مفاجأة AhlyNews.com عدلي القيعي يروي تاريخه و مذكراته مع النادي الأهلي في ثلاث حلقات خاصة (الحلقة ال

الجمعة 21 أكتوبر 2005, 16:36 كتب : عبدالرحمن مجدي

لم يكن الحديث عن النادي الأهلي فقط, بل انتهزنا الفرصة, و تطرقنا أيضا لحياته الشخصية لنعرف الجانب الخفي من حياة "مهندس التعاقدات" كما يطلق عليه جمهور الأهلي .. الحديث مع المهندس عدلي القيعي كان أروع ما يكون, و ربما هو أكثر الأحاديث متعة في إجرائها منذ افتتاح الموقع .. عدلي...   القيعي هو رجل يعشق الأهلي "بجد" .. رجل يخدم الأهلي بكل ما يملك منذ أن كان طفلا, و حتى اللحظة .. أجاب على جميع الأسئلة بالتفاصيل المفصلة مما أعطى الحديث طعم خاص.. و سيتم نشر الحلقتين الثانية و الثالثة خلال أيام فقط على AhlyNews.com.

"
الكابتن عدلي القيعي أثناء حواره مع AhlyNews.com

كابتن عدلي .. عرفنا ببطاقتك الشخصية ..
اسمي محمد عدلي القيعي .. عضو عامل في النادي الأهلي منذ عام 1963, و عضويتي جاءت بأني ذهبت لمقر النادي و طلبت عمل عضوية فأخبروني أن علي الانتظار حتى أنتهي من الجامعة ليكون مؤهلي عالي ..أنا لم أنشأ في النادي الأهلي لكن عشقي و حبي للأهلي جعلني متواجد بشكل مستمر في جميع تدريبات الألعاب المختلفة, لذلك طلبت عضوية و أصبحت عضو عامل بعد أن تخرجت من الجامعة سنة 1963 و منذ سنة 63 و حتى اليوم علاقتي بالنادي الأهلي يومية.

و احك لنا عن بدايتك مع الأهلي ..
بعد ثلاثة أعوام من العضوية و نتيجة ارتباطي الدائم بالفرق الرياضية و احتكاكي بها و تكوين علاقات قوية مع مختلف الأشخاص, تم اختياري لأكون سكرتير لعبة التنس طاولة و توليت هذا المنصب من سنة 1963 و حتى 1979 .. تسلمت الفريق بدون ملاعب و بدون فرق ناشئين, كان قد تم هدم ملاعب التنس طاولة لبناء مدرجات الدرجة الثانية في ذلك الوقت, فتسلمت الفريق عبارة عن فريق أول بدون ناشئين و بدون مكان للتدريب .. بعد سنتين من تولي هذا المنصب استطعت انشاء مكان و بنيت فرق الناشئين .. و وقت أن تركت التنس طاولة كان الأهلي بطل جميع المراحل السنية رجال و سيدات .. و لعل أبرز الناشئين الذي كانوا معي, و أصبح بعد ذلك بطل مصر الدائم أحمد الدولتلي و معه علاء مشرف الذي تسلم منه الراية .. و أعظم لاعب في تاريخ تنس الطاولة المصرية جلال فهمي عز .. سارت الأمور بالعلاقات و الصداقات أكثر منها إدارة, و كنت وضعت مفهوم ثابت في فرق الناشئين بضرورة الجمع بين التفوق العلمي و التفوق الرياضي و التفوق الأخلاقي .. لدرجة أن كثير من المشاكل الأسرية كانت يتم حلها في التنس الطاولة فكنت إذا اشتكى لي والد أو والدة أي لاعب أمنعه مثلا من السفر مع الفريق في أي سفرية حتى يأتيني تقرير من والده بانضباطه و التزامه, و من الأبطال الذين أعتز بهم جدا بطل مصر تحت 18 سنة و كانت علاقتي به علاقة أخ كبير كان معتز الدمرمداش الإعلامي المعروف كثيرا ما كنت ألتقي مع والده و ووالدته للحديث حول شئونه و كانت هي روح النادي الأهلي, روح الأسرة و المفهوم الأخلاقي قبل الرياضي .

و سنة 1976 دخلت مجلس الإدارة و كنت أصغر عضو مجلس إدارة و لم أكن تحت السن, فكان عمري وقتها 31 أو 32 سنة, و دخلت المكتب التنفيذي و إدارة النشاط الرياضي بالنادي الأهلي ثم عضو مجلس إدارة مرة أخرى ثم متحدث رسمي باسم النادي الأهلي عام 1991 ثم مدير عام النادي و متحدث رسمي أيضا عام 1993, و اليوم أنا مدير عام إدارة التسويق.

و الحمد ارتباطي بالنادي الأهلي هو الأولوية الأولى في حياتي و عندما عرض على أن أكون مديرا للنادي وجدته أمرا منطقيا بدلا من أن يكون عملي الأساسي خارج النادي و أنا دائما في النادي لماذا لا أعمل في النادي الأهلي؟ حتى أستطيع أن أكرس له عمري كله, و لهذا السبب عندما تركت النادي الأهلي و عملت في نادي الجزيرة فترة ثم عادوا و طلبوني من جديد مديرا للتسويق أحببت الأمر لكونه تحدي جديد لأني أعشق التحدي و أعشق العمل مع النادي الأهلي .. باختصار علاقتي بالنادي الأهلي علاقة تلخص عمري كله, و أنظر للنادي الأهلي على أنه وطن صغير أحقق فيه ما أستطيع تحقيقه من أحلام و أمارس في القيم التي آمنت بيها و تعلمتها في النادي الأهلي لأني أرى أن دور النادي الأهلي تعدى البطولات فقط, بل أصبح يؤثر في التركيبة الأخلاقية و الاجتماعية للمجتمع من خلال ما يطرحه من مقررات تربوية و يسبق المبدأ على النتيجة و الغاية لا تبرر الوسيلة, و أعتقد أننا سنستمر هكذا طوال ما الإدارات المتتالية تسير بنفس التسلسل, فأنا مطمئن على النادي الأهلي.

ماذا عن دورك في مجلة النادي الأهلي؟
خلال الفترة التي تحدثنا عنها أنشأت فكرة مجلة النادي الأهلي و كلفت بتنفيذها و أنشئت عام 1974 و كنت مديرا لتحريرها و مازلت في مجلس إدارتها و مجلس إدارة تحريرها و كاتب فيها منذ يومها الأول و حتى يومنا هذا .. المجلة بدأت بمشروع برأس مال خمسة آلاف جنيه, هذا العام حققت أرباح 2 مليون و 950 ألف جنيه.. و تعتبر المجلة أول مشروع استثماري على مستوى الأندية المصرية و يتم حاليا تطويرها و سننشئ عدد شهري بإذن الله و أتوقع أن أرباحها ستتجاوز الخمسة ملايين جنيه العام المقبل و هي أعتقد أنها تحقق أعلى أرباح في مصر خاصة أنها تحقق أعلى نسبة توزيع و هي 6 ملايين نسخة في العام.

هل كنت تتمنى العمل في النشاط الرياضي منذ صغرك؟
أعتقد أني ظاهرة غريبة جدا, في سني الصغير لعبت معظم الألعاب , كرة طائرة و تنس طاولة و كرة قدم و هوكي, و غيرهم, لكن لم يخطر ببالي أن ألعب بفريق لأني لم أكن عضوا في أي نادي, لكن كنت أنشأت ناديا خياليا في الشارع الذي سكنت فيه .. يبدو أن الملكة الإدارية أو الهواية الإدارية مسيطرة علي منذ صغري, فأنا لم أكن أكبرالشباب سنا في الشارع الذي سكنت فيه مثلا, حتى أن أول بطولة كرة خماسية أقيمت عام 1960 و كانت في المعمورة و افتتحها المحافظ و كنت أستقدم فرق كبيرة للمشاركة في البطولة, فمثلا كان منتخب مصر في معسكر إعدادي لدورة روما عام 1960 جاء بعضهم و شاركوا في البطولة, و الفنانين نظمت لهم دوري خاص, و منهم المرحوم فريد شوقي و صلاح ذو الفقار و على رضا و غيرهم كثير, و رجال الأعمال الكبار نظمت لهم دوري و وقتها كان عمري 18 سنة تقريبا .. لذلك أخبرك أن الملكة الإدارة استحوذت علي, أي مكان أتواجد فيه أنشئ فيه نشاط رياضي, الشارع الذي سكنت فيه, نظمت فيه عددا من الأنشطة, كنت أغزل شبكة الكرة الطائرة بالـ"دوبارة" بنفسي و كنت أربطها في أعمدة النور و نلعب في الشارع .. لعبنا الهوكي بجريد النخل, كل ذلك في عمر مبكر جدا, لذلك أنا لم أكن بطلا في أي لعبة, كنت ألعب على مستوى الجامعة كأعلى مستوى و ليس في فريق نادي .. و مثلا كنت في مدرسة النقراشي و كانت كرة اليد لعبة تجريبية, معظم زملائي انضموا لنادي الجزيرة في فريق اليد و طلبت مني الانضمام لنادي التوفيقية, لكن لم يخطر ببالي أن ألعب في فريق نادي لعبة معينة لكن بالطبع كانت كرة القدم مسيطرة على بشكل أكبر, فكانو ينتظروا قدومي لننظم البطولات التي شارك فيها بعض النجوم الذين لمعوا بعد ذلك أمثال همام الشريف لاعب الترسانة, و مجموعة من عباقرة كرة القدم السداسية أمثال جمال العقاد و أشرف زاهر و سليمان الحكيم و أنور سلامة أيضا زائد نجوم الأسكندرية مثل طاهر الشيخ الذي تعرفت عليه من هذه الدورات, و تعرفت على عبده البقال الكشاف المعروف من هذه الدورات حيث حاول ضم لاعب كبير اسمه على البيسكي و دله الناس علي لأساعده في ذلك .. و بالطبع كنت حرا في ذلك الوقت فكنت أسافر مع الفرق المختلفة في البطولات, أسافر مع فريق السباحة للسويد مثلا أو مع أي فريق لأي بلد آخر و بالطبع على حسابي الشخصي, و كنت أصرف معظم الأموال التي أتحصل عليها في الرياضة و القراءة, الهوايتين اللتين سيطرتا علي.

إذن فكنت تعشق القراءة, في الرياضة أيضا؟
لا, القراءة في كل شيء .. فجدي كان أديبا اسمه أحمد فريد الرفاعي و له مؤلفات "الأمين و المأمون" و "رحلتي إلى اليمن" و غيرها و كان مدير عام شيء ما يشبه وزارة الثقافة حاليا .. و كانت لديه مكتبة قوية جدا من أربع غرف كبيرة جدا فكنت أساعده في ترتيبها و تنظيفها, فكنت أصادف بعض الكتب للمنفلوطي مثلا و كنت أحب أن أقرأ كتاباته جدا .. و القراءة أعطتني اللغة و أعطتني الثقافة, كما قرأت أيضا للعقاد و طه حسين, و للعلم فقد كنت أرى طه حسين في بيت جدي أحيانا لأنهما كانا أصدقاء لذلك فقد صادفت نماذج أعطتني اتجاها أدبيا بعض الشيء.

إذا نستطيع أن نلخص ما سبق في أن النشاط الرياضي يسيطر عليكم منذ صغرك و حتى الآن؟
النواحي الإدارية, نعم, غلبت على بشكل كبير و كنت أمارس للممارسة و ليس أكثر, فكنت أعشقت تنظيم البطولات و ما شابه ذلك, و كان أمرا بالفطرة و ليس أكثر.

و ما قصتك مع الرياضة بالتحديد؟
كنت ألعب رياضة و استمريت في لعب الرياضة حتى أصبت بقطع في وتر الأكيل في ملعب الهوكي هنا كنا نلعب كرة قدم في النادي مما عطلني عن اللعب لمدة سنتين, ثم عدت للعب و للأسف حاليا انشغلت في عجلة الحياة و لم أعد أمارس الرياضة بالشكل المنتظم الذي يعبر عن مدى كون شخصيتي رياضية.

ما أول مسئولية رسمية توليتها مع النادي الأهلي؟
أول منصب رسمي كان سكرتير عام التنس طاولة في النادي الأهلي.

و كيف جاء ذلك؟
كنت صديق للاعبين و كنت قريبا منهم و كنت صديق لأحمد درويش و مدحت أبوالفتوح كابتن فريق التنس طاولة في ذلك الوقت و كان لا يوجد ملعب للتنس طاولة فكنا دائما ما نجلس معا في أوقات فراغنا و كنت أسافر معهم و كنت مرتبط بعائلتهم لذلك كنت أعلم كل شيء عنهم و كنت أشارك في حل مشاكلهم حتى أصبحت متولى هذا المنصب بشكل غير رسمي, حتى أخبروني أنهم بحاجة لسكرتير تنس الطاولة حيث أن الفريق أصبح مهدد بالفشل و الـ"فركشة", و لا يوجد مكان للتدريب و بدون ناشئين, و في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه كانت اللعبة ستنتهي في النادي تماما.

و ما أهم المواقف التي تعرضت لها أثناء توليك أول منصب رسمي ؟
كان هناك "بار" بدلا من مكان التنس طاولة حاليا, و كانت هناك بطولة اسمها بطولة الأهلي السنوية للتنس طاولة و تم إلغاؤها عامين متتاليين بسبب عدم وجود مكان لإقامتها .. و قبل موعد البطولة بـ20 يوم قمت بفعل أعتقد أنه تهور كبير, لكن كان تأثيره إيجابي جدا .. كان قرارا قد صدر بمنع البارات من الأندية و كان هذا البار مهجورا و عديم الفائدة فقمت بتكسير البلاط و أقمت مكانا للعب البطولة و تم استدعائي من قبل الفريق مرتجي و وبخني على قيامي بهذا التصرف دون الرجوع لأحد , و كان ردي أن هناك بطولة ستقام بعد 20 يوم و طلب من قبل أن يتم تخصيص مكان لتنس الطاولة و لم يتحرك أحد, و هذا المكان أصبح مئوى للقطط و الفئران خاصة بعد قرار إلغاء البارات, و أنا أعلم أن هذا الفعل ليس صحيحا و أنا مخطئ و إذا رأيت أن تتخذ معي إجراء رسمي فأنا أتحمل مسئولية ذلك, لكن بنظرة واقعية, فالمكان بلا فائدة فلماذا لا نستفيد منه؟ فضحك الفريق مرتجى و قال "ماشي كمل اللي بتعمله, و متعملش كده تاني!" و أقيمت وقتها البطولة في موعدها و لا تزال الصالة موجودة و سار التنس طاولة بانطلاقة كبيرة منذ ذلك الوقت.

... نستكمل الحديث مع الكابتن عدلي القيعي في الحلقة الثانية مساء الأحد بمشيئة الله .. انتظرونا

تعليقات