متعب و بركات ... و صحافة الثلاث ورقات

السبت 01 أكتوبر 2005, 08:40 كتب : محمد مصطفي

و النقد فرع من فروع الصحافة ، و تعلمنا أن النقد نوعان .. النقد البناء ، و النقد الهدام ، النقد البناء هو الذى يؤدى إلى إصلاح حال معوج دون تجريح أو غرض و عدم الانحياز إلا للحق ،...   أما النقد الهدام فهو النقد المغرض الذى لاهم له إلا التجريح و التشويه و الابتزاز و الانحياز عمال على بطال لكفة دون الأخرى و إغماض العين عن عمد تجاه سلبيات و فتحها أمام أخرى طبقاً للميول الشخصية .

و حقيقة و دون مواربة أرى أن مجال النقد الرياضى يحاول قلة من الصحفيين أن يبتعدوا به عن مجال النقد البناء ، باستخدام لغة حوار متدنية المستوى سوقية الألفاظ لا هم لها إلا الإثارة تارة ، و استخدام أسلوب التجريح و التشويه و الابتزاز و الانحياز تارة أخرى ، فتحولت الصحافة من مهنة البحث عن المتاعب للصحفى ، الى مهنة البحث عن المتاعب للغير .

و المتتبع لحال النقد الرياضى هذه الأيام يستطيع بسهولة أن يفرق بين الغث و السمين ، و من هذا الغث تلك الحملة المدبرة على النادى الأهلى و نجومه عماد متعب و محمد بركات .

فأى لاعب معرض للخطأ ، و الخلاف يكون حول كيفية علاج الخطأ و تقويم اللاعب و العودة به للصواب ، فلاعب الكرة ليس ملاكاً و لا شيطاناً ، و لكنه بشر مثلنا يخطئ و يصيب و يحتاج من يوجهه ، و نجومية اللاعب لها ثمن غالى يدفعه بالتزامه لأن الأنظار كلها متجهة إليه ، و لذا فإن النجم عندما يقع فى خطأ ما لابد أن تكون العقوبة مضاعفة عكس غيره ، و لهذا السبب انتقدنا جميعاً عماد متعب نجم هجوم النادى الأهلى و منتخب مصر للخطأ الكبير الذى وقع فيه قبل مباراة الزمالك و الأهلى الماضية باشتباكه بشكل ما مع كمين شرطة ليلى .

و لأن هذا الخطأ من عماد متعب هو الخطأ الأول له فقد كانت إدارة النادى الأهلى رحيمة به و استخدمت أسلوبا تربوياً احترافياً معه بتغريمه 20 ألف جنيه ، و لم تقسو عليه لأن الخطأ كان خارج حدود سيطرة النادى من ناحية ، و لأن الخطأ الذى وقع فيه يقع فيه يومياً الكثير و الكثير من المواطنين فى الشارع المصرى ، و فى دنيا الاحتراف لم أقرأ فى أى مطبوعة أو موقع على شبكة الانترنيت أن قام نادياً بذبح لاعبه لوقوعه فى خطأ ما يشبه خطأ عماد متعب من بعيد أو قريب ، فعقاب اللاعب بالإيقاف فى مثل هذه الحالة هو عقاب للنادى و ليس اللاعب .

و لكنى فوجئت بالهجمة الشرسة على النادى الأهلى و عماد متعب من بعض الصحف التى تستخدم أسلوباً خطابياً سوقياً و مفردات لغوية رديئة تسيء لمهنة الصحافة أيما إساءة ، و ترتدى ثوب المبادئ التربوية كأنما ترتدى قميص عثمان ، بل وزادت شراسة الحملة بعد مباراة الزمالك و الأهلى بشكل واضح و تناولت النادى الأهلى بالتجريح و كالعادة كانت فرصة للمغرضين للتحدث و التهكم على مبادىء النادى الأهلى فى مغالطة صريحة يستخدمها البعض فى أوقات معينة لمحاولة إيهام الرأي العام أن كله زى بعضه ، و أن الجميع ليس لديهم مبادىء و لا قيم ، و لأنه من السهل أن تكون فاسداً ، و من الصعوبة أن تكون خلوقاً ، فبدلاً من أن يحاولوا زرع بعض الأخلاق و القيم فى ناديهم فهم يستخدمون الطريق السهل بأن يهاجموا و يتهموا و يشككوا فى الآخر .

وقد تابعت جيداً ما نشر حول عماد متعب و ما حدث منه كما نشر من استقدام بلطجية للتعدى على رجال كمين ليلى ، و استفزنى للغاية كم الكذب و التضليل و الخداع الذى مارسه البعض على القارئ ، بل وصل الحال بكاتب مصنف على أنه من كبار الكتاب و يرأس تحرير جريدة أسبوعية مستقلة أن يأتى ممتطياً صهوة قلمه تاركاً جريدته التى يهاجم فيها يومياً الحكومة واصفاً إياها بالحكومة البوليسية و يذهب لنشرة صفراء ليتحدث عن عماد متعب الذى اعتدى على رجال الأمن الساهرين على راحة الوطن و المواطن فى ازدواجية غريبة أفقدت الكاتب مصداقيته .

و سألت نفسى سؤالاً هاماً للغاية ... إن ما ورد فى كافة المطبوعات لم يفد بالقبض على بلطجى واحد ممن قيل أن عماد متعب قد استعان بهم للتعدى على الكمين الليلى فهل هذا منطقى ؟ ، و كيف يترك البلطجية الرجل الذى أتى بهم ليقع فى براثن رجال الشرطة ؟ ، و كيف يتم الاعتداء بتلك السهولة على رجال الشرطة بهذا الشكل الذى نشر ؟ ، قليلاً من احترام القارئ يا سادة يا أفاضل ، فالكذب و التضليل و الخداع بهذا الشكل لا ينطلى على أحد و محضر الشرطة موجود و لا يوجد ذكر لما نشر إلا فى خيال كاتبه .

الأمر الغريب أنني لم أقرأ لأى منهم مقالاً واحداً هاجم فيه عمرو زكى و سمير صبرى و عبد الحليم على لواقعة مماثلة حدثت من شهر تقريباً مما يؤكد أن الغرض مرض و أن الناقد فقد حياده فأين مصداقيتكم يا سادة ؟

الكاتب الكبير الذى هرع ليهاجم الأهلى و مبادئه فى نشرة صفراء لم أقرأ له مقالاً واحداً ينتقد فيه ما حدث فى تونس من إبراهيم سعيد لاعب نادى الزمالك الذى يشجعه ، بل الغريب أنني لم أقرأ لناقد واحد ممن هاجموا متعب و النادى الأهلى مقالاً يطلب فيه من كابتن حسن شحاته المدير الفنى للمنتخب الوطنى أن لا يمثل عماد متعب منتخب الوطن الذى أهان الساهرين على حماية أمنه ، فهل المطلوب فقط ألا يلعب عماد متعب لناديه أمام النادى الذى يشجعونه ؟؟!! .

أتذكر أن النادى الأهلى قام بعقاب إبراهيم سعيد بالإيقاف بعد أن أعاده الاتحاد الدولى صاغراً لمصر بعد هروبه لبلجيكا ، و فوجئنا جميعاً بالكابتن محمود الجوهرى يضمه للمنتخب الوطنى المشارك فى كأس الأمم الأفريقية بمالى ، وقتها اعترض النادى الأهلى و لكن هانى أبو ريدة و الدهشورى حرب أيدا قرار الجوهرى بضم اللاعب بحجة أن ما حدث من اللاعب ليس للمنتخب دخل به و يجب أن يستفيد المنتخب بجهد أى لاعب طالما المخالفة حدثت خارجه ... فما الجديد ؟ .

أما النجم الخلوق محمد بركات و الذى اتهمه مسئول كبير بنادى الزمالك بتعاطى المنشطات فقد أبرأ ذمته طبيب المنتخب القومى دكتور أحمد ماجد فى أكثر من حوار أجرى معه و منها حوار هنا فى الموقع أجراه معه الزميل عبد الرحمن مجدى أفاد فيه أن كل من محمد بركات و حازم إمام و حسنى عبد ربه يتناولون أنواعاً من الأدوية التى تندرج تحت قائمة المنشطات بموافقة صريحة من الإتحاد الدولى لكرة القدم و لمدة محدودة نظراً لحالتهم الصحية و لا يمكن أن يتخطوا المدة المقررة إلا بموافقة الإتحاد الدولى .

http://www.ahlynews.com/showarticle.php?articleID=426

و لأن الغرض مرض فقد فوجئت بأحدهم يتجاهل تصريحات دكتور أحمد ماجد طبيب المنتخب و التى نشرت فى أكثر من مطبوعة و موقع على شبكة الإنترنيت ، و يحاول الإيحاء للقارئ أن لاعبو الأهلى لا يربحون مبارياتهم إلا بالمنشطات ، بل زاد فى غيه بقوله أن بركات كان مجهوده ضعيفاً فى مباراة الزمالك الأخيرة خوفاً من المنشطات هل هذا كلام ؟ ، هل كان يشاهد مباراة أخرى ؟ .

الحقيقة أن أمثال هؤلاء النقاد عار على الصحافة الرياضية و لم أجد وصفاً أصفهم به إلا أنهم صحفيون لا يجيدون النقد الرياضى البناء و لكنهم فقط يجيدون اللعب بالثلاث ورقات .

و الى هؤلاء ... أين سؤالكم : فين الصورة ؟ .

تعليقات