|| تحيـــــة واجبـــــة ||

الثلاثاء 27 يناير 2009, 08:32 كتب : عادل شكري

 

 

في وقت أصبح فيه الكل متهم، ولم يعد هناك من يشكر أو من يستحق الشكر في نظر الكثيرين، بعد أن مررت وسائل الإعلام حلوقنا وشوهت الجميع وكأننا في زمن الكل فيه ضال، وجب أن يوجه كلا منا الشكر لمن يرى أنه قام ولو بشيء قليل من النفع للآخرين، أي بشرط أن يكون العمل المقصود قد حقق نفعا للصالح العام أو للجماعة التي يخدمها!.

 

 

 

 

واسمحوا لي أن أبدا توجيه التحية للجهات أو للأشخاص طبقا لأحدث الأعمال التي تمت:

  

* تحية لإدارة الأهلي، في ظل الكثير من الأخطاء التي لا تراها إلا جماهير الأهلي في إدارتها وهى بالتأكيد محقه بدرجة ما فيما ذهبت إليه سواء من باب العشم والأمل في إدارتها أو لأنها أصيبت بالعدوى التي أصابت كل جماهير مصر نقلا من جسد الإعلام وهى النقد للنقد، والتي نتفق معها في الكثير من هذه المآخذ ونؤيد الجماهير فيها من باب الرغبة في التصحيح أو تحقيق أفضل مما هو كائن، تلك الإدارة التي اتهمتها أنا شخصيا أنها إدارة للتسويق وليست إدارة بالمعنى المعروف لنادي في حجم الأهلي، إلا أننا في ذات الوقت لابد من باب العدالة أن نوجه الشكر لهذه الإدارة على الأقل على المواقف القوية التي اتخذتها في الأيام القليلة الماضية!.

  

* تحية للإدارة على موقفها في قضية الحضري الأخيرة، تحية لأنها رفضت الانصياع والاستجابة للضغوط مهما مستواها ومصدرها أو خطورتها وتهديداتها، التحية لأنها صححت موقفا السابق ولم تكرر الخطأ الذي اعتقدت انه لصالح البلاد ولمنتخب القومي في قضية حسنى عبد ربه بالرغم أن رائحة المصالح الشخصية كانت تزكم الأنوف، فلا انضم اللاعب للنادي الذي ملأ الدنيا بكاءً وصراخاً على الابن "المخطوف" منه وتحولت فجأة عواطف الانتماء إلى رقم من الدولارات وسلاماً وتحية للولاء للدولار ولعواطف البنوة المدفوعة الثمن، ولا استفاد المنتخب من لاعب انخفض مستواه الفني لانتقاله إلى دوري اقل مستوى مما كان فيه حسنى بالفعل!.

  

وفي الواقع أن كل ما قامت به الإدارة هو رفض التنازل عن حقها وحق جماهيرها في قضية الحضري دون أي إجراء إضافي قامت به، فقط رفضت مطالب اللوبي الجديد الذي قام على استغلال الرياضة وخاصة كرة القدم بالتنازل عن حقها وحق الجماهير، رفضت تكرار نفس السيناريو السابق الذي لم يفرز لا تحسن الأجواء ولا حتى أثمر الخير بأي شاكر له!.

  

والحقيقة أن قرار الإدارة بعدم الانصياع للمطالب العليا، حمى مصر وجماهير الناديين من عذر وحجة جديدة للعنف والكراهية بينهما بالرغم أن ذلك لن يضيف الكثير لما هو كائن بالفعل بلا سبب حقيقي، كما خفف قرار الإدارة العبء عن كاهل جهاز المنتخب من إثارة جديدة لمشاعر الكراهية والرفض للحضري خاصة إذا حدث وخلا قرار الفيفا من عقوبة الإيقاف عليه وانضم للمنتخب في تصفياته القريبة أو بطولة كأس القارات!.

  

 فتحية للإدارة ونتمنى أن يكون هذا الموقف هو البداية للمبادرة بالحفاظ على حقوقها وحقوق جماهيرها وليس الانتظار لوقوع الحدث، اعتقاداً أن الأيام كفيلة  بقتل الألم والنسيان، كما كان القدماء يعتقدوا أن الحكمة والفطنة في ذلك!.

  

* تحية إلى إدارة الأهلي لمسارعتها بتغيير هيكل إدارة قناة الأهلي، ليس كما سيظن البعض أنه جاء على خلفية تسريب عمل إعلامي أو ما شابه، بل كان ذلك ضرورة كي تواكب القناة حركة وطموحات النادي، وتتحرك كي تأخذ مكانها المخطط لها كقناة لكل المصريين وليس للأهلي فقط، لأن ما تتمناه جماهير الأهلي وتنتظره عليها هو كل ما تطالب به جماهير مصر كلها، أي ظهور قناة تتعامل مع القضايا الرياضية بموضوعية ولا تزايد على حاجة الجماهير، وتقوم بدورها التنبيهي والتوجيهي، وتصحيح الكثير من الآفات الراضية عند كل العناصر المشاركة في العملية الرياضية!.

  

مع كل التمنيات لهما بالتوفيق في المهمة، ومع كل الأمل بإتباع إستراتيجية تنضوي تحتها كل الأعمال وتحقق أهداف النادي وجماهيره في توحيد كل جماهير مصر وراء أمل واحد هو تحقيق إعلام رياضي راقي على شاشة القناة!.

  

* تحية إلى إدارة الزمالك المؤقتة، والتي استطاعت في مدة قصيرة أن تحقق أعلى درجة من لم الشمل، وإبعاد الجهاز الفني الجديد ولاعبيها عن الأحداث المضطربة في الساحة والتي دوما ما يشاع خطئا أن النادي طرفا فيها، وتقليل ظهور اللاعبين وإفراد الجهاز على شاشات الإثارة!.

  

وتحية للإدارة بالاعتراف بالتخصص، وبالحصول على تصريح وموافقة الجهاز الفني  قبل البدء في عملية التفاوض مع اللاعبين الجدد، مما سيرفع الحرج عن الإدارة فيما يخص توابع التعاقدات، وفي ذات الوقت ترك العيش لخبازه  مما يحرر الجهاز الفني من قيود التدخل ويجعله مستعدا للمحاسبة على جهده وتقييمه الحقيقي!.

  

تحية إلى جمهور الزمالك الذي لا يستكين ولا يستجيب لكل دعوات الإحباط  من منافسيه ومن الإعلام ومن شخصيات داخل الزمالك ذاته تسهى لتسيير الجماهير في الاتجاه الذي يخططون له حتى لو تعارض مع مصالح الزمالك، وعلى هذه الجماهير أن تعي أن التشجيع والتأييد لفريقهم قد يحتاج لصبر وعدم استعجال النتائج حتى يصل فكر المدرب ونتاج عمله إلى المستوى المأمول!.

  

* تحية إلى شوبير، الذي بدون أن يقصد أو يخطط قد وحد كل جماهير مصر ضده على هامش قضية الألتراس، تلك الجماهير الذي صعب على المسئولين توحيدها حول المنتخب في الفترة السابقة، وربما كانت هذه القضية هي الضربة القوية التي أفاقت الكثيرين الذين كانوا يؤيدونه ظالما أو مظلوما، فكشفت لهم طبيعته في استخدام القيم والأخلاق مطية وسلماً للوصول لأهدافه، حتى ولو على حساب شباب زملاء وأقران لأبنائه أو بناته!.

  

* تحية إلى كل جماعات الألتراس .. حتى الآن، فلقد استجابوا لكل النصائح بتعديل المسار وعدم الانقياد للحماس على حساب العقل وتفويت الفرصة على كل من سعى لضرب النادي وإدارته متعللاً  بتجاوزات جمهور الأهلي وحده، وكل ما نتمناه أن يدركوا، أن أي عمل في الدنيا لا يمكن له أن يستمر أو ينجح بدون نظام، وان النظام فرضته مطالب الحياة لصالح الجماعة والأفراد في آن واحد وليس للإضرار بهم، ولا يمكن أن تفرز الفوضى نجاحا إلا كان مؤقتا أو على حساب وبتكلفة أعلى من أي تكلفة لعمل يعتمد على النظام!.

  

* تحية إلى رئيس لجنة الحكام الجديد، فليس المطلوب منه أن يصل بالتحكيم إلى قمته في أسبوع أو أسبوعين أو حتى عام، ولكن الأهم أن يرفض رئيس لجنة الحكام الاستكانة لانخفاض المستوى الحالي والقبول بتعدد القرارات على نفس الخطأ، وان يكون بيده سلطة ولا يستخدمها إلا في الباطل، بينما التصحيح أو الحق يشكو فقر تأييده والعناية به  أو حتى الاعتراف به!.

  

لذا فتحية شكر إلى محمد حسام الدين في جهوده وأتمنى أن يساعده الجميع أو يخففوا من لغة نقدهم حتى تؤتى جهوده ثمارها وان يمد له الجميع بيد العون أن كانوا يملكون من هذا العون ذره!.

  

* تحية إلى كل من يبحث عن الحق قبل الألوان، تحية إلى كل من يسعى لمعرفة الحق ودعمه حتى لو تعارض سعيه مع انتمائه، فلا يمكن أن تتعارض القيم الأخلاقية مع بعضها البعض، ولا يمكن أن يهنأ مخالف للحق بنتاج عمله أو برأيه مهما كان مدعوماً من أحد أو حتى من جماعة!.

  

ولا يجب أن يتحجج أحدا منا بأن الحاجة والظروف هي السبب في إتباع غير الحق أو مخالفته، فمن فعل ذلك فقد أنكر أن الله هو مصدر الرزق وهو الذي قدره على كل منا، وبكل وعوده لنا في آياته وعلى لسان رسوله الكريم صلوات ربى وسلامه عليه!.

  

ولا يغرنك عدد المخالفين للحق، ولا قلة المؤيدين له، فمهما كان عدد المخالفين وإن ملئوا الدنيا فلن يتغير الباطل إلى حق أو العكس، ولابد أن نعرف جميعا أن الحق له صاحب ، فلا يغرنك كثرة الهالكين ولا  يحزنك قلة الناجين، هو خالقه وخالقك، فانظر لمن تمد يدك!.

  

نصيحة أخيرة:

  

في ظل التقدم الذي يحيط بنا ويلاحق عقولنا ونفوسنا في كل مكان وكل وقت، من تكنولوجيا وموسيقى وصور وحياة مليئة  بكل ما يستهلك عقولنا وصحتنا ووقتنا، فعلى كلٌ منا إذا أدهشه أي شيء من كل ذلك، أن يفيق وأن يسعى لإفاقة كل من حوله بدعاء يذكرك بحالك الآن وبالغد وبالنهاية التي لن يغيرها ما تراه الآن، فسارع بالقول:

  

اللهم إن العيش عيش الآخرة، تقبلها الله منا ومنكم.

....................... 

 

تعليقات