لم يكن تألق محمد أشرف، لاعب غزل المحلة الملقب بـ”بن شرقي” لتشابه أسلوب لعبه مع النجم المغربي أشرف بن شرقي، مجرد لحظة عابرة في الدوري المصري. فقصة صعوده بدأت من الصعيد، وتحديدًا من مدينة المنيا، حيث كان يعمل في مصنع صابون، لكنه أثبت أنه ليس مجرد “فقاعة” عابرة.
لفت “بن شرقي الفلاحين” الأنظار بعد أدائه المميز أمام الأهلي، رغم خسارة فريقه بهدف دون رد في المباراة التي جمعت الفريقين ضمن منافسات الدوري المصري.
وكشف محمد أنس، المدرب العام السابق لفريق بني مزار ورئيس قطاع الناشئين، عن تفاصيل قصة صعود اللاعب، قائلاً: “بدأت قصة محمد أشرف بمعاناة شخصية، حيث كان يسافر مع فريق بني مزار لخوض المباريات التي كانت تبعد أحيانًا مسافة 700 كيلومتر، ثم يعود للعمل في مصنع صابون بسبب ظروفه الأسرية”.
وأضاف أنس: “تم تصعيد محمد إلى الفريق الأول بنادي بني مزار، وشارك لأول مرة في موسم 2019-2020 أمام مغاغة في ما يُعرف بديربي الغضب بالمنيا. لكنه أهدر فرصة واضحة، مما عرضه لهجوم من الجماهير بعد المباراة”.
وأشار إلى أن هذه الحادثة لم تؤثر على اللاعب الشاب، الذي كان يبلغ آنذاك 18 عامًا فقط، حيث واصل تطوير نفسه وانتقل من مركز المهاجم إلى وسط الملعب، وتحديدًا مركز رقم 8.
وأكد أنس: “بن شرقي يتمتع بإمكانيات تسمح له باللعب في أكثر من مركز، سواء كمهاجم أو كلاعب وسط مدافع أو حتى كمدافع ثالث”.
وتابع: “لعب معنا 3 مواسم، منها موسمان في الدرجة الثالثة، وساهم في صعود بني مزار إلى الدرجة الثانية في آخر مواسمه مع الفريق، حيث سجل 5 أهداف وقدم 4 تمريرات حاسمة”.
وحاول أنس تسويق اللاعب لأندية مثل مسار وبتروجت والمنيا، بترشيح من طارق السيد، لكن الصفقة لم تكتمل مع النادي البترولي بعد رحيل ربيع ياسين.
وبعد فشل انتقاله إلى بتروجت، عرض أنس فيديو للاعب على وائل حبيب، المسؤول عن قطاع الكرة بنادي لافيينا، ليتم التعاقد معه مقابل 70 ألف جنيه و35 كرة، بالإضافة إلى نسبة 20% من أي بيع مستقبلي، مع تنازل اللاعب عن 30 ألف جنيه من قيمة عقده مع بني مزار.
لكن بن شرقي واجه صعوبات في لافيينا، حيث لم يشارك مع الفريق الأول، واضطر للعب مع فريق الشباب للحفاظ على لياقته، خاصة أن المدرب أحمد عيد كان يفضل لاعبين آخرين. وبعد رحيل عيد، شارك لأول مرة أمام النجوم في كأس مصر تحت قيادة المدرب أحمد صلاح، لكنه لعب شوطًا واحدًا فقط.
واستمر اللاعب في الابتعاد عن التشكيلة الأساسية حتى بعد تعيين عبد الباقي جمال مدربًا للفريق، قبل أن يعود للمشاركة بشكل أساسي تحت قيادة أحمد صلاح، الذي كان على وشك إعارته إلى الإنتاج الحربي.
وانتقل بن شرقي إلى غزل المحلة قبل بداية الموسم الحالي مقابل مليون و900 ألف جنيه، منها 385 ألف جنيه لبني مزار بسبب نسبة إعادة البيع.
ورغم أنه لم يسجل أو يصنع أهدافًا في 12 مباراة هذا الموسم، إلا أنه لفت الأنظار بأدائه المميز أمام الأهلي. وتظهر إحصاءاته في الدوري المصري جودة عالية، حيث سدد 12 مرة منها 4 على المرمى.
وأرسل 218 تمريرة صحيحة بنسبة نجاح 79%، بالإضافة إلى 13 كرة طولية و9 فرص صنعها. كما لمس الكرة 395 مرة، منها 9 داخل منطقة الجزاء، وفاز بـ45 تحدّيًا أرضيًا و15 هوائيًا، واعترض 3 تصويبات.
وتألق بن شرقي بشكل لافت أمام الأهلي، حيث لمس الكرة 46 مرة، وأرسل 29 تمريرة صحيحة من أصل 35، وحاول التسجيل مرتين، وحصل على تقييم 7 كثاني أفضل لاعب في فريقه بعد محمد جابر.