خطة تصحيح مسار المنتخب الوطني قبل فوات الآوان!

الأربعاء 26 يونيو 2019, 13:22 كتب : محـــمد فـــرج

ظهر المنتخب الوطني الأول لكرة القدم أمام زيمبابوي بأداء متوسط وكاد أن يتعادل الضيوف في لقاء الافتتاح في المنعطف الأخير.. ورغم الإيجابيات التي ظهرت في اللقاء من تماسك للخط الأمامي ومحاولة إيجاد لغة جديدة للتفاهم بين اللاعبين في المساحات الضيقة لم نكن نراها في العهود السابقة، إلا أن هناك عدة عوامل سلبية يجب التخلص منها سريعاً، قبل الدخول في المعترك الأكبر في الأدوار القادمة والاصطدام بالكبار بعد تخطي الدور الأول للبطولة بما يؤصل اقتراب مصر من الحصول على البطولة الثامنة بجدارة، هذه السلبيات إن نطرحها فالهدف تقديم حلول قاطعة لها للوصول إلى الطريقة المثلى الأقرب في التطبيق بالمباريات الهامة المقبلة..

 

 

قراءة الخصم

يخوض المنتخب الوطني اليوم لقاءه الثاني أمام الكونغو الديمقراطية، وهو الفريق المتماسك دفاعياً، والذي أبدى شجاعة في الاعتذار لشعبه عن الخسارة أمام اوغندا في مباراته الأولى، ما يعكس نيته التعويض في المباراة الثانية أمام الفراعنة، والتماسك أكثر على الصعيد الدفاعي، وهو الأمر الذي يحتم على الجهاز الفني لمصر قراءة الخصم على الصعيد الفني والوضع في الاعتبار التصريحات الكلامية التي قد يقصد من ورائها حرب نفسية ضد الآخرين، واستدعاء خارطة الفريق في التصفيات وطريقته في غلق مفاتيح اللعب، مع الوضع في الاعتبار أن اوغندا ليست بالفريق الهين الذي سوف يترك المساحات فارغة أمامنا لنصول ونجول فيها، ولكنه سوف يباغت ويهاجم ويهدد المرمى إذا لم نغلق الخطوط بشكل جيد.

فراغ الوسط

لعل وجود المناضل طارق حامد نجم وسط المنتخب الوطني يجعل الجماهير في حالة طمأنينة بسبب ما يتمتع به من قوة وبسالة وفدائية عالية حتى الرمق الأخير من المباراة، ولكن تواجده وحيداً بدون تأثير واضح وفعال من قبل محمد النني سوف يجعل اللاعب محل استهلاك دائم لطاقاته في مشوار البطولة، وإن صمد في الدور الأول هل يستطيع أن يؤدي بنفس الفعالية في سد ثغرات خط الوسط ؟ بالطبع لا فهو ليس بآلة حديدية، وبالتالي يجب على المدير الفني إيجاد حلول إيجابية بالتشديد على النني بالاقتراب أكثر من حامد أو سحبه ووضع بديل جيد من المتواجدين على دكة البدلاء ممن يترآى له بأنه الأفضل الذي يساند مناضل خط الوسط دون تركه وحيداً عرضه للإجهاد أو الإصابات لا قدر الله.

بدائل دفاعية

يجب الاستعانة بعدد وافر من اللاعبين في الخط الخلفي من باب التدوير وتقسيم المجهود، ندرك جيداً وجود لاعب أساسي، وآخر احتياطي، ولكن تقسيم المجهود وإخراج اللاعب الأقل بدنياً وذهنياً في الشوط الثاني في الوقت المناسب سوف يصب في صالح الفريق بالكامل، ويؤدي إلى تجديد الدماء، خاصة إذا كان الخصم عنيداً مرهقاً للدفاعات كأوغندا أو يسعى للعب على المرتدات ويتطلع إلى استغلال أنصاف الفرص والأخطاء كالكونغو، وذلك في ظل وجود البدائل الجيدة التي اختارها الجهاز الفني بقيادة المكسيكي خافيير أجيري بكامل حريته دون أن يفرض عليه أحداً منهم.

صلاح.. وكوبر

حذرنا في العدد السابق وقبل مباراة زيمبابوي من نظرية الاعتماد على النجم الأوحد أو اتباع "خلطة كوبر" في أن يبصم النجم الدولي محمد صلاح على كل كرة لما فيه من قراءة طريقة اللعب من جهة، وإحكام السيطرة على اللاعب بعدد وافر من المدافعين من جهة أخرى، وهو ما ساهم في جعل صلاح يقع بين فكي الرحى، ويجعله أكثر توتراً وتسرعاً في البحث عن تسجيل الهدف الأول لشعوره بالضغط الكبير من قبل اللاعبين ومدافعي الفريق الخصم، فضلاً عن الآمال الكبرى المعلقة على عاتقه من قبل الجماهير الغفيرة التي ترى فيه القائد الحقيقي للمنتخب من أجل الوصول للأدوار النهائية واقتناص البطولة.

صانع ألعاب

لسنا في خضم استحضار لاعب من خارج القائمة للحديث عنه، ولكننا أمام أمر واقع بوجود قائمة اللاعبين المختارين من قبل أجيري، لذا فإن عبدالله السعيد لاعب الوسط قدم أداء ضعيف للغاية مقارنة بما كان عليه مع فريقه بيراميدز في المباريات المحلية، ويجب منحه فرصة أخرى وأخيرة لإثبات الذات أمام الكونغو، والوضع في الاعتبار وجود صاحب المجهود البدني الأوفر وليد سليمان ذو التمريرات المؤثرة في خط الوسط والذي يمتلك فعالية كبيرة في التوغل الإيجابي بالكرة، خاصة إذا اقترب من صلاح أو تريزيجيه.

شراسة هجومية

دائماً تأتي الفاعلية الهجومية من خط الوسط، إذا تحرك تريزيجيه وصلاح والسعيد فيتحرك المنتخب إلى الأمام، في ظل فقدان مروان محسن السيطرة الحقيقية على الكرة في منطقة الخطورة، وتأخر أجيري في استبداله في المباراة السابقة، ونزول الأشرس هجومياً وصاحب البنية القوية أحمد علي نجم المقاولون العرب، والذي نرى أنه سوف يجيد التعامل بدنياً وفنياً بشكل أكبر مع مدافعي القارة السمراء، وسوف يكون له تأثير بالغ الخطورة على الشباك بواقع حساسية مشاركاته المستمرة مع ذئاب الجبل وإحرازه عدد وافر من الأهداف المتنوعة بين الرأسيات والصاروخيات من داخل وخارج منطقة الجزاء.

محـمد فـرج


تعليقات