نظرة تحليلية على لقاء اتحاد جدة .. لماذا توقف رقم الاهلي القياسي عند الـ55 ؟

الأحد 11 ديسمبر 2005, 16:25 كتب : عبدالرحمن مجدي

الأهلي بدأ اللقاء بتشكيل متوقع .. غاب عماد النحاس عن التشكيل للإصابة, و كانت أولى فجوات التشكيل هي لعب جلبرتو مصابا و هو ما كلف الفريق تغييرا مؤلما اضطراريا .. و سنأتي للتغييرات لاحقا, أما عن باقي التشكيل فهو منطقي جدا بالنسبة لظروف المباراة.

شوط المباراة الاول كان يسير في اتجاه...   قد يعتبره الكثيرون مناسبا للأهلي, خاصة أن الأهلي هدد مرمى الاتحاد أكثر من مرة و حافظ على استقرار دفاعه بشكل ممتاز .. أما في الشوط الثاني فكان يجب أن يعلم جوزيه أن المباراة لابد لها من فائز, و أن مباراة في كأس العالم ليست موعدا مناسبا لاختراع أسلوب لعب جديد أو تغييرات جديدة.

و إذا ألقينا نظرة دقيقة على التغييرات, فالتغيير الأول كان الكارثة بكل المعاني, و هو نزول أحمد أبومسلم بدلا من جلبرتو, في الوقت الذي بقى فيه محمد عبدالوهاب لاعب المنتخب الوطني الأساسي على دكة البدلاء ينتظر الإشارة, ليضع أبومسلم الفريق في موقف محرج جدا بافتتاحه شارعا في جبهة الأهلي اليسرى, و هي الجبهة التي جاءت منها عرضية الهدف, بالإضافة إلى ما يقرب من 35 عرضية أخرى كانت من الناحية نفسها مع عدد "صفر" من الهجمات التي شنها اللاعب .. و بالتالي فإن نزول أبومسلم هو تغيير غير موفق, سواء أن كان سوء اختيار من جوزيه أو عدم توفيق لازم اللاعب نفسه.

أما التغيير الثاني, فنزول حسام عاشور بدلا من إسلام الشاطر هو تغيير نراه للمرة الأولى, و لا أعتقد أن اليوم كان موعدا مناسبا لتجربة تغييرات جديدة .. خاصة ما إذا كان الأهلي يتعرض لضغط من الاتحاد, و إذا بجوزيه يجري تغييرا دفاعيا, في الوقت الذي دائما ما ينجح فيه التغيير نفسه و لكن بنزول أسامة حسني بدلا من إسلام الشاطر مما يعطي جانب هجومي جيد .. كان فكر مانويل جوزيه في امتلاك نصف الملعب ليركز مثلث الرعب على الجانب الهجومي, إلا أن هذا التغيير وضع فجوة كبيرة بين خطي الوسط و الهجوم, لذلك لا نلقي اللوم على خط الهجوم في عدم صنع هجمات لأن الكرة لم تصل من الأساس, و إنما اللوم كله على الفجوة الكبيرة التي تركها جوزيه في منتصف الملعب بتغييره الثاني الذي حصر أداء وسط ملعب الأهلي للجانب الدفاعي فقط.

التغيير الثالث تأخر كثيييرا .. نزول أسامة حسني أجله جوزيه للوقت الإضافي الذي غدر بالأهلي .. أسامة حسني شارك في عشر دقائق بالوقت بدلا من الضائع و بالطبع هي ليست كافية في مثل تلك المباراة و كان أمرا منطقيا جدا أن يفشل الأهلي في تعويض الهدف نظرا لتأخر وقته من عمر المباراة ... لذلك أعتقد أن تغيير أسامة حسني تأخر كثيرا.

من أسباب عجز الأهلي اليوم هو حالة التوهان التي أصيب بها محمد شوقي و شاركه فيها حسن مصطفى بعض الشيء .. محمد شوقي لم يمرر سوى عدة تمريرات سليمة, و الباقي في أقدام الخصم و بدا دوره هامشيا في الملعب بنسبة كبيرة و تسببت تمريراته الخاطئة في تشكيل عدد من الهجمات على مرمى الحضري.

خط دفاع الأهلي أدى المباراة بامتياز و لم يخطئ خطأ واحدا, أما خط الهجوم فيلام لإضاعته الأهداف الثمينة التي تحسر عليها الأهلي لاحقا.

أما عصام الحضري, فقد طالبني الكثيرون بعدم ذبحه بعد تلك المباراة .. و هناك فارق أن تحمل لاعب مسئولية هزيمة, و أن تذبحه .. فما حدث اليوم أن عصام الحضري –ببساطة- تسبب في خروج الأهلي من كأس العالم للأندية, و هي حقيقة مثبتة و غير قابلة للجدال.

عصام الحضري أدى مباراة ممتازة في بدايتها و أنقذ عددا كبيرا من الكرات الخطيرة جدا و التي كان يمكن اعتبارها أهدافا محققة, لكن هذا لا يعفيه من مسئولية المباراة لأن حارس المرمى مهنته هي صد الكرات و هو ما نفذه في الكرات الصعبة, ثم عاد و أضاع مجهوده و أضاع مجهود زملائه بالخطأ الـ"خايب" عندما سقطت منه الكرة من الكرة العرضية.

الفارق بين ذبح اللاعب و تحميله مسئولية الهزيمة تظهر هنا .. فأنا اليوم أحمل الحضري مسئولية المباراة لأنها حقيق غير قابلة للجدال في رأيي الشخصي .. نعم الحضري سبب مباشر في الخسارة, أما ألا نذبح الحضري فهو أمر واجب أيضا, لأن الحضري كان صاحب دور كبير جدا في فوز الأهلي بكأس رابطة الأبطال الأفريقية و أدى مباريات رائعة للغاية و بالتالي فإن خطأ في مباراة لايجب أن يفقده مكانه في التشكيل الأساسي و إن كنت متأكد أن نادر السيد حاليا يعيش فترة من الإحماء استعدادا لأية قرارات عكسية.

الإجمالي أن الأهلي خسر لسوء تغييرات مانويل جوزيه و لخطأ عصام الحضري الـ"ساذج" و خرج من بطولة العالم للأندية التي شارك فيها للمرة الأولى, لكنها ليست الأخيرة بمشيئة الله, و نراكم في البطولة نفسها العام القادم بمشيئة الله, و إن كان هذا لا يعني أن الأهلي سيتنازل عن الفوز في مباراة المركزين الخامس و السادس.

تعليقات