أربعة و نص / ثلاثة و نص / اثنين ... تكتيك كروي جديد

الأحد 15 يناير 2006, 15:56 كتب : محمد مصطفي

فلم أتصور أبداً أن تكون تجربة منتخبنا الأخيرة قبل افتتاح بطولة كأس أمم أفريقيا 2006 سيئة لهذه الدرجة ، فعندما لعب المنتخب فى دورة LG بعدة تشكيلات كانت دهشتي شديدة لأنه من المفترض أن يكون تشكيل المنتخب ثابت و تكون المباريات الأخيرة بروفة لخطط و تكتيكات اللعب ، فالمنتخب المصري...   انتهى من تصفيات كأس العالم شأنه شأن كل منتخبات القارة التي تشارك فى نهائيات كأس أفريقيا ، و تشكيلاتها جميعاً محفوظة و لم يظهر على الساحة نجوم جدد أو أفذاذ خلطوا أوراق المعلم لنراه فى هذه الحالة من الارتباك و التخبط .

فخلال ثلاثة مباريات خاضها المنتخب استعداداً لبطولة أفريقيا لم يستقر على التشكيل النهائي الذي سيلعب البطولة و لا طريقة اللعب ، و تصورنا أن مباراة جنوب أفريقيا ستكون بروفة قوية بالتشكيل النهائي للمنتخب ، إلا أن حسن شحاتة فاجأ الجميع جمهور و نقاد ، بل أظنه فاجأ لاعبيه أنفسهم عند إعلانه تشكيل الفريق الذي وضح منه عدم استقرار حسن شحاتة على تشكيلته الرئيسية و استمراره فى التجارب ، مما جعل حسام حسن كابتن الفريق يقول بكل وضوح بين شوطي المباراة على شاشة قناة النيل للرياضة بأنه كان من المفروض أن يؤدى التشكيل الرئيسي للمنتخب هذه المباراة .

و الحقيقة أن أخطاء حسن شحاتة كثيرة منذ بدء الاستعداد للبطولة ، و سبق أن تحدثت عن أخطاء القائمة المختارة للبطولة و أهمها عدم وجود احتياطي كافى لخط الدفاع ، و كما يقول خبراء الكرة : لديك دفاع منظم قوى تستطيع أن تفوز ، و أثبتت التجارب أن دفاع المنتخب إشاراته مفتوحة من كل الجهات .

فقد حملت مباراة جنوب أفريقيا كل مساوئ الإدارة الفنية ، فلم نعرف بأي طريقة نلعب ، هل نلعب بطريقة 4/4/2 ، أم بطريقة 3/5/2 ، أم بطريقة 5/3/2 ، فإبراهيم سعيد لم نعرف مركزه بالملعب ، هل يلعب كلاعب وسط مدافع أم كليبرو أمام قلبي الدفاع ، و لم نره ينفذ أي واجب من واجبات المركزين ، فلا هو مدافع و لا لاعب بخط الوسط الذي كان مهلهلاً فلا منع هجمات جنوب أفريقيا و لا دعم هجمات منتخبنا ، و لعبنا بطريقة " أربعة و نص / ثلاثة و نص / اثنين " لأن المعلم لم يعرف كما لم نعرف نحن معه أين يلعب إبراهيم سعيد الذي لعب المباريات التجريبية السابقة بخط الظهر و فوجئنا بتغيير مركزه .

و طوال شوطي المباراة كنت أبحث عن أحمد حسن ، أين يلعب و ما هي الوظائف التي كلفه بها الكابتن حسن شحاتة ، كيف لم يلاحظ المعلم أن معظم هجمات المنتخب فقدت خطورتها على أقدامه ، فالكابتن المحترف فى تركيا يصر على اللف و الدوران بالكرة عدة مرات قبل أن يمررها لزميل و غالباً ما تنقطع منه الكرة ، و الغريب أنه بعد كل كرة ينظر للكاميرات بشكل استعراضي و أتساءل : هل هكذا يلعب أحمد حسن فى بيشكتاش ؟ ، هل هذا هو أحمد حسن الذي يتصارع عليه الأهلي و الزمالك ؟ ، أين توجيهاتك يا كابتن حسن ؟ .

أما أحمد فتحي فلم تخرج من قدمه كرة واحدة سليمة من الجناح الأيمن و رغم أن الجميع يعرف أن أبرز نقاط ضعف أحمد فتحي هو الناحية الهجومية إلا أن المعلم لم ينتبه و لا أظنه سينتبه ، و فى الجانب الأيسر فقد كان محمد عبد الوهاب ثغرة دفاعية كبيرة و جاء هدفي جنوب أفريقيا من هجمات مرتدة سريعة من ناحيته و لم يكن ارتداده الدفاعي جيداً ، كما لم تكن هناك تغطيه خلفه عند قيامه بالواجب الهجومي الذي كان فى هذه المباراة أقل كثيراً من مبارياته السابقة .

الغريب أن حسن شحاتة أدلى بتصريح يقول فيه أن أخطاء الدفاع هي السبب فى الخسارة ، و هذا التصريح فى حد ذاته كارثة لأن أخطاء التشكيل و طريقة اللعب واضحة للجميع إلا الكابتن حسن شحاتة و على سبيل المثال فالهدف الأول من خطأ واضح لعبد الواحد السيد حارس المرمى الغائب منذ أربعة شهور عن المباريات الرسمية ، و يبدو أن الأنباء التي وردت عن أن نادي فولهام فى طريقه للتعاقد مع عبد الواحد السيد جعلت المعلم يتعاطف معه إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن .

الأغرب من تصريح حسن شحاتة ما فعله فى المباراة بتغيير أحمد فتحي و نزول محمد أبو تركية مع رجوع برجات ليلعب كظهير أيمن ، و يبدو أن المعلم يقلد مانويل جوزيه بلا وعى ، فوظائف الظهير الأيمن فى طريقة 4/4/2 تختلف عن وظائفها فى طريقة 3/5/2 ، ففي طريقة 4/4/2 يقوم الظهير بدور الليبرو العكسى ، بمعنى أن الظهير الأيمن يقوم بتغطية خط الدفاع عند هجوم المنافس من الطرف الأيسر ، و يقوم الظهير الأيسر بنفس الدور عند هجوم المنافس من الطرف الأيمن ، فهل محمد بركات لديه القدرة على القيام بهذا الدور يا معلم ؟ ، أم أنك تريد احراج محمد بركات ؟ .

يا كابتن حسن ياريت تثبت لنا جميعاً إننا على خطأ ، فالغالبية متشائمة ، و كلما قلنا أن وقت النقد انتهي و كلنا خلف المنتخب نجدك باصرار غريب تعيدنا إلى ساحة النقد ، و السبب .... تشكيلاتك الغريبة و طريقة " أربعة و نص / ثلاثة و نص / اثنين " .

ملاحظات :

- يا كابتن حسن لقد سافر معاونوك إلى تركيا لمتابعة لاعبي المنتخب ، و كانت كل الأمور الخاصة بالمحترفين واضحة أمامك و قمت بنفسك باختيار أحمد بلال و لم يجبرك أحد على اختياره ، فكيف تخرج علينا قائلاً إن أحمد بلال بعيد عن حالته الفنية منذ سنوات ؟ ، و هل لو كان أحمد بلال زملكاوى كنت ستحرجه كما فعلت مع بلال و هل ترضى مثل هذا الموقف لابنك كريم ، و لماذا لم تعطه الفرصة مثل غيره من المهاجمين يا معلم ؟ ، و ما يثير الدهشة أن تصريحات حسن شحاتة ضد أحمد بلال لم تلفت انتباه أحد من النقاد الذين جلدوا مانويل جوزيه و أشبعوه تقريعاً من أجل أحمد بلال ، و لم نقرأ مقالاً واحداً ينتقد تصرفات المعلم ضد بلال .

- مباراة جنوب أفريقيا كانت البروفة الفنية الأخيرة قبل بطولة كأس الأمم ، كما كانت البروفة التنظيمية الأخيرة قبل الافتتاح و لهذا أسأل القائمين على التنظيم : كيف تواجد الكابتن حلمي طولان فى تراك إستاد القاهرة أثناء المباراة ، و إلى متى نعيش عشوائية التنظيم ، حرام عليكم إحنا هنلاقيها منين و الا منين ، إحنا خسارة فينا صفر المونديال .

تعليقات