توضيح موقف ... و صحافة علي ما تفرج

الأحد 12 مارس 2006, 15:59 كتب : محمد مصطفي

و قد أعجبتني جملة كتبها في مقاله ، فقد قال :

نعم, الصحفيين تسأل أسئلة مكررة بشكل زائد عن الحد , نعم, تلعب معظم فرق الدوري الممتاز أمام الأهلي بأسلوب دفاعي بحت , نعم الدوري المصري مليء بالأخطاء التحكيمية لكن هذا لا يعطيك الحق يا مستر جوزيه للحديث بهذا الأسلوب أيا...   كانت المناسبة , فهذه هي طبيعة الدوري المصري , و هذه هي طبيعة الصحفيين المصريين, و هذه هي طبيعة الحكام المصريين , لم و لن تتغير قريبا .

يعنى يا عم جوزيه ما فيش فايدة و لازم تاخد على الجو ده بكل ما فيه لانه لن يتغير ، و دعونا نأخذ ما كتبه عبد الرحمن من باب نقد الذات التي لا يقدر عليها إلا أبناء النادي الأهلي الذين لا يريدون له إلا الخير ، و لا نأخذها من باب و شهد شاهد من أهلها ، لأن هذا الشاهد لا يمكن أن يزايد أحد على حبه و عشقه للنادي الأهلي .

و نتحول إلي قضية و حديث الساعة ، و هي الحملة التي يشنها الإعلام على مانويل جوزيه ، و قد استفضت من قبل في الحديث عن تلك الحملة التي بدأت قبل مباراة الزمالك و زادت عن حدها بعد مباراة الأهلي و غزل المحلة :

http://www.ahlynews.com/showarticle.php?articleID=844

و ها نحن نعود مرة أخري للحديث عن تلك الحملة التي بدأ يتضح بالفعل من ورائها و من المستفيد منها ، ففي صحيفة الأهرام المسائي الصادرة مساء الأحد جاء هذا الخبر عن تصريحات مانويل جوزيه المزعومة :

جوزيه يتراجع عن أقواله ‏!‏

المدير الفني للأهلي ‏:‏ لم أتهم إنبي بأنه يلعب كرة شوارع وأكن له كل الاحترام

فيما يعد تراجعا عن انفلات لسانه و إهانته للحكام والمدربين واللاعبين الذين يواجهونه في معظم المباريات تراجع البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي عن تجاوزه في حق إنبي ولاعبيه عندما وصفهم بما يشبه المدمرين لمواهب الأهلي باعتداءاتهم ونفي في بيان صادر عن النادي الأهلي أن تكون قد صدرت عنه أي تجاوزات في حق نادي إنبي‏,‏ وقال إنه يكن له ولمسئوليه كل الاحترام والتقدير‏,‏ وأضاف أنه لم يأت علي لسانه أن فريق إنبي يلعب كرة شوارع ولا يعرف من أين جاءوا بهذا المصطلح لأنه في الأول والأخير يحترم كل المنافسين وأن تحفظه علي اللعبات العنيفة من جانب لاعبي إنبي والتي طالت لاعبي الأهلي في أوقات عديدة من المباراة لا يقلل من تقديره لفريق إنبي الذي كثيرا ما أثني علي أدائه ولكن للأسف هناك من يحاول إثارة زوبعة ويستثمر أحداث المباراة ويسيء للعلاقات الطيبة بين الأهلي و إنبي وهذا الأمر يرفضه تماما‏.‏

وبعيدا عن نفي جوزيه وتصريحات البدري فإنه للأمانة لم يصدر عن جوزيه فعلا مصطلح كرة شوارع‏,‏ وهذا المصطلح أطلقه الكابتن طه بصري ردا علي تصريحات جوزيه العنيفة التي نالت من لاعبي إنبي ومن الحكام ومن مصر كلها‏..‏ وكان كلام جوزيه وتصريحاته أشد عنفا وإهانة من لفظ كرة شوارع والذي يراجع تصريحات جوزيه بعد المباراة يكتشف ذلك بسهولة‏..‏ أما الأسوأ من ذلك فإنه لا يجيب علي تساؤلات الصحفيين ويفقد أعصابه مع أي سؤال مهما كانت بساطته وهو ما يحمل نوع من الإهانة لرجال الإعلام الذين لا هدف لهم سوي نقل الرؤية كاملة لجماهير الكرة المصرية وقراء الصحف‏..‏ الواقع يقول إن جوزيه تجاوز بشكل فاق الحد ولابد من وقفة معه من قبل إدارة الأهلي لأنه إذا ترك بهذا الشكل سيدمر علاقات النادي بكل الأندية المصرية وسوابق جوزيه في هذا الإطار لا تعد ولا تحصي‏.‏

و حقيقة فإنني مندهش من هذا الخبر المنشور فى جريدة قومية يرأس تحريرها رجل له وزنه في الصحافة المصرية و هو الأستاذ مرسى عطالله و الذي يرأس في الوقت نفسه مجلس إدارة نادي الزمالك ، و مبعث دهشتي هو صياغة الخبر و عنوانه ، فالصحفي كاتب الخبر اتهم جوزيه بانفلات اللسان و ما يتبعها من سوء التربية ، و فى نفس الوقت يقول أنه للأمانة فلم يصدر من مانويل جوزيه مصطلح كرة الشوارع ، بل و يؤكد أن الذي أطلقه هو الكابتن الخلوق طه بصري المدير الفني لنادي إنبي .

و بدلا من أن يكون عنوان الخبر هو : " مانويل جوزيه لم يطلق مصطلح كرة الشوارع على لاعبى إنبي " ، فإنه و رغم إقراره بأن جوزيه لم يقلها وضع عنوانا مثيراً مفاده أن جوزيه قالها نعم و لكنه تراجع عنها و عن انفلات لسانه ، ما هذا الاستخفاف بعقول القراء ، هل هذه صحافة محترمة ؟ ، يبرئ مانويل جوزيه من التفوه بلفظ و فى نفس الوقت يقول أنه تراجع عن انفلات لسانه و أنكر ما قال ، فهل هناك استخفاف بالعقول أكثر من هذا ؟ ، بل إن الصحفي المحترم بدلاً من إن يطالب الكابتن الخلوق طه بصري بالاعتذار لمانويل جوزيه عن اتهاماته الشخصية له و لبلاده عن كم الإهانات الشخصية التي كالها له ، فإنه تمادى فى اتهاماته لمانويل جوزيه قائلا إن كلام مانويل جوزيه و تصريحاته أشد عنفاً و إهانة من مصطلح كرة الشوارع ، و لم يذكر لنا الصحفي المحترم ما هي الإهانات التي وجهها مانويل جوزيه و التي سنكتشفها بسهولة ، و يبدو أن الغرض من الموضوع ككل هو إرضاء الأستاذ مرسى عطالله ، و الذي لا أشك لحظة في عدم رضاءه عن هذا الأسلوب الصحفي المثير للتعصب و المغرض فى آن واحد .

للأسف هناك من يريد إعادتنا مرة أخري لأجواء التعصب الأعمى ، فبعد مباراة الأهلي و الزمالك التي خرجت للمرة الأولي منذ سنوات طويلة بلا هتافات خارجة ها نحن نجد أنفسنا مرة أخري نعود لجو الإثارة و التهييج المتعمد ، و كأن البعض يستكثر علي جماهير الكرة المصرية حالة الاستقرار و الروح الرياضية التي نعيشها منذ بطولة كأس أمم أفريقيا ، فيتعمدون إثارة القراء بالمقالات المغلوطة و الحوارات المفبركة و تلوين الكلمات ، و بدلاً من تهدئة الشارع الرياضي نجدهم يحاولون بأي طريقة أن يشعلوا نيران التعصب ، و كأن الصحافة لا تنتعش و تزيد مبيعاتها إلا بالإثارة و مغلوط الأخبار .

أما الكابتن الخلوق طه بصري فما جري منه فى المؤتمر الصحفي بعد مباراة الأهلي و إنبي يستحق وقفة ، فمن المفترض أن نادي إنبي هو المضيف ، أي أن النادى الأهلي و جهازه الفني و لاعبيه ضيوفاً على نادي إنبي ، و طبقاً للمتعارف عليه في المؤتمرات الصحفية فقد أعطي مراقب المباراة الكلمة أولاً للمدير الفني للفريق الضيف و هو مانويل جوزيه ، ليفاجئنا الكابتن طه بصري أثناء حديث مانويل جوزيه بالحديث للمراقب طالباً منه أن ينهى مانويل جوزيه الحديث قائلا بالنص إحنا مش فى محاضرة !!! .

ما هذا يا كابتن طه ؟ ، أهذا هو واجب الضيافة و أدب الحوار ؟ ، هل كنت مستفزاً لهذه الدرجة من مانويل جوزيه ؟ ، كيف خانك ذكائك لهذه الدرجة ؟ ، ثم إنك اتهمت الرجل بما ثبت أنه لم يقله و استفضت في إهانته و إهانة بلاده ، بل و طالبت برحيله من مصر و أخذتك العزة بالإثم و حولت الأمر إلى إهانة لمصر ، و ها هو قد ثبت أن الرجل لم يتفوه بما اتهمته به و أهنته بسببه ، فهل لديك المقدرة علي أن تعتذر له عن أهانتك الشخصية له و هو الذي لم يوجه إليك آية إهانة شخصية ؟ .

أتمنى أن يثبت لنا الكابتن طه بصري أنه الكابتن الخلوق الذي عرفناه لاعباً و مدرباً حتى يزداد احترامنا له و يعتذر عن إهانته الشخصية لمانويل جوزيه ، و أريد أن يفسر لنا حالة الاستنفار التي كان عليها أثناء حديث مانويل جوزيه في المؤتمر الصحفي ليطلب من مراقب المباراة أن ينهي جوزيه حديثه ، لأنني بكل وضوح أعتبر أن ما فعله الكابتن طه بصري هو محاولة لركوب موجة من الوطنية الزائفة و محاولة قلب الامور و تحويلها إلى إهانة لمصر إستغلالاً لحالة التوتر الغير مبررة و التي اشتعلت بين الصحافة و مانويل جوزيه بعد مباراة غزل المحلة ، و ها هو حلمي طولان يركب الموجة أيضاً .

لقد بدأ الإعلام الأبيض علي عمومه ، بكل أجهزته المرئية و المسموعة و المقروءة فى اختلاق أي شيء من أجل توريط مانويل جوزيه فيما لم يقله ، بل بدأ كل من يمت بصلة لنادي الزمالك في الحديث و الهجوم علي النادي الأهلي و مانويل جوزيه ، و يحاولون بأي شكل إدخال النادي الأهلي لمنافسة خارج المستطيل الأخضر بعد أن خسروها داخله ، فى الوقت الذي لم نجد ناقداً رياضياً أهلاويا يتصدي للدفاع عن تلك الحملة المفضوحة بحجة الحياد المزعوم !!!! .

الأهلي كبير يا سادة ، و محاولات جره لمنافسات خارج المستطيل الأخضر مكشوفة و لن تنال منه ، فأريحوا أنفسكم و أقلامكم و أوجه إلي الإعلام الذي ركب موجة الوطنية سؤال برىء :

جونيور لاعب الزمالك " الغاني الجنسية " أشار لجمهور بور سعيد " المصري " بأصبعه ، فلماذا لم يحاكم بتهمة إهانة الشعب " المصري " ممثلاً في جمهور بورسعيد ؟ .

الم يعاقب أيمن رمضان " المصرى الجنسية " و سمير كمونة " المصري الجنسية " بالايقاف لعام كامل لنفس السبب ، ألم تنص لائحة العقوبات لتلك المخالفة بعد تعديلها على أن يعاقب اللاعب لمدة ثمانى مباريات ؟ ، فأين الوطنية و هذا اللاعب " الغاني " الذي أهان الجمهور " المصري " يعاقب فقط بالايقاف ستة مباريات ؟ ، أم أن الوطنية أصبحت أبيض و أحمر و مانويل جوزيه ؟ .

تعليقات