الحلقة (2): عدلي القيعي يروي تاريخه و مشواره مع النادي الأهلي .. و يتحدث فترة عمله في اتحاد الكرة

الأحد 23 أكتوبر 2005, 16:40 كتب : عبدالرحمن مجدي

إذا كنت لم تقرأ الحلقة الأولى من الحوار يمكنك متابعته:

"

ألم تفكر و لو للحظة أن ترشح نفسك لرئاسة النادي الأهلي مثلا؟
لا لا, إطلاقا.

لماذا؟
أمتلك...   أسباب لذلك, و منذ فترة و أنا لا أخوض انتخابات الأهلي, ليس لعدم قدرتي و لكن لأني أرى أن فكري موجود بالفعل مع رئيس النادي الأهلي, يجب أن لا ننظر للموضوع بمنظور شخصي .. أنا لا أضع في حسباني أن أكون رئيسا للنادي الأهلي لأسباب شخصية, فالأمر بالنسبة لي لا يستحق أن أخسر في أشياء كثيرة .. أخسر فيه استقرار النادي الأهلي, أخسر فيه بعض أصدقائي و هناك ناس أراهم أكثر مني جدارة بقيادة النادي الأهلي .. مثلا في وجود الكابتن صالح سليم, من أكثر منه جدارة بقيادة النادي الأهلي؟؟! و شيء منطقي جدا أن يأتي الكابتن حسن حمدي بعد الكابتن صالح, فهو تسلسل منطقي .. أولا, لأن رئيس النادي الأهلي يجب أن يكون رجل له وضع اجتماعي ضخم جدا, وضع مالي لا بأس به, وضع سلطوي, أي يصل للسلطة بسهولة, و بالطبع اسم النادي الأهلي يساعد على هذا, و أي شخص سيكون رئيس النادي الأهلي سيستطيع الوصول للسلطة, و سيستطيع أن يحقق الأموال لكن أنا أرى أن دوري في النادي الأهلي يشبع رغبتي و يوصلني بالناس بدون الدخول في معارك لا داعي لها .. يجب أن أنظر لها , ماذا سيستفيد النادي الأهلي من كون عدلي القيعي رئيسا للنادي الأهلي بعد خلافات مع هذا و ذاك, و على حساب أشخاص جديرين بقيادة القلعة الحمراء, و الكثير من الناس يتهموني بعدم الطموح, أو أني لا أعطي نفسي حقها .. بالعكس أنا طموح جدا و أعرف قدراتي جيدا, لكن في نفس الوقت أعتقد الدخول في هذه الأمور لن يضيف لي .. أهم شيء أن يراني الناس جيدا في أي مكان أعمل فيه, فمثلا, بعد أن كنت عضو مجلس إدارة ثم مديرا للنشاط الرياضي, احتاجني الكابتن عبده صالح الوحش لأكون سكرتيرا لكرة اليد من جديد, و تعجب الكثيرون وقتها من نزولي من منصب مدير النشاط الرياضي أو عضو المجلس لأعود و أكون سكرتير لعبة .. لكن ردي أني لا أعمل لحساب أحد, و لا أحد يعمل لحسابي ... جميعنا يعمل لحساب النادي الأهلي و أنا اسمي كعدلي القيعي و انا سكرتير لعبة, مثل اسمي و أنا عضو مجلس إدارة, مثل اسمي لو شاء الله أن أكون رئيسا حتى! المهم ماذا سأضيف للنادي الأهلي .. لذلك أنا المناصب لم تكن شغلي الشاغل أبدا .. مثلا, أنا كنت عضوا في مجلس إدارة اتحاد كرة اليد دورتين, و أمين الصندوق و مديرا للفرق القومية .. دورة مع الكابتن حسن مصطفى و دورة مع الكابتن حسن مصطفى و لم أترشح بعد ذلك .. دخلت اتحاد كرة القدم مرتين بالتعيين, سكرتيرا عاما و عضوا في المجلس و مكثت عشر سنوات عضو في لجنتين, لجنة شئون اللاعبين و لجنة المسابقات معا .. أعتقد أن ليس هناك فارق, فربما يكون الأمر تنظيميا بمعنى أنه يجب أن يكون هناك رئيسا للنادي و نائبا له و ما إلى ذلك, لكن هذا ليس معناه أن هناك أحد أفضل من أحد, لأننا جميعا نؤدي دورنا لخدمة النادي الاهلي.

و لماذا لم تعيد ترشيح نفسك كعضو مجلس إدارة مثلا؟
أنا كنت عضوا في مجلس الإدارة مرتين .. أنا أرى أن مجلس الإدارة يرسم سياسات, لكنه ليس مطبخا للنادي, و عندما أصبحت مديرا عاما للنادي وجدت أن الوجود داخل المطبخ أمر مهم جدا, حتى أننا لو رسمنا سياسات كثيرة, يجب أن نطمئن أن هناك من يستطيع تنفيذ ذلك و هو دور المطبخ الذي أتحدث عنه, لذلك فدورنا الاحترافي أنا أو محرم الراغب أو هشام سعيد كرئيس للجنة الهندسة, أو مدير النشاط أو مدير الكرة, هؤلاء هم من ينجحون العمل لتنفيذهم الأمور بالشكل الذي يقرره مجلس الإدارة, و هم أيضا الذين يجعلوا مجلس الإدارة يتخذ القرارات المناسبة للأهلي بناء على المعلومات التي يقدمونها, فمجلس الإدارة لن يعرف من اللاعب الذي يجب التعاقد معه و من اللاعب الذي يجب أن يرحل إلا من خلال لجنة الكرة مثلا, لذلك أعجبني مكاني هنا جدا, و وجدت أيضا أن دخولي في المعترك الانتخابي سيكون على حساب ناس أراهم جديرين بأماكنهم و أنا أسعدهم و هم يساعدوني ليظل النادي الأهلي مؤسسة قوية.

حدثنا أكثر عن عملك في اتحاد الكرة ..
تم تعييني مرتين .. مرة عام 2000 عقب رحيل سمير زاهر, و جئت مع اللواء حرب, و كنا سبعة أفراد في مجلس معين مكث لمدة عام, كنت عضو مجلس إدارة معين و جئنا في فترة حاولنا تعديل بعض لوائح الاحتراف و للأسف الشديد كانت بداية إحساسي أن هذه الفترة لم تكن موفقة أو كما أتمناها بالرغم من وجود شخصيات هائلة في هذا المجلس.. حدثت نفس مشكلة تارديلي, جاء جيرارد جيلي قبل البطولة الأفريقية و لم يحقق نجاحات و رحل و تسلم منه الجوهري و لا جديد .. لا نعطي لأحد فرص كاملة, و لا أحد يتحمل حد .. لكن ما أثار استيائي أننا كنا وضعنا لوائح جيدة جدا تنظم الاحتراف كنا أعددناها و أنا عضو لجنة اللاعبين برئاسة أحمد شاكر و أقمنا لجنة نسقت هذا اللوائح مع لوائح الاتحاد الدولي على هامش بطولة العالم للناشئين عام 1997 و اتخذنا قرارات ايجابية جدا للكرة المصرية, و للأسف الشديد فوجئت أن بعد كل ذلك أقيمت لجنة أطاحت بكل هذا المجهود, و تنبأت وقتها في المجلس بأن اللائحة التي وضعت لن تستمر و سيتم رفضها في الجمعية العمومية و ها نحن حتى هذا العام يتم تغيير اللائحة موسميا .. و أعلنت رحيلي عن الاتحاد وقتها و عدم الترشح من ثانية.

و المرة الثانية التي دخلت فيها الاتحاد؟
المرة الثانية كنت سكرتيرا عاما للاتحاد, مع الكابتن عصام عبدالمنعم و كانت فترة جيدة جدا جدا, و كان العمل بإخلاص لأننا صنعنا أشياء جديدة و عملنا على خطة جيدة, سواء في علاقتنا مع الاتحاد الدولي, حيث كان مطلوبا مننا تقريب نموذج العمل في الاتحاد للنموذج الدولي, و حاربنا الجميع في أمور كثيرة جدا .. فعندما أردنا إنشاء لجنة النظام حاربونا, و عندما حاولنا في لجنة الانضباط و التي تسمى حاليا المحكمة, حاربونا و أنكروا أهميتها, عندما جئنا للننشئ لجنة المنشطات, حاربونا و هاجمونا .. و شككوا في كل اللجان و خضنا معارك شديدة جدا من أجل ترسيخ هذه اللجان .. و اليوم كل هذه اللجان تعمل و تعتبر أساسية و أصبح العالم يعترف بها, و أصبح كل من هاجمنا يتجاهل حتى الاعتذار عن الهجوم الذي تعرضنا له .. لا أحد أعطى الاتحاد المعين حقه, بالتأكيد هناك أخطاء في عمل هذا الاتحاد, لكن كلنا كان هدفنا واحد, و يكفي أن أحدا لم يسمع عن أي خلاف بيننا مثلا, و تركنا أساس جيد ليبنى عليه كل ما هو جيد, و من خلال AhlyNews.com أنا أتوجه بالشكر لاتحاد الكرة الحالي لعدم هدمه لكل الأسس التي تركناها و أتمنى التوفيق للاتحاد الحالي لأنهم مقبلين على تحدي كبير و هو تنظيم كأس الأمم الأفريقية.

كنت أشعر أحيانا من خلال حديثي معك أثناء توليك منصب سكرتير عام اتحاد الكرة أن هناك علاقة قوية بينك و بين الكابتن عصام عبد المنعم و هناك تفاهم بينكم ..
الكابتن عصام عبدالمنعم رجل "عنده فكر" و رجل جريء جدا بشكل أنا أتحفظ عليه لأنه جريء بشكل أكبر من المقبول في المجتمع المصري, و كان يتخذ القرارات دون تردد, و الناحية الشكلية لم تكن تهمه بقدر المضمون, فأنا مثلا كنت أهتم بالناحية الشكلية بجانب المضمون لأنه يجب أن تعلم أنهم مرتبطين ببعض جدا, أما الكابتن عصام فكان يهمه النتائج فقط, لذلك ارتحت كثيرا لفكر الكابتن عصام عبدالمنعم, و ليس هو فقط, فكان هناك الكابتن أيمن يونس رجل محترم جدا وممدوح عباس.

ألم تؤثر الانتماءات في العمل داخل الاتحاد؟
كلنا كان لنا انتماءات .. و كنا نداعب بعضنا كأهلاوية و زملكاوية و ما إلى ذلك, لكن عندما نجلس على ترابيزة الاجتماع لنتخذ قرار كان القرار الصحيح هو الذي يصدر .. فمثلا عندما حدث خلاف إبراهيم سعيد مع النادي الأهلي .. لم أقترب من أي لجنة فيها مشكلة تخص النادي الأهلي و كنت أطلب منهم أن لا أعلم حتى ماذا يحدث بالداخل .. و وقتها ظهر أحد أعضاء المجلس الذي ينتمون لنادي الزمالك طلب أن يتم تعيين مستشار داخل اللجنة التي تحقق في أمر إبراهيم سعيد, و بالرغم من أن ذلك ليس فرضا علينا إلا أننا وافقنا, و لم يكن عندنا مانع أن يحضر و يناقش و يتابع, و حتى يشارك في اتخاذ القرار, لذلك عندما صدر القرار لم يعترض أحد لأن كل قرار كان له سبب و لم يوجد أي سبب لأي اعتراض .. أما ظهور كلام حول أن عدلي القيعي يستغل منصبه في اتحاد الكرة للاطلاع على عقود اللاعبين فهذا كلام فارغ جدا و لا يستحق الرد لعدة أسباب .. ليس مجديا أن أرى عقد أي لاعب, و رؤية عقد أي لاعب ليست بهذه الصعوبة لأن كل لاعب يمتلك نسخة من عقده يريها لمن يشاء و لماذا يتفرض الناس أن هناك ثغرات في العقود.

لماذا تم ترشح نفسك في انتخابات اتحاد الكرة بعد ذلك؟
أنا لا أجيد اللعبة الانتخابية, و لا أحب الحديث عن نفسي كثيرا, فالناس تراني جيدا و أفضل أن أترك الحديث عني للناس بشكل عام و أنا لست مشغولا بالدفاع عن نفسي إطلاقا لاني أي رد يجلب رد و"مش هنخلص".

ماذا استفدت من عملك في اتحاد الكرة عموما؟
كل عمل أدخل فيه أحاول أن أضيف له و أن أستفيد منه خبرات .. فأنا أرى الأمور من منظور آخر .. منظور المسئول الذي يملك معلومات أكثر من أي شخص آخر .. و بالتأكيد أي تجربة تضيف لي ثقافة جديدة .. مثلا عندما أحاول أن أطابق النظام المصري على النظام في الاتحاد الدولي, فأنا هنا استفدت ثقافة جديدة عن النظام في الاتحاد الدولي .. أنا حضرت ثلاث دورات تدريبية حول شئون الاحتراف 2 منهم في مصر و واحدة في انجلترا كل ذلك للاطلاع .. و زرت نادي ريال مدريد و زرت نادي بنفيكا البرتغالي و زرت نادي إيفرتون من أجل الإطلاع على الأمور في الخارج .. مثلا عندما سافرت لأنهى إجراءات قدوم فريق ريال مدريد و عدت معهم في الطائرة الخاصة, احتكيت بهم و تحدثت مع ديل بوسكي و قابلت اللاعبين المحترفين أمثال زيدان و روبرتو كارلوس و كاسيلاس و تحدثت مع بعضهم و شاهدتهم يتصرفون على طبيعتهم و كل ذلك إذا تم روي لك ليس كما تعيشه, كل هذه الأمور تعطيك خبرة كبيرة بالطبع.

ماذا عن طبيعة عملك في النادي الأهلي ..
مدير عام إدارة التسويق في النادي الأهلي .. طبيعة عملي هي تطوير النادي الأهلي و تحقيق أموال من كافة حقوق النادي الأهلي, جزء من هذه الحقوق اللاعبين لكن هناك حقوق أخرى مثل الشعار , الإذاعة, الصحافة, الاسم, اللون, كل هذه الأمور تجلب الأموال للنادي الأهلي و نخطط للاستفادة منها جيدا .. التفكير في مستقبل النادي الأهلي .. متحف النادي الأهلي مثلا, إنشاء معارض, بيع حق أشياء مثل المشروب الرسمي و الرعاة الرسميين كل هذه دخول مادية للنادي الأهلي .. إقامة المعارض المؤقتة, و لافتات الإعلانات, تسويق الفانلة, و صور فريق الكرة .. كل هذه الامور تسير في طريق جيد جدا, بالطبع هناك الكثير من العقبات و أهمهما التقليد و القرصنة, لذلك حتى الآن نحاول التطوير من فكرنا, فمثلا كنا نبيع حقوق الإذاعة قبل ذلك, على أن نعطي المشتري حق الإذاعة في أي وقت, أما الفكر الجديد هو الاستفادة من كل مرة تعاد فيها, لذلك نسجل ما يسمى بالملكية الفكرية, يجب أن يتقصر التفاوض على حقوق النقل التليفزيوني على المباراة فقط, فهناك الكثير و الكثير من المجالات الاخرى ... من ضمن أهداف إدارة التسويق عمل قناة تليفزيونية و قطعنا فيها شوطا كبيرا, و الحمد لله حققت إدارة التسويق إيردات للنادي الأهلي تجاوزت الـ55 مليون جنيه.

نستكمل مساء الثلاثاء الحلقة الأخيرة من حوار المهندس عدلي القيعي مع AhlyNews.com و الذي سيتحدث فيه عن تاريخه مع الصفقات في النادي الأهلي, أهم و أصعب و أقوى الصفقات التي أبرمها, بالإضافة إلى الصفقات التي لم تتم .. فتابعونا.

تعليقات