السباعية البترولية .. ليست مجرد سبعة .. و إنما هي طبيعة فريق!

الخميس 06 أكتوبر 2005, 18:08 كتب : عبدالرحمن مجدي

في البداية, قبل كل شيء, لمن لم يشاهد مباراة الأهلي أمام بترول أسيوط, فقد فاته الكثير بالفعل .. العملية ليست بالنتيجة, و ليس بعدد الأهداف التي أحرزها الأهلي في المباراة, و ليست أيضا بمستوى الفريق الذي واجهه الأهلي.

أولا لابد أن يعلم الجميع أن بترول أسيوط كان قريبا جدا من التأهل...   للدوري الممتاز (أ) الموسم الماضي و لم يحالفه التوفيق في النهاية, و هو ليس بالفريق السيئ, و ليس طبيعيا أن يفوز الأهلي بسبعة أهداف نظيفة لأن بترول أسيوط فريق محترم و لا يقل شيئا عن أندية كثيرة نعرفها أمثال القناة و الترسانة و بلدية المحلة.

الأمر المثير للإعجاب حقا في تلك المباراة الرائعة, هي الأداء الذي أداه الأهلي, و الجو الرائع الذي أقيمت فيه المباراة .. فالمباراة أقيمت وسط كم هائل من الجماهير الغفيرة التي زحفت وراء الفريق و ملأت ملعب مختار التتش عن آخره لدرجة أن مئات المشجعين شاهدوا المباراة من الوضع واقفين, و آلاف المشجعين لم يتسنى لهم الدخول بسبب اكتمال العدد بالداخل إلا أن الأمن نجح في السيطرة على الوضع.

العامل الثاني الذي وفر الجو الكروي الجميل تواجد عدد من الشخصيات المعروفة في الوسط الكروي, و على رأسهم الفنان القدير المعروف بأهلاويته الشديدة, صلاح السعدني, و قد هتفت له الجماهير كثيرا فور وصوله, و الكابتن شطة نجم الأهلي السابق, و الكابتن عدلي القيعي رئيس لجنة التسويق و الاستثمار بالنادي الأهلي, و الكابتن خالد مرتجى و العامري فاروق و محمد عبدالوهاب أعضاء مجلس الإدارة, و محمد الغزاوي عضو المجلس تحت السن, و عدد من المشجعين المعروفين بمواظبتهم على حضور التدريبات و المباريات بشكل مستمر .. و بالطبع كان لكل ذلك دور كبير في خلق مناخ كروي أكثر من رائع.

الأهلي خاض المباراة بتشكيل لا يحتوى إلا على أربعة لاعبين يتم الدفع بهم في المباريات و هم أحمد السيد و شادي محمد و وائل رياض و إسلام الشاطر و معهم حسام عاشور, و كان باقي اللاعبين هم أمير عبدالحميد و هادي خشبة و أحمد أبومسلم و هيثم غزالي و سيد عبدالحفيظ و عمرو سماكة.

بطبيعة الحال, و كما هو متوقع سيطر الأهلي مجريات اللقاء تماما منذ بدايته بل و ترجم ذلك إلى هدف مبكر في الدقيقة الثانية مما أعطى اللاعبين دفعة معنوية رهيبة و شعرنا وقتها أن الأهلي في مباراة رسمية يهمه فيها إحراز عدد كبير من الأهداف, و وجدنا المحاولات تتوالي واحدة تلو الأخرى حتى انتهى الشوط الأول فقط بثلاثية نظيفة للأهلي وسط ذهول لاعبي بترول أسيوط و جهازهم الفني بقيادة ابن الأهلي الكابتن رمضان السيد.

بين الشوطين التقى AhlyNews.com بالكابتن يسري إبراهيم المدرب العام لفريق بترول أسيوط, و كان لنا حديث سريع معه .. و لعل أبرز ما ذكره الكابتن يسري عن نتيجة الشوط الأول (3-0) " اللعيبة خايفة جدا .. مهما تعمل عشان تشيل منهم الخوف برضه مرعوبين!" و أوضح الكابتن يسري أنه عمل مع الجهاز الفني للفريق منذ فترة طويلة على العامل النفسي و بث في قلوبهم الطمأنينة خاصة أن النتيجة لن تؤثر, "لكن الأهلي أهلي برضه .. فريق كبير و كله نجوم بينافسوا بعض .. اللعيبة لازم تخاف" .. هكذا قال المدرب العام لفريق بترول أسيوط عندما كان فريقه متأخرا بثلاثة أهداف فقط, و كانت كلمة "كله نجوم بينافسوا بعض" تحمل الكثير من المعاني التي سنستفيض في شرحها لاحقا.

مع شوط المباراة الثاني أصبح شادي محمد و حسام عاشور فقط هما اللاعبان اللذان يتم الدفع بهم في المباريات, بعد خروج أحمد السيد و إسلام الشاطر .. و مع ذلك ظهر الإنسجام على لاعبي الفريق, لعب بإيقاع سريع جدا و من لمسة واحدة, لا مرواغات زائدة, لا تمريرات مقطوعة, كرات أمامية رائعة, رجولة من المدافعين, تألق أمير عبدالحميد الذي تصدى لثلاث كرات كان من الممكن أن تسكن شباكه دون أن يسأل عنها .. حقيقة صدق الجمهور عندما أسمى ما يحدث في الملعب باستعراض في السيرك القومي مثلا, و بذلك أحرز الأهلي أربعة أهداف أخرى ليصبح الإجمالي سبعة أهداف بالتمام و الكمال.

أما اللقاء الأهم فكان أيضا مع المدرب العام للفريق الأسيوطي الكابتن يسري الذي أدلى ببعض النقاط التي اعتبرها سر تفوق الأهلي حيث قال لـAhlyNews.com: "إذا نظرت على فريق الأهلي .. الفريق كله نجوم, و لعلمك, فإذا واجهنا الفريق الأول أو بمعنى أصح التشكيل الأساسي لكان أفضل لنا .. فدكة الأهلي مليئة باللاعبين الرائعين الذين يريدون إثبات ذاتهم لذلك يبذلون كل جهدهم و كل لاعب يريد اللعب أساسيا و يريد إبراز كل ما يملك من قدرات حتى إذا كانت النتيجة ضمنت الفوز فهو يريد المزيد, لذلك لم تتوقف الأهداف حتى نهاية المباراة في الوقت الذي انهار فيه فريقنا .. و لهذا السبب فالأهلي هو الأفضل في مصر"

و بالطبع يعكس هذا الكلام مصدر قوة الأهلي, و هي التنافس, و لعل التنافس هو أهم مكاسب أن نملك فريقا عامرا بالنجوم حتى لو تسبب ذلك في جلوس عددا من اللاعبين الموهوبين على الدكة, لأن ذلك يدفعهم لمزيد من الإجتهاد و ينعكس بالإيجاب على الفريق,و هو ما حدث اليوم مع عمرو سماكة الذي أبدع و تألق في سماء التتش, راوغ و توغل و صنع أربعة أهداف من السبعة و صنع العديد من الأهداف الضائعة و نال ركلة جزاء و استحق هتافات بالجملة من الجماهير.

الموضوع باختصار لا يخص النتيجة أو المباراة و إنما هي طبيعة فريق .. و ظهرت بشدة في هذه المباراة, و نتمنى أن تكون هذه المباراة هي بشرى خير للقمة الأفريقية المرتبقة يوم 16 أكتوبر بمشيئة الله.

تعليقات