إذا كانت هذه هي كرة القدم .. فلا نريد أن نسمع عنها !!

الاثنين 22 مايو 2006, 15:47 كتب : عبدالرحمن مجدي

مباراة الأهلي و الإسماعيلي, من المفترض أن كل فريق من الفريقين ضمن مكانه, فالأهلي بطل الدوري, و الإسماعيلي صاحب المركز الرابع مهما كانت النتيجة, و بناء على ذلك توقعت للحظة أن تخرج المباراة بشكل حضاري, و أن تكون متعة حقيقية لجميع جماهير كرة القدم التي ستكون في متابعة اللقاء, لكني...   للأسف نسيت, أو تناسيت, ما يحدث في الإسماعيلية في كل مباراة مع الأهلي هناك, حتى أن لاعبي الفريق أصبحوا يحملون هم تلك المباراة!

لا أنسى اللقاء الأول لـAhlyNews.com مع محمد عبدالله نجم النادي الأهلي فور انتقاله, و عندما سألناه ما هي أصعب مباراة في رأيك في الموسم المقبل, و هو الموسم المنقضي, فأجاب دون تفكير, الإسماعيلي في الإسماعيلية و الحمد لله أنها آخر مباراة لنكون قد حسمنا الدوري قبلها!

ما حدث خلال مباراة اليوم لا علاقة له بكرة القدم, فعندما يظهر فريق بمثل هذه الخشونة المتعمدة و هذا العنف الفظيع في كل كرة مشتركة, و هذا الكم الهائل من الاعتراضات مع كل قرار من الحكم سواء من اللاعبين أو الجهاز الفني , فهو ليس أمرا مقبولا.

و عندما نرى هذا الكم من السباب و التصرفات التي تنم عن الجهل الكروي, و حجارة التي تلقى في الملعب, و عندما تحطم كابينة المعلقين, و عندما يقتحم أحد الأشخاص كابينة المعلق و يصيح قائلا "هاتولي ابن الـ...." و يسمعها ملايين من مشاهدي قناة النيل للرياضة, فهو بالتأكيد ليس جمهور كرة قدم في أي حال من الأحوال .. على الرغم أننا لم نعرف من هو "ابن الـ...." , و الحمد لله أن مسئولي القناة قاموا بقطع الصوت قبل أن ينطق باسمه و إلا لكانت فضيحة علنية لهذا الشخص.

كنت بدأت أستعيد الأمل في أن تمر المباراة بسلام خاصة أن معظم المباريات هذا الموسم مرت بشكل جيد و دون أي اشتباكات تذكر .. حتى مباراة الأهلي و الاتحاد السكندري في الإسكندرية, مرت بسلام و دون مشاكل, بل و تبادل الجمهورين التحية في الدقائق الأخيرة من اللقاء على الرغم من ما هو معروف عن هذه المباراة من حساسية بين الجمهورين, و مباراتي الأهلي و الزمالك سواء في الدور الأول أو الثاني, فكلتا المباراتين مرتا بشكل رائع, و هتف كل جمهور للفريق الآخر و كان مشهدا رائعا .. أما مباراتي المصري و الإسماعيلي اللتين يسافر فيهما الأهلي لهذين الفريقين, فدائما ما تبدأ باشتباكات بالألفاظ, ثم الأيادي, ثم تنتهي بتكسير أوتوبيسات اللاعبين و الجماهير و ما إلى ذلك, حتى أصبح سيناريو مكررا و مملا!

لا أعلم ماذا يهدف هذا المشجع عندما يلقي بكل جهده "طوبة" موجهها إلى رأس عماد النحاس متعمدا إصابته .. ماذا لو –لاقدر الله- أصيب النحاس إصابة بالغة .. هل سيرضي هذا طموح هذا المشجع و يشبع عقدة النقص التي تتملك و تسيطر على هذا الجمهور الهمجي؟؟ ما الهدف من السباب؟؟ و إلقاء الحجارة؟؟ و تحطيم الأوتوبيسات ؟؟ ألا يعلم هؤلاء أن رسالة الإنسان في الأرض هي التعمير لا التدمير و التخريب؟؟

أما عن مباراة الإسماعيلي بالذات, فأقسم بالله أني لا أعلم سبب ثلاثة أرباع تلك الاعتراضات .. فركلة الجزاء الأولى العرقلة فيها واضحة للغاية, محمد فتحي حارس مرمى الإسماعيلي "شال رجل بركات" ليسقطه أرضا, و في ركلة الجزاء الثانية لمسة اليد واضحة وضوح الشمس, لنجد اللاعب يعترض رغم علمه التام أنها لمست يده .. و نجد إنذارا غريبا لمحمد بركات بعد تمثيلية هزلية مثلها لاعب الإسماعيلي بالسقوط أرضا كما لو كان بركات طعنه بخنجر , رغم أن الإعادة أوضحت أن بركات لم يكن يبالي بوجوده أصلا.

كان تغييرا رائعا لمانويل جوزيه بإخراج بركات و المحافظة عليه من هذا اللعب الهمجي, و من بعده متعب, و كنت أتمنى أن يخرج أبوتريكة مع بداية الشوط الثاني حتى لو كلف ذلك الفريق التعادل لأن الأهلي متفوق على الإسماعيلي دون النظر إلى النتيجة و لأن أبوتريكة أهم من هذه المباراة عديمة الأهمية, و لأن هؤلاء اللاعبين هم الذين جلبوا لمصر كأس الأمم الأفريقية منذ ثلاثة أشهر .. و عموما فيكفي أن الإسماعيلي فشل في إحراز أي هدف في مرمى الأهلي طوال المباريات الأربعة الأخير بين الفريقين, بينما أحرز الأهلي 13 هدفا!

لا يبقى إلا أن أذكر موقف خطر على ذهني .. و هو جماهير فياريال الأسباني بعد مباراة العودة من قبل نهائي كأس أبطال أوروبا, أمام الأرسنال الإنجليزي .. و لأذكركم بالوضع, فالأرسنال كان قد أنهى مباراة الذهاب في انجلترا متقدما بهدف, و في مباراة العودة وصل اللقاء للدقيقة 89 بالتعادل السلبي ليحتسب الحكم ركلة جزاء للنادي الأسباني, و هي كافية لتمد المباراة لوقت إضافي و تعيد الفرصة لفياريال .. يسددها اللاعب الأرجنتيني ذو الموهبة الفزة ريكيلمي فيتصدى لها ينس ليمان حارس الأرسنال و تضيع آمال فياريال في الصعود, بعد أن قدم مباراة رائعة أضاع فيها أكثر من ثمانية فرص حقيقية, و بعد أداء جميل, إلا أنه في النهاية خرج من البطولة .. و لا أنسى مشهد الجماهير و هي تحيي لاعبيها بالتصفيق الحار على الأداء في مشهد مؤثر للغاية, فالكل حزين على الخروج , جماهير و لاعبين, إلا أن الاحترام لايزال يسود المدرجات, و الوعي الكروي لايزال موجودا, و لم تنقلب الدنيا إلى حلبة مصارعة, و لم يدمر الاستاد و لم تحطم الكراسي .. بل تصافح لاعبي الفريقين, و حيا كل جمهور فريقه و الفريق المنافس, ثم تبادل اللاعبين القمصان .. و بس !

تعليقات