و لاتزال الستة ملكية حصرية .. فقط للنادي الأهلي!

الثلاثاء 20 سبتمبر 2005, 15:28 كتب : عبدالرحمن مجدي

في الحقيقة, قبل مشاهدتي لمباراة حرس الحدود مع الزمالك, توقعت إنتهاء المباراة بالتعادل أو فوز حرس الحدود بفارق هدف مثلا, و فكرت أيضا في أن يفوز الزمالك على الحرس و يستعيد بريقه قبل لقاء الأهلي الأحد المقبل, فقد ظننت للحظة, أن لقاء الأهلي قد يكون دفعة معنوية للاعبي الزمالك للفوز...   في تلك المباراة, للفوز على فريق جمع خمس نقاط من أربع مباريات, أي أنه ليس الفريق السوبر.

عموما .. لم تأتي تلك التوقعات من فراغ, بل أني كان لي الحظ في مشاهدة برنامج (ليلة المباراة) مساء أمس, على شاشة قناة النيل للرياضة .. و لمن لا يعلم, فهو برنامج يجري لقاءات مع لاعبين من الفريقين و أفراد الجهازين الفنيين للفريقين المتبارين .. و بالتالي شاهدت بعض اللقاءات, و أبرزها لقاء مع أحمد أيوب كابتن نادي حرس الحدود .. أكد أيوب –الذي كان يعلم أنه لن يشارك في لقاء الزمالك بسبب الإصابة- أن فريقه لا يهدف إلا للفوز, خاصة أن مباريات الزمالك و الحرس دائما ما تتصف بالتكافؤ و القوة و الندية .. أما من الزمالك فقال فاروق جعفر المدير الفني (الحالي بذلك الوقت و السابق حاليا), قال نفس ما يقول في كل اللقاءات التليفزيونية, أما ما أثار انتباهي فكان تصريحات طارق السيد و مدحت عبدالهادي لاعبي الفريق, اللذين أجمعا على أن الزمالك عائد بقوة و أن الفريق في حالة ممتازة, و سترون في مباراة الحرس!!

في الحقيقة, سارت المباراة طبيعية حتى نهاية شوط المباراة الأول, 2-0 ليست بالنتيجة التي يعجز الزمالك عن تعويضها, و ياما عاد الزمالك من التأخر بهدفين للفوز بثلاثة و أربعة, في الحقيقة المفاجأة كانت "بعد" الهدف الثالث, عندما وجدت كل لاعب يفعل ما بدا له في الملعب, وجدت وائل القباني يلعب كرأس حربة صريح, و يشبع رغبته الهجومية, و تنتابه "حالة من الكسل" عندما تتحول الكرة للحرس فلا يعود للدفاع, و مدحت عبدالهادي يتكاسل بشكل مخجل عن إبعاد أي كرة عن مرمى الزمالك و كأن الأمر لا يخصه!, و في كل هجمة يصبح العدد ثلاثة أو أربعة لاعبين من حرس الحدود في مواجهة لاعب أو إثنين على الأكثر و تتسبب الرعونة الشديدة و الإهمال الشديد للاعبي الحرس في إضاعتها, لذلك سجل الحرس في شوط المباراة الثاني 3 أهداف من ما يقرب من 15 هدفا كانو متاحين .. و أعتقد إذا كان الحرس أدوا المباراة بجدية لنهايتها فلم تكن النتيجة لتقل عن ثمانية أهداف نظيفة على الأقل .. لكن على العموم, فنتيجة 5-0 نتيجة مرضية لجمهور الأهلي, حتى تصبح نتيجة الـ6 أهداف في مرمى الزمالك هي ملكية حصرية للأهلي, فالأهلي فقط هو الذي سجل ستة في مرمى الزمالك.

بالمناسبة .. يبدو أن حظ محمد عبدالمنصف حارس مرمى الزمالك سيئ للغاية .. فمن جديد هاهو يقع في وجه الأهلي بعد إصابة عبدالواحد السيد اليوم و تأكد غيابه عن مباراة الأهلي يوم الأحد المقبل بنسبة كبيرة .. و بالطبع لا أحتاج أن أذكر القراء أن عبدالمنصف هو من استقبل ستة أهداف من الأهلي في مباراة الستة الشهيرة, و هو الذي استقبل الثلاثة أهداف الأخير في خماسية اليوم .. و أتمنى ألا يخرج من يدعي أن جمهور الأهلي سعيد بغياب عبدالواحد لأني أقسم بالله أنه لا فارق بين أي 11 لاعبا في الزمالك الآن باستثناء إثنين أو ثلاثة من اللاعبين و سأتحدث عنهم لاحقا.

دعونا نرى الآن .. ماذا سيفعل درع نادي الزمالك و سيفه .. دعونا نرى بماذا سيفيد الصوت العالي .. و الأهم من ذلك دعونا نرى نتيجة الجمعية العمومية التي طالما نادى بها رئيس النادي المنكوب, لشطب نائبه .. أعتقد أنه من مصلحته الآن أن يتم تأجيل الجمعية العمومية حتى يحقق الزمالك أي فوز, الله أعلم متى يكون! لأنه إذا عقدت الجمعية العمومية في مثل هذا التوقيت فلن تنتج إلا عن شطب المجلس بالكامل أعتقد بمن فيهم رئيس النادي (مجرد اعتقاد)!

ثم علمت أن الكابتن فاروق جعفر قدم استقالته, و أعلن مسئوليته عن هذا الحادث المؤسف, و أنا هنا أرى أن قرار فاروق جعفر يشير إلى بعض النقاط .. مثل هذا الموقف الذي تعرض له جعفر اليوم (خسارة فريقه بالخمسة) تعرض له الكثير من المدربين على وجه العموم, و في الحقيقة, فالوقت حاليا لا يسمح بالتجربة في مدير فني جديد قبل مباراة الأهلي .. ففاروق جعفر كان أمام حل من إثنين:

أولا: أن يملك الثقة في نفسه و في لاعبيه و الانتظار و عدم تقديم الاستقالة و لعب مباراتي الأهلي, و الفوز فيهما لإرضاء نفسه و جماهيره.
ثانيا:أو أنه فقد الثقة في لاعبيه و قرر الفرار قبل هزيمة جديدة أو فضيحة جديدة, خاصة أن فضائح الزمالك أمام الأهلي لها مذاق مرير جدا لدى جمهور القلعة البيضاء .. و هو ما اختاره فاروق جعفر, أو أن مرتضى منصور قد اتخذ قرارا ديكتاتوريا بإقالة المدعو فاروق جعفر على الفور!

أما عن اللاعبين الذين تعاطفت معهم و كما ذكرت هم إثنين أو ثلاثة, فهم عبدالحليم على و عبدالواحد السيد, و قد سبق لي التعامل معهم شخصيا, و من يتعامل معهم أو يتابع لعبهم يعلم جيدا أنهم بالفعل مخلصان لنادي الزمالك لدرجة كبيرة جدا و أنهما بريئان من كل ما يحدث في نادي الزمالك .. و معهم معتز إينو لاعب الفريق الصاعد الواعد الذي أرى فيه مستقبلا باهرا بالفعل إذا استمر على نفس المنوال من الجدية في الأداء .. غير هؤلاء اللاعبي المذكورين فما حدث في مباراة الحرس هو درس استحقوه بالفعل ليخرجهم من حالة اللامبالاة الرهيبة و حب المال الذي طغى على كل شيء و حول 95% من لاعبي الزمالك إلى موظفين, لا يجيدون حتى أداء وظيفتهم!

قبل أن أنهي كلامي في هذا الموضوع و هذا الحدث الكبير, لا يفوتني أن أطمئن جمهور الأهلي حول كا ما تردد من حالة الاستهتار التي قد تنتاب لاعبي الأهلي مثلا قبل لقاء الزمالك, و عموما فمن يتعامل مع الجهاز الفني للنادي الأهلي و يتابع طبيعة تعامله للاعبين يعلم تماما الفكر الإحترافي الذي يدار به الفريق فنيا, و يعلم تماما أن مانويل جوزيه قادر على خلق جو منعزل تماما عن الأجواء الخارجية .. جو تسيطر عليه روح الالتزام و الجدية و احترام الخصم (حتى لو كان خسران خمسة!)! .. و عموما للأسف لن يتمكن الزمالك من الدفع بالناشئين لأنهم غير مقيدين أفريقيا لأني أعتقد أن هذا كان الحل الوحيد, لكن لاتزال (الكورة فيها كل حاجة) مع اختلاف النسب و الاحتمالات!

و لاتزال الستة ملكية حصرية للأهلي!

تعليقات