يوم الأحد: الشوط الأول من مباراة سيكون شوطها الثاني صعباً .. لجمهور الأهلي: مطلوب نسف التذاكر!

الأربعاء 27 سبتمبر 2006, 16:47 كتب : عبدالرحمن مجدي

التذاكر طرحت أمام فرعي النادي الأهلي في الجزيرة و مدينة نصر بالأسعار المعتادة في المباريات الأفريقية و هي عشرة جنيهات للدرجة الثانية و الثالثة "الموحدة" و 25 جنيه للدرجة الأولى "علوي" و 50 جنيه للدرجة الأولى "ممتاز".

أصبح أمام جماهير النادي الأهلي أربعة أيام "طُوال عُراض" يستطيعون خلالهم الذهاب لشراء التذاكر...   استعدادا للحضور لمؤازرة الفريق في المباراة التي تحمل كل معاني كلمة الصعوبة، و كل معاني كلمة الـ"مصيرية" خاصة أنها شوط أول لمباراة سيكون شوطها الثاني صعبا للغاية!

لم أتوقع أن يأتي اليوم الذي أشاهد فيه مدرجات الأهلي خاوية بهذا الشكل، و الذي أصبحت فيه جميع وسائل الإعلام المنتمية للنادي الأهلي تناشد و تتوسل لجماهير الأهلي لحضور المباريات و مساندة الفريق، و جميع الوسائل الإعلام المصرية تناشد الجماهير لحضور مباريات الأهلي الأفريقية، و ذلك بعد أن أصبحت رؤية أربعة أخماس المدرجات خاوية أمرا عاديا و غير ملفت للنظر.

مللت بعض الشيء من التساؤل عن السبب لأني دائما ما أفشل في الحصول على إجابة .. فهل جمهور الأهلي "مشغول" أو "وراه حاجة" تمنعه عن حضور المباريات بهذا الشكل؟ ثم يذهب لمباريات المتعة فقط أمام الزمالك و الإسماعيلي و المباريات النهائية لكل بطولة للاستمتاع بلحظة الانتصار ثم العودة مجددا للنوم؟ أو أن جمهور الأهلي تشبع من البطولات التي حصل عليها الفريق العامين الماضيين و لم تعد البطولات أمرا ضروريا لأن لدينا الكثير منها؟

و في الحقيقة إذا كان جمهور الأهلي قد تشبع بالبطولات التي نالها الفريق فإني لن أوجه له أي لوم لأن الفريق بالفعل حصل على بطولات كثيرة خلال العامين الماضيين، و لكني سأطالبه بأن يتوقع ذلك من اللاعبين أيضاً، فإذا كنت أنت يا مشجع الأهلي اكتفيت و تشبعت بالبطولات فكذلك اللاعب الذي يتحمل العبء و المشقة الأكبر، و ليس منطقيا أن تطالبه بالأداء و النتائج و انت في الواقع "في البيت".

يجب أن نضع في الحسبان أن اللاعبين هم بشر، يخطئون أحيانا، يملون من الكرة أحيانا خاصة عندما تجدهم يلعبون للموسم الثالث على التوالي دون راحة تذكر، لذلك فلا مانع أن نشاركهم مشقتهم بعض الشيء خاصة عندما يكون دورنا مؤثر .. عاد الأهلي ليلعب بـ11 لاعبا فقط بعد أن كان يلعب جميع مبارياته بـ12 لاعبا عندما تواجد الجمهور.

و في الحقيقة أعجبني بشدة تعبير الزميل وليد زكي في مقاله في موقع جماهير النادي الأهلي عندما قال :"و بعد أن كانت الجماهير هي اللاعب رقم واحد في مباريات الفريق أصبحت اللاعب رقم 19 و يشاهد المباراة من منازلهم بحثا عن الراحة و هربا من المشوار و حرارة الجو و دخان السجائر الخانق" .. و هو بالفعل تعبير رائع و معبر لأقصى درجة.

أما إذا نظرنا للمباراة من جانب فني، فإن المباراة بالفعل عصيبة، يواجه الأهلي فيها عددا من المشاكل التي أعتقد أنه ليس الوقت المناسب لظهورها على الإطلاق، و لعل أبرزها غياب فلافيو الذي أصبح هداف الفريق برصيد خمسة أهداف في الدوري و بطولة أفريقيا، و عدم وجود مهاجم صريح احتياطي لأسامة حسني و عماد متعب اللذين متوقع لهما أن يخوضا المباراة كأساسيين.

المشكلة الثانية هي الجبهة اليسرى بالكامل و التي تفتقد جهود جلبرتو لعدم قيده أفريقيا، و طارق السعيد الذي لم يشارك في المباريات الثلاثة الأخيرة ليصبح أحمد شديد قناوي الخيار الوحيد أمام الجهاز الفني، و على الرغم من اعترافي به كلاعب على مستوى رائع إلا أني في مثل هذه المباريات أفضل لاعب ذو خبرة حتى إذا كان مستواه أقل فنيا بعض الشيء، و لا أقصد بذلك طارق السعيد لأني شخصيا مقتنع "جدا" به كصفقة رابحة للأهلي.

المشكلة الثالثة و التي أعتبرها "عويصة" هي الدفاع الذي سيفتقد جهود عماد النحاس و أحمد السيد و أخيرا محمد صديق، ليصبح وائل جمعة و شادي محمد و عبداللاه جلال هم الخيار الوحيد كثلاثة مدافعين سيخوضون المباراة القادمة رغما عن الجميع إلا في حالة دفع جوزيه بلاعب في غير مركزه و هو ما سيفقدنا لاعب في مركز آخر .. و في الواقع أعتبر مشاركة عبداللاه جلال أمر فيه نسبة من المخاطرة إلا إذا تم تجهيزه من الناحية النفسية بشكل جيد .. فعبداللاه يعتبر لاعب متميز من الناحية الفنية إلا أن القلق كله يكمن في أن يفقد تركيزه أو أن يفقد سيطرته على المباراة.

كل تلك المشاكل أعتقد أنها ستختفي مع الحضور الجماهيري و مع أول هدف في مرمى أسيك بمشيئة الله .. فألا تعتقدون أن الامر يستحق "مشوار لحد الاستاد" ؟

تعليقات