®°l||l°® حديــث الرابطــة : إســأل مجــرب ®°l||l°®

الأربعاء 15 فبراير 2006, 16:17 كتب : محمد مصطفي

و قد تعجب أعضاء الرابطة من حوارات و مقالات طويلة لكتابنا و نقادنا الرياضيين و غير الرياضيين بوسائل الإعلام بأنواعها المقروءة و المسموعة و المرئية تتحدث عن ظهور نوعية جديدة من الجماهير خلال مباريات البطولة يتساءلون فيها عن كيفية استمرار تلك الصورة الحضارية الجميلة بل و ينادون بأن تزال الفواصل...   بين جماهير الأندية المختلفة في المدرجات و خاصة بين جماهير النادي الأهلي و نادي الزمالك بعد ظهور تلك النوعية التي حولت أسلوب التشجيع بإستاد القاهرة إلي كرنفال رائع ، مع إحساس أعضاء الرابطة بالفخر و الرضا لمساهمتهم الفعالة في تنقية أجواء المدرجات من السباب و الألفاظ الخارجة بأغانيهم و احتفالاتهم و هو ما سمح لعائلات أعضاء الرابطة بالحضور للمباريات في ظل حالة غير مسبوقة من التعصب الكروي الجماهيري زادت يوم عن يوم و وصلت إلي حد لا يتصور في المباريات التجريبية للمنتخب الوطني التي أقيمت قبل بدء البطولة .

و سبب التعجب أن كل من تحدث في كافة وسائل الإعلام عن ضرورة استمرار تلك النوعية الرائعة من الجماهير في ملاعبنا تجاهل طرفاً أصيلاً في القضية ، فكل من تحدث عن الجمهور لم يعرف رأي الجمهور !!! ، الكل فرض نفسه وصياً علي الجمهور ، و كان لسياسة التوازن التي تستخدمها عناصر اللعبة بما فيها الإعلام دور كبير في تجاهل مثال حي له دور فعال لمكافحة الخروج عن الأخلاقيات بالملاعب و دعا لعودة التشجيع المثالي و الحضاري لملاعبنا أسوة بالملاعب الأوروبية التي نري فيها كرنفالات رائعة في كل المباريات ، فيتعمد البعض عدم الإشارة لدور رابطة مشجعي النادي الأهلي و ريادتها لهذا التوجه خوفاً من اتهامه بالانتماء للنادي الأهلي و عدم الحياد ، و أصبح كل مسئول يتحدث من عليائه عن الجماهير دون النزول إلي أرض الواقع ليبحث مع الجماهير كيفية استمرار تلك الروح الجميلة بالملاعب ، فكيف تتحدث عن دور الجماهير دون أن تعرف آراء الجماهير ممثلة في روابط المشجعين ؟ ، لماذا لا يقوم المسئولون بمناقشة مسئولي الرابطة عن تجربتهم التي عاشوا فيها عام و نصف و نجحوا بفضل الله تعالي في تغيير فكر شريحة كبيرة من جمهور النادي الأهلي ومصر و تغيير توجهاتهم و جعلوهم يحضرون الملاعب ليستمتعوا بكرنفالات رائعة أشاد بها كبار نقادنا و معلقينا أمثال الأساتذة إبراهيم حجازي و حسن المستكاوي و أشرف محمود و مدحت شلبي و أحمد شوبير بل و مجلة المصور في عددها الصادر هذا الأسبوع و الذي أشارت فيه للدور الكبير الذي لعبته الرابطة في تغيير سلوك أنماط كثيرة من الجمهور ساعدت في رسم الصورة الرائعة التي شاهدناها في مباريات المنتخب ببطولة أفريقيا ، أم أن سياسة التوازن تسيطر علي الجميع و تعاقب المجيد علي تكاسل الآخر ؟ ، و علي رأي المثل : إسـأل مجـرب .

يا سادة يا كرام إن الجماهير التي تشيدون بها و التي أقامت كرنفالات رائعة بإستاد القاهرة ليست الجماهير الحقيقية لكرة القدم ، بل و بشهادة أغلب من تحاور معهم من وسائل الإعلام هي جماهير وجدت في إستاد القاهرة جواً مناسباً لاحتفالية جميلة ليس إلا ، وجدت الأمر مجرد موضة ثم ذهبت إلى حال سبيلها ، و حقيقة فقد كان لبعض وسائل الإعلام دور في تشجيعها علي حضور المباريات بنشر صور لأسر تحضر المباريات مع أعضاء الرابطة كما كانت هناك دعوات إعلانية للجميع بالتواجد بالمدرجات لتشجيع منتخب مصر ، و نحن كرابطة لمشجعي النادي الأهلي نبدي اهتمامنا الكبير بتلك النوعية الجديدة من الجماهير و يهمنا للغاية باستمرارهم بالملاعب و نرى وجوب استمرار إثارة اهتمامهم بالمباريات المحلية عن طريق إعطاء نفس الإحساس الكرنفالي الذي عاشوه خلال البطولة ، و رويداً رويداً سنري أن المشهد الذي شاهدناه بالبطولة الأفريقية هو المشهد العادي لأي مباراة بإستاد القاهرة حتي لا نرى بملاعبنا مرة أخرى الصورة القبيحة التي منعت الأسر و الجماهير المتحضرة من حضور المباريات بالملاعب ، و حتى لا تتأذي الأسر من ألفاظ سوقية لا تجد من يردع صاحبها ، يجب أن يسارع الجميع بالتكاتف و بحث الطرق و الوسائل الكفيلة بالحافظ على تلك الصورة الجميلة لنكسب جمهور كبير واعي متحضر قد يكون له دور كبير في الرقي بالرياضة المصرية .

و عندما نتحدث عن كيفية استمرار تلك الصورة الحضارية الجميلة و هذا الكرنفال الرياضي الرائع ، و قبل أن ينادي البعض بإزالة الفواصل بين المشجعين ، يجب علينا أولاً أن نبحث أسباب التعصب الرياضي علي كافة مستوياته و ليس علي المستوي الجماهيري فقط حتى نصل لحلول جذرية تعود بملاعبنا للزمن الجميل الذي كنا نري فيه الجماهير بمختلف انتماءاتها تشجع اللعبة الحلوة بغض النظر عن الانتماءات ، و أول تلك الأسباب هو سياسة التوازنات الغريبة التي تتبعها وسائل الإعلام بكافة أنواعها في تعليقاتها علي أي نشاط كروي و التي تعطي لمن لا يستحق حقوق مكتسبة و بمرور الوقت أصبحت تلك الحقوق الغير مستحقة لها من يطالب بها بجرأة و دون مواربة و أدي هذا إلي نزع حقوق عن البعض و هم يستحقونها مما جعلهم يصابون بحالة من اليأس الشديد من جراء تلك السياسة المفروضة بدون داعي .

سياسة التوازنات تراجعت بالكرة المصرية للخلف في أحيان كثيرة و أدت إلي وجود حالة من التعصب لدي الجماهير التي تعودت عليها و جعلها تتساءل عن وجود هذا اللاعب أو ذاك بالمنتخبات و لماذا يوجد بالمنتخب اثنان من هذا النادي و خمسة من النادي الآخر و تناسي الجميع بمرور الوقت أن اللعب للمنتخبات للأفيد و لمن يستطيع تمثيل المنتخب علي الوجه الأمثل ، و أدي هذا في النهاية لقيام جماهير كل نادي بتوجيه السباب في مباريات المنتخب التجريبية للاعبي الفريق المنافس لناديهم و كاد هذا أن يؤدي بمنتخبنا الوطني لكارثة محققة و البطولة مقامة بملاعبنا لولا مشيئة الله .

سياسة التوازنات التي نجدها في أي مباراة مذاعة سواء في التليفزيون أو الراديو و التي تعطي أيضاً لمن لا يستحق حقوق ليست له ، فنري المعلق يتحدث في مباراة للنادي الأهلي عن اللاعب فلان و يقول و أيضاً فلان " من نادي الزمالك " ، يتحدث المعلق عن النادي الأهلي في مباراة بكأس أفريقيا و عن الأداء و يتحول للحديث عن نادي الزمالك عشان الناس ما تزعلش ، حتي في البرامج الرياضية لابد من وجود لاعب سابق من الناديين ، أو خبير كروي من الناديين ، فلابد من أن نذكر الناديين حتي يكون البرنامج محايداً و هنا يأخذ من وقت البرنامج الذي يتحدث عن فوز نادي ببطولة ليعطى وقت غير مستحق لنادي آخر بحجة الحياد و عشان الناس ما تزعلش ، ثم يلومون الجماهير حين تعترض علي هذا المعلق أو هذا البرنامج الذي تحدث عن النادي الفلاني الفائز ببطولة و لم يذكر النادي العلاني الذي فاز قبله ببطولة مشابهة ، و لم لا فقد أصبح التوازن حق مكتسب !!! .

لقد أعطت وسائل الإعلام حقوق غير مستحقة للبعض و بمرور الوقت أصبحت تلك الحقوق أمر مسلم به و بالتالي وجدنا أصحاب القرار في كافة الأجهزة و الاتحادات الرياضية تراعي توازنات تم فرضها فرضاً بدون وجه حق في الوقت الذي نسي الجميع أن الشعار الأول للرياضة و هو الشعار الأوليمبي ينادي بالأقوى و الأسرع و الأعلى ، و لم يذكر في الشعار كلمة التوازن ، فالأقوى هو من يستحق التحية ، و الأسرع هو من يستحق أن نتحدث عنه و الأعلى هو من يستحق التكريم بغض النظر عن انتماءه ، لماذا لا نعطي لكل ذي حق حقه ، لماذا لا نتراجع عن تلك السياسة الغريبة التي نراها سبباً رئيسياً في إذكاء نيران التعصب الأعمى علي كل المستويات ؟ .

السبب الثاني للتعصب الرياضي الأعمى هو الصحافة الرياضية الصفراء التي انتشرت بطريقة غير مسبوقة و تتصارع بأساليب غير شريفة لكسب القارئ ، تستخدم لذلك كافة الوسائل و المغريات من أخبار كاذبة عن انتقال هذا اللاعب من هذا النادي لذاك ، و تقوم بفبركة حوارات صحفية تضع فيها السم في الدسم لينقلب جمهور نادي ما علي صاحب الحوار الذي تحدث في حق ناديهم بكلمات تراها عيب في حق ناديها بل تتعمد تلك الصحف أن تؤجج نيران التعصب بأخبار غير حقيقية لوقائع من خيال كاتبها ، فأين ميثاق الشرف الصحفي الذي يحمي القارئ و اللاعب و النادي من تلك الصحف و سمومها ؟ .

السبب الثالث للتعصب الرياضي الأعمى هو احتضان البعض من مسئولي الأندية لبعض الذين يسمون أنفسهم كبار المشجعين ، الذين يجوبون في الملاعب فساداً و يسبون هذا من أجل مصلحة هذا ، و يلعنون جدود هذا اللاعب من أجل لاعب آخر ، يعملون لصالح من يدفع أكثر أو من أجل الحصول علي تذاكر للمباريات و سبق للبعض منهم أن سافر للخارج لتشجيع المنتخب في بعض مبارياته و كأن من أصدر قراراً بسفرهم يكرمهم علي الفساد و الخروج عن الأخلاقيات بالملاعب و الذي كان لهم النصيب الأكبر فيه ، و المضحك أن التذاكر كانت توزع في البطولة الأخيرة مجاناً علي هؤلاء المشجعين الذين أساءوا لمصر أيما إساءة ، بدلاً من أن تباع التذاكر لتدر دخلاً لمصر ، و شر البلية ما يضحك .

قبل أن نفكر في كيفية رفع الحواجز بين ثمانين ألف متفرج فالأسهل أن يصدر إتحاد الكرة قراراً يحتم علي اثنين و عشرين لاعباً أن يحيوا بعضهم البعض و يحيوا الثمانين ألف متفرج بعد كل مباراة لتخفيف حدة التعصب تدريجياً تطبيقاً للوائح الإتحاد الدولي .

السادة الأفاضل نقادنا و صحفيينا و إعلاميينا الأجلاء ، العربة لا توضع أبداً أمام الحصان .


اللجنة الإعلامية

رابطة مشجعي النادي الأهلي

"

تعليقات