ஐ๑ الحمد لله رب العالمين ... نحن أسياد الكرة بالقارة السمراء ๑ஐ

الجمعة 10 فبراير 2006, 18:10 كتب : محمد مصطفي

ا لها من أيام نعيشها الآن ذكرتنا بعام 1986 عندما فازت مصر بكل كئوس القارة السمراء ، في بدايتها فازت مصر بكأس أمم أفريقيا و رفع كابتن مصر مصطفي عبده كأسها الغالي ، و في نهايتها توحد الشعب المصري وراء الأهلي و الزمالك ليفوزا بكأسي أفريقيا للأندية أبطال الكئوس و...   أبطال الدوري ، وقتها شهدنا جماهير الأهلي و الزمالك تقف جميعها وراء الناديين الكبيرين في ملحمة رائعة بإستاد القاهرة توجت بسيادة القارة .

تذكرت تلك الأيام و نحن نفوز الليلة بكأس الأمم 2006 ، فالأهلي فاز منذ ثلاثة شهور بكأس دوري رابطة الأبطال الأفريقية و تزعم أندية القارة السمراء ، و ها هو منتخبنا الوطني يتوج بطلاً لمنتخباتها ، و بإذن الله تعالي يفوز النادي الأهلي بكأس السوبر الأفريقي في المباراة التي ستقام نهاية هذا الشهر بين النادي الأهلي و نادي الجيش الملكي و يستضيفها إستاد الرعب .. إستاد القاهرة .

فاز النادي الأهلي بكأس دوري رابطة الأبطال الأفريقية و فاز نجم النادي الأهلي محمد بركات بجائزة أحسن لاعب أفريقي في استفتاء هيئة الإذاعة البريطانية BBC و مرشح للفوز بجائزة أحسن لاعب في دوري رابطة الأبطال الأفريقية ، و فاز منتخبنا بكأس أمم أفريقيا 2006 و فاز نجومه أحمد حسن و عصام الحضري بجائزتي أحسن لاعب و أحسن حارس مرمي ، و مرشحين و معهم صخرة الدفاع وائل جمعة و الفنان محمد أبو تريكة ليكونوا ضمن منتخب أفريقيا ... بعد هذا هل هناك شك في أننا الآن أسياد الكرة في القارة السمراء ؟ .

يالها من مصادفة جميلة أن تفوز مصر ببطولتين صنفهما الخبراء الأقوى في تاريخ كئوس أفريقيا للأندية و المنتخبات ، فكما صنف الخبراء بطولة دوري رابطة الأبطال الأفريقية الأقوى في تاريخ القارة ، فقد صنفوا بطولة كأس أمم أفريقيا 2006 الأقوى في تاريخ كئوس أمم أفريقيا ، و أصبحنا المنتخب الأفريقي الوحيد الذي فاز بكأس أمم أفريقيا خمسة مرات ... بعد هذا هل هناك شك في أننا الآن أسياد الكرة في القارة السمراء ؟ .

حققنا فوزاً غالياً علي منتخب كبير يلعب له نجوم يلعبون في أندية المقدمة في أوروبا ، أثبتنا أن مقولة لاعب محلي و لاعب غير محلي مقولة محلية ، أثلتنا أن لاعبينا لا يقلون أبداً عن محترفي أوروبا ، أثبتنا أن كل شيء ممكن و أن اللاعب المصري يمكنه أن يتفوق علي أي لاعب محترف بالجهد و العرق ، أثبت هذا الفوز أن الدوري المصري ليس ضعيفاً كما يدعي البعض و أن الكرة المصرية بخير فها هو منتخبنا الوطني بثلاثة لاعبين محترفين فقط و ثمانية عشرة لاعباً يلعبون في الدوري المصري يتفوق علي منتخبات قائمتها الكاملة مكونة من لاعبين محترفين ، و لا يقلل من فوزنا بهذه البطولة أنها مقامة في أرض مصر الطاهرة ، فعالمياً فازت انجلترا بكأس العالم مرة واحدة في تاريخها عام 1966 و كانت البطولة مقامة بانجلترا ، و فرنسا أيضاً فازت بكأس العالم مرة واحدة في تاريخها عام 1998 و كانت البطولة مقامة بأرضها ، و أفريقياً فازت جنوب أفريقيا و تونس بكأسي أمم أفريقيا 1996 ، 2004 للمرة الأولي في تاريخهم الأفريقي و البطولة مقامة علي ملاعبهم .

و نعود إلى مباراة اليوم ، مباراة التتويج و السيادة ، و قبل أن ندخل إليها لابد أن أشير إلى مسيرة منتخبنا منذ بداية البطولة و حتى لحظة التتويج ، و في تلك البطولة قمت بتحليل كافة مباريات المنتخب و من البديهي أن أشير لتلك التحليلات لنتذكر مسيرة المنتخب ، فبعد مباراة الافتتاح أمام المنتخب الليبي الشقيق و التي فزنا فيها بثلاثية نظيفة كتبت :

°||° تخطينا حمي البداية ... و لم نلعب بعد °||°

و بعد مباراة المغرب التي تعادلنا فيها بدون أهداف :

°||° المنتخب في حاجة لكرة قدم ... تبرع و لو بجنيه °||°

و بعد لقاء منتخب كوت ديفوار الذي فزنا فيه 3/1 كتبت :

تنازل أحمد حسن عن الكرة ... و بدأنا نلعب

و بعد الفوز الساحق علي منتخب الكونغو بأربعة أهداف لهدف واحد كتبت :

الكونغو ... مباراة سهلة صعبناها على أنفسنا ... و فزنا بدعاء الملايين

و بعد ملحمة مباراة السنغال التي صعدت بمصر إلي نهائى البطولة كتبت :

منتخبنا بعزيمة وإصرار في طريق الانتصار ... و بإذن الله الكأس مصرية

و قبل أن أتحدث عن مباراة اليوم أحب أن أعيد كلمتي الموجهة لمن انتقد كل من يوجه نقداً فنياً للمنتخب الوطني معللا هذا إما بأن الوقت غير مناسب أو متهماً من ينتقد أنه يتصيد الأخطاء فقد قلت لهم :

عندما يتكلم أي ناقد عن رأي فني في منتخب مصر فهو يريد الخير للمنتخب ، يريد للمنتخب أن يفوز بجدارة و استحقاق كاملين ، يريد أن لا يقال أن منتخب مصر فاز فقط بعاملي الأرض و الجمهور ، لقد قالها مذيع القناة الفرنسية TV5 بعد مباراتنا مع الكونغو أول أمس فهل هذا الكلام يرضى أي أحد منا ؟ ، لم يقولها مذيع أفريقي لنقول أنه يقلل من فوزنا و لم تقولها قناة عربية لنقول أن لها غرض ما ، فالنقاد يتحدثون عن الأخطاء حتى نتعلم منها و نتطور ، يحب الجميع لمنتخب مصر الخير و حقيقة أحترم أي رأي يفند أخطائنا لأنه ينير البصيرة ، و لا أحترم من يمسك العصا من المنتصف ، حين نكسب يهلل و حين نخسر يسب و يلعن ، و لهذا نتكلم ، نتكلم لأننا نحب مصر و منتخب مصر و نريد أن نفوز بالبطولة ، سنفرح بها فرحة لا مثيل لها حتى و إن فزنا بها فقط بعاملي الأرض و الجمهور فالتاريخ سيذكر لنا الفوز و لكننا أيضاً نريد أن نثبت للعالم أننا جديرين باعتلاء العرش الأفريقي و أن بمصر كرة قدم حقيقية .

و ندخل لمباراة اليوم التي شهدت الأداء الأجمل علي الإطلاق لمنتخب مصر خلال البطولة ، و بدأها المعلم حسن شحاتة بالتشكيل المعتاد و بدون مفاجئات و بدأت المباراة بلا فترة جس النبض المعهودة فالفريقان كتاب مفتوح لبعضهما البعض ، و خلال العشرين دقيقة الأولي سيطر منتخب كوت ديفوار نسبياً على وسط الملعب مع وجود توازن كبير في أداء منتخبنا و برز أرونا بتحركاته المزعجة و ظهر للجميع أنه اللاعب الأخطر في كوت ديفوار ، و يصاب وائل جمعة بعد 20 دقيقة و يفاجئنا المعلم بنزول أحمد فتحي بدلاً منه و جميع من يشاهد المباراة بالإستاد و أمام شاشات التليفزيون ينتظر نزول أحمد السيد ، و لم ننتظر كثيراً لنفهم مغزى التغيير فقد كان أرونا يتحرك كثيراً من وسط الملعب إلى قلب دفاع منتخبنا و أظن أن حسن شحاتة كان يفكر في كيفية إيقاف خطورته و جاءت إصابة وائل جمعة لتعطيه الحل الأمثل فقد كلف فتحي برقابه أرونا أينما كان و نجح فتحي في مهمته بل و عندما كنا نمتلك الكرة كان أحمد فتحي يزيد إلي منتصف الملعب فانتقلت السيطرة إلي نهاية الشوط الأول لمنتخبنا خاصة مع نجاح عبد الظاهر السقا في رقابة دروجبا ، و أري أن حسن شحاتة كان موفقاً للغاية في هذا التغيير الجريء الذي جعل وسط الملعب مصرياً و توالت الهجمات على مرمي كوت ديفوار و حقيقة كان هذا الشوط أجمل أشواط المنتخب بالبطولة .

بدأ الشوط الثاني بفرصة هائلة لمحمد أبو تريكة الذي تحرك كثيراً في هذا الشوط عكس الشوط الأول الذي روقب فيه رقابة لصيقة ، و تستمر السيادة المصرية علي وسط الملعب وسط هجمات إيفوارية نادرة و لكنها خطرة للغاية و أهمها كرة يضعها دروجبا في ساعة الإستاد و هو منفرد تماماً بالمرمي و تتنفس الجماهير الصعداء ، و تسيطر كوت ديفوار علي وسط الملعب و يبدو أن هناك فارقاً طفيفاً في اللياقة البدنية لصالح الايفواريين إلا أن المعلم يقوم بتغييره الثاني بنزول حسن مصطفي بدلا من عماد متعب ليعود التوازن إلى وسط الملعب و يحرز عمرو زكي هدف و يلغي لتسلل شوقي لينتهي لتنتهي المباراة بالتعادل العادل بدون أهداف .

في الوقت الإضافي يستمر اللعب سجالاً بين الفريقين ، و تزداد الإثارة مع احتساب ضربة جزاء صحيحة لمحمد بركات و لكن أحمد حسن يضعها في القائم الأيمن لتيزيه حارس مرمي كوت ديفوار ، و تقل خطورة منتخبنا علي مرمى كوت ديفوار لأن عمرو زكي دائماً ما تجده علي أطراف الملعب و عدم وجود زيادة هجومية في قلب دفاعات كوت ديفوار ، و يصاب إبراهيم سعيد و يستبدله المعلم بعبد الحليم علي قبل نهاية الشوط الإضافي الثاني بثماني دقائق في تغيير يعتبر مغامرة كبيرة فقد أصبحنا نلعب بقلب دفاع واحد هو السقا و لكن تمر الثماني دقائق و السيطرة مصرية علي وسط الملعب مع محاولات إيفوارية لإنهاء المباراة بالتعادل و اللجوء لضربات الترجيح من نقطة الجزاء ليعطى الحكم الدولي التونسي مراد الدعمي إنذاراً مستحقاً لتيزيه حارس مرمي كوت ديفوار لإضاعته الوقت ، و بالفعل يلجأ الفريقان لضربات المعاناة الترجيحية التي كان عصام الحضري نجمها الأول بتصديه لضربتي جزاء سددهما دروجبا و بكاري كونيه فيما أضاع عبد الحليم علي ضربة جزاء لمصر لينتهي اللقاء بفوز مصر 4/2 و تفوز بالكأس الغالية .

كان لاعبونا نجوماً تفوقوا علي أنفسهم ، و كان جهازنا الفني في أوج تألقه في هذه المباراة و إليهم أوجه هذه الكلمات :

عصام الحضري : فاز أحسن لاعب في البطولة أنهي إلى الأبد حالة عدم التوفيق التي كانت تلازمه في الفترات التي كان يحرس فيها مرمي المنتخب و تفوق في البطولة علي نفسه و كان نجم المباراة النهائية و ذكرنا بالراحل ثابت البطل نجم المباراة النهائية في بطولة 1986 بتصديه لضربتي جزاء .

محمد بركات : أجاد أيما إجادة في مركز الظهير الأيمن الذي اكتشفه فيه مانويل جوزيه و يكفي أنه في مباريات المنتخب الستة بالبطولة لم نري أي خطورة علي الجبهة اليمنى للمنتخب و تسبب في ضربتي جزاء .

محمد عبد الوهاب : كان مصدراً هائلاً للخطورة علي دفاعات المنافسين بانطلاقاته السريعة و كراته العرضية القاتلة و أعاد اكتشاف نفسه و فرض نفسه لاعباً أساسياً .

إبراهيم سعيد : أجاد و تفوق علي نفسه و لو استمر علي التزامه و هذا المستوي العالي فستكون مصر الرابحة و نتمنى أن تكون البطولة محطة انطلاق جديدة له ، سلامتك .

وائل جمعة : أحسن قلب دفاع بالبطولة و ظلم أكثر من مرة لعدم ترشيحه لجائزة أحسن لاعب ، استطاع تحنيط أي لاعب يكلف بمراقبته ، ألف سلامة يا بطل .

عبد الظاهر السقا : تفوق تماماً في رقابة دروجبا و إن افلت منه فى كرة واحدة كادت أن تكلفنا هدف قبل النهاية بربع ساعة ، و أنسانا تماماً تراجع مستواه في مباراة السنغال .

أحمد فتحي : نجح في المهمة الموكلة إليه برقابة أرونا أخطر لاعبي كوت ديفوار و كان نزوله نقطة تحول ليسيطر المنتخب على أغلب فترات المباراة ، نجم صغير السن .. عاقل .

محمد شوقي : مجهود رائع جداً لا يراه الا الفاهمين ، جندي مجهول وسط الملعب و رمانة ميزان المنتخب .

أحمد حسن : تفوق علي نفسه في هذه المباراة ، التزام و سرعة و قوة ، و أعصاب زى الحديد .

محمد أبو تريكة : فنان الكرة المصرية و فاكهتها ، أخلاق و فن و نكران ذات ، اللاعب الذي يسعدك عندما يستلم الكرة و مكمن الخطورة الأول .

مع كل لمسة للكرة ضابط إيقاع الفريق والعقل المدبر .

عماد متعب : مجهود رائع ، يخلخل أي دفاعات بتحركاته و لكن يحتاج إلى زيادة جرعة اللياقة البدنية .

عمرو زكى : لاعب مقاتل شرس هداف بالفطرة ، يحتاج فقط دروس في التعاون مع زملائه .

حسن مصطفي : عامل الأمان الأول لوسط الملعب ، دائماً ما نعود للمباراة فور نزوله للبساط الأخضر .

عبد الحليم علي : لم يسعفه الوقت لإبراز قدراته .

طارق السيد : لعب و أجاد في الناحية الهجومية و ينقصه فقط إجادة الواجبات الدفاعية .

حسام حسن : قائد حقيقي للمنتخب خارج الملعب ، و دخل التاريخ مرتين في هذه البطولة .

أحمد حسام ميدو : لا تعليق .

المعلم حسن شحاتة : مباراة هي الأروع له في الإدارة الفنية للمنتخب ، واجه الكثير و الكثير من الصعوبات و لكن أكرمه الله في النهاية ، و كسبت الكرة المصرية مدير فني كبير اهتز بعض الوقت و لكن هذه البطولة أعادته من جديد .

ألف مبروك لمصر ... السيادة الكاملة علي كرة القدم بالقارة السمراء .

تعليقات