قنابل الأهلي الموقوتة تنفجر في البدري!

الثلاثاء 28 مارس 2017, 17:25 كتب : محـــمد فـــرج

ليست أزمة وليدة اللحظة، ولكن لها جذور عديدة تفتقد أهم الحلقات في الوصل بين المدير الفني واللاعبين، لن تنتهي بردع متعب وفتحي، وتحويل اللاعبين إلى التحقيق، ولكنها سوف تمتد خلال الفترة المقبلة بالأهلي للأسف بعد افتقاد الحكمة في اتخاذ القرارات، وترك الأمور تسير بعصبية أكثر من التعقل في التعامل مع المواقف المتتالية..

 

 

مدير الكرة

لا شك أن الجهاز الفني يسعى إلى المضي قدماً لتنفيذ استراتيجية المدير الفني، ولكنه يجب أن يتمتع بخبرة الشد والجذب، وعدم الانقياد المتطرف لوجه نظر المدرب، بل يمسك العصا من المنتصف لأجل أن تسير السفينة وسط الرياح بسلام، عن سيد عبدالحفيظ مدير كرة الفريق اتحدث، والذي كان يجب أن يلزم نفسه بالحظر الإعلامي قبل أن يخرج ويطلق تصريحه، ويخلف وراءه رماد مكتوم مع أول شرارة تندلع في صفوف الأهلي.

كان من واجب مدير الكرة ألا يخرج لوسائل الإعلام ويتحدث عن الأزمة بهذه الطريقة، وأن يعقد جلسة فيها شيء من الودية مع الجوكر، خاصة أنه خرج من عقاب سابق في أزمة غالي وشعر بأنه مجني عليه في العقوبة أو عدم الانصاف، بعدما تطاول عليه القائد كالمعتاد تحت شعار الحماسة في التدريبات، فعدم الانصاف ولد لدى اللاعب الشعور بالقهر خاصة أنه لاعب يتمتع بخبرة كبيرة وله مكانة خاصة في قلوب الجماهير ومن المفترض الإدارة والجهاز الفني لوقوفه حتى الآن و"قدمه في الملعب" بل سأقولها صراحة أنه أرجل المتواجدين داخل المستطيل الأخضر مع الأهلي أو المنتخب الوطني.

 

التآلف مع اللاعبين

من المؤسف أن الجهاز الفني للأهلي خلال الفترة الأخيرة غاب عنه عنصر التآلف مع اللاعبين، وانعزل في وجبات السمك و"طواجن" المطعم الأشهر في إمبابة، بعيداً عن اللاعبين، عكس ما كان يفعل الغائب الحاضر دائماً في العصر الذهبي جوزيه، والذي كان دائم التقرب إلى اللاعبين، مجبراً الجميع على تقبل قراراته الفنية، سواء كانت مع أو ضد طموحات اللاعب، كان يجبر المقصر على الاجتهاد وتنقية نفسه أول بأول من الفريق بطلب الرحيل السلمي الهاديء، دون افتعال أية مشكلات من شأنها التأثير على الآخرين.

 

الجانب النفسي

يستشهد المدير الفني للأهلي بالعملاق مانويل جوزيه المدرب الأسطوري للفريق في شتى الاتجاهات، ويرى أنه سن قواعد تدريبية يمضي عليها للتطلع نحو الأفضل، ومع هذه الإشادة لم يتعلم البدري من جوزيه الكثير رغم السنوات الكثيرة التي قضاها بجواره يستقي فكره، على الصعيد الفني في كثير من الأمور، أو من النواحي النفسية التي يجب أن تسمو فوق كل اعتبارات بما يؤهل الفريق إلى مواصلة مشواره بنجاح على الصعيد الداخلي والخارجي.

 

ضعف الخبرة

ظن المهندس محمود طاهر رئيس النادي الأهلي أنه بالتجديد إلى حسام غالي وعماد متعب قد انتهت الأزمة التي ظلت حديث الساعة في وسائل الإعلام الرياضي دائماً، ولكن في الحقيقة أنها زادت "الطين بله" فمتعب لم يجدد من أجل التكريم أو أنه يشعر داخله بأنه غير قادر على العطاء، وأن الأهلي قدم معه هذا الموقف على سبيل التعاطف، ولكن الحقيقة تفتقد الإدارة التوادد إلى الجهاز الفني واللاعبين، ولن أقول على عكس الإدارة السابقة، لأنها الكلمة التي تغضب رئيس النادي، ولكن سأقول أنها من ابسط فنون الإدارة الحكيمة والرصينة الساعية

 

القنبلة القادمة

ارى أن القنبلة القادمة سوف تنتقل إلى حسام غالي قائد الفريق في أقرب استبعاد من المباريات خلال الفترة المقبلة مع صعود نجم لاعبي الوسط ومنهم عمرو السولية وميدو جابر وصالح جمعة، في وجهة نظر المدير الفني، ما يصعّب على اللاعب الجلوس على دكة البدلاء، ومن ثم اختلاق المشكلات في الملعب أو المباريات، ما ينتج عنه الحديث المعتاد عن العرض الصيني من وكيل الأعمال أو طلب اللاعب الرحيل لعدم المشاركة.

 

انتقال العدوى

لا يخفى على أحد أن ما يحدث من كبار الأهلي سوف ينتقل إلى اللاعبين الصغار إذا لم يحدث الردع، وما مضى ليس تبريراً لعدم العقاب، ولكن لكل فعل رد فعل، ولكن ما الحال إذا انفجرت العديد من القنابل الأخرى التي لا تشارك وتجلس على دكة البدلاء باستمرار، وتتطلع إلى المشاركة بهدف الحصول على نسبة المشاركة، أو وضع القدم في الأرض أملاً في الاحتراف الأوروبي، كلها أمور سوف يواجهها الجهاز الفني خلال الفترة المقبلة، وإذا لم يضع في الحسبان ما سردناه سابقاً سوف يجني ما لا يحمد عقباه..

 

محــمد فــرج

للتواصل مع الكاتب

https://www.facebook.com/Farag.figo

 

تعليقات