الرجل الذي حير الجميع وجعل الحكم عليه صعبًا للغاية !!

جاريدو الذي حقق بطولتين مع المارد الأحمر "الكونفدرالية الإفريقية، وكأس السوبر المصري" وأدخل الفرحة والسرور علي جماهير القلعة الحمراء، وتوسمت فيه الجماهير ليكمل مسيرة البرتغالي مانويل جوزيه.

فبعد خسارة الأهلي للسوبر الإفريقي أمام وفاق سطيف الجزائري خرجت الأصوات تطالب بإقالة جاريدو من تدريب الفريق بعد هذه الخساة التي لم يتعود عليها جمهور القلعة الحمراء.

ولكن من الصعب الحكم علي جاريدو سواء بالإيجاب أو السلب، لا أدري لماذا !!.. فهناك مباريات كان المادرد الأحمر فيها يقدم "كورة عالية" من حيث الاستحواذ والخطورة علي المرمي والالتزام الدفاعي مثل مباراة المقاولون التي فاز بها رغم حصول اثنين من لاعبي الفريق علي طرد، بالإضافة إلي مباراة بتروجيت التي تعادل فيها، رغم الكم الكبير من الفرص الضائعة خلال اللقاء، ثم بلقاء إنبي الذي استحوز علي اللعب فيه أغلب دقائق المباراة إلا أن القدر لم يكن رحيماً به فلم يستطع الخط الهجومي باستغلال الهجمات المؤثرة أمام المرمي، ولم ينجح خط الدفاع في التمركز الجيد في المرتدات وخسر الأهلي واحده من أفضل مبارياته خلال الموسم الحالي.

وبالنظر إلي بعض المباريات الأخري التي خسر فيها ولم يؤد الفريق بالشكل المطلوب مثل مبارة الإتحاد والتي خسر الأهلي فيها برباعية ووقف الفريق مكتوف الأيدي ولم يستطع جاريدو إحداث أي تغيير في شكل المباراة، بالإضافة إلي افتتاح الموسم بخسارة غير متوقعة من الرجاء وكأن الخطأ واحد "ألعب واستحوز وأهاجم ولا اهتم بالجانب الدفاعي ومن هجمة مرتدة للخصم وضرب دفاعات الأهلي يجعل الفريق متأخراً ولا يستطيع الرجوع للمباراة"، اللهم إلا في لقاء وحيد أمام النصر بهدف رمضان صبحي القاتل.

وعند النظر إلي لقاء الأهلي الأخير في السوبر الإفريقي نجد أنها واحده أيضاً ضمن أفضل مبارياته التي أدارها مع الفريق، كيف لك أن تكون خارج ديارك وتقوم بضغط منافسك خلال الشوط الثاني كاملاً وتضيع أكثر من فرصة لتحقيق اللقب إلا أن الكرة عاندتك طوال دقائق المباراة، كما كان هدف تعديل النتيجة لمتعب جاء بشق الأنفس، وتخسر البطولة بشكل دراماتيكي بعد ما ظن الجميع أن البطولة تقترب من القلعة الحمراء.

كل هذا أصاب عشاق المارد الأحمر بحيرة بالغة مما جعل الحكم علي جاريدو سواء بالبقاء أو الرحيل مختلف عليه فلا الكل يجمع علي هذا ولا الكل يجمع علي ذاك.

وأري أن السبب في هذه الضغوطات التي يتعرض لها جاريدو هو توليه مسئولية فريق كبير الأكثر تتويجاً ببطولات قارية علي مستوي العالم، وأعرق وأكبر أندية القارة السمراء، وأن جمهوره اعتاد دائماً علي حصد الكئوس والوصول الي منصات التتويج ليس ليحل ضيف شرف في أي بطولة، وعدم نقبل الهزيمة بأي شكل، وهو الذي وجده الجماهير خلال فترة مانويل جوزيه، حتي عندما رحل البرتغالي، جاء من بعده حسام البدري ومحمد يوسف واستطاعوا إرضاء عشاق المارد الأحمر.

ولكن من وجهة نظري أن فكر جاريدو لم يجد من يطبقه داخل المستطيل الأخضر، أو أنه لم يعرف كيف يدير اللاعب المصري إلى الآن، ولكن شهادة حق أن الإسباني ظهرت تدريباته علي كثير من اللاعبين، خاصة حسام عاشور الذي كان عمله خلال الفترة السابقة " موظف " يستقبل الكرة ويمررها لصديقه دون أن يكون له فاعليه في باقي أنحاء الملعب، فنجد عاشور الآن يسدد علي المرمي وأصبح له شكل داخل الملعب، بالإضافة إلي بعض الكرات التي يصنع منها فرص خطيرة للمهاجمين.

كلمة أخيرة لجمهور الأهلي:

تعودتم دائماً علي احراز فريقكم البطولات علي مدار العشر سنوات الماضية، ولكن هذا هو حال الكرة يوم لك ويوم عليك، ومؤازرة الفريق حتي في أصعب حالته " على الحلوة والمرة معاه"، فالفريق حالياً يمر بمرحلة إحلال وتجديد، يجب علي الجميع أن يعي ويقف بجانب اللاعبين والإدارة، فالمباديء لا تتجزأ عند الإدارة وأنها لا تحاسب بالقطعة، فلن يتم إقالة جاريدو إلا بعد محاسبته نهاية الموسم وما أضافه للفريق، عليكم التحلي بالصبر، فالقادم أفضل بمشيئة الله.
ناقشني عبر فيس بوك من هنا