الكونغو ... مباراة سهلة صعبناها على أنفسنا ... و فزنا بدعاء الملايين

السبت 04 فبراير 2006, 14:44 كتب : محمد مصطفي

عندما يتكلم أي ناقد عن رأي فني في منتخب مصر فهو يريد الخير للمنتخب ، يريد للمنتخب أن يفوز بجدارة و استحقاق كاملين ، يريد أن لا يقال مذيع أن منتخب مصر فاز فقط بعاملي الأرض و الجمهور ، لقد قالها مذيع القناة الفرنسية TV5 بعد مباراتنا مع الكونغو أول...   أمس فهل هذا الكلام يرضى أي أحد منا ؟ ، لم يقولها مذيع أفريقي لنقول أنه يقلل من فوزنا و لم تقولها قناة عربية لنقول أن لها غرض ما ، فالنقاد يتحدثون عن الأخطاء حتى نتعلم منها و نتطور ، يحب الجميع لمنتخب مصر الخير و حقيقة أحترم أي رأي يفند أخطائنا لأنه ينير البصيرة ، و لا أحترم من يمسك العصا من المنتصف ، حين نكسب يهلل و حين نخسر يسب و يلعن ، و لهذا نتكلم ، نتكلم لأننا نحب مصر و منتخب مصر و نريد أن نفوز بالبطولة ، سنفرح بها فرحة لا مثيل لها حتى و إن فزنا بها فقط بعاملي الأرض و الجمهور فالتاريخ سيذكر لنا الفوز و لكننا أيضاً نريد أن نثبت للعالم أننا جديرين باعتلاء العرش الأفريقي و أن بمصر كرة قدم حقيقية .

و عندما أعلن تشكيل المنتخب للقاء الكونغو قلت آه يا معلم ، الكونغو بتلعب بقلبي الدفاع الاحتياطيين لإيقاف الأساسيين و هتنهي المباراة بسرعة بالضغط المكثف بثلاثة رؤوس حربة و بعدها هتنيم الماتش إلى نهايته و ما فيش مانع نجيب أهداف تانى من المرتدات ، و افتكرت مباراة جنوب أفريقيا في نهائى 1998 عندما أنهي منتخبنا المباراة في الربع ساعة الأول من اللقاء و عبثاً حاولت جنوب أفريقيا و نجمها الصاعد مكارثى فقد كنا في أوج التألق ، فالمعلم راهن علي ضعف قلبي الدفاع البديلين مقارنة بزملائهم و لعب بثلاثة رؤوس حربة و في تلك النقطة فقد صدق حدس المعلم فقلبي دفاع الكونغو كانا كارثة متحركة ، و لكن المفاجأة أننا فقدنا السيطرة علي وسط الملعب منذ الدقيقة الأولي للمباراة و الفضل الأول في هذا للمعلم حسن شحاتة ، و عدم تقديره للعجوز كلود لوروا و خبرته فقد لعب الفرنسي العجوز بلاعبين فى مركز لاعب الوسط المدافع ( لاعب الارتكاز ) أمام محمد شوقي وحده ، في ظل غياب أحمد حسن عن هذا المركز ، و من قبل تساءلت عن مركز أحمد حسن و أين يلعب و لماذا يحتفظ بالكرة ، و في مباراة الكونغو لم أعرف أيضاً مركز أحمد حسن و إن كان تخلص من عيبه بالاحتفاظ بالكرة ليس لرغبة منه و إنما لأن لاعبي الكونغو لم يسمحوا له بأن يسيطر عليها .

في المباريات ألكبري المغامرات غير مطلوبة و تشكيل المنتخب حمل مغامرة كبيرة باللعب بثلاثة رؤوس حربة و بدون صانع اللعب ، احترنا جميعاً قبل اللقاء فيمن سيلعب مكان محمد أبو تريكة كصانع لعب ففاجئنا حسن شحاتة بالاستغناء تماماً عن مركز صانع اللعب و رغم ذلك فزنا بأربعة أهداف لهدف في مباراة حملت رقماً قياسياً يستحق أن يسجل في موسوعة جينيس للأرقام القياسية ، فأهداف المباراة الخمسة من أخطاء دفاعية ، صحيح أن الأخطاء الدفاعية جزء أصيل من اللعبة و لكن لم يسبق لي أن شاهدت فريق يفوز بأربعة أخطاء و خاصة في بطولة تعد الثالثة عالمياً ، قد يفوز فريق بهدف من خطأ دفاعي و لكن أن تكون أهدافنا الأربعة من أخطاء دفاعية فهذا رقم قياسي عالمي " أتمنى بالطبع أن نكسره في مبارياتنا القادمة " ، فالهدف الأول من خطأ لمدافع مع عمرو زكي الذي استثمر كرة طويلة في ظل سيطرة كونغولية ، و الثاني من خطأ لمدافع تخطته الكرة و ذهبت لحسام ليسجل هدف تاريخي له كأكبر لاعب في السن يسجل أهدافاً في نهائيات كأس أمم أفريقيا ، و الهدف الثالث من ارتباك أدي لإهداء مدافع الكونغو الكرة لعماد متعب ، و الرابع جاء برمية من غير رامٍ من ضربة حرة سددها أحمد حسن عرضية لتتخطى الجميع و يتركها حارس المرمى .

و رغم المفاجأة بامتلاك الكونغو لوسط الملعب من البداية إلا أن المباراة حملت السعادة لجمهورنا العظيم الذي أراد الله تعالي ألا يحزن مرتين في هذا اليوم ، فبعد كارثة غرق العبارة بالمعتمرين لن نتحمل أي كارثة أخري ، فأحرزنا هدفين متواليين في عشر دقائق في وقت دانت فيه السيطرة للكونغو و كان من المفترض أن يبادر المعلم بتصحيح أوضاع وسط الملعب الا أن الوقت لم يسعفه فأحرزت الكونغو هدف أعادها للمباراة و أعاد القلق لنا جميعاً ، و ما أستغرب له هو طريقتنا في التمويل الهجومي التي اعتمدت علي الكرات الطويلة بالطريقة الانجليزية العتيقة ، و لكن ما باليد حيلة فلا يوجد صانع لعب ، و خط الوسط تراجع للخلف مع ضغط الكونغو بكثافة عددية في وسط الملعب و أصبحت المسافة طويلة بين خطي الدفاع و هجومنا المثابر و لا سبيل إلا الكرات الطويلة ، و رغم كل هذا فبعد ربع ساعة من بداية الشوط الثاني أعاد متعب و عمرو زكى التقدم بفارق هدفين لمنتخبنا بالضغط القوى علي لاعبي الكونغو فأهدوا الكرة لمتعب ليسكنها الشباك ، و انتظرنا أن يصحح المعلم الأوضاع و يغلق منطقة الوسط بنزول حسن مصطفي و يعيد تمركز أحمد حسن بجوار شوقي و حسن مقابل ما فعله الثعلب كلود لوروا بالزيادة العددية الكونغولية في وسط الملعب إلا أنه تأخر كثيراً فامتلك لاعبو الكونغو مجريات الأمور و أصبح لاعبينا في متناول لاعبي الكونغو يمرون منهم كما يشاءون و يعطوننا دروساً في المراوغة و كان الثلث ساعة الأخير من المباراة عبارة عن امتلاك كامل للكرة من لاعبي الكونغو يتناقلونها كما يشاءون بلا أدنى مقاومة من منتخبنا و لولا الضعف الهجومي للكونغو مع الضعف الشديد لقلبي الدفاع البديلين لهم لما انتهي اللقاء كما نتمنى ، فعدد الركلات الركنية المحتسبة للكونغو زاد عن ضعف المحتسب لمنتخبنا و لا تعليق .

إجمالاً فزنا علي الكونغو بنتيجة كبيرة و رغم هذا نسب كثيرون الفوز لعوامل الأرض و الجمهور و الحماس و هم محقون ، فالأخطاء كثيرة و متكررة و لا يوجد علاج لها و المعلم لا يزال يشاهد المباريات مثلنا و ينفعل مع المباراة و تقلباتها مثلنا ، و يقفز مع كل هجمة مثلنا فأين تركيزك يا معلم في اللقاء و أين هدوئك المفقود حتى تري ما يراه الآخرون من أخطاء ؟ .

فخلف طارق السيد شارع طويل سببه أن عبد الظاهر السقا لا يقوم بتغطيته عند تقدمه كما يفعل وائل جمعة خلف بركات ، و هذا الخطأ متكرر من السقا ، و أحمد حسن لا يتمركز مع شوقي لغلق منطقة الوسط ، و بركات لا يوجد له تواجد هجومي في مباراة يجب أن يتحرر فيها في ظل وجود دفاع مهلهل ، و عمرو زكى و عماد متعب بينهما شيء لاحظه الكثيرون و لا بد أن يتدخل الجهاز الفني ، ففي مباراة كوت ديفوار لاحظ كثيرون أن عمرو زكى عند إحراز متعب لهدفه الأول كانت نظرة عمرو زكي محيرة فلم يفرح مثل زملائه ، و في مباراة الكونغو لاحظ كثيرون أنه لا يمرر لزملائه و خاصة عماد متعب بل و قالها معلقنا أشرف شاكر في تعليقه علي المباراة عندما وجه نظر عمرو زكي لضرورة التعاون مع زملائه ، و الهدف الثاني تحديدا مثال حي فبينما تحرك حسام حسن بخبرة و وعي كبيرين و سحب قلب الدفاع معه أصبح عماد متعب منفرداً انفراداً كاملاً و بدلاً من التمرير له فضل عمرو زكي أن يمررها طويلة لحسام و أخطأ المدافع بعدم الارتقاء و سجلنا هدف من خطأ لمدافع استغله حسام بخبرة سنين طويلة ، و كان من الممكن أن تضيع فرصة مؤكدة لمصر و الأمر يستحق التدخل العاجل .

الأقدار تضعنا في طريق البطولة ، و نقترب من حلم جميل و رائع ، و كل مصر المحروسة تنتظر لحظة التتويج و نرجو الله تعالي أن يستمر التوفيق بجانبنا بإذن الله ، فقط يجب علينا أن نعمل بجد علي إصلاح الأخطاء ليكون فوز عن جدارة و أكرر بأن الفوز ببطولة أفريقيا أهم بكثير من التأهل لنهائيات كأس العالم .

ع الماشي :

* نلعب مع السنغال في نصف النهائي و بإذن الله نصل للمباراة النهائية ، و تلعب كوت ديفوار مع نيجيريا في نفس الدور و الفريقان وصلا لهذا الدور بضربات الترجيح بعد ماراثون طويل ، فهل أن نشهد بينهما بعد غد الثلاثاء ماراثون آخر ليصل أحدهما إلينا في النهائي منهكاً ؟ ... إن شاء الله .

* ثأرت مصر من الكونغو لهزيمتها عام 1974 ، و ثأرت من كوت ديفوار لهزيمتها بالإسكندرية في تصفيات كأس العالم ، و ثأرت كوت ديفوار لهزيمتها من الكاميرون في نفس التصفيات ، إن شاء الله نثأر من السنغال لهزيمتنا في افتتاح بطولة كأس الأمم 1986 ، و في النهائي بإذن الله نثأر من كوت ديفوار لهزيمتنا في أبيدجان أو نثأر من نيجيريا لهزيمتنا في .... كسبتنا كتير نيجيريا و حان موعد رد الاعتبار .

* مباراة السنغال هي المباراة الخامسة لنا في البطولة من يتوقع التشكيل بنسبة 100 % له جائزة كبيرة .

* قبل اللقاء علم جهازنا الفني أن منتخب الكونغو ذبح عجلاً بالتمرين ، فأصر الجهاز علي الرد بذبح عجل آخر ، يا جماعة الفوز يأتي بالأقدام و العقول و لا يأتي بذبح العجول .

* لم نفز بعد بالبطولة و رغم هذا انهالت المكافآت من هنا و هناك علي المنتخب ... مين تانى عايز يتصور ؟ .

* أحد المعلقين قال عن منتخب الكونغو : إذا كان عندهم لوا لوا فعندنا 11 لوا لوا .

* محمد بركات كلاكيت رابع مرة ، أداء بمجهود عالي طوال البطولة .. لسه فيه حد عنده حاجة يقولها ؟ .

تعليقات