°|||° مباراة القمة ... و موسم المؤامرات على الأهلي و مانويل جوزيه °|||°

الثلاثاء 07 مارس 2006, 17:46 كتب : محمد مصطفي

فقبل هذا اللقاء و الذي جرى في 16 أكتوبر 2005 كان النادي الأهلي قد فاز في لقاء الإياب بهدفين لهدف واحد في مباراة مثيرة غريبة شهدت هدفين مبكرين للأهلي و فى النصف ساعة الأخير من شوطها الثاني تسيد الزمالك اللقاء 25 دقيقة أحرز فيها الزمالك هدفاً و في نهايتها أضاع...   حسن مصطفي هدف لا يضيع و أهدر فلافيو ضربة جزاء .

و بعد المباراة خرج جمهور الأهلي حزيناً لضياع فوز كبير ، و خرج جمهور نادي الزمالك سعيداً بتلك النتيجة في مشهد عجيب ، فالفائز حزين و الخاسر فرح ، و الأغرب من وجهة نظري هو ما تلا تلك المشاهد ، فقد انطلق الإعلام الزملكاوى و مسئولي نادي الزمالك في الحديث حول فرصة الزمالك الأكبر من فرصة الأهلي فى تخطى مباراة العودة رغم الفارق الواضح بين الفريقين و الغريب أنه كلما اقتربت مباراة العودة كانت تزيد الطموحات الزملكاوية المشروعة بالطبع ، و كتبت وقتها أن اللقاء رغم ما يجرى حوله من صخب إعلامي حول اتجاهات فرص الصعود لنصف النهائي بطريقة غريبة و غير منطقية صعب للغاية على فريق الزمالك و بالفعل فاز الأهلي فى لقاء العودة بهدفين نظيفين ليصل لنهائي البطولة .

تذكرت هذه الواقعة قبل لقاء الأهلي و الزمالك و أنا أكتب تحليلي للقاء و قلت أن الإحداث متشابهة لحد كبير ، فمانويل كاجودا لا يزال يستكشف فريقه و رغم الثلاثة مباريات التي فاز فيهم الزمالك إلا أن هناك الكثير و الكثير من العيوب بخطى الوسط و الدفاع ناتجه عن فروق فردية و غياب للوعي التكتيكي لغياب الخبرة و غياب العنصر المؤثر الذي يمتلك قدرات مهارية تستطيع قلب موازين الملعب ، و رغم أن الأخبار الواردة عن مانويل كاجودا تفيد أنه مدرب جيد إلا أن القماشة تحتاج لتدعيم .

فلم يرهبني فوز الزمالك في لقاءاته الثلاثة أو تعادل الأهلي مع المحلة و من قبله الجيش الملكي ، ففوز الزمالك جاء بشق الأنفس على المقاولون ، بل و كان الاتحاد هو الأخطر و ألغى له الحكم هدفا اجمع المحللين على صحته كان كفيلا بقلب نتيجة المباراة ، و لم يخيفني تعادل الأهلي فى مباراتين و انخفاض الأداء فالأهلي يدفع ضريبة نجومية لاعبيه بالنادي و المنتخب ، و لا استمع لمن يقول أن جوزيه السبب في تعادل الأهلي مرتين لأنه لم يجهز بدلاء لاعبيه الاحتياطيين لان فرانك ريكارد مثلاً لو لعب بدون أربعة لاعبين مرة واحدة من التشكيلة الرئيسية لبرشلونة مثل ديكو و ميسى و رونالدينهو و إيتو ما استطاع أن يكسب مباراة ، بل رأينا صراخ أندية أوروبا قبل بطولة أفريقيا للأمم و محاولتها عرقلة انضمام محترفيها الأفارقة إلى منتخبات بلادهم و أولهم ميدو لاعب توتنهام ، و لكنه كالعادة موسم الهجوم على مانويل جوزيه الذي حفظته جماهير الأهلي عن ظهر قلب و أصبح لا يؤثر فيها إطلاقا ، و ما حدث قبل لقاء العودة فى بطولة إفريقيا بين الأهلي و الزمالك ، حدث قبل لقاء السبت الماضي فبمجرد أن الزمالك لعب 25 دقيقة بأداء عالي تصور البعض أن هزيمة الأهلي آتية لا ريب فى لقاء العودة ، و ها نحن نستمع لنفس الكلمات لمجرد تعادل الأهلي مع المحلة بفريق نصفه من الشباب و غياب نصف الفريق عنه و فوز الزمالك فى لقاءات شهدت مستوى متدني لخطى الدفاع و الوسط فيه .... و ما أشبه الليلة بالبارحة ، فها هو الإعلام صور لقاء الأهلي و الزمالك علي أنه اللقاء الذي سيشهد غروب الأهلي ، و لكن يظل الأهلي هو الأهلي و شمسه لا تغرب إلى ما شاء الله .

فلم يكن الأهلي و هو يلعب بنصف قوته الضاربة لقمة سائغة بل كان باعتراف كاجودا المدير الفني البرتغالي للزمالك هو الأكثر سيطرة علي المباراة و خاصة الشوط الثاني الذي شهد سيطرة شبه كاملة وسط تراجع مذهل في لياقة لاعبي الزمالك البدنية ، بل إن اختيار محمد أبو تريكة إبراهيم سعيد نجوماً لهذا اللقاء لدليل عملي لا يقبل الشك بأن الأهلي كان الأفضل ، و أري أن كاجودا أصاب بتغيير جعفر و عبد الحليم علي على عكس ما كتب البعض و لولا أن حازم إمام خذل مدربه و ظهر بمسوي سيء لظهر أثر تغييرات كاجودا ، فقد سيطر الأهلي على المباراة و أصبحت هناك مساحات شاسعة بين خطى الدفاع و الهجوم في فريق الزمالك و غياب لخط وسطه و مهما كانت حماسة مصطفي جعفر فماذا يفعل و خط هجوم الزمالك كله كجزيرة معزولة نتيجة لضغط الأهلي على منتصف ملعب الزمالك .

عموماً أثبت لقاء الأهلي و الزمالك أن نادي الزمالك أمامه الكثير و الكثير ليعود منافساً فهاهو بأحسن لاعبيه و أمهرهم و بدون أي غيابات مؤثرة في صفوفه يلعب أمام الأهلي في لقاء اقترب من التكافؤ لغياب جلبيرتو و محمد شوقى و وائل جمعة و محمد بركات ليس إلا .

نأتي إلي موضوع الساعة ، و أقصد به الهجوم المتوالي علي مانويل جوزيه و الذي يصل إلي حد المؤامرة المقصود منها النادي الأهلي و ليس مانويل جوزيه و من قبل قلت نصاً :

إن مانويل جوزيه أثبت أن العيب ليس في القماشة ( اللاعبون ) أبداً بل إن العيب - و اعذرونا فى التشبيه - في الترزي ، و لنا في محمود الجوهري و مانويل جوزيه المثل الحي فرغم اختلاف الفكر و طرق اللعب بينهم إلا أن الاثنان اتفقا على أنه لكي تنجح يجب أن تسيطر سيطرة كاملة على الفريق الذي تدربه من الألف للياء و يكون الفريق - مع الفارق - مثل قطع الشطرنج يحركه المدرب كما يشاء دون فلسفة أو تعقيد لعب من أي لاعب .

فمانويل جوزيه غير من فكر اللاعب في النادي الأهلي جذرياً ، فقد تعود اللاعب انه عندما يفوز يسترخى ، و عندما يكسب بطولة يعيش في احتفالات لشهور طويلة ، و أن أول مباراة بعد أي فوز كبير ممكن جداً يتعادل الفريق بالعافية و بعد أداء غاية في السوء ، كنا دائماً نقول انه من المستحيل أن تغير في فكر اللاعب المصري و أنه يجب تربيته من الصغر على مفاهيم احتراف حقيقية ، و كلام كثير يفيد بأن المشكلة في فكر اللاعب الذي تعود من صغره على مفاهيم غلط و ثقافة تكتيكية محدودة ، و لم يفكر أحد لماذا ينجح بعض لاعبونا بعد الاحتراف رغم أنهم تربوا على مفاهيم خاطئة ؟ .

مانويل جوزيه كشف بكل بساطة أن ما يتشدق به بعض النقاد من كلام في حق اللاعب المصري هو عجز ، نعم عجز في الفهم و عجز في الفكر و ضحالة كبيرة في الثقافة التدريبية ، و القياس ليس في هذا العام فقط فلا ننسى أن مانويل جوزيه بمجموعة شباب فاز بدوري أبطال أفريقيا عام 2001 ، و اعتبر هذا رد بليغ على من يقول إن هذا الفريق لو مع أي مدرب صغير كان فاز و تفوق كما قال نقادنا الأشاوس الذين كشف مانويل جوزيه ضحالة فكرهم ، نقادنا الذين تناسوا أنها منظومة كبيرة تتكون من إدارة و جهاز فني و لاعبون و جمهور ، نقادنا الأشاوس الذين يتحدثون عن مغامرات مانويل جوزيه ، و لا يعرفون أن المدربين الكبار في العالم كله لهم مغامراتهم لأنهم يفهمون كرة القدم فهماً سليماً ، فالكرة في الأساس متعة و بطولات و ليست بطولات فقط و إلا لما قمنا ببناء ملاعب تستوعب عشرات الآلاف ، الكرة هجوم و دفاع و ليست دفاع فقط ، من حق المشاهد أن يستمتع طالما دفع ثمن التذكرة ، فكر أوروبي بحت نجح جوزيه أن يوصله للاعبيه كما لو كان طبيب نفسي ، الانتصارات مكانها المتاحف و لا وقت للحديث عن فوز بالخمسة أو بالأربعة ، المهم أن تستمر في الفوز .

الأمر بسيط للغاية و أساسه أن الكرة جماعية و ليست فردية ، فلولا دفاع حديدي ما اطمئن شوقي و حسن و اندفعوا لتدعيم الهجوم و لولا اندفاع خط الوسط المطمئن و انشغال الدفاعات المقابلة بوفرة هجومية هائلة و ضغط شديد ما وجدنا ثغرات ينطلق منه بركات أو متعب أو أبو تريكة .. الجماعية هي الأساس و ليس لاعب أو اثنين أو ثلاثة ، البرازيل كانت تمتلك فريق ذهبي في أوائل الثمانينات مشكلته قلبي الدفاع و حارس المرمى و لم تحقق شيء في وجود سقراط و إيدر و زيكو و أوسكار و إيزيدورو الرهيب و غيرهم ، الفريق كتلة واحدة و أي لاعب في غير مستواه يتم تغييره فورا و لا مكان للعواطف ، و واحد يقول أصل اللاعب يتأثر و الأفضل تغييره بين الشوطين ، كلام عاطفي لا بيودي و لا بيجيب ، مانويل جوزيه حول الفريق كله لفريق يلعب باحتراف و غير مفاهيم كثيرة خاطئة في عقول اللاعبين .

لقد كشف مانويل جوزيه بالفعل أن الكثيرين ممن يعملون بحقل الإعلام الرياضي في حاجة ماسة لإعادة فهم كرة القدم ، و أن أغلب ما يكتب من نقد للاعبينا فيه الكثير و الكثير من التجني عليهم .

و الآن نجد في الساحة الرياضية هجوماً شرساً علي مانويل جوزيه أراه بكل صدق هجوماً مغرضاً و هدفه النادي الأهلي نفسه و ليس مانويل جوزيه فهو مجرد العصا التي يستخدمها هؤلاء للهجوم علي النادي الأهلي ، هذا الهجوم الشرس علي الرجل لأنه يغلق سبوبة السمسرة لدي البعض ممن يعملون في مجال بيع اللاعبين و لهم صلاتهم ببعض الأرزقية من كتاب الصحف الرياضية الصفراء ، هذا الهجوم الذي تكرر كثيراً علي الرجل و علي النادي الأهلي حدث من قبل عام 2001 .

في هذه الفترة كان النادي الإسماعيلي فى أوج قوته و هزم الأهلي مرتين 4/2 ، 4/3 و كان المشهد العجيب ، عروض الاحتراف تنهال علي لاعبي الأهلي و لا عروض احتراف للاعبي الإسماعيلي و الزمالك الذي كان بطلاً للدوري و عندما تعرف من هم وكلاء اللاعبين في تلك الفترة تعرف كيف دبرت تلك الحملة الشرسة علي النادي الأهلي ، فقد كانوا في هذا التوقيت أربعة سماسرة فقط و هو جلال محمود و حسن اليماني و منير حسن و أيمن يونس و الطريف أنهم جميعاً من أبناء الزمالك و الإسماعيلي ، و بالفعل نجحوا وقتها في تهريب عدد كبير من لاعبي الأهلي و علي رأسهم محمد فاروق و محمد جودة و إبراهيم سعيد قبل أن يعودوا مرة أخري لأسباب مختلفة ، كانت حملة شرسة نبه إليها الراحل ثابت البطل ، و شهدت تراجع كبير في الأعوام التي تلتها مما حذا بالناقد الكبير دكتور علاء صادق لدعوة الأهلي لفتح خزائنه من أجل تدعيم الصفوف ، شهدت تلك الفترة نقداً شديداً لمسئولي النادى الأهلي من الإعلام الرياضي لتفريطه فى نجومه سواء بالبيع أو الاستغناء من نفس الإعلاميين الذين يطالبون الأهلي الآن بأن يترك لاعبيه للاحتراف .

هذا الهجوم الشديد علي مانويل جوزيه به الكثير و الكثير من التجني على رجل غير كثيراً من المفاهيم لدى اللاعب المصري و يدل علي أن وراءه غرض ، فيقول البعض منهم إن مانويل جوزيه عجز عن إيجاد بديل لجلبيرتو و محمد شوقى و وائل جمعة و محمد بركات ، و هو كلام مرود عليه و كما قلت فريكارد لا يستطيع تجهيز بديل لديكو و ميسى و رونالدينهو و إيتو ، قد يستطيع أي مدير فني أن يجد بديل في غياب لاعب أو اثنين علي الأكثر و لكن من يستطيع أن يعوض غياب أربعة لاعبين دفعة واحدة ؟ ، و يقول البعض إن مانويل جوزيه تهجم علي لاعبي المحلة و وصفهم بالمصابين بأنفلونزا الطيور ، و لم يشر أي منهم إلى تساقط لاعبي المحلة في أرض الملعب بالجملة و للأسف أن هؤلاء قالوا علي أداء لاعبي المحلة أنه أداء رجولي ، و لم أقرأ أو أسمع عن هذا النوع من اللعب في أي دوري بالعالم إلا مصر من هؤلاء الذين يفسدون المباريات بتلك الأوصاف ، نحن الذين نعاني من أداء فرق شمال أفريقيا أمامنا بهذه الطرق السخيفة المضيعة للوقت ، نأتي و نشيد بمن يلعب بها في ملاعبنا ، نشيد بأداء فرق لا تخرج من منطقة جزائها و تضيع الوقت بكل الأشكال و تخرج بالتعادل و نقول رجولة و روح و بطولة في تناقض مثير ينم عن جهل كروي فاضح يتسبب في تراجع كبير في طموحات اللاعبين الذين ينالون الإشادة لمجرد أنهم نجحوا في التعادل مع الأهلي بطرق سخيفة مستفزة نعانى منها و نهاجمها فى إعلامنا حين نلقاها من فرق شمال أفريقيا ، و بدلاً من أن تخرج الصحف لتهاجم ما يفعله هؤلاء المدربين و لاعبيهم نجد الإشادة بهم و أدائهم الرجولي ، و أسأل هؤلاء : إن كان الاستموات علي أرض الملعب أداء رجولي فما هو في عرفهم للأداء الحريمي ؟ ، بل و يهاجم البعض مانويل جوزيه لأنه رفض سفر لاعبيه هذا الأسبوع لأداء مناسك العمرة ، و أستغرب لهم ، فهل هذا الوقت وسط المنافسات مناسب لأداء مناسك العمرة ، فريق يعاني لاعبوه من إجهاد كبير بعد منافسات أفريقية شرسة فى بطولة أمم أفريقيا و يهاجم مدربه بجهل شديد في مؤامرة فاضحة خرجت عن كل الأعراف الرياضية و لأسباب واهية ليس لهم الحق فيها من الأساس ، و الأغرب أنهم يهاجمون جوزيه أيضاً عندما يرد علي أسئلتهم الضحلة فكرياً حول التغييرات بأنها رؤية الجهاز الفني و أتى مانويل كاجودا المدير الفني للزمالك ليقول أنه الأقرب لفريقه و يعرف ما لا يعرفونه و التغييرات حق أصيل له و لا تناقش إلا في غرفة الجهاز الفني ، فهل يفهم هؤلاء ؟ .

و يتمادي البعض و يتساءل في بلاهة غريبة : هل لو درب مانويل جوزيه الإسماعيلي أو المصري أو المحلة هل سيحقق النجاح الذي يحققه الأهلي ؟ .

هذا السؤال الذي لا نسمعه أيضا إلا بمصر فقط مثلما نسمع عن اللاعب المحلي و خلافه من مصطلحات مصرية ليس لها جذور أو أساس سليم ، و لم لا نسأل السؤال بطريقة أوقع و أدق :

هل لو تولي مانويل جوزيه تدريب برشلونة سينجح معه أم لا ؟ ، وهل لو أى مدرب وطني مصري درب برشلونة سينجح أم لا ؟ ، بل لو أن مدربا مصريا درب الأهلى هل سينجح أم لا ؟ ، و هل يستطيع السيطرة على فريق بنجومه و يحتفظ بثبات مستوي و اتزان لاعبيه عامين متواصلين أم لا ؟ ، هذا هو السؤال الصحيح و الذي ننتظر له إجابة من أمثال هؤلاء ، و إلا فالندعوا ريكارد و مورينهو و جوزيه و غيرهم لترك فرقهم و تدريب فرق الدرجة الثانية لإثبات كفاءتهم إرضاء لهؤلاء .

و هناك سؤال آخر إجابته فيها الكثير و الكثير ، الم يلعب منتخبنا الوطني في بطولة كأس أمم أفريقيا بنفس الطريقة 3/4/3 التي لعب بها النادي الأهلي مع مانويل جوزيه ؟ ، إنني أعتبر حسن شحاتة ذكياً حين غير خطة لعب المنتخب حتى تلائم تشكيلة المنتخب التي كانت أغلب عناصرها الرئيسية و الأساسية من لاعبي النادي الأهلي الذين انسجموا تماماً و تميزوا طوال عام و نصف بثبات المستوي فكانت ضربة معلم من حسن شحاتة رغم اختلافه عن مانويل جوزيه في تكتيكات اللعب و تطوير الخطة أثناء المباريات ، فهل ننسي لمانويل جوزيه ما فعله لتجهيز هؤلاء اللاعبين الذين مثلوا منتخب مصر لمجرد أننا نكرهه و لا نحبه ؟ .

بل يتمادي البعض في مغالطاتهم فيقولون أن النادي الأهلي بدون محمد بركات لا يستطيع الفوز و أن مانويل جوزيه لم يستطع إيجاد بديل لبركات ، و أسألهم هل أنجبت الكرة المصرية بديلا لمحمد بركات ؟ ، هل أنجبت الكرة المصرية محمود الخطيب آخر ، أي تسطيح للأمور هذا الذي يقولونه ، بل إنهم يقولون إن مانويل جوزيه لم يفز ببطولات مع الأهلي إلا بوجود خالد بيبو من قبل و محمد بركات الآن ، فهل لعب خالد بيبو مباراة الأهلي و الإسماعيلي الشهيرة و التي انتهت بالتعادل 4/4 و صنفت كأقوى مباراة في تاريخ الكرة المصرية ، ألم يكن فوز الأهلي علي الزمالك 4/2 ثم 3/0 الموسم الماضي بتوقيعات مباشرة لمتعب و محمد أبو تريكة ؟ ، و لم يظهر محمد بركات وقتها كنجم مؤثر في صفوف النادي الأهلي كما ظهر في نهاية الموسم الماضي بعد انسجامه التام مع زملائه ، إن من يقول هذا الكلام يحول الكرة للعبة فردية بينما هي لعبة جماعية الفريق فيها هو النجم ، الم يتهم هؤلاء محمد بركات بتناول المنشطات و تجاهلوا عامدين أنه يأخذ أدوية منشطة هو و حازم إمام لاعب الزمالك ، لم يتحدث أحد عن حازم إمام و تهجموا جميعاً على بركات الذي تم اختياره لتحليل المنشطات في كأس أمم أفريقيا ، و الغريب أن الحالة الوحيدة التي تم ضبطها للاعب مصري كانت لأمير عزمي مجاهد الذي تم إيقافه ، فهل بعد هذا يكون هؤلاء موضوعيون ، و أين اعتذارهم لمحمد بركات ، عن تلك الاتهامات البشعة المغرضة ؟ .

الغريب أن البعض يتحدث قائلاً أن الدوري ضعيف و لا يفرز منتخباً قوياً و أن بطولة الدوري أنشئت لخدمة المنتخب و إفراز لاعبين يمثلون مصر ، و مع احترامي لمنتخب مصر إلا أن الكرة في الأساس رياضة و الرياضة للترويح و المتعة فما الفائدة من دوري لا متعة في مبارياته بعد إفراغ الأندية من لاعبيها المهاريين ، كما إن هذا القول مجافي للحقيقة فمصر لم تستفد في تاريخها من المحترفين و إن قال البعض إن أحمد حسن المحترف في بيشكتاش اختير أحسن لاعب في بطولة كأس أفريقيا الماضية التي فازت بها مصر فهذا مردود عليه بأن أحمد حسن كان أيضاً في منتخب مصر الذي فاز بكأس أفريقيا ببوركينا فاسو 1998 لاعباً بالنادي الإسماعيلي و أحرز هدفاً و لا أروع في نهائى البطولة ، و من يريد فتح باب الاحتراف يغالط فالاحتراف مفتوح في مصر و يطبق منذ 1991 و إن كان كما يقولون فاشل فاليدلونا علي كيفية تطبيق الاحتراف الناجح ، فإما احتراف أو لا احتراف و لا نسمع عن ما يسمى بالاحتراف الداخلي أو الخارجي إلا بمصر كما لا نسمع عن مصطلح لاعب محلي و آخر غير محلي إلا في مصر أيضاً ، و كم في مصر من المضحكات و لكنه ضحك كالبكاء ، يطلبون أن يحترف لاعبو الأهلي و في الوقت نفسه ينادون بتقليل عدد اللاعبين في القوائم إلى 25 لاعباً و عدم زيادة اللاعبين الأجانب في المسابقات المحلية ، كيف تطلب من نادي يطبق نظام الاحتراف أن يبيع لاعبيه المحترفين فيه ، أي احتراف هذا ؟ ، و لماذا لا يفتح المجال في هذا الكلام إلا للاعبين في النادي الأهلي فقط ، و لا نسمع هذا الكلام أبداً عن لاعبي الأندية الأخرى ، أليست هذه مؤامرة ؟ .

الم يكن قوام منتخب مصر الأساسي من لاعبي النادي الأهلي ؟ ، سبعة لاعبين أساسيين و معهم حسن مصطفي و أحمد السيد و لولا إصابة عماد النحاس لكان أساسياً في التشكيلة الأساسية ، أليس هؤلاء محترفون بالفعل في صفوف النادي الأهلي ؟ ، أليسوا أفضل بكثير من محترفي تركيا ، كيف يقولون أن منتخب مصر لعب بأقل عدد من المحترفين و هو الذي لعب مبارياته بفريق كامل من المحترفين ، أليس الاحتراف يعنى الالتزام و تنفيذ تعليمات المدرب بحرفية و فهم ؟ ، أليس هذا ما نراه بالفعل في فريق النادي الأهلي الآن ؟ .

إن الحملة الشرسة علي النادي الأهلي في صورة مانويل جوزيه يجب أن تقابل من مسئولي النادي الأهلي بقوة و حسم شديدين ، فهذه الحملة الشرسة لا تريد الخير للنادي الأهلي بل تريد إفراغ الفريق من نجومه بحجة المنتخب ، و المنتخب بريء من هذا الكلام المغلوط ، فالنادي الأهلي مقبل علي بطولات كبري و عام الاحتفال بمئويته و التي تحتاج لفريق قوى قادر على إبراز الصورة الجميلة للنادي الأهلي ، و طالما الاحتراف يطبق في مصر فلا مجال للحديث عن احتراف لاعب محترف ، و باب الأرزقية من وكلاء و سماسرة اللاعبين يجب أن يغلق تماماً ، فمن يطالب بفتح باب احتراف نجوم الأهلي في أوروبا هم أنفسهم من سيهاجمون الأهلي عند أي كبوة ، و هم أنفسهم من هاجم الأهلي من قبل عند احتراف لاعبيه و نجومه في مطلع الألفية ، و الأهلي فريق كبير و ليس مصدراً للاعبين ، و بطل القرن لابد و أن يظل بطلاً للقرن و لا عزاء للحاقدين و الفشلة ، و إن كان هؤلاء يريدون بحق مصلحة الكرة المصرية فعليهم أن يطالبوا و بقوة بتنفيذ الإحتراف الحقيقي في كل الأندية المصرية كما فعل النادي الأهلي بدلاً من أن يحاولوا تدميره بدم بارد و انعدام للضمير و المسؤولية .

أما مانويل جوزيه فبكل وضوح و صراحة هو معشوق الجماهير الأهلاوية ، و أقول لمهاجميه من أرزقية الصحف الرياضية الصفراء : أتركوه لنا فنحن كأهلاوية نقدره و يقدرنا ، و نعرف جيداً أن هجومكم عليه له أغراض خبيثة ، أريد أن أسمع مرة واحدة أن من يحضر المؤتمرات الصحفية بعد المباريات صحفي أو ناقد صاحب اسم معروف ، ففي أغلب المباريات الهامة و التي أحضرها من مقصورة الصحفيين لا أشاهد أي صحفي أو ناقد معروف في المباريات أو في المؤتمرات الصحفية التي تعقبها و أغلب من يحضر مجرد مراسلين غير معروفين صغار السن ، كنت في البداية أتصور أنني سأجد كبار صحفيينا و نقادنا فإذا بي أجد نفسي وسط أشخاص مجهولين غير معروفين و بمحاورتهم مرة وراء أخري عرفت أن أغلبهم يعمل في صحف رياضية صفراء و الحقيقة أنني استغربت لهذا الأمر و عرفت لماذا الهجوم علي مانويل جوزيه ، فأمثال هؤلاء المبتدئين لا يهمهم و لا يهم صحفهم إلا الإثارة و نقل الأحاديث و الحوارات الملفقة ، و أكبر دليل علي صدق كلامي هذا الهجوم الأعمى علي مانويل جوزيه لتغيير أسامة حسني في مباراة الزمالك و نزول فلافيو ، فكل من شهد المباراة في إستاد القاهرة شهد بعينه أسامة حسني مصاباً و يتحرك في الملعب بصعوبة بالغة و لكن لأن تغطية المباريات تتم من خلال شاشة التليفزيون فلم يشهد أحد أسامة إلا حين خروجه ، و انطلقت الميكروفونات تهاجم مانويل جوزيه ، و العقل زينة ... في الفترينة .

تعليقات