الإجابة على السؤال الحائر في 5 خطوات.. [ليه كأس العالم مش موصوفلنا]؟!

الأحد 15 نوفمبر 2015, 16:56 كتب : محـــمد فـــرج

متى تصعد مصر إلى بطولة كأس العالم بدون الدخول في حسبة "برمه" ينتج من جرائها حرقة دم وأعصاب الشعب المصري، وافتقاده الثقة في اللاعبين المفترض أنهم دوليين يدركون جيداً أن عليهم واجبات تجاه ارتداء قميص الفراعنة وتمثيله في المحافل الدولية.

 

 

حالة من السخط انتابت المصريين ولم تكن مثل سابقتها من الحزن الوخيم بعد الخسارة من تشاد "الضعيفة" للغاية لدرجة وصلت إلى تلقيبها بـ"كوكو الضعيف" من قبل خبراء من المفترض أيضاً أنهم رياضيين يدركون حجم الكلمة، ولكن الحزن المتقلص تدريجياً يعود إلى افتقاد الثقة في لاعبي المنتخب الوطني، والمنتخب الوطني نفسه بالقيادات المتواجدة على رأسه حالياً باتحاد الكرة الذي لا يعلم أي شيء، ويمضي وفقاً لآليات غريبة في التخطيط والتنفيذ والإدارة والتنسيق.. وفيما يلي نطرح آليات خاصة بفك اللغز الحائر في الأذهان بخصوص المنتخب الوطني، والذي يتنامى دائماً تحت شعار "كأس العالم مش موصوفلنا".. !!

 

1- زيادة عدد المحترفين

لا تتحدث عن المنتخب الوطني في "ظل هذه الظروف" القاسية والصعبة ولاعبيه المحليين، ولكن في حكم المؤكد أن انعدام أعداد المحترفين يساهم بشكل مؤثر ومباشر في تقلص الدور العالمي للفراعنة وعدم الظهور المشرف في المحافل الدولية، وإن كنا نتحدث عن وجود صلاح والنني وكوكا، فالأمر يجب أن يتخطى حاجز الـ20 لاعباً دولياً يكونوا بمثابة سند ودعم للمحليين، حال انخفاض المستوى البدني – بحجة ضغط المباريات المعتادة – أو افتقار التهديف وعدم وجود هداف حقيقي في الفريق، وسط البدائل المتاحة التي لم تتوفر على الإطلاق أمام المدير الفني الذي مازال لا يعرف اللاعبين جيداً، ويقوم بالحكم عليهم من خلال متابعة الدوري العام.

 

2- معسكرات دورية

متى يتجمع المنتخب الوطني الأول؟  في المناسبات أم الأعياد ؟ أم للاحتفال والتقاط السيلفي والغناء كالمجانين على ""DubSmash.. بعيداً عما سبق، فالتجمعات الخاصة بالمنتخب ضعيفة وبالتالي يفتقد اللاعبين الاندماج مع بعضهم البعض، لدرجة توصل بعض اللاعبين إلى الالتحامات القوية والدخول على بعضهم البعض في المران وهم في فريق واحد، (لأنهم نسوا أنهم في المنتخب ويلعبون في فريق واحد)، هذا المثال السابق يعكس طامة كبرى واقعة على المنتخب، وهي انعدام الاندماج، وبالتالي المدير الفني الأجنبي الذي لم يكن على دراية على الإطلاق باللاعبين مسبقاً سوف يقع في عوار المتابعة من بعيد لبعيد، ويكتفي بالتقييم السطحي على اللاعبين في المباريات دون أن يكون لديه خلفية تاريخية قوية عن اللاعب، ما يصعب عليه الحكم على كل لاعب بالتجربة، وسط افتقاد المدرب العام ومن تبعه في الجهاز الفني للمنتخب للرؤية والخبرة الكاملة، لأنه باختصار لن يرضى مدرب قوي أن يساعد المدير الفني الأجنبي لإيضاح الرؤية الكاملة له، وبالتالي يتم الاعتماد على من هم أقل خبرة ورؤية والذين يقبلون بمناصب المدرب العام والمساعد وغيرهم، لندور في دائرة هلامية ظلامية ليس لها أول من آخر.

 

3- مدير فني "محلي"

لا نسعى للتقليل من كوبر بالحديث في هذه النقطة تحديداً، ولكن المدير الفني المصري "صايع" بلغة الكورة والشارع يعرف ما يتناسب مع اللاعبين في التعامل، يدرك آليات العمل الضعيفة للغاية ويتكيف معها، يعرف اللاعب المجد من اللاعب الذي يدّعي الإجادة لأجل الظهور الدولي فقط.. لا اقصد أن حسن شحاتة هو الذي يجب أن يتولى تدريب المنتخب طوال حياته، مثلما يروج الغالبية العظمى للأهلاوية أن وجود مانويل جوزيه في الأهلي بكل أزمة أصبح أمر حتمي وضروري، ولكن سمعة المدرب المصري نفسها أصبحت في مستوى منخفض للغاية، وإذا كنت ضد عودة البدري جملة وتفصيلاً للأهلي، فأرى أنه المدير الفني الأنسب للمرحلة ما بعد القادمة، لأن إقالة كوبر أصبحت أمر مفروغ منه في الخسارة خاصة إننا نعشق التقييم المرحلي ولا ننتظر أية آليات طويلة الأجل، ليس من باب السخرية أكثر من أنها الحقيقة الواقعية التي نعاني منها.

 

4- ترك النجوم

الاعتماد على اللاعبين الصاعدين الذين حققوا إنجازات مع المنتخب الأوليمبي، وغيرهم من اللاعبين الذين يحظون بفكر يسبق عمرهم من الأولى تطعيم المنتخب الوطني بهم، وعدم الارتماء في أحضان النجوم الكبار أو التعويل عليهم كثيراً لانشغالهم ذهنياً بمعطيات أخرى غير كأس العالم، ولعدم جاهزيتهم الفنية أو البدنية التي تجاري اللاعبين، فإذا وقعنا في فخ تشاد ذهاباً فما المرجو إياباً لتخطي هذه العقبة غير المطمئنة بالمرة مستقبلاً، وإذا صعدنا هل سنكتفي بالتمثيل المشرف ؟ أم أن الصعود لقتل أسطورة مجدي عبدالغني بهدف عكسي في مرمى الخصم لا عبر أقدامنا ؟ طالما لعبنا بهذا المستوى المفرغ جملة وتفصيلاً.

 

5- الرقص على الأمجاد

نحن أبطال أمم إفريقيا، وقمنا بصناعة الأمجاد والتاريخ في أفضل 3 دقائق أمام البرازيل.. شبعنا من هذه النغمة الغريبة جداً التي وصلت بنا إلى حد الملل، فما المأمول مستقبلاً.. ما الخطط المطروحة لوصولنا إلى كأس العالم .. العديد من الدول المحترمة في الاتحادات التي تعرف عملها جيداً، تقوم بخطط عمل ودراسات بعيدة وقريبة المدى، وتستحضر العديد من المحللين رقمياً وبدنياً وتحديد قياسات وآليات تهدف إلى الوصول إلى النتائج المنتظرة.. ولكننا تفرغنا للتغني بعصر حسن شحاتة ومحاورات سمير زاهر الهاتفية التي مازال يتغنى بالماضي ويسعى إلى العودة مرة أخرى إلى اتحاد الكرة، لأنه ببساطة لا يوجد من يملأ العين والكرسي ولا يتواجد الأجدر على رأس منظومة تحولت إلى "شللية" ومجاملات وهدايا وبدل انتقالات وفضائح سنغال وغانا وما خفي عن الرأي العام كان أعظم !

 

محـمد فـــرج

للتواصل:

https://www.facebook.com/Farag.figo

تعليقات