية و تم إقناعه بعدم ترشيح نفسه مقابل أن يستمر في رئاسة لجنة الحكام :

"

"

"

كيف يستطيع إتحاد الكرة أن يحاسب جمال الغندور علي مخالفاته و قد كان طرفاً فاعلاً في إنتخابات إتحاد الكرة ؟ ، كيف يستطيع الإتحاد أن يدعي نجاح لجنة الحكام و رئيسها يذهب بقدميه ليأخذ موافقته علي نشر إعلانات من قطاع البترول لكتابه عن التحكيم من السيد الوزير سامح فهمي كما نشرت المجلة في الوقت الذي تشارك فيه ثلاثة فرق من قطاع البترول في مسابقة الدوري ؟ ، و لماذا يعطي الغندور لنفسه و لرجاله المقربين منه أو للمسئولين الكبار الحق فيما رفضه لآخرين لمجرد أنهم بلا ظهر يحميهم ؟ ، و هل يستطيع أن يعاقب حكاماً لهم ظهر عند خطأهم كما فعل مع غيرهم ؟ ، و قريباً سنري و نسمع بأعيننا إستضافة بعض الحكام من أصحاب الحظوة و هم يقولون لنا أنهم أخذوا كل مستحقاتهم و لا عزاء للحقيقة فقد تبرأ منها الجميع .

المثير أنني شاهدت برنامج على قناة دبى الرياضية استضاف الكابتن جمال الغندور أثناء بطولة كأس الخليج الماضية و قال فيه :

إزاى أعين حكم فى مشاكل بينه وبين فريق ؟ ، طبعا مينفعش اعين حكم لمباراه فى بينه وبين فريق حتى لو مشكله صغيره ودا مش هنا وبس دا هنا وفى اى اتحاد فى العالم .

و هو ما يتناقض مع ما قاله هنا في القاهرة بعد أزمة إختيار فريد علي حكماً للقاء الأهلي و الإسماعيلي " لو كل فريق اشتكي من حكم يبقي مش هاعرف أجيب حكام " ، و لكنه الغرض و أذهلني ما قاله دكتور علاء صادق في نفس الأمر في حواره مع أحد مواقع جماهير الأهلي حين قال : " جمال الغندور استقدم فريد على لعدة أسباب,أولا مثلما يعرف الغندور أن اسمه جمال الغندور يعرف أن فريد علي لا يكن للأهلي إلا كل الكرة و العداء و بالطبع الكل يتذكر مباراة الأهلي الشهيرة بدوري أبطال العرب,الغندور استقدم فريد خصيصا ليلحق أول هزيمة بالأهلي منذ موسمين و نصف,و قد تحدثت مع الأستاذ إبراهيم المعلم قبل المباراة بثلاثة أيام و أخبرته أن الغندور استقدم الحكم فريد خصيصا ليخسر الأهلي ,و الغندور كان متأكدا من إدارة فريد علي للمباراة هي التي ستهزم الأهلي ,و لا دليل على ذلك اكبر من لعبة احمد السيد التي أصيب فيها فأي حكم ولو كان أعمى لأخرج البطاقة الحمراء للاعب الإسماعيلي,أما بخصوص ما زعمه الغندور أن استقدام فريد علي في إطار اتفاقية تبادل الحكام بين مصر و الإمارات,فاحب أن أوضح انه لا توجد اتفاقية لتبادل الحكام بين مصر و الإمارات أصلا,و بالمناسبة الإمارات من البلاد العربية النادرة التي لا تستقدم أي حكم أجنبي أي كانت جنسيته لإدارة أي مباراة كانت,الغندور استقدم الحكم الفريد ليحقق مصالح شخصية أولها انه الآن رئيس لجنة الحكام لخليجى18 " .


الأغرب من هذا أين إتحاد الكرة و الكابتن شوبير و برامجه التي رفعت السيف في وجه كل من ينتقد إتحاد الكرة من هذا التحقيق الصحفي ؟ ، أسبوعين كاملين مرا علي نشر التحقيق و لم نقرأ أو نسمع أي رد فعل ، و الاتحاد ماشي بسياسة : الناس هتقرأ و تنسي و سيبك يا عم لو رديت الكلام هيلزق في دماغ الناس ، فهل يلومني أحد علي نقدي لما يجري إعلامياً من الكابتن أحمد شوبير تجاه هذه التجاوزات في حق الكرة المصرية و المشاهد ؟ .

هل يجب أن نتجاهل معالجة الكابتن شوبير لما جري في البطولة العربية للكرة الخماسية ؟ ، لقد بدأ الكابتن شوبير إحدي حلقات برنامجه بقوله : " كفاية بقي كلام عن معليش النوبة دى " و كلام من هذا القبيل ، وقتها قلت لنفسي : " ياه ده إحنا هنشوف حلقة قوية تجاه تجاوزات الإتحاد العربي ضد مصر " يتبعها قرارات قوية من الإتحاد تحفظ هيبة الكرة المصرية و لكن بعد فاصل إعلاني فوجئت بتغير كبير في لهجة الكابتن شوبير " و بلاش يا جماعة نهيج المسئلة و نكبرها ده أمر عارض " ، و كأن هناك من قام بالإتصال به لعدم إثارة القضية .

و لم تطول دهشتي بعد صدور قرار إتحاد الكرة بعدم المشاركة في بطولات الكرة الخماسية علي المستوي العربي ، قرار ظاهره قوي لكنه ضعيف للغاية ، فمسابقات الكرة الخماسية تجري كل عامين ، و خلال عامين ستجري في الأمور أمور ، و الأغرب أن الإتحاد العربي سارع بإصدار قرار ( قبل صدور قرار إتحاد الكرة ) بإقامة كل مسابقات الكرة الخماسية في مصر ، و هو ما يعني أن هناك إعتداء علي مصر حدث بالفعل ، و إلا ما هو الداعي لمثل هذا القرار ؟ ، طيب يا إتحاد يا عربي و الإعتداءات علي المنتخب المصري أين تحقيقاتك و عقوباتك فيها ؟ ، و هل كنت ستسكت لو كان الإعتداء عكسياً من طرف مصري ؟ ، دعونا من الإتحاد العربي و قراراته التي دائماً ما تأتي ضد مصر و دعونا نقرأ ما كتبته إلهام عبد الفتاح في صحيفة الأهرام الرياضي يوم الثلاثاء 30 يناير :

"

و كتب الأستاذ إبراهيم ربيع في صحيفة الأخبار يوم 28 يناير :

"

و جميعنا تابع برنامج الملعب الذي يقدمه الكابتن مصطفي عبده علي قناة المحور و الذي إستضاف فيه الكابتن حازم الهواري عضو الإتحادين المصري و العربي لكرة القدم و الأستاذ ياسر أيوب الصحفي بجريدة الأهرام و مجلة الأهرام الرياضي ، و شاهدنا جميعاً دفاعاً شرساً من الكابتن حازم الهواري تجاه ما حدث من الإتحاد العربي لكرة القدم ، كما شاهدنا الأستاذة عائشة البحراوي رئيس القناة الثانية السابق و هي تهاجم في إتصال تليفوني ما جري من مواقف لإتحاد الكرة بعد أن استفزها كما إستفزنا جميعاً موقف الكابتن حازم الهواري قائلة بالنص " إللي قاعد عندك ده خايف علي كرسيه في الإتحاد العربي " و لم يرد الكابتن حازم الهواري بأي كلمة ، فقط طوال الحلقة يقول يا جماعة لازم نعرف اللوائح ، لوائح إيه الله أعلم ، ليس مهماً مصر ، المهم الكرسي و السفريات ، كم كان قوياً ما كتبته الهام عبد الفتاح ، و كم كان أقوي ما قالته الأستاذة عائشة البحرواي ، و قالت السيدات ما عجز عنه الرجال .

هذه هو إتحاد الكرة ، و هؤلاء هم مسئوليه ، و لا نستغرب ما كتبه الأستاذ إبراهيم ربيع عن ما بلغه باتصال تليفوني من مصري يعيش في قطر ، أو ما شبه به رجال الإتحاد فهذا هو الحال ، و هذه هي الحقيقة مهما حاول الكابتن شوبير أن يجملها ، و للنظر جميعاً لخبر من المؤكد أنه أصاب كثيرين بالدهشة :

فعلي موقع النادي الأهلي الرسمي جاء ما يلي :

الكاف يكلف النادى الأهلى بتنظيم مباراة مصر والسويد

تلقى النادى خطاباً من الاتحاد الإفريقى لكرة القدم يطلب فيه الأخير إسناد تنظيم مباراة مصر والسويد التى تقام بإستاد القاهرة بمناسبة احتفالات الكاف بمرور 50 عاماً على إنشائه .

جاءت رغبة الاتحاد الإفريقى لثقته الكاملة فى إدارة الأهلى وحسن تنظيمها للمباريات المهمة فى كافة المناسبات تحت قيادة الكابتن محرم الراغب المدير العام .

و جاء في صحيفة الأهرام الصادرة صبباح اليوم الجمعة 2 فبراير ما يلي :

تلقي النادي الأهلي تكليفا من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الكاف بشأن تنظيم مباراة مصر والسويد يوم الأربعاء المقبل الودية والتي ينظمها الكاف بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي ومرور‏50‏ سنة علي إنشاء الاتحاد الإفريقي‏,‏ ويأتي هذا التكليف لمواقف الأهلي السابقة في تنظيم اللقاءات المهمة ونجاح إدارته بشكل كبير في هذا الشأن‏,‏ وثقة من الكاف في النادي الأهلي من خلال مديره العام محرم الراغب والقائمين علي التنظيم‏.‏

و في صحيفة المصري اليوم فى عدد اليوم الجمعة 2 فبراير جاء ما يلي :

"

و إذا عرف السبب بطل العجب فمن الخبر المنشور بجريدة المصري اليوم نعرف سر إسناد الإتحاد الأفريقي تنظيم المباراة للنادي الأهلي ، فما حدث في تنظيم بطولة كأس الأمم يناير 2006 بعيد ، فقد كان التنظيم بالمقصورة سيئاً للغاية ، و امتلأت المقصورتان الرئيسية و الأمامية بل و مقصورة الصحفيين بالمحاسيب و ما خفي كان أعظم ، و قرار الإتحاد الأفريقي يفضح كل ما قيل عن نجاح التنظيم ، فعين الإتحاد الأفريقي الخبيرة لا تخطىء ، و هكذا يتضح يوماً وراء يوم أننا نعيش في منظومة تضليل إعلامي متعمد لأهداف شخصية بحتة .

و دعونا نسأل أنفسنا سؤالاً هاماَ : لو أن الكابتن شوبير يمارس عمله الإعلامي دون أن يكون نائباً لرئيس إتحاد الكرة ، هل كان سيتجاهل مثل تلك القضايا الهامة ؟ ، و لنسأل سؤالاً آخر : هل كانت معالجته لهذه القضايا ستكون بنفس الشكل ؟ ، و هل سيستضيف أعضاء إتحاد الكرة كما يحدث حالياً لمحاولة تجميل الإتحاد و قراراته ؟ ، أعتقد أن الإجابة تحمل الكثير و الكثير ، و لنتركها لكل منا ليسأل نفسه بها ليصل للجواب و لا أظن أبداً أننا سنختلف في إجابة هذه الأسئلة .

* و أنتقل إلي ما كتبه الزميل الأستاذ صلاح محمد صلاح بمقاله بعنوان " نعم لنقد شوبير ... لا لجلد الذات " في أحد مواقع جماهير الأهلي عن الكابتن شوبير موجهاً ما كتبه لمنتقديه و قد جذبتني عدة نقاط في مقالته أنقلها كما هي :

  • أعتقد أننا عرفنا أن الحديث يدور حاليا عن ابن مصر وابن النادي الأهلي أحمد شوبير, وقد تعمدت ذكر مصر قبل اسم النادي الأهلي لكي أذكر من نسوا بأن شوبير حاليا هو نائب مصر ونائب رئيس اتحاد مصر وهو ما يجعله تحت إمرة مصر وليس النادي الأهلي وان كان الأهلي جزء من مصر.
  • يجب علينا كأهلاوية أن نقف مع أنفسنا وأمامها قبل أن نهاجم ابننا ونطرح سؤال بسيط هل سنرضى عن شوبير إن عمل لصالح ناديه على حساب مصر؟
  • في اعتقادي بل أجزم بأنه لا, بل العكس هو الصحيح فان نزل أحمد شوبير إلى هذا المستوى فقد تصل الأمور إلى خسارة تاريخه والاحترام المتبادل بينه وبين جماهير الاهلي والتي تم بنائها بجهد وعرق طوال سنين طوال, ويجب علينا أن نقف ولو للحظات وننتقد أنفسنا قبل أن نجلد أولادنا.
  • أخواني الأهلاوية هجوم البعض منا على أحمد شوبير لن يفيده ولن يجعل الجماهير الأخرى ترضى عنه وأيضا لن تجعله يغير في مساره الذي جعله واحد من أنجح الشخصيات الرياضية والسياسية في السنوات الأخيرة, بل وقوفنا معه وخلفه نسانده هو واجب أهلاوي يجب أن لا نتخلى عنه أبدا, فنجاح شوبير هو نجاح لنا ولمنظومتنا التي تخرج رموز قيادية قادرة على تغيير ما نراه من تجاوزات.
  • دعوه يطبق ما تعلمه في بيته من قيم و مبادئ ومن تخطيط وتنظيم .

و لأنني واحد ممن ينتقدون الكابتن أحمد شوبير وجدت في النقاط التي ذكرها الأستاذ صلاح محمد صلاح عكس ما يجري علي أرض الواقع ، فلا ينسي أحد و لن ينسي أن الكابتن شوبير إبن مصر قبل أن يكون إبن النادي الأهلي ، و لا يتجاهل أحد أنه يعمل نائباً لرئيس إتحاد الكرة و ليس نائباً لرئيس النادي الأهلي ، و النادي الأهلي نفسه تحت إمرة مصر قبل أن يكون شوبير تحت إمرتها ، و في الوقت نفسه لم يطلب أحد من الكابتن أحمد شوبير أن يعمل لصالح الأهلي و ينسي مصلحة مصر ، و إلا فاليذكر لنا الأستاذ صلاح محمد صلاح اين قرأ هذا و من أي مسئول سمعه ، كما أن النجاح في حد ذاته نسبي فقد يعتقد البعض أن فلاناً ناجحاً بينما نجاحه هذا نجاح علي المستوي الشخصي و ليس نجاحاً علي المستوي العام ، و قد يري البعض في نجاح البعض مجرد وصولية و انتهازية ، و هو ما يحدث بالفعل و نراه في شخصيات عامة كثيرة في العالم كله ( و كلامي هذا في العموم و لا أقصد به إطلاقاً الكابتن شوبير و لكني أوضح أن مفهوم النجاح مختلف لدي البعض و إلا لماذا يتهم فلان الذي يعتقد أنه ناجح الآخر بأنه عدو للنجاح في الوقت الذي يعتبر فيه الآخر من يتهمه بأنه لا يستحق ما هو فيه ؟ ) .

أما أن يقول الأستاذ صلاح " دعوا شوبير يطبق ما تعلمه في بيته من قيم و مبادىء و تنظيم و تخطيط " ، فاترك لمقالاتي السابقة و ما أتيت به من أدلة و براهين مسئولية الرد عليه ، فقط اذكر الأستاذ صلاح محمد صلاح بحلقة الرياضة اليوم في شهر أكتوبر الماضي علي قناة دريم و التي استضاف فيها الصحفي أحمد سعد تليفونياً بعد أن نشر في صحيفة القمة خطاباً مجهول الهوية يفيد أن مدير عام النادي الأهلي يطلب من منصور البلوي عمولته مقابل إقناع محمود الخطيب بإعارة محمد أبو تريكة لنادي الإتحاد السعودي ، و قال الكابتن شوبير بالنص : " معي علي الهاتف الناقد الرياضي أحمد سعد رئيس تحرير صحيفة القمة و أحاول - و الكلام لا يزال علي لسان شوبير - الاتصال بأي مسئول في النادي الأهلي و لا يرد أحد و مش عارف ليه كل ما نناقش قضية بيهربوا " هكذا قالها أحمد شوبير .

كان ردي عليه وقتها " من حق أحمد شوبير أن يبحث عن النجاح لبرنامجه أو برامجه في قناة دريم ، و لكن ليس من حق أحمد شوبير أن ينتقد أسلوب النادي الأهلي في معالجة أموره موجهاً هذا الاتهام ، فالنادي الأهلي سلك الطريق الصحيح بتحويل الأمر برمته للنائب العام ، و هنا لا كلام ، فطالما الأمر تحول للقضاء فليس من حق أحد أن يؤثر علي القضاء ، و الأهم أن الكابتن شوبير الذي تربي بين جدران النادي الأهلي يعرف تماماً أن النادي الأهلي لا يدخل في مهاترات كلامية من أي نوع و لم يسبق لشوبير أو غيره أن استطاع أن يجر أي من رجال إدارته لمهاترات كالتي كان يريد بها أن يشعل برنامجه ، و ما جري من المسئولين بالنادي الأهلي يجيب علي سؤال هام يتردد علي كثير من الألسنة عن الإعلام و لماذا يهتم بقضايا الأندية الأخرى كالزمالك مثلاً ، فمن الصعب جداً أن تأخذ معلومات من مسئولي النادي الأهلي ، و لكن من السهل جداً أن تأخذ معلومات من أي مسئول في أي نادي آخر " .

هل هذه هي المبادىء التي تعلمها الكابتن شوبير يا أستاذ صلاح ؟ ، صدقني أنني و بحق أتمني أن ينفذ شوبير و يطبق كل ما تعلمه من فنون الإدارة ، أتمني بالفعل أن يعلو لأرقي المناصب ، فأنا أتفق معك تماماً في أن نجاح أي مسئول أهلاوي هو نجاح للمنظومة كلها ، و سنفخر به كما نفخر باي أهلاوي ناجح ، فنشهد جميعاً أنه استطاع في فترة قصيرة أن يكون إعلامياً ناجحاً ، نجح في أن يجعل برامجه هي الأعلي مشاهدة بالفضائيات ، نجح أن يكون عضواً مؤثراً بمنظومة كرة القدم المصرية ، و أصبح نائباً بمجلس الشعب ، فقط اتمني أن يطبق بالفعل ما تعلمه ، وقتها سيكون الجميع خلفه مؤيدين لما يفعل و أنا بشخصي الضعيف أولهم ، و عموماً الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .

* في حلقة برنامج صواريخ رياضية السبت قبل الماضي و التي إستضاف فيها الأستاذ صبري السمالوطي الكابتن أحمد شوبير وجه له صاروخاً مباشراً " جماهير الأهلي و الزمالك ما يتحبكش .. ردك إيه " فقال الكابتن شوبير " قال ده مش حقيقي وماتخدش برأي 2000 واحد في المدرجات وأنا علاقتي حلوه بجماهير الأهلي كلهم ولسه جاي من قعده مع رابطة مشجعي الأهلي " .

و لن أتحدث عن جماهير الزمالك بمختلف روابطها التي هتفت هتافاً جماعياً ضد الكابتن شوبير ، و كلنا يعرف أن جمهور الدرجة الثالثة تحديداً هو الجمهور الحقيقي للكرة ، و لا ادري برأي من سيأخذ الأستاذ صبري كعينة إن لم يأخذ بآلاف من المشجعين في المدرجات ، و لكن ما لفت إنتباهي ما قاله من أنه لسه جاي من قعدة مع رابطة مشجعي الأهلي ، و الحقيقة أنه بالفعل كان يجلس بطلبه شخصياً مع رابطة مشجعي الأهلي ، و لكنه لم يقل لماذا كان يجلس ، و لماذا طلب شخصياً أن يجلس معها ، و معلوماتي كأهلاوي أتشرف بعضويتي برابطة مشجعي الأهلي أن الكابتن شوبير طلب أن يجلس مع الرابطة حتي يوضح ما رآه التبس علي أفرادها و تمت ترجمته إلي مواقف معلنة للرابطة علي موقعها الرسمي ، و ما أعلمه ايضاً أن افراد الرابطة واجهوه بالكثير من الملاحظات ، هذا ما لم يقله الكابتن شوبير ، فقط اراد أن يوحي بعلاقة أشك تماماً في قوتها .

* عام و نصف قضيتهم في رابطة مشجعي النادي الأهلي ، فترة من أجمل الفترات التي قضيتها - و لا زلت - في هذه الرابطة التي دانت لها الريادة في إدخال مفاهيم جديدة للتشجيع في مصر ، في هذه الفترة كنت رئيساً للجنة الإعلامية بها ، و منذ أسبوعين حان وقت ترك المهمة لغيري ، و لأسباب خاصة بعملي بالشركة التي أعمل بها و عدم قدرتي علي أن أمارس العمل الإعلامي بالرابطة علي الوجه الأكمل قررت أن أترك مسئولية اللجنة الإعلامية لمن يستطيع أن يتولي هذه المسئولية الشاقة ، و أتمني له كله التوفيق و الخير ، و حقيقة أقول أنه لفخر كبير و شرف أكبر أن تكون كأهلاوي عضواً برابطة مشجعي الأهلي ، هذه الرابطة التي أري أنها غيرت و ستغير الكثير و الكثير من سلوكيات المشجعين ، حتي نصل جميعاً لنتفوق في سلوكياتنا عن كل من سبقونا خارج بلدنا الغالي مصر .

و إلي المقال القادم و إعلام علي ما تفرج و ... توووب علينا يااارب .

تعليقات