إتحاد كرة القدم الجديد و دورى المجموعتين .... هل بدأ تسديد الفواتير الإنتخابية ؟

الأربعاء 15 يونيو 2005, 03:36 كتب : محمد مصطفي

ويتكون من 20 ناديا يتم تقسيمها لمجموعتين تلعب كل منها دوري من دورين ثم يصعد الأربعة الأوائل من كل مجموعة ليقام بينها دوري من دورين علي بطولة الدوري العام ثم يلعب الثامن والتاسع والعاشر من المجموعة الأولي مع...   الخامس والسادس والسابع من المجموعة الثانية والعكس ليهبط اثنان من كل مجموعة .

.

و حقيقة أتمنى أن يكون هذا الخبر غير صحيح على الإطلاق لان هذا النظام بالفعل هو فاتورة انتخابية صريحة واضحة و يتناقض الإعلان عنه مع ما أعلنه رجال الاتحاد المنتخب من انه لا مجال لتسديد الفواتير الانتخابية بل و يتناقض أيضا مع ما نسمعه من كلام حول قلة عدد الأندية الشعبية و زيادة أندية الشركات فى الدورى الممتاز فالأندية المرشحة للصعود من الدرجة الأولى هى طنطا و بترول أسيوط و بتروجيت بمعنى أن المستفيد نادى واحد شعبى مقابل ناديان من أندية الشركات ، فى الوقت نفسه يتم مكافأة ثلاثة أندية هبطت للدرجة الأدنى بالبقاء فى دورى الأضواء .

.

و حقيقة أجدنى فى غاية الدهشة من تلك المصطلحات الجديدة على ساحتنا الرياضية كأندية الشركات و الأندية الشعبية و نغمة الحفاظ على الأندية الشعبية ، تلك النغمة التى لم نسمعها إلا فى موسم الانتخابات ، و السؤال المهم : ماذا لو هبطت فى الموسم القادم تلك الأندية المسماة شعبية و صعدت للدورى الممتاز أندية شركات أخرى هل وقتها سيطالب هؤلاء بأن يكون الدورى من 30 ناديا ؟ .

.

السؤال الآخر لمن يتحدث عن عدد أندية الدورى مستدلاً بان عدد السكان زاد عن السبعين مليون و بالتالى يجب زيادة عدد أندية الدورى الممتاز ليصبح كمثيله فى دوريات أوروبا فى مغالطة فاضحة ، هل عدد الممارسين لدينا فى مصر يتناسب مع الزيادة المطلوبة ؟ .

.

أننا لو استخدمنا البيانات الإحصائية فى عقد مقارنة بين عدد أندية الدورى الممتاز و عدد الممارسين للعبة فى أوروبا مقارنة بمصر فلن يزيد عدد الأندية فى الدورى الممتاز عن ثمانية أندية ، فكيف نطلب زيادة عدد فرق الدورى الممتاز عن 14 نادياً ؟ .

.

و حقيقة أجدنى أميل الى عدم تصديق ما أعلنه رجال الاتحاد من انه لا مجال لتسديد الفواتير الانتخابية ، لأن الواضح بالفعل أن الفواتير الانتخابية سيتم سدادها على حساب تقدم اللعبة ، فالخبر المنشور بالصحيفة المسائية يؤكده خبر آخر فى صحيفة صباحية أخرى تتبع نفس دار النشر من أن الاتحاد الجديد قد اختار كل من محمود الشامي ورأفت عبد العظيم وأحمد مجاهد للجنة السابق تشكيلها و بنظرة سريعة على أعضاء اللجنة المشكلة السنة نجد أن منهم اثنان يتبعان ناديان مستفيدان من تطبيق دورى المجموعتين و هما محمود الشامى رئيس نادى البلدية الهابط للدرجة الأولى و فايز عريبى رئيس نادى طنطا ثانى مجموعة بحرى و الإسكندرية المرشح للصعود طبقاً لنظام المجموعتين المقترح .

.

و إذا كانت الجمعية العمومية للإتحاد قد اختارت الثلاثى فايز عريبى رئيس نادى طنطا و اللواء عبد الرحيم محمد رئيس نادى حرس الحدود و حسين العشى رئيس نادى منتخب السويس للجنة بحث نظام الدورى ، فكان على الاتحاد أن يضيف للجنة بحث نظام الدورى أعضاء من أندية الدورى الممتاز ليصبح تشكيل اللجنة خالياً من الريبة ، فكيف يكون تشكيل لجنة بحث نظام الدورى الممتاز من خمسة أعضاء هم رؤساء أندية لا تلعب فى الدورى الممتاز و معهم فقط رئيس نادى حرس الحدود ، و أين رأى أندية الدورى الممتاز فى النظام الذى سيطبق عليهم ؟ ، و كيف تتحكم أندية الدرجات الأدنى فى شكل الدورى الممتاز ؟ ، و كيف يكون لأندية لم تفد الكرة المصرية من قريب أو بعيد هذا التحكم الكبير فى شكل نظام الدورى الممتاز ، بل و مسابقات الدورى بمختلف درجاتها ؟ ، أين أندية الأهلى و الزمالك و الإسماعيلى و المصرى و الاتحاد السكندرى فى تلك اللجنة و هى الاندية الشعبية الحقيقية بمصر ؟ .

.

من هو فايز عريبى أو حسين العشى أو احمد مجاهد أو محمود الشامى مع كامل الاحترام لشخصياتهم حتى يبحثون شكل نظام الدورى الممتاز أو حتى الدورى بمختلف درجاته ؟ .

.

ما هو تاريخهم الكروى ؟ .

.

لماذا تتحمل أندية الدورى الممتاز سداد الفواتير الانتخابية لرجال الاتحاد المنتخب ؟ .

.

و علينا أن نتساءل : ما هى فوائد دورى المجموعتين للكرة المصرية أن كانت له فوائد ، فدورى المجموعتين لن نرى فيه كرة قدم حقيقية كما يروجون له بل لن نرى السخونة إلا فى بعض المباريات على العكس مما يروج له البعض من انه سيعيد الجمهور للملاعب و ما شابه من كلام مرسل بلا دلائل و على سبيل المثال :


1- الدورى الأول أو ما قبل السوبر سيكون ماسخ و الأندية الكبرى لنتكلف نفسها عناء إرهاق فرقها فيه و سيكون الصراع فيه فى منطقة الوسط الفاصلة بيناللعب فى السوبر المؤهل لبطل الدورى أو الهروب من السوبر الخلفى المؤدى للهبوط ، و هذا الصراح سيكون فقط فى الأسبوعين أو الأسابيع الثلاثة الأخيرة منه .

2- أى فريق يطمئن انه صعد للسوبر ستكون باقى مبارياته تأدية واجب ، و سيريح لاعبيه الأساسيين استعداداً للسوبر المحدد للبطل ، وأيضاً قد يشوب مبارياته الباقية الشك فى التفويت ، و بالمثل أى فريق تأكد من انه لن يصعد للسوبر ستكونمبارياته تأدية واجب و تفويت لصعود نادى على حساب آخر الى السوبر الكبير مطمئناً على أنه لن يهبط لأن هناك دورى آخر لتحديد الفرق الهابطة ، إذن لن يفرق معه المركز كثيراً .

3-ستكون سخونة الدورى فقط فى السوبر و لن تطول لأنه فيما قبل نهايته بفترة كبيرة ستعرف فرق معينة أنها خرجت من اللعبة و لن تهبط للدرجة الأدنى و خاصة الفرق التى ستبتعد عن الترتيب من الأول للثالث المؤهل للبطولات القارية و العربية فهى لن تهبط للدرجة الأدنى إذن ننتظر التراخى ، و سنجد فريق أو اثنان من الفرق التى تلعب فى السوبر الأخيرلتحديد البطل تأكدا من عدم احتلال مراكز متقدمة و لن ينافسوا على البطولة ولا على المراكز الأولى التى تصعد بصاحبها للعب فى البطولات العربية و القارية ، وفى نفس الوقت ليس عندهم مشاكل فى الهبوط ، فهل نضمن عدم التواطؤ منهم لصالح فريق معين ليربح البطولة ؟.

.

4- أين التكافؤ و مكافأة المجيد عندما يتم مساواة فريق لعب فى المرحلة الأولى بكل جدية و حصد الفوز تلو الآخر بفريق آخر فاز بالمركز الثانى بفارق كبير عن الأول بل و كانت مبارياته بعد تأكده من الصعود مجرد تأدية واجب ؟ ، هل من العدل أن تكون فرصهما واحدة فى المنافسة على الحصول على لقب بطل الدورى ؟ .

.

5- أين التكافؤ و مكافأة المجيد حين يتم مساواة فريق صارع حتى الرمق الأخير كى يصعد لدورى السوبر بفريق آخر فى مؤخرة مجموعته منذ بدء المسابقة ؟ ، هل من العدل أن يهبط هذا الفريق المكافح و يستمر فى الدورى فريق كان عبئاً على المسابقة لتوفيقه فقط فى المباريات الأخيرة ، مع العلم أن الفريق الأول لعب 18 مباراة بقوة فى المرحلة الأولى ، مقابل عشرة مباريات فقط لعبها الفريق الآخر بقوة فى المرحلة النهائية التى يتم فيها تحديد الأندية الهابطة موفراً جهوده لها ، قابلها عدم توفيق للفريق الأول فى المرحلة النهائية التى يتم فيها تحديد الأندية الهابطة من إصابات أو إنذارات و إجهاد من جراء قوة المنافسة على الصعود لدورى السوبر المحدد للبطل .

.

بعد هذا العرض هل هناك شك أن دورى المجموعتين فيه خراب الكرة المصرية ؟ و هل هناك شك فى أن رجال الاتحاد الجديد فى حالة تطبيقهم لهذا النظام يكونوا قد قضوا على البقية الباقية من الكرة المصرية و هم يسددون فواتير نجاحهم فى الاتحاد على حسابها ؟ .

.

أسئلة كثيرة ننتظر الإجابة عليها من المنوطين بتطبيق هذا النظام فى حالة صحة تلك الأخبار ، و نتمنى ألا تكون صحيحة .

.

و أخيراً لو كان أمر زيادة الأندية فيه الخير للكرة المصرية فأهلاً به بشرط ألا يكون بنظام المجموعتين ، و هناك حلين لتلك المشكلة :

.

1- أن تقام دورة بالاسكندرية تضم الاندية الثلاثة الهابطة من الدورى الممتاز و هى الترسانة و بلدية المحلة و المنصورة ، و معها الأندية الثلاثة صاحبة المركز الثانى فى مجموعات دورى الدرجة الأولى و هى بتروجيت و بترول أسيوط و طنطا ، على أن تقام قبل بداية الدورى هذا الموسم مباشرة ليصعد منها أربعة أندية و يصبح الدورى من 18 نادياً و يقام بنظام المجموعة الواحدة كما هو متبع عالمياً ، و إما تثبت لفرق الهابطة جدارتها بالاستمرار فى الدورى الممتاز أو تثبت فشل مقولة الأندية الشعبية و يصبح البقاء للأقوى فنيا .

.

2- أن يستمر الدورى الموسم القادم من 14 نادياً على أن يهبط فى نهايته ناديان و يصعد الى الدورى الممتاز أول و ثانى كل مجموعة من مجموعات الدرجة الأولى الثلاث ليكون الدورى من الموسم القادم من 18 نادياً ، و أميل لهذا الحل مراعة للإرتباطات الدولية مثل كأس الأمم الفريقية و كأس العالم ، و أيضاً كأس العالم للأندية فى حالة صعود أى من فريقى الأهلى و الزمالك لها ، و فى الوقت نفسه لا نكافىء الفرق الهابطة للدرجة الأولى هذا الموسم ببقائها فى الدورى الممتاز .

.

تلك الحلول اختبار حقيقى لنوايا من يطالب بتوسيع القاعدة فمن يرفضها يعتبر فى حكم من يسعى فقط للمصالح الشخصية بعيداً عن المصلحة العامة فى السعى نحو تقدم الكرة المصرية .

تعليقات