بالعزيمة و الإصرار ظلّ اللقب مصرياً أهلاويا رغم الـ60 ألف تونسي .. و حققنا أمتع بطولة لجماهيرنا!

الأحد 12 نوفمبر 2006, 15:59 كتب : عبدالرحمن مجدي

قبل المباراة بـ24 ساعة تقريباً كتبت مقال مشابه بعنوان "بالعزيمة و الإصرار سيظل اللقب مصرياً أهلاوياً رغم الـ60 ألف تونسي .. و سنحقق أمتع بطولة لجماهيرنا" .. و وقتها واجهت بعض الإنتقادات و اتهمنى البعض بأني أحاول أن أخلق أملاً بدون داعي، و أن الأمر منتهي .. لكني بالفعل...   كنت مقتنع أن الفريق قادر على اجتياز تلك الصعاب كما اجتاز غيرها من صعاب كثيرة، و على الرغم من أن عزيمتي كانت قد قاربت على الانتهاء مع بداية الوقت الضائع من بداية اللقاء إلا أن عزيمة اللاعبون لم تضعف و ظلت بنفس المستوى حتى تحقق الفوز، و ظل اللقب أهلاوياً مصرياً و حققنا أمتع بطولة في تاريخ جماهير الأهلي.

بالفعل كنت مقتنع أن أمل الأهلي في الحفاظ على اللقب كبيراً، لكني لم أتوقع أن يأتي السيناريو بهذه القسوة و البشاعة على الجماهير التونسية المسكينة التي كانت قد بدأت بالفعل في الاحتفال، صدمة عنيفة ربما هي الأقوى في تاريخ الكرة التونسي و الأفريقية كلها، صدمة لا أتخيل نفسي معرضاً لها في مثل هذه المباراة .. فريق كان على بعد دقائق من لقب، فإذا به يحلق للطرف الآخر، و يثبت مقولة "الكبير كبير".

أضاع لاعبو الصفاقسي الوقت، و لعل أبرز ما في هذا الأمر سقوط حارس مرماهم الجواشي و إضاعته لأربع دقائق كاملة دون أن يعلم أن هذا السقوط قد يكون سبباً في ضياع اللقب عندما احتسب الحكم خمس دقائق وقتاً بدلاً من الضائع أعطوا أملاً جديداً للاعبي الأهلي و أحرز خلالهم أبوتريكة أغلى هدف في تاريخ النادي الأهلي .. هدف مرير و مؤلم و قاسي، لكنه هدف سبب أكبر فرحة في حياة الكثيرين، هدف يجعلنا فخورين بأننا ضمن جماهير الأهلي العريضة، هدف طار بالأهلي على اليابان، بقيادة أبوتريكة الفنان.

الغريب أني تعرضت لسخرية من الكثيرين بسبب ما أسماه البعض بالثقة المفرطة التي تحدثت بها و أني "عملت البحر طحينة"، غير ما تعرضت له من سخريات من الكثيرين من جماهير الزمالك الذين تمنوا من قلبهم فوز الصفاقسي حتى لا يعادل الأهلي رقمهم، و الحقيقة هذه المرة هي أكثر مرة أجد فيها عدد مصريين يشجعون فريقاً من خارج مصر ضد الأهلي، فالعدد فاق الآلاف، و الأمر أعلنه الجميع دون أي خجل من هذا التصرف المشين .. فظهرت هتافات "أوووه صفاقسي" و أصبح الكثيرون يستعدون للشماتة في الأهلي فور فوز الصفاقسي، و على الرغم من ذلك فأنا لم أزد عن إبداء رأيي و توضيح وجهة نظري مدعمة بأسباب منطقية وموضوعية.

كنت كتبت جملة في خبر المباراة حيث أكدت أن تلك اللحظة هي الأسوأ في تاريخ مشجعي الصفاقسي، لكني بعد ما رأيته من "حسرة موجعة" من بعض جماهير الزمالك يجب أن أضيفهم أيضاً إلى "أشقائهم" جمهور الصفاقسي من حيث الحزن و الحسرة لحظة الهدف .. هي بالفعل لحظة مؤلمة لكل مشجع صفاقساوي، سواء مصري أو تونسي .. و بالمناسبة، هناك عدد لا بأس به من جماهير الإسماعيلي والمصري و غيرهم، و بالأخص تلك القلة التي حملت أعلام الصفاقسي في مباراة الأهلي و المصري.

إلا أني يجب أيضاً أن أعترف بخفة دم عدد من تلك الجماهير المصرية التي انقلبت "صفاقسوية" وقت المباراة، فقرأت جملة تكررت كثيراً في منتديات الزمالك تقول "قلوبنا مع أوكلاند سيتي النيوزلندي الشقيق" .. لكن في النهاية قد أعذر هؤلاء، فنجاحات الأهلي المتتالية أصبحت أمراً مستفذاً لشخص يشجع فريق يتخبط ما بين التعادل مع بترول أسيوط و الفوز بصعوبة على أسمنت السويس .. فبينما نتحدث نحن عن الفوز على الصفاقسي في عقر داره و تحقيق بطولة أفريقيا مرتين متتاليتين لنصبح أول فريق يحقق هذا الإنجاز، ثم اللعب في كأس العالم للعام الثاني على التوالي، ينشغل شخص آخر بمشاكل بمدرب يطلقون عليه "الحلاق" و مشاكل ما بين تعثرات أمام فرق نسمع عنها في الدوري الممتاز لأول مرة .. فعندما تفقد الأمل في فريقك لا تجد إلا الدعاء على المنافس.

أجد الكثيرون يحتجون على أي شيء لمجرد الاحتجاج، فحتى تأجيل مباراة إنبي قبل المباراة اعتبره البعض تصرف أهلاوي من اتحاد كرة أحمر .. و لم لا و الفريق مقبل على مهمة وطنية ؟؟ و فوز الأهلي أخرس ألسنة الكثيرين و التي ما كانت ستسكت لو أن الأهلي خسر لا قدر الله، و من هنا أود أن أحيي الكابتن سمير زاهر على تصريحه الذي يؤكد فيه أنه سيؤجل أي مباراة للأهلي إذا احتاج الأمر ذلك .. لأن الأهلي بالفعل أصبح واجهة مشرفة لمصر و استغل تلك الظروف الجيدة التي حاول اتحاد الكرة تهيئتها له بالرغم من الإرهاق الذي يعاني منه اللاعبون منذ بداية الموسم.

الحمد لله على كل شيء .. فوز الأهلي أكبر من مجرد لقب تاريخي، فهذا الفوز حمى الفريق من حملة مدمرة كانت في الطريق، و كانت أعدت بالفعل .. فجوزيه كان سيتحول لمدرب فاشل، و كيف يبدأ بمتعب و الشاطر على دكة البدلاء ؟؟ و اللاعبون سيتحولون للاعبين "شبعوا كورة" و الفريق سيتحول لفريق محلي .. و الكثير و الكثير، لكن الحمد لله، أثبت الأهلي أنه بالفعل مسيطر على الكرة الأفريقية بالطول و بالعرض كما قولها التونسي رءوف خليف.

توقعي بفوز الأهلي لم يأت بدافع الحماسة، أو بهدف إعادة الحياة في نفوس الكثيرين، لكن جاء عن اقتناع بفريق هو بالفعل الأفضل في أفريقيا .. و ما قلته من أن الأهلي قادر على التهديف في تونس لم يكن أمراً صعباً .. و تأخر الهدف بهذا الشكل المخيف لا يعني أن الأهلي فاز "بالحظ"، فكان من الممكن جداً أن تدخل تسديدة فلافيو التي اصطدمت بالقائم، أو تسديدته التي علت العارضة في بداية اللقاء .. أو تسديدة حسام عاشور، كما كان من الممكن أيضاً أن يحتسب هدف طارق الزيادي الصحيح في مرمى عصام الحضري، لكنها كرة القدم.

أما بما يخص التحكيم، فأعلنها صراحةً .. هدف طارق الزيادي هدف صحيح 100%، كما احتسب الحكم أيضاً تسللين آخرين غير صحيحين لصالح الأهلي، لكن يجب فقط أن أذكر أن ذلك الظلم التحكيمي الذي تتحدثون عنه، لولاه لكانت مهمة الأهلي أسهل بكثيراً، فإذا كان حكم لقاء الأهلي و الصفاقسي التونسي الأول في صفاقس في مرحلة المجموعات، لو كان احتسب ركلة جزاء صحيحة100% لمتعب لكان الأهلي تعادل أو فاز، و لكان تصدر مجموعته و لعب النهائي في ملعبه و وقتها لم يكن فريقاً على وجه الأرض قادراً حتى على أن يؤخر الهدف.

"الكلاب تنبح و القافلة تسير" و ستظل تسير بمشيئة الله .. بالفعل هي مقولة أشعر بها بشدة حالياً و أشعر بمعناها و الأمر لا يحتاج لتوضيح على ما أعتقد.

تعليقات