|| الوطنية ليست ثوباً فضفاضاً يا معلم ... و أين مسئولي إتحاد الكرة ؟ ||

الأربعاء 30 أغسطس 2006, 13:38 كتب : محمد مصطفي

فقد توالت الأنباء عن انضمام أيمن عبد العزيز لاعب الزمالك السابق و نادي جينشلر التركي حالياً للمنتخب الوطني المصري لكرة القدم ، في بداية الأمر لم أصدق تلك الأنباء ، فهذا اللاعب استدعته الأجهزة الفنية السابقة للمنتخب عدة مرات من قبل و في كل مرة لم يلبي نداء الوطن...   لأنه هارب من أداء الخدمة العسكرية و معني دخوله مطار القاهرة أن يتم القبض عليه بواسطة الشرطة العسكرية و يقدم للمحاكمة بتهمة الهروب من أداء الواجب المقدس ، فما الجديد إذن في الأمر حتى ينال هذا الجاحد شرف الانضمام للمنتخب ؟ .

لم أفكر في الأمر كثيراً فسرعان ما طالعتنا صحيفة الأخبار اليوم الأربعاء 30 أغسطس بالخبر التالي :

ارتياح الجهاز الفني لانضمام أيمن عبدالعزيز..


يكتمل عقد المنتخب الوطني لكرة القدم بافتراض انضمام احمد حسام لتدريب المسائي الساعة الثامنة مساء اليوم بالملعب الفرعي بعد انتهاء اجراءات انتقال 'ميدو' نهائيا يكتمل عقد المنتخب الوطني لكرة القدم بافتراض انضمام احمد حسام لتدريب المسائي الساعة الثامنة مساء اليوم بالملعب الفرعي بعد انتهاء اجراءات انتقال 'ميدو' لنادي توتنهام الانجليزي من روما الايطالي بعد نجاح تجربة اعارته للنادي الانجليزي لمدة 18 شهرا انتهت اخر الموسم الماضي.. وقد التقي وفد من نادي توتنهام مع مسئولي روما في ايطاليا أمس الاول بحضور اللاعب ومدير اعماله لاتمام الصفقة وهو ما أخر عودته أمس.. وينضم للتدريبات الصباحية اليوم بملعب الشمس كل من شريف اكرامي حارس فينورد الهولندي واحمد ابومسلم 'ستراسبورج' الفرنسي واحمد حسن اندرلخت البلجيكي ومحمد زيدان فيردر بريمن الالماني.. اما أول المحترفين مشاركة في التدريبات فكان امير عزمي المحترف في باوك اليوناني والذي كان الاول وصولا وتبعه عبدالظاهر السقا 'كونيا سبورت التركي'.. وكانت المفاجأة السارة للجهاز عودة ايمن عبدالعزيز لاعب جينشلر التركي وانتهاء مشكلة تجنيده لحصوله علي الجنسية التركية الي جانب المصرية.. وفضل ايمن اللعب لمنتخب مصر رغم ترشيحه للانضمام لنظيره التركي.. وسر سعادة حسن شحاتة ورفاقه كون اللاعب اساسيا وقائدا لفريق النادي ويسد نقصا واضحا في خط الوسط الايمن لغياب محمد بركات المتميز دفاعا وهجوما في هذا المكان بسبب الاصابة .

اللاعب الذي هرب من كل الإستدعاءات التي وصلته من الأجهزة الفنية السابقة للمنتخب المصري لهروبه من الخدمة العسكرية أصبح وجوده في المنتخب مفاجأة سارة و مبعثاً لارتياح الجهاز الفني له !!!! .

اللاعب الذي لم يدخل مصر من ستة سنوات هارباً من شرف أداء خدمة الوطن يمن اليوم علينا بتمثيل مصر في المحافل الدولية مفضلاً مصر عن تركيا التي حارب من أجل حمل جنسيتها حتى يهرب من المحاكمة العسكرية !!!!! .

اللاعب الذي لم نسمع له كرامة في الملاعب قبل أن يهرب من الوطن و لا بعد أن احترف في تركيا يحاول إيهامنا بأنه مبعوث العناية الإلهية للأتراك ليصل بهم إلي قمة الكرة العالمية إلا أنه فضل منتخب بلاده التي هرب من أداء الواجب الوطني المقدس فيها !!!!! .

و القصة الحقيقية لهذا اللاعب ملخصها أنه هرب من مصر إلي تركيا هارباً من الخدمة العسكرية ، و استمر في تجاهل نداءات الأجهزة الفنية المتعاقبة للمنتخب المصري حتى لا يضطر لدخول مصر و بالتالي يقدم للمحاكمة العسكرية ، و قرر اللاعب عدم دخول مصر إلا حين يصل لسن الثلاثين عاماً و التي تجعله يتعرض لمحاكمة صورية يدفع فيها غرامة مالية لهروبه من الواجب الوطني و في الوقت نفسه سعي سعياً حثيثاً للحصول علي الجنسية التركية و بالفعل حصل عليها منذ شهرين و أتم الثلاثين عاماً ليهرب أيضاً من المحاكمة العسكرية و دفع الغرامة المالية بصفته مواطناً تركياً .

اليوم يتم ضمه لمنتخب مصر لينال شرف ارتداء قميصها وهو الهارب من ارتداء زيها العسكري ، اليوم يتم ضمه ليتم تلميعه و يزداد سعره في عالم الاحتراف كلاعب دولي و يكون السبب في هذا هو قميص منتخب الدولة التي هرب من أداء الواجب الوطني تجاهها .

إن هذا اللاعب و أمثاله لا يستحقون شرف العمل في غرف خلع ملابس اللاعبين و ليس تمثيل منتخب مصر ، إن أصغر عامل غرفة ملابس في مصر خدم مصر أكثر مما خدم العشرات من أمثاله و تتشرف بهم مصر في الوقت التي لا تتشرف أبداً بدخول أمثال هذا اللاعب مصر .

أما عن حاجة المنتخب لمثل هذا اللاعب فضررها أكبر بكثير من نفعها ، فمهما كانت مهارة هذا اللاعب فإنه مثال سيء يجب بتره قبل أن ينخر مثل السوس و يصبح نموذجاً لأجيال صاعدة .

هل هذا هو الدرس البليغ في الوطنية و الولاء و الانتماء للوطن الذي يزرعه الكابتن حسن شحاتة و مسئولي الإتحاد المشغولين بعقود البيزنيس و المراهنات في صدور و قلوب و عقول شباب الوطن ؟ .

إن المعلم حسن شحاتة نفسه هو الذي صدعنا بالحديث عن الولاء و الوطنية عندما أصر علي حضور لاعبي الأهلي لمعسكر المنتخب في الإسكندرية في نفس يوم قدومهم من رحلة سفر طويلة بأدغال أفريقيا في مهمة وطنية أخري مع النادي الأهلي بدوري أبطال أفريقيا و لنقرأ معاً تصريحات شحاتة عن الوطنية و الانتماء وقتها :

في صحيفة الجمهورية الخميس 17 أغسطس قال حسن شحاتة :

" إننا حريصون علي كل اللاعبين وفي نفس الوقت حريصون علي الانضباط والولاء داخل الفريق لذلك صممنا علي ضرورة انتظام وائل جمعة وعصام الحضري في معسكر المنتخب ليكونوا قدوة للاعبين الجدد وترسيخ مبدأ الولاء والانتماء.. وبالفعل قدمت الشكر لوائل جمعة والحضري لالتزامهما وقلت لهما لن أجازف بكما في المباراة برغم أنهما أبديا استعدادهما للمشاركة في المباراة "

و في صحيفة الأهرام الجمعة 18 أغسطس قال حسن شحاتة :

" إن حضور لاعبي الأهلي صباح اللقاء له معني جميل في الالتزام وإعطاء قدوة للاعبين الصغار في الانتماء والارتباط بمنتخب مصر وهذا الأمر بالتأكيد يحسب لنجوم الأهلي‏ "

و على قناة دريم بعد مباراة أورجواي مباشرة قال حسن شحاتة :

" إحنا مش جزارين و نعرف مصلحة اللاعبين و حضورهم يدعم الانتماء و الوطنية لدى الجدد "

هذه تصريحات المعلم و مواقفه ، أصبحت كلمات الوطنية و الولاء و الانتماء لديه فضفاضة حسب الموقف ، بل إن للمعلم و جهازه الفني موقفاً آخر في نفس الاتجاه تحدثت عنه في مقالي السابق :

ففي جريدة المصري اليوم السبت 19 أغسطس :

نفي مصدر بالجهاز الفني استبعاد بشير التابعي في الفترة المقبلة، وقال إن احتمالات ضمه خلال المعسكر المقبل واردة وبنسبة كبيرة، خصوصاً أنه لم يخطئ في حق المدير الفني مثلما فعل أحمد بلال وحسام غالي بعد استبعادهما قبل بطولة الأمم الأفريقية، واستشهد بالتقرير الذي قدمه المدير الفني إلي لجنة التظلمات بالاتحاد عقب البطولة وبرأ خلاله اللاعب من تهمة التمرد أو الهروب من معسكر المنتخب، جاء ذلك رغم تأكيدات حسن شحاتة خلال المؤتمر الصحفي عقب مباراة أوروجواي علي استمرار استبعاد اللاعب مع زميليه أحمد بلال وحسام غالي .

ففي الوقت الذي يعلن فيه حسن شحاتة عن استبعاد أحمد بلال و حسام غالي من صفوف المنتخب لصدور تصريحات منهم تجاهه ، نجد أنه يضم بشير التابعي و أحمد حسام ميدو ، فبشير لم يطلق أي تصريحات ضد شحاتة بل و برأه الجهاز الفني من تهمة الهروب من معسكر المنتخب قبل نهائيات كأس أفريقيا في ضحك علي عقولنا و إلا فليعلن لنا شحاتة أسباب عدم وجود بشير التابعي في تشكيلة منتخب مصر وقتها ، بشير التابعي الذي هرب عياناً بياناً أمام الجميع يتم ضمه للمنتخب لأنه لم يصرح تصريحات ضد شحاتة و ليس مهماً هروبه من المنتخب و دوره الوطني فيه ، فشحاتة أهم من مصر و منتخب مصر ، ثم يأتي شحاتة ليتحدث عن الوطنية و الولاء عند اللاعبين الجدد !!!! ، أي ولاء و وطنية يا معلم و أنت تضم من هرب من تأدية الواجب الوطني تجاه منتخب بلاده ؟

إن ما يحدث من الجهاز الفني للمنتخب المصري بقيادة الكابتن حسن شحاتة جريمة كبري في حق مصر و يجب من إتحاد الكرة التدخل بقوة و حسم لمواجهة هذه التصرفات التي تقتل في الصميم بقايا الوطنية و الولاء التي نملكها ، فللأسف لم يبق لدينا منها إلا القليل في عصر البيزنيس و المصالح الخاصة ، ألا قد بلغت ... اللهم فاشهد .

تنويه هام :

مضمون هذا المقال تم إرساله إلي أغلب العاملين في مجال الإعلام الرياضي بأنواعه ، و حقيقة فقد تلقيت ردوداً إيجابية تؤيد ما به و تفيد بأن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام ، و لكن يؤسفني أن أقول أن واحداً من أنصاف الإعلاميين و الذي يعمل تابعاً لأحد كبار مسئولي إتحاد الكرة العاملين في مجال الإعلام الرياضي قد اتصل بي مستنكراً ما أرسلته قائلاً : و آنت مالك ، فكان ردي عليه : أمال يبقي مال مين لما أنا مالي ؟ ، هل أنا مواطن من خارج مصر ؟ عموماً لا أجد فائدة من الحوار معك ... مع السلامة .

تعليقات