فني جداً.. الفارق بين أهلي مبروك وفترة جاريدو

السبت 13 يونيو 2015, 16:26 كتب : حسين غـريب

"فني جداً" هي فقرة ثابتة يقدمها Ahly News.com لقراءه الأعزاء، نتناول فيها الشرح والتحليل لمباريات النادي الأهلي، واليوم نكسر القاعدة للحديث حول الفريق بشكل عام تحت قيادة مبروك مقارنة بعصر جاريدو.

 

 

بمجرد تولي المدير الفني فتحي مبروك قيادة الأهلي وتغيرت الأمور تماماً للأفضل، ما جعل البعض يشيد بقدرة الرجل علي التعامل النفسي مع اللاعبين وكيف عدل الوضع للأفضل وهو أمر فيه ظلم واهدار لحصر كفاءة الرجل الفنية في أمر نفسي فقط، بالفعل تعامل مبروك بشكل جيد من الناحية النفسية ولكن وحدها لا تكفي إلا لو لم يملك القدرة الفنية التي تمكنه من قيادة فريق كبير بحجم نادي القرن، وفي الموضوع التالي نستعرض أبرز التغييرات التي طرأت علي الفريق بعد تولي مبروك..

ثبات التشكيل ..أحد أهم العناصر التي عجلت برحيل جاريدو وبسوء الأداء والنتائج هو تغيير التشكيل وعدم الثبات لمباراتين أو ثلاثة علي أقصي تقدير بنفس التشكيل، وهو ما ساهم بشكل كبير في دخول اللاعبين حالة من انعدام الثقة وعدم الإتزان، ناهيك عن افتقادهم للجماعية والتعاون في الملعب.

عالج مبروك هذه النقطة بتثبيت التشكيل وعدم دخول عناصر جديدة إلا في حالة الضرورة القصوي كالاصابات والإيقافات، غير ذلك فكان يدفع بالعناصر ذاتها كل مباراة يخوضها الفريق.

التوظيف الجيد لتنفيذ الطريقة ..كان الإسباني جاريدو متأرجح بين الطريقتين 4-2-3-1 و4-2-2-2، بل وتفنن في كيفية افساد مفعول كلاً منهما، الأولي بالدفع بلاعبين في غير مراكزهم، فمثلاً يفترض أن يلعب بالثلاثي تريزيجة ورمضان صبحي والسعيد خلف رأس الحربة، تفاجئ بالدفع بأحمد عبدالظاهر في مركز "الهاف رايت" أو المهاجم المتأخر، وهو ما يفقد اللاعب أمرين الأول مركزه الذي يجيد فيه في مركز رأس الحربة لذلك يبتعد عن التهديف والثاني استهلاكه بدنياً دون جدوي وفعالية، أتذكر أن عبدالظاهر خرج عقب مباراة الشرطة التي لعب فيها في نفس المركز  بتصريح بعنوان"أنا اتفحت جري" في إشارة للمجهود البدني الرهيب بينما لم يهدف.

أحد الأخطاء التي وقع فيها الإسباني أيضاً حين يلعب بطريقة 4-2-2-2، لم يكن يوظف الثنائي الذي يلعب خلف رأسي الحربة التوظيف الصحيح ليدفع بالسعيد مثلاً في أغلب المباريات علي الأطراف وهو لا يجيد في هذا المركز، إلي جانب خروج رأس الحربة كثيراً من مناطق الخطورة، ناهيك عن افتقاد العرضيات لإستغلال المهاجمين، الأمر الأخير وهو التغيير الكثير للثنائي الأمامي بين الإثيوبي وإيبي ومتعب وعبدالظاهر وخروج أحدهما من القائمة عقب مباراة لعبها أساسي وعودة لاعب مستبعد تماماَ أساسياً وهكذا.

عالج مبروك هذا الأمر بثبات التشكيل مثلما أوضحنا في النقطة الأولي إلي جانب ثبات الطريقة أيضاً وخوض اغلب المباريات بطريقة 4-2-3-1، بتوظيف السعيد في وسط الملعب تحديداً مركز صانع الألعاب وهو ما حول مستواه للأفضل، إلي جانب استغلال انطلاقات تريزيجة ووليد سليمان او رمضان صبحي ليقوم بدور متلقي الكرة في مناطق الخطورة للخصم وهو التوظيف الذي اختلف عن توظيف جاريدو، الذي تباعد فيه كل لاعب وحيداً بمفردة في الأمام وعلي الأطراف.
يخوض الأهلي أغلب لقاءاته بهذا الشكل الهجومي تحت قيادة مبروك منذ توليه المسئولية

كل ما سبق من أخطاء فنية غير مؤثرة بالشكل الكبير علي مسيرة الفريق فهناك ما هو أخطر في الناحية الدفاعية، فربما تفشل في الوصول هجومياً ولكن طالما حافظت علي شباكك نظيفة كان التسجيل في مرمي الخصم ومن ثم المكسب أمر سهل، ولكن مع جاريدو كان الأهلي دائماً عرضة لتلقي شباكه أهدافاً من أقصر الطرق وأمام خصوم ليست بالقوية، فالإسباني كان يعتمد بشكل كبير علي الإندفاع الهجومي من ظهيري الجنب في نفس الوقت أغلب مواجهات الفريق، وهو ما يحمل ثنائي الوسط أعباء دفاعية ثقيلة كلفت المارد الأحمر أهدافاً في أوقات حرجة وأضاعت نقاط كثيرة في الدوري العام، وكان بمثابة القشة التي قصمت ظهر الأهلي وابعدته عن المنافسة.

تحسن كثيراً شكل الأهلي تحت قيادة مبروك، بلغة الأرقام لعب الأهلي 6 مباريات بالدوري تلقت شباكه هدف واحد بينما مع جاريدو تلقت شباك الأهلي 4 أهداف في مباراة واحدة ، ومع ذلك تذكر أقول "الشكل" يمكن من المشهدين القادمين فهم ما أقول بسهولة، مبروك أعاد لدفاع الأهلي شكله المفترض أن يكون عليه ولكن ما يحدث بعد ذلك فهو خارج سيطرته لأن الأمر يتوقف علي قدرات اللاعبين.

بالصورة الأولي الإندفاع الهجومي الذي يكلف دفاع الأهلي الكثير في المرتدات ليظهر شكل الدفاع بالصورة التالية ..

اندفاع هجومي للأهلي تحت قيادة جاريدو

 

استغلال الخصوم لإندفاع ظهيري الجنب وهو ما كلف الفريق الكثير

 

شاهد المشهد التالي بالرغم من شرحه في تحليل مباراة الإفريقي وما فيه من أخطاء إلا أنه مقارنة بالصورة السابقة يعتبر أفضل من حيث الزيادة العددية ولكن افتقد للضغط والتمركز الصحيح والتغطية وكلها أمور مسئول عنها في المقام الأول اللاعب وليس المدرب، بعكس المشهد السابق والسبب الرئيسي فيه المدير الفني للفريق، ينقص الأهلي فقط التدعيم في هذا المركز ومركز الوسط المدافع.

اخطاء في التنفيذ من اللاعبين وليس سببها الخطة التي وضعت للعب بكس جاريدو

يبقي الإشارة إلي أمر هام، أفتقاد جاريدو لوضع التشكيل الأمثل والتدخلات خلال المباراة في حال طرأ موقف مفاجئ، وهو ما يقوم به مبروك ببراعة وما اكثر المواقف المفاجئة التي يتعرض لها خلال المباريات.

 

للتواصل مع الكاتب عبر فيس بوك حسين غريب

 



تعليقات