الحلقة (3 و الأخيرة): عدلي القيعي يروي تاريخه و مشواره مع النادي الأهلي .. و يتحدث عن تاريخه العريض

الأربعاء 26 أكتوبر 2005, 15:15 كتب : عبدالرحمن مجدي

و إذا لم تكن قد قرأت الحلقتين الماضيتين فيمكنك متابعتهما هنا:

"

نستكمل الحديث مع مهندس التعاقدات ..

كابتن عدلي .. بداية تاريخك مع الصفقات التي كانت سبب رئيسي في شهرتك بلقب مهندس الصفقات .. حدثنا عنها.
أول صفقة مدوية أحضرتها للنادي الأهلي كانت طاهر الشيخ .. و وقتها قمت بضمه للنادي الأهلي و كان في كندا وقتها عام 1973, كان طاهر الشيخ في البداية لاعبا في الأوليمبي و كنت أعرفه من الدورات في المعمورة, كان لي أخ يدرس في كلية التربية الرياضية في الإسكندرية و أصبحوا أصدقاء و عرفته من خلال ذلك, و في يوم داعبت طاهر "متيجي النادي الأهلي" .. أجاب طاهر "ياريت" .. وقتها بدأنا في النادي الأهلي مفاوضات مع نادي الأوليمبي و طلب الأوليمبي مبلغ 50 ألف جنيه و كان مبلغ يوازي ما يتعدى الـ5 مليون جنيه حاليا و مبلغ فوق الخيال و قتها اتصل الفريق مرتجي برئيس النادي الأوليمبي و بالطبع رفض الفريق مرتجى دفع هذا المبلغ في أي لاعب كرة .. وقتها كان طاهر مصرا على اللعب للنادي الأهلي فهاجر إلى كندا و عاش هناك و كان أخي معه أيضا, و تزوجوا كلاهما في كندا و استقروا هناك و كنت على اتصال معه و كنت أؤكد له أن الموضوع لا يزال يشغلني فأكد لي أنه يمارس كرة القدم هناك في إحدى الشركات فسافرت إلى كندا و قمت بتدريبه هناك محاولة لرفع لياقته البدنية, لم أكن متخصصا في التدريب لكن كنت أفعل ما كنت أراه في تدريبات الأهلي .. و وقتها أكدت له أن فريق الأهلي حاليا أصبح قوي جدا و يضم عددا من اللاعبين الممتازين,و كان وقتها قد انضم محسن صالح و جمال عبدالعظيم .. فأكدت له أنه سيحارب من أجل اللعب أساسيا في الأهلي, أن ما مارسه من كرة خلال الـ8 أشهر السابقة لن يكون في صالحه مع الأهلي و أن عليه القيام بتدريبات إضافية .. تدربت معه 4 أسابيع قبل العودة إلى مصر تدريبات لياقة بدنية شاقة في الجبال و بعضها بالكرة ثم أقمنا حوالي ثمان مباريات ودية مع الجاليات المصرية هناك, ثم جئنا إلى مصر .. وصلنا يوم الخميس, تدرب مع الفريق الجمعة, استخرج الكارنيه الخاص بالنادي يوم السبت و فؤجئت بهيديكوتي المدير الفني للفريق وقتها يدفع به في مباراة في نفس اليوم –السبت- أمام كفر الشيخ, لعب طاهر الشيخ الشوط الأول أحرز خلالهما هدفين في بداية رائعة, ثم استبدله هيديكوتي بين الشوطين و كانت النتيجة 2-0 بهدفيه, و من وقتها أصبح لاعبا أساسيا في النادي الأهلي و المنتخب الوطني.

و ماذا عن الصفقات الأخرى في ذلك الوقت ؟
مثلا مختار مختار, سمعت وقتها أن هناك لاعب جيد في إسكو و كان حديث أندية أخرى و محط أنظارها, فغيرنا مساره و أحضرناه النادي الأهلي .. و حتى على مستوى الألعاب الأخرى, مثلا حنان خالد في ألعاب القوى من سماد طلخا, محمد ياسين في لعبة الرمح من بورسعيد, توتو " تهاني طوسون" في الكرة الطائرة, عماد فاروق و أسامة قمصان, و في السلة إسلام علي, فأنا عندما أسمع عن أي لاعب جيد أتحرك مباشرة بعد إبلاغ الجهاز الفني.

و ما أهم صفقة أجريتها, أو بمعنى أدق, صفقة سعدت بإتمامها ..
هناك بعض الصفقات الصعبة, فمثلا صفقة طاهر الشيخ استغرقت ما يقرب من سبعة أو ثمانية أشهر عمل, و هناك أيضا ياسر ريان أيضا, استغرق وقت طويل, لكن الصفقة التي تمنيت إتمامها و شعرت في وقت أنها لن تتم و حزنت و بالرغم من ذلك كان لا يزال يشغلني, هو محمد بركات .. بركات, تم تكليفي بإحضاره للنادي الأهلي عندما كان عمره 14 سنة, و عرضنا مبلغ –عندما بلغ 15 عاما- 50 ألف جنيه, العام التالي عرضنا 75 ألف جنيه .. ثم أصيب إصابة أبعدته عن الملاعب عامين, ثم فوجئت به في النادي الأهلي متواجد فاعتقدت أنه يتم التعاقد معه و فوجئت به في الإسماعيلي رسميا .. ثم انتقل لأهلي جدة و اتصلت به هناك و قلت له "يوم ما تشبع من الخليج قوللي" .. فاتصل بي العام التالي قبل أن ينتقل إلى قطر و تقابلنا و كدنا أن نتفق لكن ما حدث أن أهلي جدة طلب مبلغ كبير جدا كان 900 ألف دولار هبط إلى 700 ألف دولار فلم تتم الصفقة .. عندما انتقل لقطر لم يجد هناك أي راحة, و شعر بالحنين لمصر من جديد لذلك دفعنا في بركات 210 ألف دولار و قمنا بضمه للنادي الأهلي .. و حتى لحظة ارتداءه للفانلة الحمراء و أنا كنت غير مصدق أنها تتم بالفعل, و عندما جاء كان الجميع يهاجمه لكن بركات مثله مثل أحمد حسن مثل هاني رمزي .. ثلاث نماذج احترافية على أعلى مستوى, هو يعلم اذا يريد و لا يحب الكلام الكثير .. كان يرد في الملعب مباشرة .. و بالفعل هاهو يقدم مشوار رائع مع الأهلي و أتمنى أن يستمر على ذلك حتى يعتزل في النادي الأهلي.

لكن لماذا تركه النادي القطري بملبغ 210 ألف دولار فقط؟
لكنه كان مل من اللعب هناك و كان في حالة نفسية سيئة .. و النادي القطري لم يحقق طموحاته من اللاعبين الجدد فجاء مدير فني جديد أراد تغيير دماء اللاعبين.

و كيف وثقت في نجاح صفقة بركات مع الأهلي بالرغم أن مستواه كان هبط في ذلك الوقت؟
بركان كان "زهقان" لم يكن في تركيزه الكامل في قطر .. لم يجد فيها المناخ الذي يساعده على النجاح و هي نقطة هامة تخص اللاعب و لا أحد يشعرها غيره .. و ليس شرطا أن ينجح اللاعب الجيد في كل مكان و هناك أمثلة كثيرة لغيره من اللاعبين العالميين .. أنيلكا كان أفضل لاعب أجنبي في انجلترا و فشل تماما في ريال مدريد ثم تالق, دينلسون كان أغلى لاعب كرة وقتها و فشل تماما مع ريال مدريد .. أوين, نجح جدا مع ليفربول و فشل مع الريال .. لاعب لم يكن فذا تألق جدا مع تشيلسي و هو دروجبا .. فهو أمر عادي.

دائما عودتنا إدارة الأهلي على عدم الإعلان عن أي صفقة إلا بعد إتمامها للنهاية .. كيف نجح في ذلك؟
هذا هو أسلوب العمل الصحيح , الكتمان على كل شيء حتى النهاية .. هو أسلوبنا في العمل, فنحن مثلا نفاوض لاعبين كثيرين, إذا أعلننا أننا نفاوض لاعبين كثيرين فقد يعتقد البعض أننا نفاوض أي لاعب "و السلام" , لكن في الحقيقة أننه نضع لاعب في مركز معين نصب أعيننا و نضع أمامنا بدائل له, و نفاوض أكثر من لاعب في المركز الذي يحتاجه الفريق لنختار أفضلهم في النهاية .. لذلك نفضل الإعلان عن ما حدث و ليس ما سيحدث.

و كيف تنجح في إتمام صفقاتك في هدوء في الوقت الذي يفشل فيه أي نادي مصري آخر في ذلك؟؟
لأننا مجموعة مقتنعة بها الكلام ستجد مثلا لجنة الكرة, الخطيب و طارق سليم ثم الجهاز الفني ثم أنا .. كلنا نمتلك بنفس القناعة .. لذلك يشيعون أني مثلا جلست مع أحمد السيد أفاوضه في التجديد, و هو لم يحدث لأني جلست مع اللاعبين ذوي العقود المنتهية أو التي قاربت على الانتهاء جلسة واحدة , و أخبرتهم أن يطرقوا بابي للتجديد في الوقت الذي يريدونه و لن أفاتحهم في ذلك مرة أخرى, لأنه لابد أن يكون اللاعب راغبا في التجديد و راغبا في النادي الأهلي .. فأنا قلت له " الأهلي عايزك " و هو عليه الباقي.

هل يمكن للبعض أن يطلق على صفقة مصطفى جعفر فشلا لعدلي القيعي في اتمامها؟
بالطبع لا, لأنها تدخل تحت منظومة أكثر من لاعب لأنه هو الذي بادر بالقدوم للنادي الأهلي و أبدى استعداده للعب في الأهلي, لكن عندما غير رأيه, لم نتمسك به بالطبع!

حسب معلوماتي أن نادي الزمالك عرض مبلغ أعلى و الأهلي لم يزايد ..
نعم, لأن مصطفى جعفر لو كان تمسك بالأهلي كان الاهلي سيتمسك به, و كان من الممكن أن يرفض جعفر المزايدة مثلما فعل عمرو سماكة الذي رفض أي شيء غير الأهلي و كذلك محمد عبدالله, و كان الممكن أن يضع الإدارة, إما الانتقال للأهلي أو البقاء في البلدية مثلا .. لكن الأهلي يرفض اللاعب الذي ينتقل لمن يدفع أكثر, لأن الأهلي ليس بالضرورة أن يدفع أكثر.

و ما الصفقة التي سعى عدلي القيعي من أجلها و لم تتم؟
أحمد حسن المحترف في تركيا .. للعلم, أحمد حسن وقع للأهلي منذ سنوات طويلة قبل احترافه في تركيا, و كان على وشك الانضمام بالفعل للأهلي و حدث اتفاق بين إدارة الناديين على الانتقال ثم حدث تغير في موقف إدارة الإسماعيلي و رفضوا تركه و بقى مع الفريق و لم يحترف في نفس الموسم حتى و جدد معهم .. و أحمد حسن بالفعل نموذج مثالي للاعب المحترف و لذلك خطواته كلها للأمام.

من مثلك الأهلى في النادي الأهلي مدار مشوارك مع النادي الأهلي ؟
صالح سليم طبعا ! صالح سليم أنا كنت أحب شخصيته, قوي جدا , يفعل ما يراه صحيحا بدون تردد, لا يضعف أمام رغباته الشخصية, لا يساوم على الحق, يظهر أنه عنيف لكنه انسان خجول جدا .. هو عنيف في الخطأ لأنه يكرهه, لكن في الصحيح لا تستغرق أكثر من ثواني لتأخذ حقك منه و أقترح على AhlyNews.com أن تكون هناك حلقات خاصة للحديث عن الكابتن صالح .. أنا أعتز بجميع لاعبي النادي الأهلي, لكن صالح سليم كنت أراه مايسترو, أعطى طعم آخر لكرة القدم .. و هناك أيضا لاعب كنت أحبه و لم أصدق نفسي عندما انضم للأهلي .. سيد الضظوي .. أراه من أعظم المواهب على مدار التاريخ, و هناك ثلاثة لاعبين من خارج النادي الأهلي كنت أتمنى أن أراهم في الأهلي .. حسن الشاذلي, حسن شحاتة و على أبوجريشة .. أراهم من أعظم المواهب الكروية في مصر .. هناك أيضا مواهب أخرى مثل فاروق جعفر و مصطفى رياض و حمدي نوح, لكن الثلاثة لاعبين الذين ذكرتهم تمنيت بالفعل ان أراهم في الأهلي و كنت أشعر أن مكانهم الطبيعي في النادي الأهلي.

من هم زملاء الكفاح في مشوارك مع النادي الأهلي ..
نحن كنا مجموعة أصدقاء نعمل بفكر واحد, بمثل أعلى واحد, بأهداف واحدة, قريبين أخلاقيا من بعضنا .. و كنا محرم الراغب, هشام سعيد, آل سليم جميعا, لكن آل سليم لا أستطيع أن أقول أنهم كانوا أصدقائي بقدر ما كانوا علاقة راقية جدا مع ناس يعتبروا قدوة, حيث امتزجت الصداقة بالإعجاب أيضا .. هناك أيضا الكابتن حسن حمدي, لم نكن قريبين جدا من بعض لكن كنا أصدقاء .. محمود الخطيب كلاعب كرة فذ "محصلش" .. الأفضل على مر العصور لأنه كان متكامل, هداف, سريع, يسدد, يصنع لعب, يراوغ, خططي, فردي .. كل شيء!

ألا ترى أحدا في ملاعبنا اليوم قد يكون خليفة لمحمود الخطيب مثلا؟
السؤال لا يجوز, لأن الكرة اختلفت كثيرا .. لم تعد تعتمد على المهارة مثل الماضي .. هناك بالطبع العديد من المواهب, بركات و أبوتريكة مثلا, مواهب فذة, لكن بطرق مختلفة .. بلال و عماد متعب مثلا هدافين من طراز رفيع .. لكن الخطيب كان موهبة فذة لا تتكرر, مثلما نتحدث عن مطرب يتميز بصوت معين لا يتميز به أي مطرب آخر .. هكذا كان محمود الخطيب .. اللاعب الذي يمكن أن نقارنه بمحمود الخطيب إلى حد ما .. على أبوجريشة بشكل مختلف, حسن شحاتة بشكل مختلف, الشاذلي .. ماكينة أهداف, يكفي أنه أحرز 35 هدف في دوري من 12 فريق .. لاعب كان رائعا أيضا, لكن يقابل هذا أن كرة القدم لم تكن صعبة مثل اليوم, الدفاع أصبح قوي و اللعب أصبح مليء بالتكتيك .. لذلك أقول لك أن السؤال لا يجوز .. لا تقارن الخطيب, أو أي لاعب, إلا بلاعب آخر في نفس جيله.

في نهاية الحديث نشكرك على هذا الحوار الرائع و إلى اللقاء في مزيد من الحلقات ..
أشكرك و أشكر موقع AhlyNews.com على هذا الحديث.

تعليقات