أخطاء بيسيرو الخمسة أمام المقاصة.. وطلب إحاطة يدين كبار الأهلي!

الجمعة 06 نوفمبر 2015, 00:37 كتب : محـــمد فـــرج

الأهلي يفشل في فك شفرة المقاصة ويهدر أول ثلاث نقاط بمشواره.. عنوان مرير غير متوقع، أخطاء بالجملة وقعت من لاعبين كبار في المباراة، عدم حسم للفرص أو تحويل أنصاف الفرص إلى أهداف محققة.. ببساطة.. أين الأهلي؟ ولعل نشوة الانتصار في المباريات السابقة لم تجعلنا نهلل بالقدر الأمثل أو نحتفي كما عهدنا من قبل، لأن الحسم يأتي في اللحظات الأخيرة، والرمق الأخير للمباراة بـ"صعوبة" بالغة لم يعتاد الأهلي عليها منذ سنوات مضت.. ويبقى السؤال متى يستفيق الأهلي من كبوته؟ ومتى يعود بفارق الأهداف بدلاً من البقاء حتى اللحظات الأخيرة يمني النفس بهدف التعادل أو الفوز؟؟

 

 

السؤال صعب، والإجابة قاسية على الجميع.. الأهلي منظومة متكاملة يجب أن تتضافر الجهود لإنجاحها وتحقيق أفضل نتائج ممكنة، سواء من مجلس الإدارة أو الإدارة الفنية واللاعبين الكبار الذين بمثابة مدربين مازالوا في الملعب وهم الفئة العمرية الكبيرة التي تتمتع بخبرات طويلة وحصدت العديد من البطولات.. للأسف صار منهم من يرتكبون أعباء كبيرة ويقومون بضغط نفسي أكبر على المدير الفني ووجدوا من يشجعهم داخل صفوف الجهاز !!

 

1- أين الخطة؟

للوهلة الأولى وضغط الأهلي في منتصف ملعب وظننت أن الخطة قائمة على الضغط المتواصل مع إحكام وسط الملعب قبضته ومؤازرة ودعم الفريق في تحقيق الهدف الأول مبكراً، ولكن سرعان ما انخفض الوازع الهجومي لعماد متعب، وأصبح زكريا يكمل الضغط مع انطوي، وسط عرضيات غير متقنة من أحمد فتحي، ورفع للكرة قبل الآوان بما يسهل المهمة على حارس المقاصة، ويقلل من خطورة الكرات المرسلة من الخلف للأمام أيضاً.. تعامل الأهلي مع المباراة من منطلق غير جيد، ولم يستطيع بيسيرو إصلاح دفة الأمور حتى مع إيهام المشاهدين أنه قام بتغيير طريقة اللعب، بالفعل قام بها من وجهة نظره وعلى الورق، ولكن دون أدنى تغيير يذكر على الصعيد العملي داخل الملعب.

 

2- العقاب الخاطيء

ليس من المعقول أو المقبول استبعاد رمضان صبحي، كما أن الجميع يدرك جيداً أن الاستبعاد الفني يقع تحت طائلته العديد من التستر لأمور أخرى بعيدة عن الأضواء، مثلما تم عقاب إيفونا باستبعاده من المباراة الماضية بداعى أنه مصاب وخلافه، ولكن الحقيقة أن اللاعب كان يريد الحصول على مستحقاته المتأخرة، فضلاً عن احساسه بالملل خلال الفترة المؤخرة بدون أسباب معلنة على الصعيد الشخصي، ولكن يبقى رمضان صبحي تحديداً كلمة السر في تغيير اللقاء وفتح العديد من الآفاق بمهارته في اللحظات الحاسمة للقاء، واستبعاده من المباراة اليوم قرار خاطيء بنسبة 300%.

 

3- رأسي الحربة

القاعدة تقول: "البدء برأسي حربة في أول المباراة يتطلب أن يكون أحدهما ساكن والآخر متحرك، وذلك إذا أردت الإبقاء على جوكر متحرك خارج الخطوط كورقة رابحة"، ولكن هذا لم يحدث، نظراً لبقاء الساكن ساكن والمتحرك غير متحرك بالشكل الفعال، فالساكن وهو عماد متعب أصبح مجهوده منخفض للغاية عما كان عليه مسبقاً، ولم يظهر بالشكل الذي يجعله يتقن مرحلة اللعب الأساسي منذ أن تخطى العقد الثالث من عمره، والثاني وهو المتحرك جون انطوي لم يكن موفقاً واهدر العديد من الفرص، ولبقاء متعب بدون فاعليه افتقد خط الوسط الترابط وبدأ في الدعم الهجومي الصريح، وسط غياب قوة عاشور عما كانت عليه من قبل.. الخلاصة ببساطة تكمن في البدء بإيفونا لأنه اللاعب الأجهز والأخطر والأفضل، وإذا لعب عمرو جمال بجواره سيكون ثنائي قوي، وإذا كان أنطوي مرافقاً فسيكون أفضل بكثير، وسط وجود متعب القناص على دكة البدلاء يدعم في اللحظات الحاسمة ويعطي المجهود المكثف الذي يسفر عن أهداف، ويشتت الخصم ويربك حساباته بشدة.

 

4- لعنة هيندريك وعاشور

لماذا فرط الأهلي في هيندريك؟ وإذا كان بيتر دون المستوى فرحل وجاء من بعده الثنائي الأفضل في نفس المركز تحديداً، ولكن هيندريك صاحب التمريرات الثاقبة والقوة البدنية الرائعة جاء الأهلي وكأنه دخل إلى مستشفى تلقى بها العلاج، وبدلاً من أن يدفع الفاتورة حصل على ملايين الجنيهات، ومن حقه بالمناسبة شكوى الأهلي إذا لم تتم حل مشكلته بهدوء لأنه على حق، ولكن لماذا حتى الآن لم يقتنع 3 مدريين فنيين بمستوى صالح جمعة، أرى أن صالح سوف يحتاج لمجهود كبير من أجل تجهيزه خاصة بعد الزيادة الملحوظة في وزن اللاعب بشكل يجعله غير قادر على الحركة في الملعب بالصورة التي عهدناه عليها من قبل، فالبرازيلي كان الأجهز والأفضل، والأحق بالتواجد في وسط الملعب لحين يعود أو لا يعود حسام عاشور لمستواه المعهود ويصبح أكثر قدرة على فرملة انطلاقة لاعبي الخصم من وسط الملعب إلى الهجوم.

 

5- شخصية المدرب

شخصية المدير الفني جوزيه بيسيرو يجب أن تظهر مع اللاعبين ليس في العقابات والاستبعادات وخلافه، ولكن من خلال إحكام القبضة على مجريات الأمور، ومنع التمرد على دكة البدلاء، سواء من عماد متعب أو عمرو جمال وغيرهم من اللاعبين، مع خلق جو من الحب وروح التعاون والتقريب بين اللاعبين بقيادته هو شخصياً دون أي شخص آخر داخل الجهاز الفني، بما يزيده ترابطاً باللاعبين ويجعل الكبير قبل الصغير يتقبل أية قرارات صادرة عنه بخصوص الخطة أو طريقة اللعب أو البقاء على الدكة لفترة طويلة.. يجب على بيسيرو التعلم من مانويل جوزيه العبقري الذي كان يعاقب اللاعبين بطريقته الخاصة، والسيطرة على مجريات الأمور أكثر من الطريقة التي يتعامل بها بيسيرو حالياً حتى لا ينجرف في تيار "الحب والكره" وخلط الحابل بالنابل، بما يؤدي إلى ضياع نقاط على الفريق في بداية مشوار الدوري، والذي يعد البروفة للمباريات الإفريقية الأشد خطورة على الصعيد الفني والبدني وتتطلب شخصية أقوى لإدارتها على النحو الأمثل..

 

* طلب إحاطة لكبار الأهلي *

نناشد السيد رئيس مجلس إدارة اللاعبين "الأكبر سناً" والمجلس المكون من الأعلى عمراً والأكثر خبرة بضرورة المشاركة في تصحيح الأوضاع وكبت جماح المشاركة الأساسية باستمرار، وإدارك أنهم لاعبين قدموا العديد من الإنجازات للنادي الأهلي وعلى رأسهم حسام غالي وعماد متعب وشريف إكرامي وحسام عاشور، فهم الأكثر خبرة وحنكة في السيطرة على مشاعرهم التي تنتقل بالتالي إلى اللاعبين الصغار من أمثال حسين السيد وعمرو جمال ورمضان صبحي، وعليهم أن يدركوا جيداً أن المشاركة للحظات بسيطة قد تكون كفيلة في تغيير سير المباراة للأفضل دون التواجد في الملعب طوال الـ90 دقيقة بدون أية فاعلية تذكر..

لاعبو الأهلي مطالبين بصهر العلاقات مع الصغار، ليس بشعار تعاقب الأجيال، ولكن في إطار مزج الجيلين ببعضهما بالشكل الأمثل، والذي يحقق قدوة ومثل أعلى وخوف من الأخطاء، واحترام للكبير والصغير دون اعتراض على اللعب أو خروج عن النص، لتعود روح التهديف بفارق شاسع من الأهداف لدب الحياة في قلب الفريق، بدلاً من فرحة اللحظات الأخيرة التي لن تستمر في كافة المباريات الحاسمة المقبلة في الدوري المشتعل..

محـمد فــرج

للتواصل مع الكاتب

https://www.facebook.com/Farag.figo

 

تعليقات