مصر و الكاميرون .. هل كان أداء المنتخب رائعا ؟ أم النتيجة هي الأهم؟!

الأحد 09 أكتوبر 2005, 16:48 كتب : عبدالرحمن مجدي

أولا, يجب أن ننوه أن تعادل المنتخب المصري مع نظيره الكاميروني, معنويا, في صالح الأهلي –نسبيا- خاصة أن المنتخب يضم من الأهلي عدد كبير من اللاعبين, و شارك في المباراة منهم ستة و هم عصام الحضري ووائل جمعة و محمد عبدالوهاب و محمد شوقي و عماد متعب و محمد أبوتريكة...   أي أكثر من نصف الفريق, و قد أدى لاعبو الأهلي بشكل جيد خاصة عصام الحضري الذي تألق في الذود عن مرماه و تصدى لعدد من الكرات الخطيرة.

و أمام تألق محمد عبدالوهاب –نسبيا- و تألق جلبرتو و وجوده في قمة معنوياته بعد تأهل منتخب بلاده لكأس العالم يضع جوزيه في ورطة إلى حد ما كبير, فيعد الظهير الأيسر حاليا مشكلة للنادي الأهلي, ليس لقلة اللاعبين و لكن لوجود أكثر من لاعب جاهز فنيا و معنويا و على رأسهم عبدالوهاب و جلبرتو, و إن كان الأخير صاحب فرصة أكبر خاصة أنه في قمة معنوياته كما ذكرنا, بالإضافة إلى كونه الظهير الأيسر الأساسي للنادي الأهلي و منتخب أنجولا الفترة السابقة و ليس من الضروري إجراء تغييرات طارئة على التشكيل قبل مباراة هامة مثل مباراة العودة أمام الزمالك يوم الأحد المقبل.

نعود لمباراة مصر و الكاميرون من جديد .. و دعونا نضع الأمور في أبسط أشكالها و نسترجع ذكرياتنا قبل المباراة و بين شوطيها و بعدها !

- قبل المباراة .. حالة من التشاؤم سادت الشارع المصري .. البعض قال "إيتو هيفرمنا!" و البعض أكد أن المنتخب الكاميروني امتلك الدافع الأقوى, و هو أمر حقيقي .. و أصبح عدد كبير من الناس متأكدا أن الفوز على الكاميرون أو حتى التعادل معها أمر أقرب للمستحيل .. لأن أحدا لم يتخيل أن فريقا يحتاج للفوز في مباراة واحدة للوصول لكأس العالم يظهر بهذا الشكل من التخاذل و الاستهتار و الغرور و التهاون و هي الصفات التي انتابت لاعبو الكاميرون و أطاحت بهم خارج السباق .. عموما, حدث ما حدث و تعالوا نستكمل حديثنا.

- بين شوطي المباراة, و بعد أن أحرز "دوالا" هدف الكاميرون و أصبحت الكاميرون متقدمة بهدف, شعر عشرات الآلاف من الجماهير الكاميرونية أن الأمر يعتبر انتهى لأن المنتخب المصري لا يملك دافع للتعويض .. أما في الشارع المصري, فالجميع رأى أن هذا هو الأمر المتوقع و فوز الكاميرون لن يكون ظاهرة غريبة, و سيناريو المباراة يسير بشكل طبيعي, و حالة من الاستياء بسبب المستوى المتدهور الذي ظهر به الفريق في الشوط الأول, لا سيطرة, لا شكل في الأداء, لا شيء غير الدفاع عموما.

- بعد صافرة النهاية, تحولت كل الأقاويل 180 درجة, فجأة أصبح أداء المنتخب رائعا, و أصبحت نتيجة المباراة ردا على الشكوك, و حالة من الرضا, بل و السعادة الغامرة انتابت جمهور الكرة المصري و كأن مصر وصلت لكأس العالم, و شعر الجميع بانتماء كبير لكوت ديفوار بشكل غريب لدرجة أني ظننت للحظة أنها دولة عربية, أو حتى إسلامية شقيقة بالرغم أنها لا تختلف عن الكاميرون في أي شيء و الأمر لا يمثل أي فارقا لنا! تعجبت كثيرا!

يجب أن لا ننخدع بالنتيجة, و لا يجب أن تكون ذاكرتنا ضعيفة لهذه الدرجة و نحول كلامنا في أقل من 45 دقيقة لمجرد هدف أحرزته مصر بخطأ دفاعي ساذج من مدافع الكاميرون و حارس مرماها .. الأداء لم يكن على المستوى الرائع و هي حقيقة لابد أن نعترف بها .. ربما تحسن الأداء نسبيا في الشوط الثاني و يحسب للجهاز الفني الأسلوب الهجومي الذي لعب به, لكن هذا لا يعني أن الأداء كان رائعا كما قال البعض, لا لم يكن رائعا, و خاصة أن المنتخب الكاميروني أضاع عددا كبيرا من الفرص في نهاية المباراة أبرزها تسديدة من داخل الـ6 ياردات علت العارضة بغرابة شديدة, و ركلة الجزاء التي توقعت لها أن تمزق شباك الحضري, و وقف الحظ بجانب المنتخب و انتهت المباراة بهدف لهدف .. و هتف الشارع المصري .. "تعيش كوت ديفوار" .. و عموما هو فخر بالمنتخب المصري لأنه في النهاية كان له موقف مؤثر حدد الفريق المتأهل, لكن يجب أن يفكر الجميع في أن المنتخب المصري كان من الممكن أن يكون الفريق المتأهل, و كان من الممكن أن نفرح مثلما فرح شعب كوت ديفوار, لأن تحديد الفريق المتأهل ليس من اختصاصنا طالما أنه ليس مصر!

لا أهدف من كتابة هذه المقالة أن أقلل من المجهود المبذول, أو أن أبث الإحباط في قلوب الجميع, لكني فقط أشير إلى عادة مصرية قديمة, و هي سرعة النسيان و الاهتمام بالشكل الخارجي .. إذا كانت ركلة الجزاء الأخيرة سجلت هدفا و خسرت مصر لما كتب كاتب أن المنتخب المصري أدى أداء رائع .. يجب أن يواصل الجهاز الفني إعداده لكأس الأمم الأفريقية و يجب أن يبذل كل المحاولات لتحسين المستوى لأن المستوى الحالي لايزال لا يبشر بالخير!

تعليقات