هل يصبح ستاد القاهرة إنقاذا لسمعة الملاعب 

الأربعاء 02 مارس 2005, 20:22 كتب : عبدالرحمن مجدي

الملاعب المصرية أصبحت شيء مؤسف, و أصبحت سبب من أسباب تراجع مستوى الكرة المصرية سواء من ناحية المستوى الفني, أو حتى من ناحية سمعة مصر الخارجية في الدول الأخرى .. فلا أنسى منذ أسابيع و قبل مباراة مصر و بلجيكا التي حقق فيها المنتخب المصري الفوز التاريخي بأربعة أهداف, رفض...   المدير الفني لمنتخب بلجيكا حضور المؤتمر الصحفي قبل المباراة معبرا عن استيائه من أرضية ملعب المقاولون العرب الذي أقيمت عليه المباراة, بل و هدد بعدم خوض المباراة إلا أنه قرر أن يخوض المباراة احتراما للاتفاق.

ملعب المقاولون العرب شاهدناه جميعا في التلفاز, و أبدينا استياءنا من سوء حال أرضية الملعب, لكن أؤكد أن رؤية الملعب في التلفاز تعطيه صورة رائعة جدا مقارنة بالحالة الحقيقية لهذا الملعب, فمن أتته الفرصة أن يرى الملعب عن قرب عرف حجم المأساة التي عانى منها لاعبو الفريقين و خاصة المنتخب البلجيكي الذي لم يعتاد أن يلعب على هذه النوعية من الملاعب إطلاقا بل و لم يتوقع أن يلقى هذا المستوى من الملاعب في مصر صاحبة التاريخ العريض على المستوى الأفريقي .. لكن كل ذلك غير مهم .. المهم عقب المباراة و في أحاديث صحفية للتلفزيون البلجيكي تصل الفضيحة المصرية إلى بلجيكا .. ففي تلك الأحاديث يؤكد اللاعبون أن ملعب المقاولون العرب لا يصلح لممارسة كرة القدم و هذا على الصعيد الخارجي , أما ما هو سخيف بالفعل هو وصفهم لغرف خلع الملابس بأنها حظيرة , و أنها ليست آدمية و رحل اللاعبون عن مصر و تمنياتهم كبيرة بأن لا يمارسوا هذه الرياضة في مصر مرة أخرى.

ملعب المقاولون العرب منذ عدة أشهر كان مثالا رائعا للأرضية النموذجية لممارسة كرة القدم, و بعد أن تقرر أن تقام مباراة مصر و ليبيا عليه, فأتوقع أن تتوحد كل الجهود ليصبح هذا الملعب لائقا لاستضافة هذه المباراة منعا لأي فضيحة جديدة خاصة و أن مثل هذا القرار لابد أن يكون قد درس جيدا من قبل المسئولين, لكن المشكلة ليست في تصليح الأرضية فقط و لكن أيضا يجب أن الانتباه للمحافظة على أرضية الملعب, فعلى سبيل المثال .. ملعب النوكامب .. ملعب نادي برشلونة .. يلعب فريق برشلونة بعض مبارياته الرسمية خارج هذا الملعب استعدادا لمباراة هامة مثلا, فنشاهد فريق برشلونة يلعب مباراة رسمية في الدوري خارج الملعب استعدادا لمباراته في دوري أبطال أوروبا .. و تعالوا نرى ما المقابل لهذا التصرف في مصر .. في مصر و على ملعب الكلية الحربية, الملعب الرئيسي في القهرة حاليا في ظل خضوع استاد القاهرة للتصليح نجد فريقي الأهلي و الزمالك يلعبان مباراياتهما كلها عليه سواء في الدوري أو بطولة أفريقيا أو بطولة العرب فربما يشهد هذا الملعب المسكين ثلاث مباريات في أسبوع واحد مثلا .. و بالرغم من ذلك فإن أحدا لا يلاحظ سوء خالة هذا الملعب بل و يعتبره الكثيرون الملعب الأفضل في القاهرة حاليا لكن إذا سألت اللاعبون دعهم يحكوا لك حجم المعاناة أثناء اللعب على هذا الملعب الذي وصفه بعض اللاعبون بدون ذكر أسماء بأنه أشبه بالشاطئ الرملي .. و هذا تفسير واضح جدا لرش الملعب قبل المباراة بالمياة .. بل و في مباراة الأهلي و إنبي الأخيرة التي أقيمت على الملعب نفسه و أثناء تواجدي في المدرجات, و بعد أن انتهى العاملون من رش الملعب بالمياة كما طلب مستر مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي وجدت مجدي عبدالعاطي أثناء الإحماء يتحدث مع زميل له في الفريق, عمرو زكي تقريبا, و علامات الإستياء تظهر على وجهه, و أثناء تمريره الكرة تعرقلت قدمه في بركة صغيرة من المياة في مشهد لا يوصف إلا بأنه مهزلة .. مهزلة غير ملحوظة!!

غير ذلك فمعظم الملاعب المصرية خارج الأضواء تسير على نفس النهج, فبعض الملاعب يتم إجراء التدريب اليومي للفريق عليها ثم المباريات الرسمية, و في نهاية الأسبوع تصبح أرضية الملعب في حالة يرثى لها .. كل هذه الملاعب لا نلاحظها إلا عندما يواجه هذا الفريق أحد فريقي الأهلي و الزمالك فيبدي اللاعبون اعتراضهم على الملعب, أو يعتبرها المدير الفني لأحد ناديي القمة سبب الهزيمة أو التعادل فتصبح شماعة ذهبية لكل فاشل!

المهم أن كل ذلك لا يعني عدم وجود ملاعب مصرية صالحة للإستعمال .. في رأيي الشخصي أجد ملعبا واحد, أو إثنين على الأكثر .. الأول هو ملعب نادي حرس الحدود , ستاد المكس الذي يقع في برج العرب .. هذا الملعب واجهة مشرفة للملاعب المصرية, و اللعب فيه أصبح متعة لكل اللاعبين , و أصبحت مواجهة حرس الحدود في أرضه مباراة ينتظرها لاعبو الفرق الأخرى ليستمتعوا باللعب و ليؤدوا ما عندهم من إمكانيات .. و نجاح هذا الملعب لم يأت من فراغ, و لكن لكون نادي حرس الحدود هو الفريق الوحيد الذي يلعب مبارياته على هذا الملعب و يؤدي جميع تدريباته في ملاعب أخرى فيصبح هذا الملعب جاهز لأي مباراة على أكمل وجه.

الملعب الثاني هو ملعب جهاز الرياضة الخاص بنادي الجيش .. نادي الجيش هو أحق الفرق باللعب في ملعب الكلية الحربية بالطبع, إلا أن استيلاء الأهلي و الزمالك على هذا الملعب جعله ينتقل لملعب جهاز الرياضة لكن رب ضارة نافعة, فهذا الملعب الذي اختاره جهاز المنتخب ليؤدي عليه مباراة مصر و أوغندا التي انتهت بثلاثية نظيفة لصالح مصر , فهو ملعب ذو أرضية رائعة جدا و تصلح لتقديم كرة قدم حقيقية و هو ما شاهدناه في مباريات نادي الجيش القليلة التي أذيعت بالإضافة إلى مباراة المنتخب مع أوغندا, لكن هذا الملعب مازالنا لا نستطيع احتسابه ملعبا جيدا و ذلك لقلة سعة مدرجاته لدرجة منعته من استضافة مباراتي نادي الجيش مع الأهلي و الزمالك بالرغم من جودة أرضيته عن ملعب الكلية الحربية.

بعد كل هذا .. هل يصبح ستاد القاهرة هو المنقذ لسمعة الكرة المصرية في الخارج؟ هذا الملعب الذي تكلف إصلاحه إلى الآن عشرات الملايين , هل سنستطيع أن نفخر به أمام العالم ؟ هل ستختفي طوابير الدخول التي يحمل همها كل مشجع قرر الذهاب إلى الاستاد, بل أنه في بعض الأحيان يرفض اصطحاب ابنه معه خوفا عليه من الـ"بهدلة" .. هل ستنتهي ظاهرة الـ"وسايط" و ستقتصر المقصورة الرئيسية على المدعويين فقط؟ ها ستختفي ظاهرة فتح الدرجة الثانية على الثالثة أملا في ظهور الجمهور بشكل ممتلئ أمام شاشات التلفاز؟ هل سيصبح الذهاب للاستاد رحلة ترفيهية يستمتع بها الناس, و تستمتع بها العائلات؟ كلها أسئلة تطرح نفسها, و نعدكم بالإجابة عليها عقب افتتاح ملعب استاد القاهرة بإذن الله.

تعليقات