قمة الروح الرياضية ... سلبية بمكاسب متعددة

الأحد 05 مارس 2006, 11:40 كتب : عبدالرحمن مجدي

على الرغم من المفاجأة السلبية كانت في عدم امتلاء المدرجات عن آخرها و هو الأمر الذي كنت أستبعد حدوثه نسبيا, إلا أن شكل المدرجات قد يعوضنا عن هذا الأمر, و دعونا نذكر أن الجماهير حاليا "مرهقة" من مشاهدة كرة القدم و مرهقة من الإنجازات و الانتصارات.

شاهدت كل ماحدث قبل المباراة...   من روح رياضية بين رابطتي مشجعي الأهلي و محبي الزمالك, و حضرت اجتماعا في معقل الأهلاوية "الأهلاوية كورنر" حضره الناقد الرياضي محمد سيف و الكابتن علاء إسماعيل و الأستاذ خالد شاكر رئيس رابطة مشجعي النادي الأهلي و المعلق الرياضي أشرف محمود و الذي كان معلق مباراة الأهلي و الزمالك على قناة النيل للرياضة, بالإضافة مجموعة من أعضاء رابطة مشجعي الأهلي و رابطة محبي الزمالك, و مجموعة من الصحفيين, و عدد من القنوات و على رأسهم قناة الجزيرة الرياضية, و على الرغم من ذلك فلا أنكر أني لم أزل أتوقع حدوث مشادات بين الجمهورين كشيء روتيني في مباريات القمة في كل بلاد العالم التي تتمتع فيها الكرة بشعبية كبيرة.

في الحقيقة, جاءت عدة عوامل مساعدة على خروج القمة بهذا الشكل الرائع و لعل منها النتيجة السلبية التي لم تعط الفرصة لأي من الجمهورين لأن يفرح, بالإضافة إلى الوعي الجماهيري الذي قفز بشكل مفاجئ عندما اجتمعت رابطتي مشجعي الزمالك و محبي الأهلي في استاد واحد, و هو أمر رائع حقيقة, فكلا الرابطتين تسابقتا في إظهار الروح الرياضية بجميع أشكالها, باختفت السباب و ظهرت مبادرة أعتبرها تاريخية.

و الحق يقال, فجمهور الزمالك هو من بادر بالهتاف للاعبي الأهلي, و لبى لاعبو النادي الأهلي الهتاف و شجعهم على ذلك الكابتن علاء ميهوب الذي قاد تدريبات الإحماء, و في المقابل نال لاعبو الزمالك نصيبا وافرا من هتافات جمهور النادي الأهلي, و نال حازم إمام مجموعة أخرى من الهتافات في مشهد أعتقد أنه تاريخي, و أنه هو أكثر الأمور إيجابية في تلك القمة التي انتهت سلبية –نتيجة فقط-.

خاض الأهلي المباراة بتشكيل اضطراري, فاقدا ما يقرب من نصف قوته الضاربة, و لا أقول نصف قوته الضاربة لغياب ثلاثة لاعبين فقط, لكن لأن عددا من اللاعبين أدى المباراة في حالة من الإجهاد الشديد و على رأسهم حسن مصطفى الذي وصفه جوزيه بأنه أدى المباراة في حالة من الإعياء الشديد! و كذلك الحال بالنسبة لعماد متعب على الرغم من تحفظ الجميع على مستواه الفني إلا أن ذلك لا علاقة له بالإرهاق من كثرة المباريات, و عصام الحضري الذي أصبح كالدينامو –ما شاء الله- لا يمل و يهدأ, يذود عن مرماه ببراعة في كل المناسبات.

غير ذلك, ظهر بعض لاعبي الفريق الآخرين بمستوى جاء مفاجئا بشكل سلبي, أمثال حسام عاشور و إسلام الشاطر و محمد عبدالوهاب, و لعل محمد أبوتريكة و عماد النحاس هما الوحيدان اللذان يستحقان أن نطلق عليهما من نجوم المباراة.

حقيقةً, عندما شاركت في استفتاء المباراة لأحسن لاعب, وضعت "لا يوجد" نظرا لغياب "نجم المباراة الحقيقي", و ربما كان من الأفضل أن يكون هناك لقب "أفضل مجهود" و وقتها كنا سنفاضل بين عدد من اللاعبين أمثال حسن مصطفى و مصطفى جعفر و تامر عبدالحميد, و لا أنكر أن كاجودا أراح الأهلي كثيرا بتغييري خروج تامر عبدالحميد و نزول حازم إمام و نجح في إهداء الأهلي السيطرة الكاسحة في دقائق المباراة الأخيرة إلا أن ذلك لم يكن كافيا للتهديف في ظل العقم التهديفي الذي عانى منه الفريقين.

دعونا نتوجه إلى نتيجة المباراة, أعتبرها إيجابية بجميع المقاييس للنادي الأهلي, حافظ على فارق النقاط, يكون الفارق ثمان نقاط في حالة فوز الأهلي في مبارياته الثلاثة المؤجلة بمشيئة الله, و وقتها و كما ذكر جوزيه في المؤتمر الصحفي, سيكون صعبا على أي منافس اللحاق بالنادي الأهلي.

تعليقات