تغييرات جوزيه .. فلافيو .. و المزيد .. لحظة بقى !

الجمعة 10 مارس 2006, 11:23 كتب : عبدالرحمن مجدي

دعوني في البداية أوضح إنتمائي الكامل للنادي الأهلي, و دعوني أؤكد أن كل ما هو مكتوب هو من واقع خوفي على النادي الأهلي و حرصي على مصلحته في المقام الأول, و هو ليس هجوما على النادي الأهلي و لكن هو مجرد إبراز وجهة نظر, لأني في النهاية أعشق النادي الأهلي,...   و لأن كل من ينتمي للموقع يعشق النادي الأهلي.

أعتقد أن أكثر الأشياء استفزازا هذه الأيام هو تصرفات مانويل جوزيه سواء داخل الملعب أو خارج الملعب .. فمنذ عدة أيام حضرت المؤتمر الصحفي عقب مباراة الأهلي و الزمالك, و الذي انتهى في النهاية بحرب شنعاء بين جوزيه و الصحفيين بسبب السلوك المستفز الذي قام به مانويل جوزيه عندما حاول مغادرة قاعة المؤتمر عدة مرات قبل أن ينتهي الصحفيين من إجابتهم للأسئلة.

و من حضر ذلك المؤتمر و شاهد سلوك مانويل كاجودا المدير الفني للزمالك أثناء إجابته على أسئلة الصحفيين يعلم أن كاجودا هو مدرب محترف و شخصية محترمة تحترم الآخرين –بصرف النظر عن الناحية الفنية- و هو أمر نحترمه و نقدره كثيرا, و أحيانا أتمنى لو أن هذا هو سلوك مانويل جوزيه, الذي أصبح "عمال على بطال" يهاجم الصحفيين و الحكام و الفرق الأخرى, فمرة يتهم الصحفيين بتكرار الأسئلة بأسلوبه الذي لا يدل على احترامه لمن يتحدث إليه, و مرة يتهم أحد الصحفيين علانية بأنه مصاب بأنفلونزا الطيور, و يسخر منه بأسلوب مستفز أمام الجميع, و مرة –أو مرات بمعنى أدق- يهاجم الفريق الخصم و يبدي استياءه بشكل غير مقبول من الأسلوب الدفاعي الذي تلعب به الفرق الأخرى أمام الأهلي, و مرة يهاجم الحكم , و أخيرا يتهم لاعبي إنبي بالعنف بنفس الأسلوب المستفذ الذي أصبح غير مقبول!

نعم, الصحفيين تسأل أسئلة مكررة بشكل زائد عن الحد, نعم, تلعب معظم فرق الدوري الممتاز أمام الأهلي بأسلوب دفاعي بحت, نعم الدوري المصري مليء بالأخطاء التحكيمية لكن هذا لا يعطيك الحق يا مستر جوزيه للحديث بهذا الأسلوب أيا كانت المناسبة, فهذه هي طبيعة الدوري المصري, و هذه هي طبيعة الصحفيين المصريين, و هذه هي طبيعة الحكام المصريين, لم و لن تتغير قريبا, و إذا رأيتها غير مناسبة لك فمن حقك أن ترحل مع نهاية عقدك, لكن ليس من حقك أن تختلق هذا الكم من المشاكل دون أي داعي, و ليس جوزيه هو أول تولى مهمة تدريب النادي الأهلي و تعرض لكل ما يتعرض له جوزيه حاليا, لكنه أول من يفتعل هذا الكم من المشاكل الذي أنهى علاقة المودة بينه و بين الكرة المصرية سواء كجماهير أو صحفيين, و لم يعد يشفعله إلا كونه مدرب النادي الأهلي حتى الآن, و هذا ما يدعو جماهير الأهلي و هي الأغلبية العظمى لمساندته و التهليل له دائما!

دائما ما يتحدث جوزيه عن الاحتراف و عقلية اللاعب المصري التي نجح هو في تغييرها في لاعبي النادي الأهلي و هو أمر لا يستطيع أحد أن ينكره, إلا أن كلمة الاحتراف تنطبق على المدير الفني كما تنطبق على اللاعب, و لا أعتقد أن ما يفعله جوزيه حاليا له صلة بالاحتراف.

لا أجد تبريرا لتغيير جوزيه الـ"غريـــــب على الأقل" بخروج أحمد شديد قناوي بعد نزوله بـ29 دقيقة في مباراة إنبي التي فاز فيها الأهلي بشق الأنفس بهدف نظيف من ضربة حرة! تغيير غريب و كفيل بالقضاء على لاعب رائع من الناحية النفسية, و لمدة ليست قصيرة, فأحمد شديد قناوي, ابن الـ20 عاما, كان شعلة من النشاط و الحيوية فور نزوله, إلا أنه فوجئ برقم فانلته على لوحة التغيير فلم يتردد في الخروج مسرعا, ليلعب هادي خشبة, الذي هو بعيد تماما عن فورمة المباريات, صاحب أداء دفاعي, بدلا من شديد قناوي الذي كان نقطة الوصل الوحيدة للكرة بين الناحية الدفاعية و الهجومية مع أبوتريكة, و يلعب الأهلي بثلاثة لاعبي وسط مدافع هم حسام عاشور و حسن مصطفى و هادي خشبة, و يلعب الأهلي بأسلوب دفاعي كان هو أول من يهاجمه في المؤتمرات الصحفية, و يرفض جوزيه في المؤتمر الصحفي عقب نهاية مباراة إنبي التعليق على عدم الاستفادة بالتغيير الثالث, و يبكي شديد قناوي عقب المباراة, و له العذر في ذلك, و يخرج جمهور الأهلي سعيدا بالإفلات من التعادل في سابقة أعتقد أنها الأولى من نوعها, ليصبح الأمر بذلك فوق الطاقة البشرية!

و ليست المرة الأولى التي يجري فيها جوزيه هذا النوع من التغييرات, فأسامة حسني تعرض لنفس الموقف في مباراة المنصورة في الموسم ماضي, شارك كبديل ثم قام جوزيه بإخراجه, و وقتها كان أسامة حسني يضع "جبس" على ذراعه, فعاد جوزيه ليبرر ذلك التغيير بخوفه على أسامة من خشونة لعب لاعبي المنصورة و كأنه اكتشف هذا الأمر بعد نزوله فقط!

الأمر الثاني الذي أود أن أتحدث عنه, هو اللاعب الأنجولي فلافيو ... دعونا في البداية نتفق أن فلافيو لاعب صاحب مستوى فني مرتفع, و هو أمر يجب أن يعلمه الجميع, فالأهلي لم يقم بضم فلافيو من فراغ, كما أن من تابع فلافيو في مباريات المنتخب الأنجولي الثلاثة في كأس الأمم الأفريقية يدرك أن فلافيو مهاجم ممتاز و يجيد التحرك في كل مكان و يعتبر صانع ألعاب جيد و مهاجم صريح جيد جدا, أحرز فلافيو في تلك البطولة ثلاثة أهداف, و على الرغم من كون هدفين منهم من ركلتي جزاء, إلا أنه أوضح أنه مهاجم مؤثر من خلال مستواه و استحق أن يتفوق على أكوا كابتن المنتخب الأنجولي, و استحق أن يصبح واحد من المهاجمين الذين لفتوا الأنظار في البطولة بعد درجبا و إيتو و لوا لوا, لذلك فلا يمكن أن نطلق على فلافيو لقب "مبيعرفش يلعب" لأنه في الحقيقة "بيعرف" لكن دعونا نلخص الأمر ببساطة في أن فلافيو لا يصلح للعب في الدوري المصري.

ليس فلافيو هو أول حالة من هذا النوع, فهناك العديد من اللاعبين العالميين لم ينجحوا في اللعب في دوري دولة معينة, و نجحوا نجاحا باهرا في دوري آخر, و أعتقد أن فلافيو –حتى الآن- من هذا النوع, خاصة أن علاقته بالجماهير أصبحت سيئة للغاية, و وصل الأمر معه إلى طريق –شبه مسدود- و أعتقد أن الاستفادة بلاعب أجنبي آخر يعتبر أفضل للنادي الأهلي من ناحية, و لفلافيو من ناحية أخرى, لأن وجود فلافيو في الأهلي حاليا لم يخدم أي مصلحة!

غير ذلك, فهناك عدة نقاط أثارت استيائي:
- محمد عبدالله , لاعب موهوب جدا , أقسم بالله أنه لاعب صاحب موهبة رائعة! إلى متى عليه أن ينتظر لكي يشارك؟ إن لم يشارك في مثل هذه الظروف فمتى يشارك ؟؟ إلى متى عليه أن يتدرب بجدية دون أن يجد شيئا في المقابل؟!

- أثار استيائي أيضا عدم سفر لاعبي المنتخب الوطني للعمرة التي كانوا مدعوين لها, و سفر أقارب أعضاء اتحاد الكرة بدلا منه و هو الأمر الذي أصاب الجالية المصرية في السعودية الإحباط بعد أن كانوا على أمل رؤية أبطال أفريقيا, و لا أعتقد أن من قام بتلك الدعوة قصد بها عائلات مسئولي اتحاد الكرة و أعتقد أن الاعتذار عن الرحلة بالكامل كان أفضل!

- تعجبت كثيرا من نغمة "الزمالك يعتلي القمة" و من تحدثوا عن وجود الزمالك على قمة جدول الدوري و كأنه أمرا حقيقيا و كأنه إنجاز رائع للزمالك أن يعتلي قمة الدوري فارق نقطة في الوقت الذي يحتفظ فيه الأهلي بثلاث مباريات مؤجلة يكفيه الفوز في واحدة منهم ليتعلي الصدارة "بجد" , حتى أن الأهلي إذا فاز في تلك المباريات يعتلي القمة بفارق ثمان نقاط كاملة!! بالفعل اعتلى الزمالك القمة لكن أعتقد أن وصفه بالإنجاز هو أمر بعيد تماما عن المنطقية.

و شكرا!

تعليقات