عفواً يا ريس .. إليك الحقيقة المرة عن وضعنا الكروي في 5 نقاط!

الخميس 27 أكتوبر 2016, 22:44 كتب : محـــمد فـــرج

في نقطة جلية وواضحة، تحدث سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بمؤتمر الشباب الأول في شرم الشيخ عن عودة الجماهير إلى الملاعب المصرية، وتحدث عن بعض النقاط، والتي قد لا تتماشى مع الثقافة الحالية لشباب المشجعين بصفتهم – ونحن معهم - نعشق الكرة وندمنها إلى أن صارت تجري في عروقنا بدون شروط مسبقة أو ترتيبات، وفي لب الكلمة يحاول الرئيس أن يضع الخطوط الرئيسة للتشجيع المثالي، ونسعى إلى توضيح الحقيقة وتفنيدها والمساهمة بالعودة الحقيقة للجماهير إلى الاستادات باقتراحات على أرض الواقع مع مراعاة ما سوف يتماشى مع ثقافتنا من عدمه، في النقاط التالية:

 

الملاعب المصرية

وفي الجلسة الخاصة عن "العنف في الملاعب وعودة الجماهير" بالمؤتمر، تحدث الرئيس عن الصورة المشرقة لمصر، وتطرق إلى ظهور الملاعب في الكادرات بالمؤتمرات أو في الحملات الترويجية للسياحة بما يساهم بعودة الاقتصاد إلى عافيته مجدداً، ولكن في الحقيقة ما يظهر في الكادرات وحده لن يتعدى العد على أصابع اليد الواحدة، نظراً لأن الملاعب جميعها تحتاج إلى إعادة هيكلة وتطوير لاستعراض جيد يساهم في بث صورة حقيقية غير مصطنعة عن المستطيل الأخضر وروعة المكان بشكل عام.

 

السياحة الرياضية

عندما نتحدث عن السياحة تحديداً يجب أن ندرك شيئاً هاماً، هناك العديد من عشاق الأهلي في المقام الأول، والزمالك ثانياً، والكرة المصرية بوجه عام من السائحين، وأنهم سوف يتوجهون بصفتهم متواجدين في مصر إلى الاستادات أو المباريات الهامة كما رأينا قبل ذلك في مطلع الألفية الثانية، والأفضل من ذلك، توجه من يشجع الأندية المصرية ومن لا يشجع الأندية والكرة بشكل عام إلى ملاعبنا من السائحين بدافع الزيارة المعمارية وقضاء وقت ممتع قبل المباراة بساعات والاستمتاع بمتاحف للكرة داخل هذه الاستادات، والخدمات الرياضية وحمامات السباحة والمطاعم والكافيهات داخل الاستاد نفسه، أين كل هذه الخدمات إذن؟ لا يوجد ستاد مؤهل بشكل حقيقي لسائح يبحث عن الرفاهية أو لجماهير تريد أن تقضي يوماً بشكل حضاري قبل المباراة وحتى بعد انتهائها.

 

الثقافة .. والحقيقة

قال الرئيس: "لا يوجد من يشعل النار في أحد ولا أحد يقتل أحد، ولا أي شكل من الاشكال اللي بتخوف الناس، ويجب الحفاظ على تلك الصورة في الملاعب حتى تصل الرسالة في العالم كله أنه ليس فقط أن الأمن جيد في مصر ولكن مصر أيضًا جيدة"، وفي الحقيقة كلماته تهدف إلى خلق مناخ حضاري راق، ولكن بالنظر مرة أخرى إلى أرض الواقع، وبارتداء عباءة الشيطان للحديث من منظور حيادي بدون زيغ أو زيف أو مجاملة، يجب العلم أن الثقافة الكروية لن تتغير، وسوف تبقى المنافسة تشد بأطرافها من كل جانب، فبكلمة واحدة ممكن أن يستفز جمهوراً بأكمله وتنقلب الأمور إلى ما لا يحمد عقباها بالقول أو الفعل، جماهير الكرة تذوب عشقاً فيها، وتتفسها كالهواء، تعشق أنديتها حتى النخاع وتدافع عنها من غور الآخرين، كما أن التشجيع في كافة دول العالم لا يمكن سن قوانين له مهما بلغت العقوبات..

 

دعم المجتمع

وأضاف الرئيس أنه يجب على المجتمع أن يقوم بدوره من خلال العمل بشكل غير تقليدي لعودة الجماهير لتظهر مصر كأنها دولة وشبابها وأهلها مهتمين بها، ومن هنا تتجلى النقطة الهامة، هل المجتمع والدولة يدعمان الرياضة على النحو الأمثل، هل الرياضة تشغل جانب هام من دعم الدولة؟ كي ترتقي بعدد من الايجابيات التي تحدث عنها الرئيس في مؤتمر الشباب بشرم الشيخ؟ هل الحالة المزرية لمراكز الشباب والملاعب المدرسية والجامعية والأنشطة الرياضية تؤهل البلاد لثقافة رياضية جيدة تقوم على صحيحة، ما حجم الانفاق من قبل وزارة الرياضة على الأبطال الأوليميين ؟ ما الذي يؤهلنا إلى المنافسة الحقيقية على البطولات في المحافل الدولية؟ أرض الواقع يكشف أزمة حقيقية يجب تداركها سريعاً لأجل النهوض بالرياضة المصرية بشكل عام.

 

اقتصاديات الأسرة

وتابع السيسي: "متنزل يا أسرة الشاب معه إلى الاستاد كي يعود معك سليم، والشاب الذي سيذهب إلى الاستاد مع والده أكيد هيراعي ان أسرته معه"، وبالنزول إلى أرض الواقع، نجد أن العائلات لا تجتمع في المباريات إلا إذا كانت من أصحاب الدخول المرتفعة وليست المتوسطة، نظراً للوضع الاقتصادي الذي لا يسمح لرب أسرة يصطحب معه 3 أفراد على الأقل للدخول بسبب ارتفاع سعر تذاكر المباريات، فضلاً عن انشغال رب البيت بمهنة واثنين وثلاثة لسد احتياجات الأبناء، كما لا تجتمع الأسرة إلا مرة كل عام أو عامين في المدرجات لحضور مباريات المنتخب، وإذا سألت أحد المشجعين عن تفضيله للذهاب مع أسرته للاستاد أم مع أصدقاءه فسوف يفضل الاختيار الثاني بكل تأكيد.. وله كل الحق في هذا.

كلمة أخيرة:

منظومة الرياضة المصرية تحتاج إلى مزيداً من الدعم، ووضع الخطوط العريضة للتنفيذ على أرض الواقع والتطوير بقيادات شابه قادرة على العطاء والمشاركة الواقعية، لأن التطبيق يحتاج إلى المشاركة والتنفيذ والفاعلية في أرضية الميدان بضخ دماء جديدة تدرك مشاكل الكرة والرياضة بشكل عام وتضع يدها على موضع الجرح لعلاجه الصحيح بدون مسكنات أو شعارات..

محـمد فــرج

ناقشني عبر الفيس بوك

 

https://www.facebook.com/Farag.figo

تعليقات