|| حديث الرابطة : هنخللي الدنيا حمرا ||

الثلاثاء 06 يونيو 2006, 06:11 كتب : محمد مصطفي

فما بالك إذا كان الحالمين علي يقين بأن الأهلي هو أملهم في مجتمع للأفضل، فهل يبقي لديك شك في تحقيق الحلم؟ عندما بدأنا في تكوين الرابطة لم يكن أحد يتخيلً أن نصل لما نحن فيه الآن ، و لأننا لا نعترف بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان فنحن...   نصر علي أننا ما زلنا في بداية طريق طويل ، و لكن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، ونحن بالفعل تخطيناها .

نحلم - من ضمن ما نحلم - بتجميع معظم جماهير النادي الأهلي وراءه لدعم مبادئه ونشاطاته بلا حدود ، نحلم أن يمتلئ الإستاد دائما بالجماهير الوفية التي تشجع الأهلي في السراء والضراء وتحويل مباريات النادي الأهلي إلي كرنفالات و أن يكون الذهاب إلي الإستاد متعة و كأنك تري فيلماً جميلاً في سينما راقية ، نحلم أن يتحقق كل هذا عند احتفال النادي الأهلي بمئويته العام القادم .

فكرنا في المعاناة التي تعانيها جماهير كرة القدم بوجه عام و جماهير النادي الأهلي بوجه خاص عند ذهابها لمشاهدة مباريات كرة القدم ؟ ، لقد تحولت مشاهدة مباريات كرة القدم إلي مسلسلات طويلة من العذاب أدت إلي إحجام الجماهير عن الذهاب وراء فرقها .

كيف تكون مباراة كرة القدم و التي هي في الأساس رياضة شعارها المتعة و الترويح و السلوكيات الراقية إلي عذاب جماهيري ؟ ، عندما يفكر أحدنا في الذهاب لمشاهدة مباراة فأول شيء يفكر فيه هو أن يذهب قبل المباراة بأربع أو خمس ساعات علي الأقل و قد يذهب قبلها لو كانت مباراة بطولة أو مباراة مع منافس قوي ، و كلنا موظفين أو طلبة نفكر كثيراً في كيفية توفير هذا الوقت ، و كيف يتحمل حر الصيف القائظ أو برد الشتاء القارص ، ناهيكم عن التفكير المبكر في حجز تذكرة دخول المباراة و قد لا يدخل لأن الإستاد امتلأ ، كيف و التذكرة معه ... لا نعلم .

طوابير طويلة يقف فيها المتفرج لساعات قبل أن يسمح الأمن له بالدخول ، طوابير علي يمينها و يسارها تقف عساكر الأمن وفي يدها الهراوات و كأن المتفرج متهم بالذهاب إلي مباراة كرة قدم - قد يكون لأجهزة الأمن الحق فسلوكيات الجماهير تراجعت لأقصي حد و أصبحت صعبة السيطرة عليها من الهتافات الخارجة و إلقاء المخلفات إلي أرض الملعب، بعض أحداث الشغب التي تؤدي إلي إصابات - هذا بخلاف الجلوس لساعات في المدرجات قبل بدء اللقاء بدون شربة ماء ، و عندما تبدأ المباراة تكون قوي المتفرج قد استنفذت فيجلس ليتفرج علي المباراة و لا تنتظر منه تشجيعاً لفريقه وإن كان يعبر عن المعاناة التي لاقاها في كل فرصة بإطلاق العنان في سباب جماعي ، و تستمر معاناة المتفرج بعد المباراة في البحث عن وسيلة مواصلات تذهب به لمنزله ، فهل ننتظر منه بعد هذا أن يكرر التجربة في كافة مباريات فريقه ؟ ، بالطبع لا و تدليلاً علي ذلك فمباريات الدوري لا تزيد فيها الجماهير عن عدة آلاف تعد علي الأصابع ، فكيف إذن نعيد الجماهير للملاعب مرة أخري ؟ ، و كيف تكون لدينا نفس الصورة التي تحدث في ملاعب أوروبا و تكون مدرجات الأهلي دائما كاملة العدد .

كان هذا السؤال حاضراً في أذهاننا طوال الموسمين الماضيين و فكرنا كثيراً في حل يؤدى لعودة المتعة إلي ملاعبنا ، و كان الحل بأن تحجز الرابطة مدرجاً كاملاً في الإستاد ، يكون الدخول فيه بكارنيه الرابطة ، نكون مسئولين فيه تماماً عن من يدخله و مسئولين عن تصرفاتهم و نرفض أي تصرف خارج عن أي سلوك رياضي ، و هنا نريح الأمن تماماً من ناحية تأمينه و قلقه من أي خروج غير أخلاقي في هذا الجزء من المدرجات ويسهل معه أيضا عمل الدخلات والكرنفالات الاحتفالية التي تريدها الرابطة .

في هذه الحالة سيخرج المتفرج من منزله قبل المباراة بوقت كاف قد يكون ساعة أو ساعة و نصف علي الأكثر ، و يذهب إلي الإستاد في أتوبيس تم حجزه مسبقاً من قبل الرابطة في كل منطقة من مناطق القاهرة ليجد نفسه أمام مدرج الرابطة ليدخل بسهولة تامة إلي كرسيه ليشاهد مباراة ممتعة ، و يجد بالداخل أكشاك وجبات سريعة و مشروبات مثلجة و ساخنة مخصصة لمدرج الرابطة ، و أثناء المباراة لا تخدش أذنه الهتافات الخارجة ويتم تخصيص جوانب خاصة للأسر وكذلك جوانب أخري لذوي الاحتياجات الخاصة ، و بعد المباراة يجد المتفرج نفس الأتوبيس الذي يعيده إلي وجهته ، يا له من حلم جميل فكر البعض كثيراً أن من الصعب تطبيقه فالأمر يحتاج إلي تضافر جهود جهات كثيرة ويحتاج إلي الكثير من التنظيم والأهم الكثير من التمويل ، و لكن الإيمان بالفكرة هو أول خطوات تطبيقها .

وطالما رفعنا شعار " إن الله لا يضيع اجر من احسن عملا" فجاء الرد بعرض من أحدي شركات الاتصالات التي أشترت حقوق استغلال شعار الأهلي رقميا وترغب في إنشاء مجتمع أهلاوي عن طريق الأجهزة المحمولة لتسويق شعار الأهلي وأخباره ..الخ ولم تجد افضل من الرابطة لتكوين هذا المجتمع بل وتجاوزته إلي ما هو أبعد باتصالها بالقائمين علي موسوعة جينيس ووجدت الفرصة لعمل رقم قياسي يحققه جمهور الأهلي -هذه المرة- يكون مشرفا للجمهور وهو يحتفل مع ناديه بمئويته ويكون لكل فرد من الجمهور شرف المساهمة في تحقيقه والانضمام إلي هذا المجتمع الأهلاوي من أي مكان في العالم، ليظل علي تواصل لحظي مع أخبار وصور وكليبات وقفشات وكل ما له علاقة بناديه المحبوب.

من الرائع أن تدخل جماهير النادي الأهلي موسوعة جينيس للأرقام القياسية ، يا له من شعور جميل و فخر أن تمتلك جماهير النادي الأهلي رقماً قياسياً ملكها وحدها بجانب الأرقام القياسية اللامحدودة التي يمتلكها الفريق الذي تعشقه ، و لكن لماذا لا يتحول هذا الرقم القياسي إلي داعم رئيسي لمبدأ من أهم مبادئ الرابطة و هو دعم النادي الأهلي بكل الطرق الممكنة و الرقي بسلوكيات جماهيره ويكون هذا المشروع مع نبل غايته الممول لمشروع أنبل والذي أستهل به الحديث, فلماذا لا نستغل العائد في أن يقدم للنادي الأهلي و نأخذ به مدرجاً كاملاً مغلقاً و يستفيد النادي الأهلي ببيع مدرج كامل علي مدي الموسم و يضمن عائد مالي يساهم في دعمه و في نفس الوقت يضمن وجود جماهير تشجع الفريق ، و رويداً رويداً يصبح المدرج مدرجين و ثلاثة...الخ ، و في نفس الوقت يتم تأجير أتوبيسات التي تقوم بعمل شبكة مواصلات تخدم الجمهور وقت المباريات ، هذا بالإضافة إلي حصول النادي الأهلي علي حقوق بيع الوجبات السريعة والمحلات التي ستساهم في استمتاع الجمهور وكذلك تحقيق عائد إضافي للنادي الأهلي .

هذا - في رأينا - هو دور الجماهير في دعم ناديها إيجابيا وتمويله ونحمد الله بأننا نجحنا في إشهار الرابطة حتى يعرف الجميع أن أي مبلغ يدفع للجمعية هو موجه للنادي الأهلي ومراقب من أجهزة الدولة و نتمنى أن نحقق حلمنا الأكبر في أن تكون لجماهير النادي الأهلي المساهمة الفصل في بناء إستاد صالح سليم ، تري هل مازلنا نحلم؟ ولكن ما نحن متأكدين منه هو أننا .... هنخلي الدنيا حمرا .

"

اللجنة الإعلامية

جمعية مشجعي الأهلي

تعليقات