دولة العميد أم دولة القانون ؟!

الأربعاء 13 يوليو 2016, 19:14 كتب : محـــمد فـــرج

بهدوء وروية، إذا كنت من اتباع النصف الأول للعنوان "دولة العميد" فأنت تجري خلف عواطفك الجياشة حباً في حسام حسن المدير الفني للمصري البورسعيدي أو تدعم النادي الذي يقوم بتدريبه.. أما إذا كنت من مؤيدي النصف الثاني "دولة القانون" فأنت تحلم بأن ترى مصر جديدة وأخلاق جديدة غير التي نشأنا عليها عن خطأ، وارتوت من مياه معكرة فصار النبت خاوياً على عروشه..

 

 

عن قرب

اسأل نفسك.. هل حسام حسن مجرم؟ بالطبع لا.. وعن قرب أقول لك حسام شخص شديد العصبية يحمل ردود أفعال قاسية إذا قمت باستفزازه، ولكنه على الصعيد الشخصي وعن قرب لمن اقترب منه هاديء الطباع مبتسم دائماً لا ينفعل على الإطلاق، خاصة خارج المستطيل الأخضر حتى لو قمت بتوجيه له اسئلة استفزازية على الصعيد الصحفي، فيجيب عنها بكل جرأة وبدون دبلوماسية أو "لف ودوران"، ما يعكس تفكير المباشر الذي لا يحمل أي شائبة كذب، حتى لو كانت كلماته موجهة لشخص معين أو اسم، يذكر الواقعة كاملة ويحكم على نفسه بالخطأ عندما يكون مخطئاً.

 

طرف واحد

لا انكر قسوة المشهد الذي ظهر على الشاشات بركض وضرب وكر وفر بينه وبين رضا عبدالمجيد أبوزيد، ولكن لكل فعل رد فعل، وكما قال حسام على قناة المحور أن أبوزيد تعرض له بسبة فادحة، فلماذا لا يتم إجراء تحقيق آخر مع صاحب الفعل الأساسي الذي قام بالسب للتأكد من حدوث القذف من عدمه، وعلى الرغم من أن حسن نفسه شخصية مسئولة ويجب ألا يتلفظ بهذا الكلام على الشاشات، ولكنه قال ذلك توضيحاً للرأي العام الذي رفض 60% منه أو يزيد الاستماع لما حدث وأكال له التهم المباشرة !!

 

غياب القدوة

نعود إلى دولة "أحمد الطيب وشوبير" .. عفواً اقصد دولة القانون، وارى أن الحكم العام وتشويه الصورة أمام أعين أبنائنا من أشخاص يفترض أن يكونوا قدوة، ولكن إذا فعلنا القانون على الكل فسوف نتمسك بدولة القانون أكثر من "دولة العميد"، ووقتها سوف يتم توجيه اللوم لمن يخرج مدافعاً عن العميد وسيتم إرجاء الأمر برمتة إلى أمين الشرطة المعتدى عليه للتصالح من عدمه، وأرى أنه سوف يتصالح وقتها..

 

سجون فاخرة

بالنظر إلى "دولة العميد" فإن صاحب الفعل ابدى اعتذاره وندمه على الفعله، وبكلمة صغيرة من وزير الداخلية إلى أبوزيد قد يتم التصالح وتعود الأمور إلى نصابها الصحيح، ولكن "دولة القانون" مازالت ترفض ولو "نظرة ندم" في أعين المخلوعين وأصحاب "الكروش" الواسعة الذين نهبوا وسلبوا الأموال وشردوا ملايين الأسر وكانوا سبباً مباشراً في ضياع قوت الشعب المصري سنوات يبحث عن الطعام داخل القمامة، فصورتهم كاميراتهم الإعلامية وجرائدهم القومية وهم يضحكون وأبرزت أسنانهم والمصاحف في أيديهم، وبكى عليهم من بكى وطالبوا بالإفراج الصحي وغيره وإن سجنوا حفاظاً على مياه الوجه، فيقطنون في أفخم الأماكن وأكثرها عزة وجاه..

 

نموذج باطل

بالرجوع مرة أخرى إلى "دولة القانون"، فنرى أن "أ . ش" زوجة أحد أذناب النظام السابق مازالت تلهو وتلعب بأموال زوجها وتدافع عنه في الجهة الإعلامية التي ترأسها، والذي كان سبباً في تدمير الشعب المصري نفسياً وظل قابعاً في وزارته لمدة اقتربت من مدة الرئيس الأسبق مبارك.. أما دولة العميد ترى أن حسام حسن لم يرتكب الجرم نفسه الذي يجعله يحتجز في سجن طره، وغيره يرتع بأموال الشعب ويٌنصب من أهل بيته رؤساء ومتحكمين في الوسائل الإعلامية التي توجه المصريين لحقائق معينة تخدم مصالحهم الشخصية وتغض الطرف عن أخرى..

 

قصة أغرب!

تعلمت أن "دولة القانون" تعطي كل ذي حق حقه، ولا تفسد على الناس حياتهم أو تسبب لهم عاهة مستديمة مثلاً، وإذا تم التنازل عن الأمر بالتصالح لن يتم التنازل وأن هناك العديد من الحقوق المدنية والقانونية وغيرها من كلمات القانون، وإذا كانت لكمة حسام إلى أبوزيد في الوجه اسفر عنها كدمة، فما بالنا بضربة المدعو أحمد حسام "ميدو" لمصطفى عبدالرحيم لاعب نادي الإعلاميين أمام أعين الكاميرات في مباراة ودية منذ 12 عاماً، أودت بحياة اللاعب وسببت له عاهة مستديمة مدى الحياة بعد أن قام زميله في الفريق بمراوغته، ليستشعر العالمي بالإهانة ويقوم بضرب مصطفى عن خطأ بدلاً من أيمن - طالع الفيديو هنا

 

قصد القول

الأمثلة عديدة وإذا ذكرنا ما يدل على أننا في "دولة القانون" لن تكفي آلاف الصفحات لطرحها، ما اود توضيحه أن حسام حسن "مخطيء" ونحن لا ندافع عن أخطاء، ولا نبرر خروجه من التحقيقات بدافع أنه شخصية عامة وخلافه، ولكن اود التأكيد على أصحاب كلمة "دولة القانون" النظر إلى الكوب بأكمله من الخارج وعن بعد بعيداً عن الشعارات الواهية التي لا نأخذ منها سوى كلمات ومسكنات وتبقى الأوجاع داخنا وداخل أمهات الشهداء حية، ويبقى السؤال هل يتم محاسبة كل أمين شرطة يعتدي على مواطن سواء أمام أو خلف أعين الكاميرات؟ الإجابة نتركها لـــــــــــــــــــــــــــ"دولة القانون"..

محـمد فــرج

ناقشني عبر فيس بوك

تعليقات