لابد من وقفه.. 5 أسلحة مزدوجة قد تطيح برأس كوبر!

الاثنين 14 نوفمبر 2016, 15:02 كتب : محـــمد فـــرج

لا شك أن الثلاث نقاط الهامة التي حصدها الفراعنة لتصدر المجموعة والفوز المعنوي والنفسي الأهم على غانا سوف يساهم في حسم 65% من مشوار الفراعنة في الصعود إلى كأس العالم بروسيا – إن شاء الله – مبكراً، ولكن الأداء يبقى له مفعول السحر والحصن الأول لتأمين الفراعنة من النوات القادمة سواء في استكمال مشوار التصفيات أو التحدي القادم بكأس الأمم الإفريقية والدخول في معترك القوة والمهارة والسرعة للفرق المنافسة على الحدث الأهم في كأس العالم.

 

 

نتحدث بدافع الغيرة على المنتخب وكلنا فرحة وأمل في القادم ولا نهد من عزم المسيرة الناجحة على صعيد النتائج على الإطلاق، بل ندعمها بوضع أيدينا على مواطن القصور لعلاجها مستقبلاً وعدم الاعتماد على الأسلحة المزدوجة التي قد تصيب وتخطيء، خاصة أن كل الفرق ليست كغانا وأن مفعول مخدر كوبر المؤقت لن يسري في كل جسد!

لا اختلف على أن لكل مباراة معطياتها، وأن التجربة بفتح الخطوط أمام فريق بحجم غانا كان سيكبد مصر الكثير أو التعادل على أقل تقدير، ولكننا نتطرق إلى المرحلة المقبلة التي سوف تتطلب عدم الحذر والهجوم والمباغته القاتلة في كثير من الأحيان أمام منتخبات بعينها، خاصة أن طريقة "الهجمة المرتدة" لن تجدي مع كل الفريق وإذا تواجدت معطياتها بلاعبين يتقنون تطبيقها حالياً فسوف يجب أن تتوافر في الفريق ككل بما فيه دكة البدلاء.

 

التوفيق والحظ

على عكس المسيرة، حالف الحظ والتوفيق المنتخب الوطني الأول وكان اللاعبين في حالة تركيز شديدة على المستوى الذهني، واتضح الأمر في كشف كوبر عن نواياه في الدفاع واللعب بطريقة الجنرال محمود الجوهري، ولكن إذا عقدنا مقارنة، سوف تكون ظالمة لكوبر، نظراً لأن الجيل الماضي يختلف عن الحالي، وأن متوسط الأعمار حالياً ليس كما كان عليه من قبل، مقارنة بعدد المحترفين والامكانيات المتاحة لكوبر تدفعه إلى عدم التقهقر إلى الخلف والخوف من الخصم بهذا الشكل الذي بدا عليه المنتخب.. بالطبع لعب الحظ دوراً هاماً في عدم التعادل بعد الهجمات النارية من النجوم السوداء على مرمى الحضري، ولولا توفيق الحارس المخضرم لاهتزت الشباك في نهاية الشوط الأول وعلى فترات كثيرة جداً في الشوط الثاني.

 

تفكك الخطوط

خطوط المنتخب الوطني تفتقد إلى الربط الحقيقي، حتى ولو اتفقنا أن الطريقة التي اتبعها كوبر في المباراة هي المثلى لصد غانا والخروج بالثلاث نقاط دون النظر إلى الأداء، وفي كلا الحالتين على الصعيد الدفاعي أو الهجومي يحتاج الفريق إلى الربط الحقيقي الذي لم يقدمه أي من طارق حامد أو محمد النني مع كامل الاحترام للثنائي المجتهد، ولكن يفتقد المنتخب بشدة خلال هذه الفترة تحديداً حسام غالي صاحب الدور الأبرز في الربط وتهدئة أو تسريع رتم اللقاء ذهاباً وإياباً، وهو ما يجب أن ينظر إليه كوبر بعين الاعتبار خلال الفترة المقبلة وأن ينحي الخلافات جانباً لمصلحة منتخب مصر في المقام الأول.

 

الأداء الفردي

سلاح ذو حدين، قد يصيب أو يخفق، ولكن أمام غانا كان السلاح الأبرز البدء بتريزيجيه صاحب الامكانيات المميزة والانطلاقات القوية والتمرير الدقيق، فبحسب الاحصائيات مرر اللاعب 11 كرة صحيحة وراوغ أكثر من 4 مرات باختراقات قوية، تسببت في حصول مصر على ركلة جزاء صحيحة، يأتي إلى ذلك أداء أحمد فتحي الفردي المميز وصاحب الرجولة المعهودة التي اوقفت الجبهة اليسرى على كريستيان اتسو، فضلاً عن الأداء المتميز لرمضان صبحي الذي تسبب في الهدف الثاني بصحبة ايقونة الإجادة الرائعة صلاح والسعيد، والحضري الذي يتمتع بثبات كبير بمجرد ارتداءه قميص المنتخب الوطني مهما كان أداءه في الدوري المصري.

 

العمود الفقري

استطاع أحمد حجازي العائد من الإصابة أن يكون الجبهة الدفاعية الأبرز في اللقاء، وعوّل عليه المدير الفني للمنتخب كثيراً، وكان قدر المسئولية في الحفاظ على المساحات الضيقة، بالإضافة إلى التنفيذ التكتيكي القوي لجبر، ولكن الناحية الدفاعية أمام منطقة الـ18 كان مفرغة من القوة، ما اتاح الفرصة لأكثر من تسديدة لنجوم غانا في خط الوسط، نتمنى إعادة النظر في خيارات خط الوسط المدافع مرة أخرى سواء كانت الخطة دفاعية أو هجومية لأنه الخط الذي يمثل العمود الفقري الرئيسي لأي منتخب يطمح إلى الفوز والأداء الجيد وحصد النقاط في آن واحد.

 

أين الخطة؟

"انا تركت وسط الملعب لغانا من أجل نقل الكرات بهدف الحصول على الكرة وبناء هجمة مرتدة"!!.. تصريح غريب لكوبر يذكرني بما قاله عصام الحضري المثير للجدل بعدما احرز هدفه العالمي في مرمى كايزر تشيفز أنه كان يقصد أن ترتطم الكرة بالعارضة ومن ثم بالحارس ثم دخولها إلى المرمى!! .. وقد يتغير التصريح في لحظة إلى آخر إذا – لا قدر الله – حال الاخفاق، فالمغامرة التي اقدم عليها كوبر حساسة للغاية، وقد تنقلب في لحظة ما إلى أخرى، وعليه إدراك الأمر فيما بعد، خاصة أن هذه التصريحات قد تتسرب إلى بعض اللاعبين بالتخاذل والتكاسل والمضي كالآلة في الملعب بدون أي ابتكار أو هجمات جيدة تتحول إلى أهداف.

 

حرة مباشرة ..

استبدال باسم مرسي ونزول رمضان صبحي في أول الشوط الثاني، بالإضافة إلى الاعتماد على تريزيجيه أساسياً نقاط مضيئة يجب أن تحسب لكوبر أمام غانا.

الكرات المتفق عليها في التدريبات، والتي ظهرت في الدقيقة الأولى للمباراة عن طريق عبدالله السعيد وصلاح في الضربة الحرة المباشرة من أبرز النقاط التي يجب أن نشيد بها، ونتمنى تكرارها.

نتمنى عدم المبالغة من وسائل الإعلام وخاصة أصحاب الطبول الكبيرة في برامج "التوك شو" الذين احتفلوا بالصعود إلى كأس العالم مبكراً، دون النظر إلى ازدياد حمية الموقف لدى الفرق المنافسة في المجموعة وأولها غانا الجريحة واوغندا المتطلعة نحو الأفضل.

محـمد فــرج

ناقشني عبر "فيس بوك"

 

 

تعليقات