ألتراس إعلامى
السبت 17 يناير 2009, 16:55 كتب :
تابعت مثل الملايين من عشاق كرة القدم المصرية برنامج " الكرة مع شوبير " والذى قاد مقدمه الكابتن أحمد شوبير حملة ضد رابطة جماهير النادى الأهلى التى تعرف بإسم " ألتراس أهلاوى " هذه الحملة التى شهدت استخدام شوبير لأسلوب إعلامى لم أشهده من قبل إلا فى الصحف التى تباع على الأرصفة والتى تستخدم الصور المثيرة والساخنة لتحقيق نسب المبيعات المرتفعة ، ولأن شوبير هو فريد من نوعه فى المجال الإعلامى ولايقبل بغير الأنفردات بديلاً ، فقد نقل الإعلامى المرموق تجربة صحف الأرصفة إلى الشاشة وراح الرجل عبر برنامجه الشهير " يشهر " ويفضح شباب فى سن المراهقة متهماً إياهم بالكفر والعربدة والزندقة والألحاد فى حملة إعلامية هى الأشرس والأنجح فى تاريخ الإعلام المصري .
.
وللحق فأنى كنت أتوقع نجاح شوبير فى حملته لأنه يمتلك من الذكاء مايجعله أهل للفوز بأى معركة يخوضها وإننى أزعم أننى كنت على ثقة كبيرة لاتقبل الشك بأن شوبير لو كان لديه شك واحد فى المليون لخسارة معركته الأنتقامية مع الألتراس لما كان أقدم عليها واستخدم الألساليب الإعلامية الجديدة والفريدة والتى تعتبر براءة إختراع سيكتبها التاريخ بأسمه .
لقد كان شوبير دائماً ناجحاً سواء فى عمله أو معاركه معاركه التى بدأت مع صالح سليم – رحمه الله- رئيس النادى الأهلى السابق وطالت ثابت البطل - رحمه الله - وحسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة وهانى أبو ريدة وأحمد مجاهد أعضاء إتحاد الكرة السابقين وممدوح عباس رئيس نادى الزمالك السابق ومرتضى منصور رئيس الزمالك السابق ويحيى الكومى رئيس نادى الأسماعيلى السابق ومانويل جوزيه المدير الفنى للأهلى ومحمود الجوهرى المدير الفنى السابق للأتحاد المصرى وحسن شحاته المدير الفنى للمنتخب المصرى ومجموعة من الصحفيين وعلى رأسهم شوقى حامد الصحفى الكبير بجريدة الأخبار وحسام وإبراهيم حسن وأخيراً جماهير الكرة فى مصر وعلى رأسهم " ألتراس أهلاوى " .
نعم نجح شوبير وقاد معاركه وإنتصر إنتصر على الجميع فالأمس ثابت البطل الأهلاوى المخلص تهتف الجماهير ضده عقب إتهامه بأضطهاد النجوم ، هتفت الجماهير ضد ثابت عندما رفض أن يصافح شوبير فى مباراة أعتزاله هتفت الجماهير ضد ثابت عندما بكى شوبير فى برنامج " حورا صريح جداً " عندما أعيدت لقطة ثابت وهو يتهرب من مصافحة شوبير فى مباراة أعتزال الأخير ، إنتصر شوبير على ممدوح عباس الذى أصبح خارج الزمالك وإنتصر على مرتضى منصور الذى ذهب إلى السجن وأصبح خارج البرلمان وإنتصر على مانويل جوزيه الذى تعرض ومازال يتعرض لحملات إعلامية شرسة تعمل على تطفيشه من مصر ، إنتصر على حسام وإبراهيم اللذان تم إقالتهما من تدريب النادى المصرى وإنتصر على جماهير الكرة التى ذهبت لمباراة الأهلى والزمالك الأخيرة وتعرضت لأهانات بالغة ، وإنتصر على قرار الأهلى بمنع بث مبارته مع الأوليمبى وأذاع أهداف اللقاء حصرياً على قناة الحياة وإنتصر على محمود الجوهرى وأطاح به خارج الإتحاد المصرى لكرة القدم وأخيراً إنتصر على اللوائح والسيد حسن صقر ممثل الحكومة وعاد رغم أنفه وأنف لوائحه إلى الإتحاد المصرى كمستشاراً ورغم أنه لم يقبل بالمنصب الجديد بعد إلا أن الكرة " الكرة مع شوبير " اصبحت فى ملعبه .
شوبير أعلن أنه يبغض كلمة " الأتراس " لأنها تدعو إلى التعصب ونحن نؤيده بشدة فى بغضه للتعصب الأعمى فى بغضه للنفاق والوصول للقمة عبر السير على جثث وأشلاء وشرف الأخرين ولكن فى البداية دعونا أن نعرف كلمة التعصب التى نبغضها جميعاً لنعرف من هو المتعصب حقاً ؟! .
1- ماهو التعصب ؟!
أنه شعور داخلي يجعل الإنسان يرى نفسه على حق ويرى الآخر باطل ويظهر هذا الشعور بصورة ممارسات ومواقف متزمة ينطوي عليها احتقار الآخر وعدم الاعتراف بحقوقه وإنسانيته.
ومن أحد العوامل المؤدية إلى التعصب " التعبير عن العدوان" وهى التى تندرج تحت بند العوامل التى ترتبط بالفرد ومنها نتقل السطور التالية "
2- التعبير عن العدوان :
فالتعصب و ما يعبر عنه من سلوك عدائي يعطي الفرصة لمن يعاني من إحباطات مختلفة عن عدوانه الذي ينتج عن هذه الإحباطات في مجال قد يتسامح فيه المجتمع و بل قد يعمل الآخرون على تنميته ، و يقال في مثل هذه الحالة إن الفرد لجا بصورة لا شعورية إلى الإحلال أو الإبدال و هي حيلة آلية دفاعية لاشعورية يلجأ إليها الفرد حينما يتعذر عليه لسبب و أو لأخر التعبير عن انفعال في مجال جماعته التي اختارها أو ارتبط بها, مثال على ذلك فقد يجد الفرد نفسه غير مقبول اجتماعيا لسبب اضطهاد سياسي, فهو يعبر عن شعوره بالاضطهاد و الظلم بكتابة العديد من المقالات المناهضة للأخر و التي تحمل طابع التعصب و العدوانية.
أعتقد هذه الكلمات المقتبسة من كتاب " التربية الوطنية المدنية " أظهرت من هو المتعصب ومن هم المتعصبون الأخطر من جميع معانى وروابط الألتراس ، هل عرفتم من هم ؟! هم الفئة التى يسمح لها بأن تقول رأيها عبر الأقلام والشاشات دون رقيب أو رادع أو محذر ، هم من يبثوا السموم ليست السموم التى يتعاطها البعض من شباب الأتراس ولكن السموم التى يتم بيعها للناس نهاراً جهاراً السموم التى تبث فى أعمدة صحفية غرضها الأبتزاز وسب الأخرين ومساندة الأصدقاء وزرع الفتن وتحريض الجماهير والدفاع عن المصالح ، السموم الفكرية التى تبث عبر برامج فضائية تهدف إلى الهجوم على الأخرين وأنتقاد الزملاء وتهييج الرأى العام وإثارة الفتن ونشر الخلافات والخناقات بين الرموز على الهواء مباشرة وتسيير المصالح الإنتخابية الدعائية التلميعية وفى النهاية التهديد بالصور والمستندات وتسجيل المكالمات وكأننا نعيش فى عالم المخابرات .
الأمس يتهم الناقد الكبير بالأهرام محمود صبرى أن السيدة زوجة المدرب البرتغالى جوزيه بأنها تعمل على دفعه إلى الرحيل من مصر لأنها تعيش فى فندق وأصيبت بأمراض الأكتئاب والوحدة واليوم الأستاذ محمد شبانة يبغض الألتراس ويندد ويشجب مافعلوه وهو قبلها استخدم لغة أقل ماتوصف به بأنها سوقية تصدرت عنوان الصحيفة التى يشرف برئاسة تحريرها مستخدماً لغة " أتش دبور " ، اليوم يتهم الأستاذ أيمن أبو عايد الناقد الرياضى بالأهرام ورئيس القسم الرياضى بجريدة الدستور رمز من رموز الكرة المصرية بأنه وقح وانه يرتدى قناع الخلق والشرف مما تسبب فى ثورة ضد اللاعب فى الأسماعيلية التى قامت جماهيرها بسب اللاعب وإهانته بأفظع الأشياء والأمس يواصل الأستاذ محمد سيف هجومه على أبوتريكة خلال مقاله " لحظة من فضلك " ويوجه للاعب الأفضل فى أفريقيا إتهمات تحتية خبيثة بأنه السبب فى مهزلة الإسماعيلية عند إشادته بجمهور بورسعيد ولكنه أدخل أبوتريكة فى جملة مفيدة وأشار إليه بضمير مستتر تقديره سقط القناع أيها الخلوق وأمس واليوم تيلكس محمود معروف ولغته الأقرب إلى لغة الحارة المصرية واليوم وكل يوم يطالعنا شوبير بفظائع ووحشية الألتراس وكفرهم وإلحادهم .
إنهم ألتراس إعلامى أخطر رابطة ألتراس داخل مصر بوجه عام والرياضة المصرية بشكل خاص ألتراس إعلامى هذه الرابطة غير المعلنة وغير المشهره التى أفسدت جميع المجالات بعبارات بذيئة وأتهامات تحريضية ، أصبحت تخوض فى أعراض الناس دون أن يغض لهم أدنى طرف وما أقرب من قضية مصرع هبة ونادين والتى نشر فيها فظائع لم تراعى حرمة الميت وخاضت فى أعراض فتاتيتن إلى أن اضطرت نقابة الصحفيين الأعتذار رسمياً لأهل هبة ونادين عقب أن تبين لها كذب وأفتراء الكثير من التقارير التى نشرت حول الواقعة .
والسؤال أو الأسئلة التى أهديها إلى النائب أحمد شوبير وكل منتقدى الألتراس ومناهضى التعصب
- من هم الأخطر ألتراس أهلاوى أم ألتراس إعلامى ؟!
- من هى الأخطر نار شماريخ ألتراس أهلاوى أم نار مقالات وأعمدة ألتراس إعلامى ؟!
- ما هو ذنب الأهالى التى تضررت من الصور المسيئة لأبنائها ؟
- ماذا سيكون موقفك فى حالة أن يمن الله بالهدايه على بعض الشباب الذين تم نشر ما فعلوه فى فترة المراهقة ؟
- ماذا لو كنا استخدمنا لغة الحوار وأحتواء هؤلاء الشباب ومسامحتهم بدلاً من التشهير بهم ؟
- ما هو شعورك عقب مافعله الأمن بالالأف من الجماهير فى مباراة الأهلى والزمالك ؟
- ماذا لوكنت وجهت هذه الحملة لقضية أطفال الشوارع وقدمت ما لديك عن الألتراس للأمن ؟
- هل تعتقد أن خلافاتك الكثير مع كل أطراف لعبة كرة القدم فى مصر جماهير ومدربين وأعضاء أتحاد وصحفيين وإعلاميين هى لأنك على حق وهم على باطل ؟
والسؤال الأخير أتوجه به إلى القائمين على قناة الحياة ماهو الغرض من إطلاق هذه القناة ؟ ومن هو مالكها الحقيقى ؟!!!
كلمة وتعليق :
" لا يهمنى متى وأين سأموت، لكن يهمنى ان يبقى الثوار منتصبين، يملأون الارض ضجيجاً، كى لا ينام العالم بكل ثقله فوق أجساد البائسين والفقراء والمظلومين" إرنستو تشي جيفارا
لست يسارياً أو شيوعياً ولكنى أنقل كلمة الملحد الكافر فى نظر بعض السطحين وفى نظر عادل إمام فى فيلم الأرهابى ، هذا الملحد هو رمز للثوار وللثورة فى أمريكا الجنوبية هذه القارة التى تقع بها بلاد فعلت ماعجز عنه جميع المسلمين والعرب بلاد ساندت غزة وفلسطين فى ظل عجزنا نحن العرب على الأتفاق على عقد قمة طارئة ، هذه القارة التى يوجد بها الشجاع هوجو شافيز رئيس فنزويلا الذى طرد السفير الأسرئيلى وجمد علاقات بلاده مع الكيان الصهيونى عقب مجازر غزة بينما العرب يشجبون ويرفضون ويدينون.
كلمة اليوم أهديها إلى بعض الجهلاء بتاريخ الأمم والشعوب والتى إن لم أكتب قائلها كان من الممكن أن ينسبها هؤلاء الجهلاء إلى أحد المناضلين من قادة حماس أو أحد المقاومين من قادة فتح أو أحد كبار قادة الضباط الأحرار ولكن عذراً أيها الجهلاء فإن قائل كلمة اليوم هو جيفارا الثائر الملحد الذى قتل بعد تعذيب من أجل دفاعه عن قضية أمن بها ومات فى سبيلها.
نعم أسوتنا هو المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم الصادق الأمين أشرف الخلق ولكن هذا لايمنعنا بالأستفادة والأعجاب بتجارب الأخرين التى لاتتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه عندما قال عن النجاشى – رضى الله عنه - ملك الحبشة قبل دخوله فى الإسلام " إنه ملك لا يظلم عنده أحد " .
